عقيل الواجدي : شعراء الحنظل المتمردون، رابطة الشعر العربي في ذي قار 1995-2001 للكاتب محمد الكاظم
#الحوار_المتمدن
#عقيل_الواجدي شعراء الحنظل المتمردون،محمد الكاظم( 1) المشاريع الثقافية كثيرة في العالم، منها ما ينجح ويكون مؤثراً يمتلك ديمومة وامتداداً في الوسط الثقافي ومنها ما يفشل ويموت ولا يحدث فرقاً، وهناك نوع ثالث من المشاريع الثقافية التي تراوح بين النجاح والفشل. كل المشاريع الثقافية لا يمكن لها ان تنجح دون فضاء واسع من الحرية والامل بالغد وبإطلاق ممكنات الانسان.انا هنا لأتحدث عن نوع رابع من تلك المشاريع التي تمتلك خصوصية نادرة، اسميها المشاريع المغامرة، ففي التسعينات المُرة القاسية ولد مشروع صغير من رحم معاناة كبيرة. كنت شاهداً على ارهاصاته الأولى ثم غادرت العراق لكنني بقيت على تواصل مع مؤسسي ذلك المشروع الصغير الذين كانوا من بأعضاء الأحبة الذين أرادوا ان يضعوا بصمتهم على خارطة الادب والثقافة، وارادوا ان يقولوا كلمتهم في ظل ظروف بالغة التعقيد والغرابة. كانت هناك ثقافة مهيمنة على العقل العراقي هي ثقافة الانكسار والرضوخ للطغيان والتمسح بتراب الأدب الرخيص الذي تنتجه ماكنة الدكتاتور التي كان الكثير من المشتغلين في الشأن الثقافي يحاولون اللحاق بها، فيما كانت المؤسسات الثقافية تكرس مثل هذا النوع من الثقافة وتدعو لها وتشجع عليها. في نفس الوقت كان هناك مثقفون يحاولون ملاعبة ثعابين الخطر بالتمرد الهادئ على شروط ثقافة الدكتاتور بإنتاج أنماط أدبية غارقة في الرمزية هرباً التأويل الذي يمكن ان يودي بحياة صاحب النص. كان القيد الثقافي ثقيلاً على الانسان العراقي وكان الكل جائعاً وضائعاً وبلا امل يبحث عن خلاصه الفردي بأي طريقة كانت في التسعينات اعتزل المثقف النظيف أجواء الثقافة وامتنع عن الاشتراك في سيرك السلطة ورمى بأسلحته وأصبح جليس بيته، او حبيس أجواء المقهى حيث كان يجري تداول نص جيد خارج عن مزاج السلطة كما يجري تداول منشور سري. في نفس الوقت كانت أسماء الذين استمرأوا عطايا السلطة تتضخم شيئاً فشيئاً وتصدر لهم نصوص وكتابات أصبحت سُبة على بعضهم في مرحلة لاحقة.في تلك الظروف الغرائبية التي كان الجميع يفكر فيها بالخبز كان بعض بأعضاء من شعراء الناصرية يفكرون بالشعر. كانوا مجانين من نوع خاص، قرروا ان يقيموا رابطة لهم ليلتقوا فيها ويتحدثوا عن الشعر والأدب وجمال الحياة، ويتواصلون مع مثقفين خارج العراق، ويقيمون مسابقات، وينشرون صحيفة يكتبونها بأيديهم ويستنسخونها ثم يوزعونها على مثقفي المدينة، ويصدروا بعد فترة كتاباً مشتركاً مستنسخاً يحوي بواكير قصائدهم المحملة بالوجع والألم الجنوبي الذي يريد ان يتنفس في فضاء أكثر اتساعاً.صارت تلك الوريقات المكتوبة بخط اليد والمستنسخة بجهاز الاستنساخ جزءا من الحياة الثقافية في المدينة، وصار مثقفو المدينة يتداولونها وينشرون بعض نصوصهم الصغيرة فيها، بما يتلاءم مع حجم صحيفة مكتوبة بخط اليد. وكانت تلك الصحيفة بداية انطلاقة للبعض، فيما حرصت بعض الأسماء الكبيرة -وقتها- على التواجد على صفحاتها البسيطة رغبة في ملاحقة ما ينتجه جيل صاخب بدأ يعبر عن نفسه للتو.حاول هؤلاء الشعراء التعبير عن المرارة التي كانوا يشعرون بها في وقت تفتحت فيه ازاهير طاقاتهم الأدبية فوجدوا كل أبواب الحياة والادب مؤصدة في وجوههم، فقرروا ان يعاندوا صحراء الواقع بمساعدة خيالات الشعر وفتحوا لأنفسهم كوةً استطاعوا التنفس من خلالها، اخترقوا يباس التسعينات المؤلم، وفاضت مرارتهم على الورق شعراً. كانت قصائدهم مثل نبات الحنظل الذي يضع بصمة جمال خضراء على الصحراء لكنه يحمل المرارة والعطش في داخله. كان وجع القصائد طافحاً يراوح بين ظلال الشعر وهجير الكلمات، والكثير من ا ......
#شعراء
#الحنظل
#المتمردون،
#رابطة
#الشعر
#العربي
#1995-2001
#للكاتب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755974
#الحوار_المتمدن
#عقيل_الواجدي شعراء الحنظل المتمردون،محمد الكاظم( 1) المشاريع الثقافية كثيرة في العالم، منها ما ينجح ويكون مؤثراً يمتلك ديمومة وامتداداً في الوسط الثقافي ومنها ما يفشل ويموت ولا يحدث فرقاً، وهناك نوع ثالث من المشاريع الثقافية التي تراوح بين النجاح والفشل. كل المشاريع الثقافية لا يمكن لها ان تنجح دون فضاء واسع من الحرية والامل بالغد وبإطلاق ممكنات الانسان.انا هنا لأتحدث عن نوع رابع من تلك المشاريع التي تمتلك خصوصية نادرة، اسميها المشاريع المغامرة، ففي التسعينات المُرة القاسية ولد مشروع صغير من رحم معاناة كبيرة. كنت شاهداً على ارهاصاته الأولى ثم غادرت العراق لكنني بقيت على تواصل مع مؤسسي ذلك المشروع الصغير الذين كانوا من بأعضاء الأحبة الذين أرادوا ان يضعوا بصمتهم على خارطة الادب والثقافة، وارادوا ان يقولوا كلمتهم في ظل ظروف بالغة التعقيد والغرابة. كانت هناك ثقافة مهيمنة على العقل العراقي هي ثقافة الانكسار والرضوخ للطغيان والتمسح بتراب الأدب الرخيص الذي تنتجه ماكنة الدكتاتور التي كان الكثير من المشتغلين في الشأن الثقافي يحاولون اللحاق بها، فيما كانت المؤسسات الثقافية تكرس مثل هذا النوع من الثقافة وتدعو لها وتشجع عليها. في نفس الوقت كان هناك مثقفون يحاولون ملاعبة ثعابين الخطر بالتمرد الهادئ على شروط ثقافة الدكتاتور بإنتاج أنماط أدبية غارقة في الرمزية هرباً التأويل الذي يمكن ان يودي بحياة صاحب النص. كان القيد الثقافي ثقيلاً على الانسان العراقي وكان الكل جائعاً وضائعاً وبلا امل يبحث عن خلاصه الفردي بأي طريقة كانت في التسعينات اعتزل المثقف النظيف أجواء الثقافة وامتنع عن الاشتراك في سيرك السلطة ورمى بأسلحته وأصبح جليس بيته، او حبيس أجواء المقهى حيث كان يجري تداول نص جيد خارج عن مزاج السلطة كما يجري تداول منشور سري. في نفس الوقت كانت أسماء الذين استمرأوا عطايا السلطة تتضخم شيئاً فشيئاً وتصدر لهم نصوص وكتابات أصبحت سُبة على بعضهم في مرحلة لاحقة.في تلك الظروف الغرائبية التي كان الجميع يفكر فيها بالخبز كان بعض بأعضاء من شعراء الناصرية يفكرون بالشعر. كانوا مجانين من نوع خاص، قرروا ان يقيموا رابطة لهم ليلتقوا فيها ويتحدثوا عن الشعر والأدب وجمال الحياة، ويتواصلون مع مثقفين خارج العراق، ويقيمون مسابقات، وينشرون صحيفة يكتبونها بأيديهم ويستنسخونها ثم يوزعونها على مثقفي المدينة، ويصدروا بعد فترة كتاباً مشتركاً مستنسخاً يحوي بواكير قصائدهم المحملة بالوجع والألم الجنوبي الذي يريد ان يتنفس في فضاء أكثر اتساعاً.صارت تلك الوريقات المكتوبة بخط اليد والمستنسخة بجهاز الاستنساخ جزءا من الحياة الثقافية في المدينة، وصار مثقفو المدينة يتداولونها وينشرون بعض نصوصهم الصغيرة فيها، بما يتلاءم مع حجم صحيفة مكتوبة بخط اليد. وكانت تلك الصحيفة بداية انطلاقة للبعض، فيما حرصت بعض الأسماء الكبيرة -وقتها- على التواجد على صفحاتها البسيطة رغبة في ملاحقة ما ينتجه جيل صاخب بدأ يعبر عن نفسه للتو.حاول هؤلاء الشعراء التعبير عن المرارة التي كانوا يشعرون بها في وقت تفتحت فيه ازاهير طاقاتهم الأدبية فوجدوا كل أبواب الحياة والادب مؤصدة في وجوههم، فقرروا ان يعاندوا صحراء الواقع بمساعدة خيالات الشعر وفتحوا لأنفسهم كوةً استطاعوا التنفس من خلالها، اخترقوا يباس التسعينات المؤلم، وفاضت مرارتهم على الورق شعراً. كانت قصائدهم مثل نبات الحنظل الذي يضع بصمة جمال خضراء على الصحراء لكنه يحمل المرارة والعطش في داخله. كان وجع القصائد طافحاً يراوح بين ظلال الشعر وهجير الكلمات، والكثير من ا ......
#شعراء
#الحنظل
#المتمردون،
#رابطة
#الشعر
#العربي
#1995-2001
#للكاتب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755974
الحوار المتمدن
عقيل الواجدي - شعراء الحنظل المتمردون، رابطة الشعر العربي في ذي قار 1995-2001 للكاتب محمد الكاظم