سعود سالم : القفص الزجاجي
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم عن العبث والحرية١-;-٠-;- - العبث النسبيسارتر يرى أن رواية الغريب لا تشرح شيئا ولا تقدم مبررات أو تفسيرات لأي شيء، إنها فقط وصف كلينيكي لحالة " العبث " أو هذا ما أراده كامو وصرح به في عدة مناسبات. فهو يفرق بين العبث كإحساس وشعور وتجربة وجودية معاشة وبين العبث كمفهوم نظري وفكرة محددة، قابلة للفناء ومتمردة في نفس الوقت. وهو يقدم هذه " الفكرة " ليس بالوسائل العقلية المتعارف عليها، الفكر المنطقي المتسلسل، وإنما في عمل فني - رواية - أو نص سردي مستخدما " الصورة " بدلا من الأدوات الدلالية، ثم فيما بعد ترجم هذه الرواية في عمل فكري ونظري هو " أسطورة سيزيف - le Mythe de Sisyphe " -١-;-٩-;-٤-;-٢-;- - الذي نشر بعد الغريب بعدة أشهر. الحياة الأكثر عبثية يجب أن تكون الحياة الأكثر فقرا والأكثر عقما، حيث يحيا الإنسان في سلام مطلق مع نفسه ومع العالم ولا شيء يمكن أن يخلخل رتابة أيامه المتواصلة دون رابط بينها، العبث هو التكرار والرتابة ويبدو نقيضا لمفهوم العرضية la contingence عند سارتر. والعبث غريب أيضا عن فكرة وأحاسيس القلق، والإنسان العبثي هو المناقض الموضوعي لنمودج مثل كافكا الذي يرى العالم مليء بالإشارات والألغاز والرموز التي تؤرقه ويحاول فهمها مهما كانت عبثية هذه المواقف، كما هو الحال في رواية المحاكمة وفي القصر. ميرسو لا يبحث عن معنى الأشياء، إنه يحيا حياته كحجر في قاع بحيرة، فقط ممتلئا بالكينونة حتى النخاع، بهدوء قاتل في قلب العاصفة، وكأن هناك حاجز زجاجي سميك يفصله عن نفسه وعن هدير الحياة. وفي أسطورة سيزيف يذكر كامو أمثلة للعبث " البشر أيضا يفرزون اللابشري. ففي بعض ساعات التجلي، يجعل مظهر حركاتهم الآلي - تشخيصهم الإيمائي الخالي من المعنى - كل ما يحيط بهم أحمقا. ثمة رجل يتكلم بالتلفون خلف حاجز زجاجي؛ إننا لا نسمعه؛ ولكننا نرى إيماءه الذي لا يتوجه إلى شيء : فنتساءل لماذا تراه يعيش ". سارتر يرى أن هذا الموقف لا يمثل العبث المطلق الذي يعنيه كامو، وإنما نوع من العبث النسبي، أو الموقف العبثي نسبيا Relativement absurde لأنه ينتمي إلى نوع من الدوائر الغير متصلة أو المقطوعة، مثل دائرة كهربائية غير متصلة، وإذا أزحنا الحاجز الزجاجي واستمعنا إلى صوت الذي يتكلم وفهمنا ما يقوله فكأننا أرجعنا الإتصال لطرفي الدائرة الكهربائية، ويعود المعنى ليضيء الموقف بكامله ويصبح مفهوما بطريقة عقلية ومنطقية. وسارتر يرى أن كامو وضع هذا الحاجز الزجاجي في صورة " ميرسو " ذاته. فهو الذي يجعلنا نرى الحياة والشخصيات المحيطة به والعالم الذي يعيشه من خلال نظرته اللامبالية، نرى ما يعيشه دون أن نستمع إلى ما يقوله، ينقصنا معنى الموقف بكامله، ميرسو هو هذا الفلتر الذي نرى من خلاله الأشياء والأحداث ويمنعنا من إدراك المعنى لهذه الأشياء والأحداث. هذا هو ما يمكن تسميته بالعمل الفني، وهذه هي الميزة الأساسية والقيمة الحقيقية لهذه الرواية. إنها عمل فني أراد الكاتب من خلال إستعمال الخيال خلق مواقف غير حقيقية وشخصيات وهمية ليتمكن من وصف الأحداث من الخارج بدون أن يربط بينها بأي رابط سيكولوجي أو إجتماعي. كما لو أننا أردنا أن نصف مباراة لكرة القدم قائلين بأن مجموعة من الناس يلتقون على ساحة خضراء من العشب ويجرون وراء شيء أو جسم كروي الشكل يحاولون ضربه وتحريكه بأقدامهم، فيسقطون وينهضون ويتنازعون الكرة ويواصلون الجري طوال الوقت داخل هذا المستطيل الأخضر. الوصف حقيقي ودقيق ولكنه غير كاف لإعطاء الفكرة عن الموقف لمن لا يعرف ماهي كرة القدم، ذلك أننا نسينا قواعد اللعبة وهدفها النهائي وهو تسجيل الأ ......
#القفص
#الزجاجي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=700489
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم عن العبث والحرية١-;-٠-;- - العبث النسبيسارتر يرى أن رواية الغريب لا تشرح شيئا ولا تقدم مبررات أو تفسيرات لأي شيء، إنها فقط وصف كلينيكي لحالة " العبث " أو هذا ما أراده كامو وصرح به في عدة مناسبات. فهو يفرق بين العبث كإحساس وشعور وتجربة وجودية معاشة وبين العبث كمفهوم نظري وفكرة محددة، قابلة للفناء ومتمردة في نفس الوقت. وهو يقدم هذه " الفكرة " ليس بالوسائل العقلية المتعارف عليها، الفكر المنطقي المتسلسل، وإنما في عمل فني - رواية - أو نص سردي مستخدما " الصورة " بدلا من الأدوات الدلالية، ثم فيما بعد ترجم هذه الرواية في عمل فكري ونظري هو " أسطورة سيزيف - le Mythe de Sisyphe " -١-;-٩-;-٤-;-٢-;- - الذي نشر بعد الغريب بعدة أشهر. الحياة الأكثر عبثية يجب أن تكون الحياة الأكثر فقرا والأكثر عقما، حيث يحيا الإنسان في سلام مطلق مع نفسه ومع العالم ولا شيء يمكن أن يخلخل رتابة أيامه المتواصلة دون رابط بينها، العبث هو التكرار والرتابة ويبدو نقيضا لمفهوم العرضية la contingence عند سارتر. والعبث غريب أيضا عن فكرة وأحاسيس القلق، والإنسان العبثي هو المناقض الموضوعي لنمودج مثل كافكا الذي يرى العالم مليء بالإشارات والألغاز والرموز التي تؤرقه ويحاول فهمها مهما كانت عبثية هذه المواقف، كما هو الحال في رواية المحاكمة وفي القصر. ميرسو لا يبحث عن معنى الأشياء، إنه يحيا حياته كحجر في قاع بحيرة، فقط ممتلئا بالكينونة حتى النخاع، بهدوء قاتل في قلب العاصفة، وكأن هناك حاجز زجاجي سميك يفصله عن نفسه وعن هدير الحياة. وفي أسطورة سيزيف يذكر كامو أمثلة للعبث " البشر أيضا يفرزون اللابشري. ففي بعض ساعات التجلي، يجعل مظهر حركاتهم الآلي - تشخيصهم الإيمائي الخالي من المعنى - كل ما يحيط بهم أحمقا. ثمة رجل يتكلم بالتلفون خلف حاجز زجاجي؛ إننا لا نسمعه؛ ولكننا نرى إيماءه الذي لا يتوجه إلى شيء : فنتساءل لماذا تراه يعيش ". سارتر يرى أن هذا الموقف لا يمثل العبث المطلق الذي يعنيه كامو، وإنما نوع من العبث النسبي، أو الموقف العبثي نسبيا Relativement absurde لأنه ينتمي إلى نوع من الدوائر الغير متصلة أو المقطوعة، مثل دائرة كهربائية غير متصلة، وإذا أزحنا الحاجز الزجاجي واستمعنا إلى صوت الذي يتكلم وفهمنا ما يقوله فكأننا أرجعنا الإتصال لطرفي الدائرة الكهربائية، ويعود المعنى ليضيء الموقف بكامله ويصبح مفهوما بطريقة عقلية ومنطقية. وسارتر يرى أن كامو وضع هذا الحاجز الزجاجي في صورة " ميرسو " ذاته. فهو الذي يجعلنا نرى الحياة والشخصيات المحيطة به والعالم الذي يعيشه من خلال نظرته اللامبالية، نرى ما يعيشه دون أن نستمع إلى ما يقوله، ينقصنا معنى الموقف بكامله، ميرسو هو هذا الفلتر الذي نرى من خلاله الأشياء والأحداث ويمنعنا من إدراك المعنى لهذه الأشياء والأحداث. هذا هو ما يمكن تسميته بالعمل الفني، وهذه هي الميزة الأساسية والقيمة الحقيقية لهذه الرواية. إنها عمل فني أراد الكاتب من خلال إستعمال الخيال خلق مواقف غير حقيقية وشخصيات وهمية ليتمكن من وصف الأحداث من الخارج بدون أن يربط بينها بأي رابط سيكولوجي أو إجتماعي. كما لو أننا أردنا أن نصف مباراة لكرة القدم قائلين بأن مجموعة من الناس يلتقون على ساحة خضراء من العشب ويجرون وراء شيء أو جسم كروي الشكل يحاولون ضربه وتحريكه بأقدامهم، فيسقطون وينهضون ويتنازعون الكرة ويواصلون الجري طوال الوقت داخل هذا المستطيل الأخضر. الوصف حقيقي ودقيق ولكنه غير كاف لإعطاء الفكرة عن الموقف لمن لا يعرف ماهي كرة القدم، ذلك أننا نسينا قواعد اللعبة وهدفها النهائي وهو تسجيل الأ ......
#القفص
#الزجاجي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=700489
الحوار المتمدن
سعود سالم - القفص الزجاجي
سعود سالم : الصندوق الزجاجي
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم أسمع المفتاح يدور في قفل الباب عدة أصوات خافتة تتهامس أرفع رأسي قليلا مقفل حتى إشعار آخر أقول لهم بصوتخافت ويبتعد صوت الخطوات ويعود الصمت ثقيلا مبهما ينضح بالقلق وأحاول النوم والعراك مع الأرق ولعبة الصور الغامضة وأتسلل قبل الفجر بقليل إلى دهاليز الذاكرة سوداء معتمة بدون خارطة أتيه في سراديب الزمن تضيئني فكرة وتذكرة وطعم كحول رديء في ظلمة الليل ينتابني شعور غامض بالغربة والقلق وربما بالضياع وبأنني معلق في الهواء والسرير يطفو في فضاء الحجرة يتأرجح يتهيأ للإقلاع يجتاز النافذة ويحلق في فضاء المدينة الصامتة فوق أسطح البيوت والشوارع النائمة كبساط الريح وينتابني القلق ثانية وأخاف السقوط فيوقظني الخوف من الخوف وأقفز من السرير
-;-مرتاعا مبلللا بالعرق أتسلل داخل الصندوق الضوئي أختبيء لساعات طويلة أشاهد الهزائم المتلاحقة أرى وجوها وأجسادا مضرجة بالدماء أرى وجوها أليفة أعرفها سبارتاكوس فيرا زاباتا لويز جيرونيمو جميلة ماكنو سيليا جيفارا كوشيز ليلى ودلال وآخرون لم أميز وجوههم ولا أسمائهم سرا أحلم بتغيير البرنامج أعبث بمجرى الأحداث استبدل أسماء الموتى وألغي الهزائم ألفق الأخبار وأنشر خبر الثورة وأعلن موت الجوع والسلطة موت التعاسة والفقر أعلن موت الموت وبقية الطغاة والكوارث وأبني قوارب لا تغرق وبيوتا لا تتفجر وأخلق أطفالا لا يموتون تحت الأنقاض ورجالا ونساء لا يعرفون الجوع وعيونا لا تعرف الخوف وفي نهاية الحلم نفتح البوابة ونحطم الأسوار وننطلق نحو البحر ونركب عربات الشمس ......
#الصندوق
#الزجاجي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723199
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم أسمع المفتاح يدور في قفل الباب عدة أصوات خافتة تتهامس أرفع رأسي قليلا مقفل حتى إشعار آخر أقول لهم بصوتخافت ويبتعد صوت الخطوات ويعود الصمت ثقيلا مبهما ينضح بالقلق وأحاول النوم والعراك مع الأرق ولعبة الصور الغامضة وأتسلل قبل الفجر بقليل إلى دهاليز الذاكرة سوداء معتمة بدون خارطة أتيه في سراديب الزمن تضيئني فكرة وتذكرة وطعم كحول رديء في ظلمة الليل ينتابني شعور غامض بالغربة والقلق وربما بالضياع وبأنني معلق في الهواء والسرير يطفو في فضاء الحجرة يتأرجح يتهيأ للإقلاع يجتاز النافذة ويحلق في فضاء المدينة الصامتة فوق أسطح البيوت والشوارع النائمة كبساط الريح وينتابني القلق ثانية وأخاف السقوط فيوقظني الخوف من الخوف وأقفز من السرير
-;-مرتاعا مبلللا بالعرق أتسلل داخل الصندوق الضوئي أختبيء لساعات طويلة أشاهد الهزائم المتلاحقة أرى وجوها وأجسادا مضرجة بالدماء أرى وجوها أليفة أعرفها سبارتاكوس فيرا زاباتا لويز جيرونيمو جميلة ماكنو سيليا جيفارا كوشيز ليلى ودلال وآخرون لم أميز وجوههم ولا أسمائهم سرا أحلم بتغيير البرنامج أعبث بمجرى الأحداث استبدل أسماء الموتى وألغي الهزائم ألفق الأخبار وأنشر خبر الثورة وأعلن موت الجوع والسلطة موت التعاسة والفقر أعلن موت الموت وبقية الطغاة والكوارث وأبني قوارب لا تغرق وبيوتا لا تتفجر وأخلق أطفالا لا يموتون تحت الأنقاض ورجالا ونساء لا يعرفون الجوع وعيونا لا تعرف الخوف وفي نهاية الحلم نفتح البوابة ونحطم الأسوار وننطلق نحو البحر ونركب عربات الشمس ......
#الصندوق
#الزجاجي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723199
الحوار المتمدن
سعود سالم - الصندوق الزجاجي
سعود سالم : العودة المحزنة للقفص الزجاجي
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم أركيولوجيا العدم١-;-٢-;-٨-;- - البداية السعيدةجان- كلود رومان Jean-Claude Romand، رجل في منتصف حياته، ٤-;-٥-;- سنة، في منتهى السعادة حسب المقاييس الإقتصادية والصحية والثقافية والإجتماعية المعترف بها في أوروبا وفي العالم أجمع. يعيش في فيللا واسعة في مدينة صغيرة تسمى Prévessin على الحدود السويسرية الفرنسية، وهي منطقة، تشبه الجنة الأرضية، الخضرة والماء والأزهار والهدوء والثروة، لا يتجاوز تعداد سكانها الـثمانية آلاف نسمة، تمثلها ٦-;-٠-;- جنسية مختلفة أغلبها أوروبية بطبيعة الحال. جان-كلود، يعيش مع زوجته فلورنس، وإبنتهم كارولين ذات السبع سنوات، والإبن أنطوان الذي يصغرها بعامين. هذه العائلة الصغيرة تعيش بالتأكيد حياة سعيدة وهادئة في هذا الجزء الجميل من فرنسا الذي يسكنه أغنياء الطبقة المتوسطة من مهندسين وكوادر الشركات الكبرى والبنوك ومعامل الأدوية والصيدلة، وكذلك العديد من الجراحين وأطباء الأسنان والعيون ومتخصصي جراحة القلب .. إلخ. ويشتغل العديد من أعضاء هذه البشرية المرفهة في سويسرا، حيث الرواتب عالية جدا مقارنة برواتب فرنسا، وفي نفس الوقت يعيشون في فرنسا حيث رخص الحياة والإيجار مقارنة بجحيم الأسعار في سويسرا. جاء جان-كلود وزوجته إلى هذه المنطقة في سنة ١-;-٩-;-٨-;-٤-;-، بعد تحصله على وظيفة "باحث" في أحد مختبرات منظمة الصحة الدولية O.M.S، والذي يقع مقرها الرسمي في جينيف، على بعد نصف ساعة من منطقة سكنه.جان-كلود، كان الإبن الوحيد لعائلة من الطبقة المتوسطة والميسورة نسبيا، عقدت عليه كل آمال العائلة، وبالذات والدته ثم والده وبقية الأقارب الذين يأملون بواسطة ذكائه وعمله وعلاقاته المستقبلة، في أن يجتاز بهم الجسر، أو درجة السلم التراتبي الفاصل بين "الحال المتوسط" إلى حالة الأسر "الميسورة"، وهو أمل كل الطبقة المتوسطة، وذلك حتى لا تسقط في الإتجاه المعاكس ويجتاحها مرض الفقر والحاجة. وفعلت هذه العائلة الطيبة كل جهودها ووضعت كل إمكانياتها المادية والإجتماعية ليتمكن جان-كلود من تحصيل تعليم جيد وتربية راقية المستوى وحس أخلاقي مرتفع، ولم ينقصه أي شيء في أي لحظة، ولم يحتاج في كل حياته لشيء لم يتمكن من الحصول عليه. كانت العائلة تحبة لدرجة المرض ومبالغ فيها لدرجة كبيرة، وبالذات والدته، وكان هو أيضا يحبهم ويحترمهم لدرجة كبيرة. وعلى المستوى المدرسي والتعليمي، كان ذكيا وناجحا ومواضبا في الدراسة ومتفوقا على أغلب زملائه. ولم يكن متعاليا رغم تقدمه على رفاقه، بل كان مهذبا ورقيقا ومستعد لخدمة الجميع والمساعدة كلما أتيحت له الفرصة. بإختصار، كان يتمتع بثقة جميع أهله وأصدقاءه وزملاءه في المدرسة وفي الكلية ثم في الجامعة، ويتفق الجميع على أن جان- كلود له مستقبل باهر في أي مجال يختاره.وقد أختار جان-كلود مجال الطب لدراسته، لأن دراسة الطب تعتبر من أصعب الدراسات من ناحية الزمن الذي على الطالب أن يقضيه في الجامعة، وبالتالي أغلاها تكلفة، بالإضافة إلى أنها مهنة مبالغ في أهميتها إجتماعيا نظرا لأن هذه السمعة المهيبة ترجع أساسا إلى النواحي المادية للمهنة وليس للفنية أو الإبداع الشخصي. إجتماعيا، الطبيب شخصية مهمة من الدرجة الأولى، ليس فقط من ناحية الدخل الضخم، وإنما من ناحية العلاقات التي يقيمها الطبيب مع الشبكة السياسية والإقتصادية والعلمية في المجتمع الذي يعيش فيه.وقد تحصل على تعليمه العالي في جامعة ليون faculté de médecine de Lyon، حيث ألتقى وتعرف على فلورنس، التي كانت تدرس الصيدلة في نفس الكلية في السبعينات. وقد تم الزواج بينهما في سنة ......
#العودة
#المحزنة
#للقفص
#الزجاجي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=749733
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم أركيولوجيا العدم١-;-٢-;-٨-;- - البداية السعيدةجان- كلود رومان Jean-Claude Romand، رجل في منتصف حياته، ٤-;-٥-;- سنة، في منتهى السعادة حسب المقاييس الإقتصادية والصحية والثقافية والإجتماعية المعترف بها في أوروبا وفي العالم أجمع. يعيش في فيللا واسعة في مدينة صغيرة تسمى Prévessin على الحدود السويسرية الفرنسية، وهي منطقة، تشبه الجنة الأرضية، الخضرة والماء والأزهار والهدوء والثروة، لا يتجاوز تعداد سكانها الـثمانية آلاف نسمة، تمثلها ٦-;-٠-;- جنسية مختلفة أغلبها أوروبية بطبيعة الحال. جان-كلود، يعيش مع زوجته فلورنس، وإبنتهم كارولين ذات السبع سنوات، والإبن أنطوان الذي يصغرها بعامين. هذه العائلة الصغيرة تعيش بالتأكيد حياة سعيدة وهادئة في هذا الجزء الجميل من فرنسا الذي يسكنه أغنياء الطبقة المتوسطة من مهندسين وكوادر الشركات الكبرى والبنوك ومعامل الأدوية والصيدلة، وكذلك العديد من الجراحين وأطباء الأسنان والعيون ومتخصصي جراحة القلب .. إلخ. ويشتغل العديد من أعضاء هذه البشرية المرفهة في سويسرا، حيث الرواتب عالية جدا مقارنة برواتب فرنسا، وفي نفس الوقت يعيشون في فرنسا حيث رخص الحياة والإيجار مقارنة بجحيم الأسعار في سويسرا. جاء جان-كلود وزوجته إلى هذه المنطقة في سنة ١-;-٩-;-٨-;-٤-;-، بعد تحصله على وظيفة "باحث" في أحد مختبرات منظمة الصحة الدولية O.M.S، والذي يقع مقرها الرسمي في جينيف، على بعد نصف ساعة من منطقة سكنه.جان-كلود، كان الإبن الوحيد لعائلة من الطبقة المتوسطة والميسورة نسبيا، عقدت عليه كل آمال العائلة، وبالذات والدته ثم والده وبقية الأقارب الذين يأملون بواسطة ذكائه وعمله وعلاقاته المستقبلة، في أن يجتاز بهم الجسر، أو درجة السلم التراتبي الفاصل بين "الحال المتوسط" إلى حالة الأسر "الميسورة"، وهو أمل كل الطبقة المتوسطة، وذلك حتى لا تسقط في الإتجاه المعاكس ويجتاحها مرض الفقر والحاجة. وفعلت هذه العائلة الطيبة كل جهودها ووضعت كل إمكانياتها المادية والإجتماعية ليتمكن جان-كلود من تحصيل تعليم جيد وتربية راقية المستوى وحس أخلاقي مرتفع، ولم ينقصه أي شيء في أي لحظة، ولم يحتاج في كل حياته لشيء لم يتمكن من الحصول عليه. كانت العائلة تحبة لدرجة المرض ومبالغ فيها لدرجة كبيرة، وبالذات والدته، وكان هو أيضا يحبهم ويحترمهم لدرجة كبيرة. وعلى المستوى المدرسي والتعليمي، كان ذكيا وناجحا ومواضبا في الدراسة ومتفوقا على أغلب زملائه. ولم يكن متعاليا رغم تقدمه على رفاقه، بل كان مهذبا ورقيقا ومستعد لخدمة الجميع والمساعدة كلما أتيحت له الفرصة. بإختصار، كان يتمتع بثقة جميع أهله وأصدقاءه وزملاءه في المدرسة وفي الكلية ثم في الجامعة، ويتفق الجميع على أن جان- كلود له مستقبل باهر في أي مجال يختاره.وقد أختار جان-كلود مجال الطب لدراسته، لأن دراسة الطب تعتبر من أصعب الدراسات من ناحية الزمن الذي على الطالب أن يقضيه في الجامعة، وبالتالي أغلاها تكلفة، بالإضافة إلى أنها مهنة مبالغ في أهميتها إجتماعيا نظرا لأن هذه السمعة المهيبة ترجع أساسا إلى النواحي المادية للمهنة وليس للفنية أو الإبداع الشخصي. إجتماعيا، الطبيب شخصية مهمة من الدرجة الأولى، ليس فقط من ناحية الدخل الضخم، وإنما من ناحية العلاقات التي يقيمها الطبيب مع الشبكة السياسية والإقتصادية والعلمية في المجتمع الذي يعيش فيه.وقد تحصل على تعليمه العالي في جامعة ليون faculté de médecine de Lyon، حيث ألتقى وتعرف على فلورنس، التي كانت تدرس الصيدلة في نفس الكلية في السبعينات. وقد تم الزواج بينهما في سنة ......
#العودة
#المحزنة
#للقفص
#الزجاجي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=749733
الحوار المتمدن
سعود سالم - العودة المحزنة للقفص الزجاجي
جلبير الأشقر : في استقبال اللاجئين وبيتنا الزجاجي
#الحوار_المتمدن
#جلبير_الأشقر لكونها أول حرب على مثل هذا النطاق العظيم في وسط القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، تشكّل حرب الغزو الروسي لأوكرانيا تجربة ذات دلالات هامة في ما يتعلّق بقضية نزوح المدنيين الجماعي وتحولّهم إلى لاجئين. وقد اعتدنا على أن نتصوّر أن قضايا النزوح بأعداد غفيرة لا تخصّ سوى بلدان الجنوب العالمي بينما تقتصر طلبات اللجوء في مناطق الشمال على أنفار من الهاربين من القمع السياسي ومعظمهم قادم من روسيا، أكثر بلدان الشمال تضييقاً على الحريات. طبعاً، شهدت أوروبا حرباً في جنوب شرقها عند التهاب منطقة البلقان في العقد الأخير من القرن المنصرم، لكنها اضمحلت من الذاكرة بالرغم من أنها ولّدت أزمة نزوح نتج عنها عدد من اللاجئين يفوق ما نجم عن احتلال العراق في بداية القرن الجديد.وقد انطبعت الأذهان في السنوات الأخيرة في الدائرة الكبرى التي تشمل أوروبا والشرق الأوسط بأزمة النزوح السوري التي بدأت تتفاقم منذ عشر سنوات، وقد بلغ عدد اللاجئين السوريين ما يناهز سبعة ملايين (6.8)، بينما انطبعت الأذهان في أمريكا الجنوبية بأزمة النزوح من فنزويلا التي بلغت رقماً قريباً من الرقم السوري (ستة ملايين) وذلك بلا حرب، بل بمجرّد ضغط الظروف المعيشية. إنها أرقام متواضعة مقارنة بعدد النازحين في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية الذي بلغ ما بين أربعين وستين مليوناً من البشر، بيد أن تلك كانت أعظم حرب شهدها التاريخ إلى يومنا، وعلى الأرجح إلى الأبد، أو نتمنّى ذلك إذ إن حرباً عالمية بالأسلحة الحديثة من شأنها أن تُفني البشرية جمعاء.بيتنا الزجاجي لا يسمح لنا بأن نراشق الأوروبيين بالحجارة، بل علينا قبل ذلك أن نكافح العنصرية وكره الأجانب في ديارنالذا فإن أزمة النزوح التي نجمت عن الغزو الروسي لأوكرانيا والتي أدّت إلى خروج ما يناهز سبعة ملايين من الأوكرانيين، عاد منهم حوالي المليونين بحيث استقرّ عدد اللاجئين الأوكرانيين الحالي على ما يناهز خمسة ملايين، هذه الأزمة إنما تسمح لنا بإعادة النظر في بعض ما تكوّن لدينا من تصوّرات. فقد تكاثرت التعليقات التي أدانت موقف الأوروبيين حيال النزوح السوري، معزية إياه إلى فرق بين أخلاقنا وأخلاقهم ومُدينة ما رأت فيه عنصرية أوروبية ضد العرب والمسلمين. ولا شك في أن العنصرية ورُهاب الإسلام ظاهرتان منتشرتان في أوروبا، يعكسهما بصورة خاصة صعود أقصى اليمين الذي يتجلّى في حكومات كحكومة المجر أو نتائج انتخابية كالتي عرفتها فرنسا مؤخراً.بيد أن غالبية الناس العاديين في أوروبا كرماء الأخلاق، أو لا يقلّون كرماً عن الناس العاديين في بلداننا، كما أن الكنائس، ولاسيما الكنيسة الكاثوليكية، تشدّد على واجب احتضان المحتاجين بصرف النظر عن دينهم ولونهم. والحالة تختلف كثيراً بين بلد أوروبي وآخر بحيث إن وضع كافة الدول الأوروبية في سلّة واحدة إنما هو من الإجحاف. فقد استقبلت ألمانيا ما يناهز مليون لاجئ سوري، استقرّ منهم أكثر من 600 ألف، وهو عدد كبير حتى إذا قورن بتعداد سكان ألمانيا الذي يبلغ 83 مليوناً. فعلى سبيل المثال والمقارنة، لم تستقبل مصر، التي يزيد عدد سكانها عن مئة مليون سوى 133 ألف لاجئ سوري، أي ما يقترب من عدد اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم السويد (115 ألفاً) التي لا يزيد عدد سكانها عن عشرة ملايين ونصف المليون!والحقيقة أن «كرم أخلاقنا» وتقاليد «الضيافة» التي نتغنّى بها لا تنطبق سوى على بلدان الجوار التي لا مُحال من أن ينزح إليها النازحون. فقد نزح السوريون إلى تركيا (3.7 من الملايين، وهو عدد عظيم من الطبيعي أن يولّد توتّرات على خلفية الأزمة الاقتصادية ال ......
#استقبال
#اللاجئين
#وبيتنا
#الزجاجي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758625
#الحوار_المتمدن
#جلبير_الأشقر لكونها أول حرب على مثل هذا النطاق العظيم في وسط القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، تشكّل حرب الغزو الروسي لأوكرانيا تجربة ذات دلالات هامة في ما يتعلّق بقضية نزوح المدنيين الجماعي وتحولّهم إلى لاجئين. وقد اعتدنا على أن نتصوّر أن قضايا النزوح بأعداد غفيرة لا تخصّ سوى بلدان الجنوب العالمي بينما تقتصر طلبات اللجوء في مناطق الشمال على أنفار من الهاربين من القمع السياسي ومعظمهم قادم من روسيا، أكثر بلدان الشمال تضييقاً على الحريات. طبعاً، شهدت أوروبا حرباً في جنوب شرقها عند التهاب منطقة البلقان في العقد الأخير من القرن المنصرم، لكنها اضمحلت من الذاكرة بالرغم من أنها ولّدت أزمة نزوح نتج عنها عدد من اللاجئين يفوق ما نجم عن احتلال العراق في بداية القرن الجديد.وقد انطبعت الأذهان في السنوات الأخيرة في الدائرة الكبرى التي تشمل أوروبا والشرق الأوسط بأزمة النزوح السوري التي بدأت تتفاقم منذ عشر سنوات، وقد بلغ عدد اللاجئين السوريين ما يناهز سبعة ملايين (6.8)، بينما انطبعت الأذهان في أمريكا الجنوبية بأزمة النزوح من فنزويلا التي بلغت رقماً قريباً من الرقم السوري (ستة ملايين) وذلك بلا حرب، بل بمجرّد ضغط الظروف المعيشية. إنها أرقام متواضعة مقارنة بعدد النازحين في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية الذي بلغ ما بين أربعين وستين مليوناً من البشر، بيد أن تلك كانت أعظم حرب شهدها التاريخ إلى يومنا، وعلى الأرجح إلى الأبد، أو نتمنّى ذلك إذ إن حرباً عالمية بالأسلحة الحديثة من شأنها أن تُفني البشرية جمعاء.بيتنا الزجاجي لا يسمح لنا بأن نراشق الأوروبيين بالحجارة، بل علينا قبل ذلك أن نكافح العنصرية وكره الأجانب في ديارنالذا فإن أزمة النزوح التي نجمت عن الغزو الروسي لأوكرانيا والتي أدّت إلى خروج ما يناهز سبعة ملايين من الأوكرانيين، عاد منهم حوالي المليونين بحيث استقرّ عدد اللاجئين الأوكرانيين الحالي على ما يناهز خمسة ملايين، هذه الأزمة إنما تسمح لنا بإعادة النظر في بعض ما تكوّن لدينا من تصوّرات. فقد تكاثرت التعليقات التي أدانت موقف الأوروبيين حيال النزوح السوري، معزية إياه إلى فرق بين أخلاقنا وأخلاقهم ومُدينة ما رأت فيه عنصرية أوروبية ضد العرب والمسلمين. ولا شك في أن العنصرية ورُهاب الإسلام ظاهرتان منتشرتان في أوروبا، يعكسهما بصورة خاصة صعود أقصى اليمين الذي يتجلّى في حكومات كحكومة المجر أو نتائج انتخابية كالتي عرفتها فرنسا مؤخراً.بيد أن غالبية الناس العاديين في أوروبا كرماء الأخلاق، أو لا يقلّون كرماً عن الناس العاديين في بلداننا، كما أن الكنائس، ولاسيما الكنيسة الكاثوليكية، تشدّد على واجب احتضان المحتاجين بصرف النظر عن دينهم ولونهم. والحالة تختلف كثيراً بين بلد أوروبي وآخر بحيث إن وضع كافة الدول الأوروبية في سلّة واحدة إنما هو من الإجحاف. فقد استقبلت ألمانيا ما يناهز مليون لاجئ سوري، استقرّ منهم أكثر من 600 ألف، وهو عدد كبير حتى إذا قورن بتعداد سكان ألمانيا الذي يبلغ 83 مليوناً. فعلى سبيل المثال والمقارنة، لم تستقبل مصر، التي يزيد عدد سكانها عن مئة مليون سوى 133 ألف لاجئ سوري، أي ما يقترب من عدد اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم السويد (115 ألفاً) التي لا يزيد عدد سكانها عن عشرة ملايين ونصف المليون!والحقيقة أن «كرم أخلاقنا» وتقاليد «الضيافة» التي نتغنّى بها لا تنطبق سوى على بلدان الجوار التي لا مُحال من أن ينزح إليها النازحون. فقد نزح السوريون إلى تركيا (3.7 من الملايين، وهو عدد عظيم من الطبيعي أن يولّد توتّرات على خلفية الأزمة الاقتصادية ال ......
#استقبال
#اللاجئين
#وبيتنا
#الزجاجي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758625
الحوار المتمدن
جلبير الأشقر - في استقبال اللاجئين وبيتنا الزجاجي