الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد حسين النجفي : تبعات التبعية: قصة فتاة كربلائية
#الحوار_المتمدن
#محمد_حسين_النجفي "رحلتْ بخطواتٍ ثابتة الأقدام، تاركةً ورائها موظفاً بائساً يائساً مُعقداً،يتصنع الرجولة على حساب فتاة يافعة في مقتبل الحياة"هناك متطلبات وأوراق ثبوتية نحتاجها في كل مرحلة من مراحل حياتنا. فعلى سبيل المثال لكي يُقبل تسجيل الطالب في المدرسة الابتدائية، لا بد له من ان يقدم هوية الأحوال المدنية، أو دفتر النفوس كما كان يسمى سابقاً، كي يوثق بها اسمه وعمره. أما القبول في الجامعات العراقية فكان يتطلب ان يثبت الشخص عراقيته عن طريق استحصاله على شهادة الجنسية العراقية.يذهب الطلاب بمفردهم او مع ذويهم مُزودين بالمستندات العائلية التي لديهم الى دائرة الجنسية العراقية. وهناك يكتشف البعض ان ليس كل العراقيين، عراقيون! فبعضهم ينحدرون من عوائل تحمل شهاداتهم "التبعية العثمانية" وهم مواطنون من الدرجة الأولى، وآخرون ينحدرون من عوائل تحمل شهاداتهم "التبعية الإيرانية" وهم مواطنون من الدرجة العاشرة أو أدنى. وطبعاً هناك عوائل لا يحملون أي من الإثنين، لأنهم لم يحتاجوا اليها، او لم يستطيعوا الحصول عليها، وهؤلاء لم يصنفوا مواطنين بعد! تصبح الحاجة الى شهادة الجنسية ضرورية، للتعيين الوظيفي الحكومي، او للحصول على جواز السفر، او للقبول في الجامعات، أو للحصول على امتيازات تجارية مثل القبول في غرف التجارة أو الحصول على إجازة استيراد البضائع من الخارج. والحالة الأخيرة هي التي اضطرت والدي ان يتقدم للحصول على شهادة الجنسية ويحصل عليها عام 1951.كان عام 1965 عام تخرجي من الإعدادية. وكان لابد لي من استكمال اوراقي للتقديم المركزي للجامعات العراقية، ومنها شهادة الجنسية. ذهبتُ بكل فخر واعتزاز كوني خريج بمعدل جيد يؤهلني للتقديم الى اي كلية ارغب بها. أخذت معي الأوراق الثبوتية من والدي، وقدمت الطلب عن طريق العرضحالجي، وذهبت الى الواردة، وأحالوني الى مفوض شرطة الذي طلب مني ان أعود بعد يومين. يجلس هذا المفوض الكفوء الذي لازلت أتذكر اسمه في غرفة بمفرده، نحيف أصفر الوجه، ذو شوارب سوداء من نوع الذي يشكل أطار يبلغ شفته السفلى . شرطي واقفٌ أمام مكتبه، نسأل الشرطي عن معاملتنا، لأننا لا نجرأ ان نسأل من بيده أمرنا. نعم بيده مطلق الصلاحية ان يقرر من هو عراقي ومن هو ليس عراقي. من هو عراقي عثماني من الدرجة الأولى، ومن هو عراقي تبعية إيرانية مشكوك بعراقيته ووطنيته وولائه لتربة الوطن.ما زالت معاملتي مُستعصية مع المفوض الحريص على نقاء عثمانية العراقيين. علماً أن تركيا تبرأت من الإرث العثماني على يد كمال أتاتورك. ذهبت للمرة الثالثة أمام باب الوالي العتيد. واقفين أنا ومجموعة من الشباب للغرض نفسه. من بين المراجعين فتاة من عمرنا، منتهى الجمال والوقار، تلبس العباءة السوداء بكل أناقة واحتشام. حُسنها يفرض عليك ان تختلس النظر اليها بين الحين والحين. إلا انها كانت متمكنة من نفسها، لا يمكن لأحد منا ان يتجاوز حدوده معها. طال انتظارنا أمام مكتب الباشا. عبرنا منتصف النهار دون ان يترحم بنا وبشبابنا بمعلومة عن معاملاتنا. طلبت الفتاة الأنيقة من الشرطي ان يبلغ سيادته من أنها من مدينة كـــــــربلاء، ولا تستطيع التأخر لانعدام المواصلات مساءاً. دخل الشرطي وخرج بخفي حنين، وأبلغها ان عليها القبول بالانتظار. انتظرنا بعد ذلك ساعة او ساعتين، وسنحت للفتاة فرصة ذهبية حينما خرج سيادته من مكتبه، فمالت عليه بتردد وتواضع، وطلبت منه بكل رجاء ان ينهي معاملتها كي تعود الى كــــــــــربلاء، لأن أهلها سيقلقون إذا لم تعد قبل جنوح الظلام. انزعج سيادته وغضب من جرأتها على إيقافه وهو بالطريق الى الحمام، وأ ......
#تبعات
#التبعية:
#فتاة
#كربلائية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750449