الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبد الرؤوف الشريفي : اعادة اكتشاف العالم مختارات من كتاب المشاية 2012
#الحوار_المتمدن
#عبد_الرؤوف_الشريفي 1/ فجر الاول من صفر على ظهري حقيبة سوداء. فيها ملابس سود, مستلزمات السفر الضرورية, ودفتر المدرسي قسمته نصفين عرضا ليسهل استخدامه لأدون فيه بعض ما ستلهمنني به السماء او التقطه من الارض. في كل هذا ينبغي ان احذر من سماع احدهم يقول ( عمي انت شتكتب!). فهذا يعني مشروع مشكلة. لم يكن معي في الشارع سوى الهلال متأرجحا شحيح الضوء خلف الغيوم. لعل الضوء الحقيقي سيغمرني لاحقا فهذا القمر مجرد صخرة معلقة في ظلام شاسع يتوسل نور الشمس ويدور دورة رتيبة منتظمة. ولم يكن من صوت سوى صوت البرد والرايات التي تخفق على الجدران الرطبة وعليها رسوم فرسان وخيول, لكني لا ار الفرسان تقاتل. ولا الخيول تحمحم في المعركة. مجرد قطعة قماش.كم تمنيت ان لا ينتهي هذا الفجر الغائم فهو نفسه الذي اعشقه, اتخيله في مقبرة وادي السلام القديمة في حرب الثمانينات, وكان ذلك مع تزايد الضحايا والأحلام المقطعة. كان الفجر مريعا مذهلا لم اكن اصلي, انما هي مشاعر تتنزل او تنبثق من باطني المزدحم, فقد فبدأت اشارك بتغسيل الموتى. ثم تدرجت الى مساعد جناز مع (الخال ابو لفتة) المتعهد المجاني لأخذ الجنائز. فكأن التعامل مع الموت يحتاج الى خبرة! وفي الدروب الضيقة المتربة تتوغل السيارة, فوقها تجثم الجنازة. وفي المسجل يغرد عبد الباسط بقصار السور. وكان معنا دفان بلا قلب يتعاطف رسميا إلا في اجرته فان لم يستلمها كاملة بعد الدفن ستبقى بذمة المرحوم! اسعدني ان يتم الدفن في عجة وأمطار, اذ يحفز بي الغرائز الاولى, او حين ترتجف الظلمة. ومن بين القبور يأتينا قطن الاكفان. فنشعل النار بخشب غطاء التابوت لندفئ أرواحنا. هذا يسعدني اكثر. اكل البرد وجهي وانفي ادرت الكوفية على وجهي كالبدو الطوارق. 2 / خارطة النور والغيومبعد &#1634-;-&#1633-;- دقيقة لاح شارع بغداد. عبرت الى الجانب الاخر. واندمجت في ضجة السواد والأنوار والسيارات والنداءات والخدمات المجانية. ولكن لماذا لا اشعر بالفرق! انهم ببساطة اناس متعبون يخدمون اناسا متعبين. والكل سعداء. ولا اظن ان هذا الانطباع سيتبدل. حسب الخارطة التي يوزعها شاب لتبيان مسافات المسير الى كربلاء وتحوي خطا متعرجا يبدأ من ساحة سعد ويمر بأهم المدن والقرى عبر ست محافظات الى كربلاء في500 كم . سيغيم وجهي اذن بالتجهم والتجاعيد. اسير بنعال بلاستيكي وزنه طن من الوحل. امشي كماسحة زجاج بسبب التقرحات بين الاصابع. وتخر ثيابي بالمطر. وربما اوقفوني في الحلة لاني كثير السؤال. فأموت من ارتفاع ضغط الدم في مفرزة طبية قبل مستشفى النجف. وأنام ملتحفا بالكارتون عند باب حسينية مغلقة في الرميثة او امشي كطائر ليلي وحيدا وخائفا وسعيدا على حافة الهور.3 / الخيار الصعبمع اخر العصر وصلت نهاية محطتي الاول, كنت قد قطعت اكثر من خمسة وعشرين كيلومتر. وبت قريبا من بساتين النخيل التي يسبق( قضاء الدير). بدأت اضجر من الم في اعلى الساقين وخرزات الظهر السفلى والحقيبة تزداد ثقلا مع المسير, وأمامي مئات الاميال. وفكرت هل ارمي الحقيبة السوداء. اعبر الشارع الى الجانب الاخر الراجع لساحة سعد اوقف اول تاكسي, وأعود لأشخر في الليل من التعب واحلم بالصراخ. لولا ان صبي صغير اسمه حسين مشرق امسك بحقيبتي, واخذها ليوصلها مسافة تقارب ربع ساعة ثم يعود ومعه ابن عمه الذي لا يدرس,. فقط يلعب الكرة!, ثم تركني عند جسر الماجدية وعادوا لموكبهم ليكرروا حمل حقيبة زائر اخر. كانوا يحسبون عدد الحقائب في تنافس مع بعضهما.4 / ليل الخيال بين الجبايش والفهودالمسافة بين الجبايش والفهود في الظلمة عشرون 20 ميلا من الخوف الذي لا يفسر. فأ ......
#اعادة
#اكتشاف
#العالم
#مختارات
#كتاب
#المشاية
#2012

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765703