الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
آراس بلال : إنكسار الخطاب الشعري في بغداديات عارف الساعدي
#الحوار_المتمدن
#آراس_بلال يشغل الرثاء مساحة واسعة في الشعر، عربيا وعالميا، على مر تاريخ الأدب، ويختلف هذا الغرض الشعري عن غيره بإنه قسري، هو نتيجة حدث خارجي بالكامل (الموت)، وجمالية الرثاء في قسريته وكلما ابتعد عنها الى الصنعة والتفكر فقد الكثير من قوته، وهذه القسرية هي التي تجمع الموت كحدث قسري أيضا بشعر الرثاء، ليكون هذا الاخير مندمجا حد الذوبان في الحدث الخارجي الذي دفع لإنتاجه.في قصيدة (بغداديات) يتعرض الشاعر عارف الساعدي للقسر ويخضع له حتى ان القارئ يشعر بهذا الخضوع وكأنه انكسار مؤلم يستسلم له الشاعر سريعا وينسجم معه متخليا عن صنعته الافتعالية الى حد تغيير مسار القصيدة بعد مقطع من انطلاقتها كقصيدة متفائلة تتحدث عن عودة المدينة الى الحياة:بغداد تولد من دخان القصف ثانيةًفتغسل وجه نهريهاوتبتكر الأغاني مرةً أخرىويُكتَشفُ الحمامُفي هذا المقطع تتزاحم إشارات الحياة (تولد، تغسل، تبتكر، يكتشف)، فيكون القارئ أمام مشهد ولادة صعبة لكنها سعيدة، غير ان القارئ يكتشف بسهولة انه امام مسكوكات تعبيرية متداولة وشائعة، شعرا ونثرا، انها جزء من الخطاب العام في سياق التشجيع الاعلامي، والشاعر يؤكد لاحقا انه يدرك هذا الاكتشاف فيعمل على الخروج من الخطاب العام الى الخطاب الخاص، من الاعلامي الى الشعري وهذا ليس في موازنة مع شخصية وعمل الشاعر، بل هو تمييز بين حالتي الخطاب، فيأتي المقطع الثاني ليقول:بغداد موَال تسلل من جنوب القلبعند تخومه انصهر المغنيوانزوى حلمٌ وراء النايحيث بكاؤه عذبٌ وأحرفه رخامُهاهي المدينة خلافا للمقطع الاول تتحول الى (موال) كإشارة للحزن والتسلل هو معاناة، وجنوب القلب هو جنوب البلاد التي جاء معظم سكان بغداد منها، لينصهر المغني (الشاعر) وخطابه وينزوي حلم التفاؤل وراء القصيدة (الناي) ممهدا للعودة الى الحقيقة، فينتقل الخطاب منكسرا من التفاؤل الى الحزن، وكأن الخطاب الشعري ينتقل من خطاب المهوال الذي يفاخر بسجايا الشخص الميت الى خطاب النادبة التي تعرض آلام الفقدان والخسارة، وليتحول خطاب التفاؤل المصطنع الى الواقع الذي يفرض نفسه بأحرف رخامية، وهذا الانكسار في الخطاب الشعري يكون مقبولا وجماليا بحسب قدرة الشاعر على ادارته ليبدو الخطاب متماسك البناء والايقاع، وفي هذا النص كانت ادارة الخطاب ناجحة في مداراة الانكسار ودمجه في السياق الجمالي لذلك لايواجه القارئ صعوبة في الانتقال الى المرحلة الاخرى من الخطاب، اي بقية المقاطع التي تتجه الى الرثائية والندب:في الليلحين تنام هذي الأرضتنكسر السماء على نوافذنافتسقط دونما كفين فوق سطوحنا العزلاءمن سيلم أدمعنا على حلم المخدة؟أو يلم صراخ أطفالٍ؟يهدهدهم أنين الطائراتوتحت أصوات الصواريخ البعيدةأسلموا دمهم ونامواوعلى هذا المنوال يستمر احياء الذاكرة الحزينة في المقاطع التالية للقصيدة، حتى نصل الى المقطع السابع (الاخير):المساكين وحدهم واليتامىحملوا الحربفوقهم أعوامانزفوا عمرهمبلابل سكرىواكتفوا أنْ يُقال عنهمنشامىليجد القارئ انه ابتعد كثيرا عن مناخ المقطع الاول، التفاؤلي/الاحيائي، ليكتشف ان الشاعر اراد شيئا بينما فعل الشعر ما يريد، وهو ما يؤكد ان الصنعة لا تقاوم طويلا امام الذات الشعرية، الذاكرة واللغة، ولا يبقى للشاعر الا التغطية على الانكسار بين الارادتين، فيعود للرضوخ لذاته بلا مكابرة فيتخلى عن القصد الأول ويسمح للقصيدة بالظهور، وفي الصدق نجاة وجمال، وهذا ما يفعله الساعدي بنصه، فيكون الانكسار جزءا من بناء القصيدة وشريكا في جماليتها، لتتحو ......
#إنكسار
#الخطاب
#الشعري
#بغداديات
#عارف
#الساعدي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740765