الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
كمال غبريال : من العقلية الشفاهية إلى الكتابية
#الحوار_المتمدن
#كمال_غبريال نقصد بالعقلية الشفاهية:تلك التي تشكلت عبر توظيف حاسة السمع. لاستقبال المعلومات والأقوال المأثورة. وتختزنها لتعيد ترديدها في المناسبات، مزيدة أو منقوصة. وغالباً منحرفة عن الأصل بدرجة أو بأخري. دونما إمكانية تُذكر لوضع ما تم اختزانه، أو ما يعاد ترديده، موضع الفحص الجدي والمراجعة.فطبيعة الكلمات التي يتم إرسالها شفاهياً، وتتبدد في الهواء، لا تسمح إلا بهامش بالغ الضيق، للتمعن والتأمل والفحص المنطقي. علاوة على تأثير عناصر العاطفة والحماسة ولغة الجسد، التي يتضمنها عادة الخطاب السماعي. وكذلك صياغة العبارات الشفاهية، التي غالباً ما تكون ذات جرس موسيقي. ما يساهم في قبول أو رفض الرسالة الشفاهية، بغض النظر عن المحتوى الفكري الموضوعي.أما العقلية الكتابية، فهي تلك التي صارت عن طريق ما تتيحه الكتابة من إمكانيات، مؤهلة لأن تمارس عملية النقد والتحليل والتدبر للرسالة المكتوبة. عبر التدريب على تأمل النصوص المدونة. بالقراءة تقدماً للأمام في النص. ثم إمكانية العودة تراجعاً للخلف. لمقارنة المعاني وتحليل أفكارها وتقييمها منطقياً واقعياً.نلاحظ أن ليست كل رسالة مدونة تعد رسالة كتابية. فالعبرة في تحديد نوعية الرسالة هو منهج إنتاجها، شفاهياً كان أم كتابياً. وليس مجرد وسيلة إرسالها، إن كان عن طريق النطق أو التدوين. إذ تبقى الرسائل ذات الملامح والأصل الشفاهي محتفظة بتوصيفها الشفاهي بعد التدوين. تماماً كما أن الرسالة الكتابية تظل محتفظة بتوصيفها الكتابي، حتى لو تم إرسالها شفاهياً.ما قلناه على طريقة استقبال الرسالة، والفرق بين الطريقة الشفاهية والكتابية في الاستقبال، يقال أيضاً على طريقة إنتاج الرسالة.فالمُنتِج الكتابي يُتاح له تأمل وتدبر أفكاره. والرجوع إلى ماسبق وسطره. ليعيد تنقيحه أو حذفه واستبداله. وهو إذ يفعل هذا، ربما يبدأ عملية إنتاج فكر جديد خلاق، لم يخطر على باله حال الشروع في الكتابة.كل هذا يفتقده مُنتِج الرسالة الشفاهية. إذ تتدفق رسالته في عفوية وبساطة إلى مستمعيه. وهو يفعل نفس الشيء، حتى إذ ما كان يدون رسالته على الورق.رواية "البوساء" مثلاً لفيكتور هوجو، مدونة بمنهج شفاهي، ونجد فيها ذات ملامح الخطاب الشفاهي. ويقال أنه كان أثناء كتابة الرواية يدون أفكاره على ورق، وكلما امتلأت ورقة يلقي بها خلف ظهره ليبدأ في غيرها. ليعود بعد ذلك يجمع الأوراق المتناثرة. بلا مراجعة ولا تدقيق. لنجد التكرار الممل والأفكار النمطية هي السائدة في عموم الرواية الشهيرة.فيما رواية "عوليس" لجيمس جويس، عمل كتابي من الدرجة الأولى. فيه عمق الأفكار والمشاعر وتعقدها وتشابكها.المتلقي السماعي كذلك يقرأ المدونة بنفس الطريقة الشفاهية. فلا يتمهل لتدبر معاني الكلمات. ولا يعود في السطور إلى الخلف، ليحلل ويقارن ويربط الأفكار ببعضها.إذا كانت هناك العديد من العناصر، التي يمكن بقياسها تحديد درجة تحضر وتطور الشعوب، فلعل أهمها هو تطور الثقافة والعقلية، من مرحلة الشفاهية إلى مرحلة الكتابية. وتقاس بنسبة الأعداد المتحولة للكتابية في كل أمة. وبالنسبة للفرد تقيم ثقافة وعقلية الفرد الكتابية، بنسبة مكونات المنهج والثقافة الكتابية لديه إلى الثقافة الشفاهية.فرغم أن الطفل الآن يدخل المدرسة ليتقن ويوظف تكنولوجيا الكتابة منذ سن السادسة، إلا أن الوسط الذي ينشأ فيه، من حيث طبيعة ثقافته، يؤثر في درجة تكون عقلية وثقافة كتابية لديه.ويلاحظ أن نسبة الكتابية في ثقافة وعقلية أي أمة أو فرد، لا تصل أبداً إلى درجة الإطلاق. إذ غالباً ما تظل هناك نسبة شفاهية في ثقافة أكثر الناس تحضراً و ......
#العقلية
#الشفاهية
#الكتابية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758157