محمد الفقي : نتفليكس وأخواتها
#الحوار_المتمدن
#محمد_الفقي (نتفلكس) و(أمازون) و(آبل) و(هولو) هي المنصات العابرة للجنسيات والثقافات والقوميات، التي خرجت لنا من قمائم العولمة، والتي تعرض المنتجات الدرامية والترفيهية الآن لجميع سكان الكوكب. نتوقع انضمام عدد آخر إليهم في القريب العاجل؛ منصات كوكبية جديدة تعرض المسلسلات الدرامية، والأفلام الروائية والوثائقية، وأفلام الكرتون، والبرامج الترفيهية والحواريَّة، وبرامج المسابقات، وتلفزيون الواقع، وهلم جرا. نسيج عنكوبتي يلف الكوكب ويعلق به المتفرجون مثل جثث حشرات ُتمتص حتى الجفاف. أما المنصات الإقليمية التي تستهدف جمهوراً قومياً محدداً ومعيناً، فمتوافر الكثير منها منذ فترة طويلة، ولدينا منها في الوطن العربي الآن أربع منصات: (شاهد)، و(واتش إت)، و(فيو)، و(تود)، وأعدادها مرشحة أيضاً للزيادة. لكن ما يهمنا في هذا المقام هي المنصات الكوكبية العابرة للدولة القومية. من ناحية، بسبب هول تأثيرها الذي لا يمكن حسابه بالأرقام أو وصفه بالنعوت. ومن ناحية أخرى، بسبب الاختلاف البيِّن في أسلوب عمل المنصات الكوكبية عن القومية، ومن قبل الاختلاف في التوجهات والقيم والأولويات التي يستهدفها كل منها.كيف تختار (نتفلكس) أعمالها؟على عكس الشائع بين العامة، فإن أبواب (نتفلكس) ليست مفتوحة أمام المبدعين من مختلف أنحاء العالم. الواقع، أن هناك قاعدة أساسية يعرفها كل من حاول التقدم بمشروع مسلسل لشركة (نتفلكس)؛ عليك أولاً أن تعثر على شخص سبق له العمل منتجاً منفذاً لصالح (نتفلكس) في إحدى إنتاجاتها الدرامية، على أن يقوم هو، لا أنت، بتقديم المشروع إلى الشركة. هذا يعني أنه لكي تعمل مع (نتفلكس) عليك أن تكون قد عملت سابقاً مع (نتفلكس). طبعاً (نتفلكس) تستطيع، إن رغبت، بوصفها شركة استثمارية خاصة، أن تطلب أعمالاً، بصيغة الأمر المباشر والتعاقد الفوري، من أي مبدع، سواء أكان قد سبق له التعامل معها أم لا. إذن (نتفلكس) تستطيع الوصول إليك في أي وقت، لكنك أنت لا تستطيع الوصول إليها إن أحببت. هذه وضعية تذكرك، ولابد، بمحاولات ك للوصول إلى المسؤولين في القصر في رواية (القصر) لكافكا.لنضرب مثلاً توضيحياً من حالتنا العربية. قامت (نتفلكس) أخيراً بإنتاج أول فيلم عربي لها (أصحاب ولا أعز، 2021)، وعدة مسلسلات عربية، بدأتها بمسلسلين عن الأشباح كان من ضمنهما (ما وراء الطبيعة، 2020)، ومسلسل آخر للدمية "أبلة فاهيتا". فإذا ما سألت: على أي أساس قامت (نتفلكس) باختيار هذه الأعمال؟ لن تجد إجابة. وإذا سألت: من هو المسؤول بالشركة الذي قام بالاختيار أو الموافقة على هذه الأعمال؟ هل هو مدير فرع الشركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟ أم مسؤولة قسم إنتاج المسلسلات الدولية؟ أم مدير قسم الإنتاج العام؟ أم المدير التنفيذي نفسه للشركة؟ وهل كان لجيش مستشاري السيناريو والإنتاج والتوزيع التابع لـ (نتفلكس) دوراً في عملية الاختيار وحسم قرارات الإنتاج؟ فسيكون أيضاً من المستحيل أن نعثر على إجابة.هذه الحالة من الضبابية في المسؤولية تفتح الباب أمام الحديث عما نعتقد أنه أهم إحدى سمتين تميزان أسلوب العمل في تلك الشركات الإعلامية الكوكبية؛ ونعني بها "سلطة المكاتب"، أو "حكومة المكاتب".كانت حنا أرنت أول من استشرفت، في عام 1969، شكلاً جديداً من أشكال الحكم في المستقبل، أطلقت عليه آنذاك اسم "حكومة المكاتب"، أو "حكومة البيروقراطية". نحن نعلم أن أشكال الحكم المتنوعة التي مرت على الخبرة الإنسانية هي إما الملكية أو حكم الفرد، أو الأرستقراطية أو حكم النخبة، أو الثيوقراطية أو حكم رجال الدين، أو الديمقراطية أو حكم الأغلبية. لكن، ......
#نتفليكس
#وأخواتها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766396
#الحوار_المتمدن
#محمد_الفقي (نتفلكس) و(أمازون) و(آبل) و(هولو) هي المنصات العابرة للجنسيات والثقافات والقوميات، التي خرجت لنا من قمائم العولمة، والتي تعرض المنتجات الدرامية والترفيهية الآن لجميع سكان الكوكب. نتوقع انضمام عدد آخر إليهم في القريب العاجل؛ منصات كوكبية جديدة تعرض المسلسلات الدرامية، والأفلام الروائية والوثائقية، وأفلام الكرتون، والبرامج الترفيهية والحواريَّة، وبرامج المسابقات، وتلفزيون الواقع، وهلم جرا. نسيج عنكوبتي يلف الكوكب ويعلق به المتفرجون مثل جثث حشرات ُتمتص حتى الجفاف. أما المنصات الإقليمية التي تستهدف جمهوراً قومياً محدداً ومعيناً، فمتوافر الكثير منها منذ فترة طويلة، ولدينا منها في الوطن العربي الآن أربع منصات: (شاهد)، و(واتش إت)، و(فيو)، و(تود)، وأعدادها مرشحة أيضاً للزيادة. لكن ما يهمنا في هذا المقام هي المنصات الكوكبية العابرة للدولة القومية. من ناحية، بسبب هول تأثيرها الذي لا يمكن حسابه بالأرقام أو وصفه بالنعوت. ومن ناحية أخرى، بسبب الاختلاف البيِّن في أسلوب عمل المنصات الكوكبية عن القومية، ومن قبل الاختلاف في التوجهات والقيم والأولويات التي يستهدفها كل منها.كيف تختار (نتفلكس) أعمالها؟على عكس الشائع بين العامة، فإن أبواب (نتفلكس) ليست مفتوحة أمام المبدعين من مختلف أنحاء العالم. الواقع، أن هناك قاعدة أساسية يعرفها كل من حاول التقدم بمشروع مسلسل لشركة (نتفلكس)؛ عليك أولاً أن تعثر على شخص سبق له العمل منتجاً منفذاً لصالح (نتفلكس) في إحدى إنتاجاتها الدرامية، على أن يقوم هو، لا أنت، بتقديم المشروع إلى الشركة. هذا يعني أنه لكي تعمل مع (نتفلكس) عليك أن تكون قد عملت سابقاً مع (نتفلكس). طبعاً (نتفلكس) تستطيع، إن رغبت، بوصفها شركة استثمارية خاصة، أن تطلب أعمالاً، بصيغة الأمر المباشر والتعاقد الفوري، من أي مبدع، سواء أكان قد سبق له التعامل معها أم لا. إذن (نتفلكس) تستطيع الوصول إليك في أي وقت، لكنك أنت لا تستطيع الوصول إليها إن أحببت. هذه وضعية تذكرك، ولابد، بمحاولات ك للوصول إلى المسؤولين في القصر في رواية (القصر) لكافكا.لنضرب مثلاً توضيحياً من حالتنا العربية. قامت (نتفلكس) أخيراً بإنتاج أول فيلم عربي لها (أصحاب ولا أعز، 2021)، وعدة مسلسلات عربية، بدأتها بمسلسلين عن الأشباح كان من ضمنهما (ما وراء الطبيعة، 2020)، ومسلسل آخر للدمية "أبلة فاهيتا". فإذا ما سألت: على أي أساس قامت (نتفلكس) باختيار هذه الأعمال؟ لن تجد إجابة. وإذا سألت: من هو المسؤول بالشركة الذي قام بالاختيار أو الموافقة على هذه الأعمال؟ هل هو مدير فرع الشركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟ أم مسؤولة قسم إنتاج المسلسلات الدولية؟ أم مدير قسم الإنتاج العام؟ أم المدير التنفيذي نفسه للشركة؟ وهل كان لجيش مستشاري السيناريو والإنتاج والتوزيع التابع لـ (نتفلكس) دوراً في عملية الاختيار وحسم قرارات الإنتاج؟ فسيكون أيضاً من المستحيل أن نعثر على إجابة.هذه الحالة من الضبابية في المسؤولية تفتح الباب أمام الحديث عما نعتقد أنه أهم إحدى سمتين تميزان أسلوب العمل في تلك الشركات الإعلامية الكوكبية؛ ونعني بها "سلطة المكاتب"، أو "حكومة المكاتب".كانت حنا أرنت أول من استشرفت، في عام 1969، شكلاً جديداً من أشكال الحكم في المستقبل، أطلقت عليه آنذاك اسم "حكومة المكاتب"، أو "حكومة البيروقراطية". نحن نعلم أن أشكال الحكم المتنوعة التي مرت على الخبرة الإنسانية هي إما الملكية أو حكم الفرد، أو الأرستقراطية أو حكم النخبة، أو الثيوقراطية أو حكم رجال الدين، أو الديمقراطية أو حكم الأغلبية. لكن، ......
#نتفليكس
#وأخواتها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766396
الحوار المتمدن
محمد الفقي - نتفليكس وأخواتها