رابح لونيسي : موريس جولي والتأسيس للميكيافيلية الناعمة
#الحوار_المتمدن
#رابح_لونيسي لعل سيستغرب الكثير عن كتابة مقالة عن المحامي الفرنسي موريس جولي Maurice Joly (1829-1879) المجهول لدى أغلب القراء، وماعلاقة ذلك بنيقولا مكيافيللي(1469-1527) الشهير بكتابه "الأمير" ومذهبه "الغاية تبرر الوسيلة"، وكأن ميكيافيللي هو ضد أي أخلاق بهذه الفكرة، لكن في حقيقة الأمر هو حريص على الأخلاق في التعاملات بين البشر بحكم إيمانه الديني المسيحي، إلا أن مقولته أو طرحه تخص السلطة فقط، وما يعتقد أنه دفاعا منه عن فلورنسا، ومنها إيطاليا أمام الأخطار المحدقة بها من كل الأطراف الداخية والخارجية. فميكيافيللي يبرر كل السلوكات والممارسات التي من شأنها أن تحافظ على الدولة، ولاتنهار، فقد وضع ميكيافيلي بذلك ما يسمى اليوم ب"منطق الدولة" الذي يسمح بالتضحية بأغلى ما تملك الدولة من أجل بقائها وإستمرارها، إلا ان ميكيافيلي يجسدها في شخص الأمير الذي يجب أن يتصرف بالشكل الذي يجعله يحافظ على سلطته بغض النظر عن الأساليب التي سيستخدمها لتحقيق ذلك، فميكيافيلي هو الذي مهد لمبدأّ "السيادة" التي طرحها جون بودان، كما ينطلق من منظور أن الإنسان شرير وماكر بطبعه كما قال هوبز فيما بعد "ان الإنسان ذئب لأخيه الإنسان"، ولهذا يرى ميكيافيللي أنه يجب على الأمير التعامل مع أي إنسان بنفس الشكل بما فيها الشعوب إن أراد الحفاظ على سلطته، فيقول بأن الشعوب لو أعطيت لها حريات أكثر، ستدفع إلى الفوضى، ولهذا يرى أن بعض الدكتاتوريين في العالم، خاصة الرومان الذي أستلهم منهم بأنهم يظهرون شريرين، إلا أنهم لو نظرنا إلى أعمالهم بنظرة بعيدة، نجدهم- حسبه طبعا- قد قدموا أعمالا جليلة لأممهم، فلولا ممارساتهم تلك لما ساد الإستقرار، وانهارت تلك الدول-حسبه-، نحن لسنا هنا لمناقشة طروحات ميكيافليللي ونصائحه لأمير فلورنسا لورنس دومسيس في 1513 طمعا منه في العودة إلى السلطة بعد ما ضيع كل شيء بعد حياة دبلومسية طويلة وغنية جدا، فهو في ذلك يشبه بن خلدون في منطقتنا المغاربية، لكن لاتوجد أي علاقة بين الرجلين بإستثناء واقعيتهما، فما استغربته من خلال تتبعي لكليهما هي المقارنات والتشبيهات العديدة التي وضعها المغربي عبدالله العروي بين الشخصيتين في مجموعة من مقالاته. فالتشابه الوحيد بينهما هو أن ميكيافيللي ينطلق من الواقع مثل بن خلدون، ولهذا يقول بشكل غير مباشر بأنه لم يبدع أو يخترع أي شيء، بل وضع في كتابه "الأمير" ما هو واقع، ويقوم به كل صاحب سلطة بطبيعته كي يحافظ على سلطته، ففي نظره كل صاحب سلطة يدعمها بشكل أو بآخر وبنفس الأساليب التي وضعها في كتابه الشهير "الأمير" الذي ألفه في1513، وهو نفس ما يقوله الكثير من علماء النفس والسياسة بأن كل البشر دكتاتوريين بطبعهم، ولايمكن الحد من الطبيعة الدكتاتورية للحكام إلأ بمؤسسات قوية توقفهم عند حدهم. لكن من حق القاريء أن يتساءل عن علاقة ميكيافيللي بالمحامي الفرنسي موريس جولي المعروف بمعارضته للأمبرطور نابليون الثالث، فنرد بالقول لعل الكثير لايعلم أن جولي قد ألف كتابا هاما جدا نشره في منفاه ببلجيكا عام 1865 ينتقد من خلاله أساليب الأمبرطور لوي نابليون، وعنوانه هو "حوار في جهنم بين ميكيافيلي ومونتيسكيو"، وهو عبارة عن حوار وهمي بين ميكيافليلي الذي همه الدفاع عن سلطة الحاكم ومصالحه فقط ومونتيسكيو الديمقراطي بمفهومها المعاصر وصاحب كتاب "روح القوانين" أين يدافع فيه عن فكرة الفصل بين السلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية) كي يحد من سلطة الملك أو ما يسمى فيما بعد ب"الملكية الدستورية" أين تحدد العلاقة بين الملك وشعبه عبر عقد بينهما يسمى ب"الدستور"، ويكون للشعب رأيه وكلمته في تسيير ش ......
#موريس
#جولي
#والتأسيس
#للميكيافيلية
#الناعمة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701181
#الحوار_المتمدن
#رابح_لونيسي لعل سيستغرب الكثير عن كتابة مقالة عن المحامي الفرنسي موريس جولي Maurice Joly (1829-1879) المجهول لدى أغلب القراء، وماعلاقة ذلك بنيقولا مكيافيللي(1469-1527) الشهير بكتابه "الأمير" ومذهبه "الغاية تبرر الوسيلة"، وكأن ميكيافيللي هو ضد أي أخلاق بهذه الفكرة، لكن في حقيقة الأمر هو حريص على الأخلاق في التعاملات بين البشر بحكم إيمانه الديني المسيحي، إلا أن مقولته أو طرحه تخص السلطة فقط، وما يعتقد أنه دفاعا منه عن فلورنسا، ومنها إيطاليا أمام الأخطار المحدقة بها من كل الأطراف الداخية والخارجية. فميكيافيللي يبرر كل السلوكات والممارسات التي من شأنها أن تحافظ على الدولة، ولاتنهار، فقد وضع ميكيافيلي بذلك ما يسمى اليوم ب"منطق الدولة" الذي يسمح بالتضحية بأغلى ما تملك الدولة من أجل بقائها وإستمرارها، إلا ان ميكيافيلي يجسدها في شخص الأمير الذي يجب أن يتصرف بالشكل الذي يجعله يحافظ على سلطته بغض النظر عن الأساليب التي سيستخدمها لتحقيق ذلك، فميكيافيلي هو الذي مهد لمبدأّ "السيادة" التي طرحها جون بودان، كما ينطلق من منظور أن الإنسان شرير وماكر بطبعه كما قال هوبز فيما بعد "ان الإنسان ذئب لأخيه الإنسان"، ولهذا يرى ميكيافيللي أنه يجب على الأمير التعامل مع أي إنسان بنفس الشكل بما فيها الشعوب إن أراد الحفاظ على سلطته، فيقول بأن الشعوب لو أعطيت لها حريات أكثر، ستدفع إلى الفوضى، ولهذا يرى أن بعض الدكتاتوريين في العالم، خاصة الرومان الذي أستلهم منهم بأنهم يظهرون شريرين، إلا أنهم لو نظرنا إلى أعمالهم بنظرة بعيدة، نجدهم- حسبه طبعا- قد قدموا أعمالا جليلة لأممهم، فلولا ممارساتهم تلك لما ساد الإستقرار، وانهارت تلك الدول-حسبه-، نحن لسنا هنا لمناقشة طروحات ميكيافليللي ونصائحه لأمير فلورنسا لورنس دومسيس في 1513 طمعا منه في العودة إلى السلطة بعد ما ضيع كل شيء بعد حياة دبلومسية طويلة وغنية جدا، فهو في ذلك يشبه بن خلدون في منطقتنا المغاربية، لكن لاتوجد أي علاقة بين الرجلين بإستثناء واقعيتهما، فما استغربته من خلال تتبعي لكليهما هي المقارنات والتشبيهات العديدة التي وضعها المغربي عبدالله العروي بين الشخصيتين في مجموعة من مقالاته. فالتشابه الوحيد بينهما هو أن ميكيافيللي ينطلق من الواقع مثل بن خلدون، ولهذا يقول بشكل غير مباشر بأنه لم يبدع أو يخترع أي شيء، بل وضع في كتابه "الأمير" ما هو واقع، ويقوم به كل صاحب سلطة بطبيعته كي يحافظ على سلطته، ففي نظره كل صاحب سلطة يدعمها بشكل أو بآخر وبنفس الأساليب التي وضعها في كتابه الشهير "الأمير" الذي ألفه في1513، وهو نفس ما يقوله الكثير من علماء النفس والسياسة بأن كل البشر دكتاتوريين بطبعهم، ولايمكن الحد من الطبيعة الدكتاتورية للحكام إلأ بمؤسسات قوية توقفهم عند حدهم. لكن من حق القاريء أن يتساءل عن علاقة ميكيافيللي بالمحامي الفرنسي موريس جولي المعروف بمعارضته للأمبرطور نابليون الثالث، فنرد بالقول لعل الكثير لايعلم أن جولي قد ألف كتابا هاما جدا نشره في منفاه ببلجيكا عام 1865 ينتقد من خلاله أساليب الأمبرطور لوي نابليون، وعنوانه هو "حوار في جهنم بين ميكيافيلي ومونتيسكيو"، وهو عبارة عن حوار وهمي بين ميكيافليلي الذي همه الدفاع عن سلطة الحاكم ومصالحه فقط ومونتيسكيو الديمقراطي بمفهومها المعاصر وصاحب كتاب "روح القوانين" أين يدافع فيه عن فكرة الفصل بين السلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية) كي يحد من سلطة الملك أو ما يسمى فيما بعد ب"الملكية الدستورية" أين تحدد العلاقة بين الملك وشعبه عبر عقد بينهما يسمى ب"الدستور"، ويكون للشعب رأيه وكلمته في تسيير ش ......
#موريس
#جولي
#والتأسيس
#للميكيافيلية
#الناعمة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701181
الحوار المتمدن
رابح لونيسي - موريس جولي والتأسيس للميكيافيلية الناعمة