الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
داود السلمان : نهاية تولستوي بعد الاعتراف كأديب1 2
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان بعد "الاعتراف" و"عقيدتي" يعتبر تولستوي قد انتهى كأديب كبير وكاتب لا يقل اهمية وشأنا عن دوستويفسكي، فتولستوي لم ينتج لنا عملا ابداعيا بضخامة "الحرب والسلم" و "أنا كارنينا" و "البعث" وغيرها من الاعمال الابداعية التي ظلت متألقة في سماء الابداع لسنوات طويلة. لقد ضربت سواحل فكره موجة عاتية من امواج الشك والندم معا، فأوصلته الى ما وصل اليه اخيرا. تولستوي هو ليس الاول او الاخير ممن يكتب اعترافاته فيعترف للقارئ ولنفسه، بل سبقه القديس اوغسطين من ذي قبل، وكان هذا الاخير قد مر بعاصفة من الشك هزت اركان ايمانه، وهو فيلسوف لاهوتي غارق في التديّن، من اخمص قدميه حتى هامته، ففلسفته مبنية على الوجود وبنيانها قام أُسس على الميتافيزيقا، فهو بمعنى آخر قسيس في عباءة فيلسوف، او فيلسوف في جبة قسيس، (نأخذ بعين الاعتبار إن الفلسفة الاوربية في العصر الوسيط هي جُلها فلسفة لاهوتية تجمع ما بين الدين والفلسفة، واحيانا تفضل الدين على الفلسفة وتعد الوحي ركن اساسي في فلسفتها). فأوغسطين الذي كان ابوه وثني وامه مسيحية اعتنق المسيحية عن طريق امه ثم تحوّل الى المانوية، ثم انتابه الشك والحيرة فتحول تارة اخرى الى المسيحية، وانتهى الى قسيس يمتهن الفلسفة. كذلك سبق تولستوي روسو في "الاعترافات" حيث اعترف على نفسه بأشياء قال عنها بعض النقاد هي ليست حقيقية بل بالغ فيها روسو لأجل الشهرة والمصداقية معا. لكن شتان بين اعترافات اوغسطين واعترافات روسو. والاعترافات عبارة عن سيرة ذاتية تناولها روسو وطرح من خلالها قضايا كثيرة. وثمة مقولة لبعض المفكرين ترى أن من يبدأ بالشك ينتهي بالإيمان، ومن يبدأ بالإيمان ينتهي بالشك، وهذه المقولة كادت أن تصبح قاعدة كما جرى لكثير من المفكرين، كون العقل والتفكير والتأمل لا تصل بالإنسان الى التصديق بالقضايا الميتافيزيقية، وذلك محال. فالإنسان، حينما يرى الطرق مؤصدة امامه، يتجه الى الغيبيات ويلوذ بشبح الدين، لأنه لم يجد غير ذلك ملاذنا. وهذا ما حدث لتولستوي تماما. فتولستوي رغم أنه ثري ووصل الى شهرة ادبية عالية، لكنه في نهاية الامر صدُم بعقبات نفسية، وذاق ذرعا بأمور فكرية وروحية لم يجد لها حلا في الفكر وفي العلم وفي الفلسفة، ذهب لعله يجد الحلول في الدين، فرأى أنه هو خير من يعطي الحلول للتساؤلات التي لم يجد لها حلا في اروقة العلم والتجارب. يقول: "بحثت في كل العلوم، ولكني لم أظفر بما أردت، بل اقتنعت بأن كل من كان مثلي يبحث في المعارف الإنسانية عن معنى الحياة لا يجد مثلي شيئًا، لم أظفر بشيء، ولم يكن هذا كل ما في الأمر، ولكني أيقنت يقينًا لا شك فيه أن الأمر الذي دفعني إلى اليأس - وأقصد خلو الحياة من المعنى - هو ذاته الشيء الوحيد الذي لا يعتريه شك والذي يستطيع أن يعرفه الإنسان". فقد انتابته تساؤلات وتخيلات وشكوك دارت في مخيلته، فأصُيب بحيرة وخذلان فكري لم يسعفه للإجابة عن تلك التساؤلات، حتى كاد أن ينتحر ليضع حدا لتلك التخيلات والشكوك والحيرة القاتلة، كما قال هو بالحرف الواحد في اعترافاته. "إن سؤالي الذي حفزني إلى حافة الانتحار وأنا في الخمسين من عمري كان أيسر الأسئلة جميعًا، وهو يتردد في صدر كل إنسان من الطفل الغر إلى الراشد الحكيم: هو سؤال لا يستطيع المرء أن يحيا دون أن يجيب عنه — كما تبيَّن لي من تجاربي، ذلك السؤال هو: «ما وراء ما أفعل اليوم أو ما سوف أفعل في غدي — بل ما وراء حياتي كلها؟»". ومن تلك التساؤلات التي بدأت تلح عليه هو سؤال الحياة الكبير، هو ما هي الجدوى من هذه الحياة التي نحياها بقسوتها وبمرارتها وبآلامها، أي ما هو الهدف؟ ......
#نهاية
#تولستوي
#الاعتراف
#كأديب1

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=718588