الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
خولة الفرشيشي : الاغتصاب والإعدام: عندما نبرّر الجريمة بجريمة ثانية
#الحوار_المتمدن
#خولة_الفرشيشي إثر تواتر جرائم القتل في تونس، لا سيّما المقترنة بالجسد الأنثوي كالاغتصاب وتحويل الوجهة والتنكيل بجثّة الضحية، ارتفعت الأصوات المنادية بتطبيق عقوبة الإعدام كحلٍّ رادع. لكن ما العلاقة بين جريمة الاغتصاب وعقوبة الإعدام؟ وكيف ربط عديد المتابعين في تونس وتيرة العنف والجرائم بعدم تنفيذ عقوبة الإعدام؟دفعتنا الأحداث الأخيرة بتونس إثر تواتر جرائم القتل لا سيّما المقترنة بالجسد الأنثوي كالاغتصاب وتحويل الوجهة والتنكيل بجثّة الضحية إلى إعادة التفكير في قضية عقوبة الإعدام، وذلك بعد ارتفاع الأصوات المنادية بتطبيقها كحلٍّ رادع. وقد بلغت هذه الأصوات ذروتها خاصةً إثر مقتل الفتاة “رحمة لحمر” والتي وقع اغتصابها وقتلها في تونس منذ شهرٍ تقريبًا. سأحاول من خلال هذا المقال تفكيك العلاقة الجدلية القائمة بين جريمة الاغتصاب وعقوبة الإعدام وكيف ربط عديد المتابعين في تونس وتيرة العنف والجرائم بعدم تنفيذ عقوبة الإعدام.يحتفي التاريخ البشري بأنماطٍ ووسائل متعددة للتنكيل بالجسد ومعاقبته عن طريق ضبط جسد “الجاني” في سياقٍ ديني وتنفيذ أقصى العقوبات عليه لتحريره من الذنوب وتطهيره من الخطيئة، إذ يقوم الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو في كتابه “المراقبة والمعاقبة” بسرد وقائع التعذيب والتنكيل بالجسد، وذلك من خلال استدعاء مشهدية الإعدام التي طالت المواطن الفرنسي داميان. فقد نُكِّل بجسده على نحو بشع جدًّا، حيث استخدمت طرق وحشيّة بغاية تعذيبه سواء كان ذلك عبر صلبه أو تقطيع أوصاله وصولًا إلى حرق جثته أمام الحشود. وقد وجد هذا الحدث مشروعيته من خلال تواطؤ السلطة السياسية والدينية، ولم يترك لداميان سوى حصاد العذاب وهجرته خارج الحياة.إنّ مرمى فوكو، وهو يحيلنا بكتابته المشهدية إلى جسد داميان الممزّقة أوصاله، هو الإشارة بأصابع الاتهام إلى السلطة، تلك التي باتت تعتبر جسد الإنسان فضاء نفوذها وجبروتها، ولهذا فإنّ جسد داميان ليس حدث إدانةٍ فحسب، بل وثيقةٌ من خلالها نطّلع على تاريخ فرنسا قبل الإصلاحات الدستورية والقانونية التي عقبت الثورة الفرنسية إلى اليوم، حيث مثّلت السيطرة على الجسد وإخضاعه إلى ضوابط وإجراءات ومعايير مختلفة من قبيل الملابس والتصرفات إلى اعتبارات اقتصادية ودينية، وأيّة محاولة لخلخلة هذه الضوابط وما يعنيه من خلخلة في النظام بمؤسساته الدينية كان يجري التعاطي معها بوحشيةٍ بالغة.إنّ ما ورد في كتاب “المراقبة والمعاقبة” هو في حقيقة الأمر مطرقةٌ هدّامةٌ لكافّة أقنعة السلطة، فهي لا تتورّع في اختراق كلّ الحدود من أجل بسط هيمنتها. أما تعذيبها للمتهمين فهو إقرارٌ سياسيٌّ منها بغاية فرض الانضباط والرقابة والتركيع بالقوة والترهيب: هكذا ترتحل من جسد الفرد إلى الجسد الاجتماعي ككلّ ومن ثمّ تأسر حركته في الفضاء العام والفضاء الخاص. إنّها تقنية حصارٍ عنيفٍ لما هو حميميٌّ أيضًا.مثّلت السيطرة على الجسد وإخضاعه إلى ضوابط وإجراءات ومعايير مختلفة من قبيل الملابس والتصرفات إلى اعتبارات اقتصادية ودينيةلقد مثّل موت داميان واقعةً مزلزلةً فعلًا، إذ أن نهايته الدامية دفعت فوكو إلى وصفها بأن “تمّ تقسيمها إلى ألف ميتة”، ولهذا فإن وقعها – ولو بعد قرون – ظلّ يلاحق الأوروبيين ممّا دفعهم إلى القطع مع موروث منتصف القرون الوسطى فأُلغيت عقوبة الإعدام كما جُرّم التعذيب داخل السجون.يُقدّم لنا فوكو شهادةً عن وقائع عصر انسداد الأفق الفكري في أوروبا، وما تلاه من مشروع الحداثة والتنوير الذي ساهم في إلغاء عقوبة الإعدام (في سبعينيات القرن الماضي) بأكثر من 100 دولة حول العالم ......
#الاغتصاب
#والإعدام:
#عندما
#نبرّر
#الجريمة
#بجريمة
#ثانية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699335