الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبدالله رحيل : ورقاء تغرد من نجد
#الحوار_المتمدن
#عبدالله_رحيل يتفاخر القوم في الأنساب والأحساب، وفي الشهرة، وما آل إليهم من مباهج الدنيا، وزهوها، والشعراء، والأدباء يتهافتون، لوصف إبداع، أو سمو ألفاظ، لممدوح، أو غزل لظبي راح يتهادى في مِشيته وسط غابة، كلأٌ فيها، وماءٌ وفير، ويذهب القوم مسترسلين في وصف مشارب، و إعداد القهوة، تكون للسمار، وللعشاق، ولمجالس القوم منبر، يعتدُّون بطقوسها النبيلة الشريفة، فيستشعرون لذّتها، ويُحْدِثُون لها غاياتٍ وأعرافاً، ويرسمون لها اللوحات، وينتقون لها الفناجين والنكهات، فتُدار في مجالس الأتراح، والأفراح، فيُنشدون لها قصائد الغزل، معطرة بمآثر الأبطال، وشرف النفوس، وينبرون ذوداً عنها، إن تعكّرت أمزجة القوم في ذمِّ هَالِها، وإن قُدِّم لعلِّية القوم شيءٌ من أسمالها، فهي السيّدة في مجالس السمار والأشراف، وهي النقيّة الطاهرة، لما انقضى من زمن الأسلاف، وإن استجارت حرَّةٌ بِدِلَاِلها، توافد القوم حفظا لشرفها، فهي مفتاح الندى، وهي ميزان العقول.لكنّني، وأنا في غمرة الحديث المتوارث عن مفاخر القوم، وعن ملذات الدنيا وعن مفاتنها، وعن حكايا الليل المقمر، فيما كان من أمجاد، لتأخذني الكريمة، والعزيزة من حروفي، في نبعة التميز، وفي الذكر العتيق، وعبر مسافات دربٍ سحيق، أفخر في نور قمر جنوبيّ، نفذ نوره من بين مسام سعف نخل نجد التليد، وقد نثر النور في متون أوراقه، فشفت لغته اعتلال السهوب، وشفني الوجد لحديث الرشا الطروب، أضحى للعشاق سامراً، وللتائهين هداية، فجلا عتمة الليل، ورنّم رجع سجع الحمائم، ونثر البُهُج في ثغور زهر البرايا، فحدّث للورى، وللخزامى عشق الياسمين، فأدار من رُبَا نجد البعيدة دورة أفراح السنين، بلغة أهل الشام النبيلة العذبة الناعمة الجليلة، ولثغة الشحرور في لحن نايٍ مُحزنة، لتطرب النجوم والغاب في هدأة الليل الطويل السرمدي، وحيدة كنجمة ضحى، في حديث مسترسل طويل، صمت فيه السامعون، واستولى الإصغاء والقبول على شخوص المتحدّثين، فالسفينة يوجهها ربَّان واحد، تمخر عباب البحر دونما ضَلال، وقد سمع العاصي تردُّد صوتها، وأعادت نواعير حماة صدى فكرها، فاختارت الصحارى موطنا لها؛ لتضم حروفها هدأة الرمال، وعطر الشيح والقيصوم؛ فتحيا الطلول، ولن تبكي الشعراء في رسم الأطلال، وفي درس آثار الديار، سمعتُ لها صدى صوت في هبوب الرياح المثيرة للأشجان؛ فسحرني النغم في استدارة ميم حديثها، وتعطّرت أذناي في رجع أوزان موسيقاها؛ فغار السِّدْرُ منها، وأعطاها نوناً، وراء، وسيناً، وهاء، ومكرمة، من وجه أوراق نبته، ومن ملامح الدهناء، لتضمَّ جبال أجا وسلمى غزالا غضيض الطرف مكحولاً، وقد شفى نفسي، وأبرأها ذكرُ بيت لابن أبي ربيعة المخزوميّ، في هدأة النجم، والأقمار، وقد اعتزل القومَ، والناس، ذات مساء؛ فتعلقت عيناه بنجمة بعيدة منيرة، فرسم بسمة الثريَّا في بيت شوق غزليٍّ، عفيف، مؤلم: هِيَ شامِيَّةٌ إِذا ما اِستَقَلَّتوَسُهيلٌ إِذا اِستَقَلَّ يَمانِهجست كثيرا لوقع حديثها، فاحتواني الحديث، والمكان، فَرُحت أرقب كلماتها؛ فأخذني الإصغاء لنقدها، واستوقفت زمني لحظات؛ ليخلد كلامها في لحد عقلي المكين، فطردتُ من عيني، ومن نفسي كل ارتباط عاطفيٍّ، وكل فكر العلم، والتأليف؛ فأسكنتُ منطق حديثها وكلامها كلّه، في أخدود مشاعري، وأغلقته، فاعتدلت حين كنت متكئا، لمّا تكلّمت باطراد مطلق، مستوردةً نقدّها كلّه؛ لتعطي مسيرة قاصٍّ نبيل، ذي مشاعرَ مرهفةٍ لأحاسيس شخوص، قد غدرت بهم الحكايا، والدُّنَى، وقد أوحلت بأقدامهم الطرقات، وتباكت لنحبهم النوارس، والأمواج، فلفظت أجسادهم بأرض بعيدة غريبة، فلربما شعرت المتحدثة الرقيقة، بما شعر به قاصُّ ال ......
#ورقاء
#تغرد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758529