الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سعود سالم : العلاقة بين العبث واللامبالاة
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم أركيولوجيا العدم&#1640-;-&#1635-;- ـ علاقة اللامبالاة بالعبث لقد أراد ألبير كامو في روايته التي نعالجها هنا، أن يرسم لنا شخصية عبثية تعيش موقفا عبثيا، غير أنه لم ينجح في ذلك النجاح الذي بالغ فيه النقاد. للوهلة الأولى يبدو أن الحكم بالإعدام على ميرسو لأنه قتل عربيا هو إدانة عبثية لا معنى لها وغير ضرورية، لأن الفرنسي يستطيع أن يقتل عربيا، وبالذات إذا كان هذا العربي يحمل سكينا بدون عواقب وخيمة. فلو كان العربي هو القاتل وميرسو هو الضحية، فلا شك أن الحكم بالإعدام على العربي شيء طبيعي، ونفس الشيء لو أن ميرسو قتل فرنسي آخر على شاطيء البحر بدون مبرر آخر غير حرارة الشمس، فلا شك أنه سيحكم عليه بالإعدام بطريقة طبيعية ومنطقية حسب القانون الفرنسي الساري في ذلك الوقت. غير أن إرادة كامو بإضفاء صبغة عبثية على الموقف أجبره أن يختار عربيا بدون هوية كضحية. العبثية تبدو إذا في عملية القتل بدون سبب سوى الشمس المحرقة والعرق الذي يتساقط في العينين، بغض النظر عن هوية الضحية، باعتبار أن ميرسو غير مبال بهذه التفاصيل الإجتماعية. غير أن تفاصيل الجريمة عندما ننظر إليها من من زاوية أخرى، ومن خارج الصندوق الزجاجي الذي يعيش فيه ميرسو، سنكتشف أنها جريمة إجتماعية عادية تتعلق بالدعارة والإنتقام والشرف .. وأيضا بالعنصرية وإحتقار المستوطنين الفرنسيين للسكان الأصليين، الموضوع الذي لا يتطرق إليه كامو نهائيا ولم يذكر في تفاصيل المحاكمة. والعبثية واللامبالاة تبدو هنا مجرد غلالة شفافة لإخفاء حقيقة ميرسو كإنسان نرجسي وإن كان ينتمي إلى الطبقة الحاكمة والمسيطرة على المدينة وشاطيء البحر. وربما يصبح الموقف عبثيا حين إدانة ميرسو والحكم عليه بالموت لأنه قتل عربيا، لأن الموقف "الطبيعي" هو ألا يدان الفرنسي الذي يقتل عربيا، وحتى إن أدين لا يمكن الحكم أن يصل إلى الإعدام. غير أن المشكلة الأساسية التي تهدم بناء كامو كله هو أن ميرسو لم يدان لأنه قتل عربيا، وإنما لأنه لم يبك وفاة أمه ولم يبد مشاعر الحزن والأسى التي من المعتاد ومن الواجب إظهارها في مثل هذه المناسبات الحزينة. ميرسو يموت من أجل العادات الإجتماعية التي لم يخضع لها، فهو متمرد ولا مبال ولكنه ليس عبثيا. جريمة ميرسو إذا لا علاقة لها بالعبثية، إنها جريمة إنسان يمتلك نوعا من السلطة ـ مسدس وحماية إدارية وسياسية لكونه فرنسيا في مستعمرة الجزائر - حدث مثلها العشرات دون أن يدان مرتكبيها. الفرنسي في الجزائر المحتلة يمكنه أن يقتل عربيا بدون مبرر ودون أن يخشى حكم الإعدام. غير أن ميرسو حكم عليه بالإعدام لأسباب إجتماعية تتعلق بالمجتمع الفرنسي وعلاقته بالموت وطقوس الدفن والعلاقة بالأم. القانون الفرنسي لا يمنع المواطن من ألا يبكي عند موت أمه ولا يمنعه من تدخين سيجارة وشرب القهوة بالحليب أمام جثمان الميت في إنتظار مراسم الدفن، غير أن القوانين الإجتماعية تدين ذلك، لذلك وجدت المحكمة في جريمة قتل العربي مبررا كافيا وإن كان غير منطقي لإصدار حكم الإعدام في حقه.يتبع ......
#العلاقة
#العبث
#واللامبالاة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731887
سعود سالم : عن العبث والحرية
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم أركيولوجيا العدم&#1640-;-&#1636-;- - عن العبث والحريةفي الفصل الثاني من الجزء الثاني من رواية "الغريب" يحكي لنا ميرسو قصة توضح العبث بصورة أكثر وضوحا من ميرسو وجريمته "العادية". وذلك في شكل خبر قرأه «ميرسو» في قصاصة ورقية قطعت من جريدة من الجرائد وجدها في زنزانته : «وجدت بين الفراش وألواح السرير قصاصة قديمة من ورق الجرائد، صفراء شفافة، تكاد تلتصق بالقماش، كانت تروي حادثة تنقصها البداية، لكن لابد أن تشيكوسلوفاكيا كانت مسرحاً لها، رحل رجل من بلدته في تشيكوسلوفاكيا طلباً للثروة، وبعد خمسة وعشرين عاماً عاد، بعد تجميعه ثروة لا بأس بها ومعه زوجته وطفله، وكانت أمه وأخته تديران فندقاً في البلدة التي ولد فيها، ولكي يفاجئهما، ترك زوجته وابنه في مكان آخر، وجاء لأمه لكنها لم تتعرف عليه عندما دخل، فخطرت له على سبيل المزاح، فكرة استئجار غرفة في الفندق والكشف عن هويته في اليوم التالي، أظهر لأمه وأخته نقوده، وفي المساء قتلتاه بضربات مطرقة، طمعاً في ماله، وألقيتا بجثته في الترعة، وفي الصباح جاءت زوجته وكشفت عن غير قصد عن شخصية المسافر، فشنقت الأم نفسها، وألقت الأخت بنفسها في البئر». وهذا هو ملخص مسرحية «سوء تفاهم» التي كتبها كامو عام 1943، حيث أراد كامو أن ينقل إلى خشبة المسرح رؤياه لعالم يمزقه كل ما يتنافى والطبيعة البشرية : قتل الأم لابنها، وقتل الأخت لأخيها، لم يكن هذا الحلم وليد المصادفة، ذلك أنه المعنى الحقيقي للمأساة القديمة، التي عمل كامو على إحيائها، ومن المؤكد أن «سوء تفاهم» مسرحية قاتمة كتبها كامو في بلد محاصر ومحتل - نقصد فرنسا وليس الجزائر التي لا ذكر لها في أعماله كما سبق القول-، ويحاول من خلالها معالجة موضوع "الصدفة" أو "القدر"، في قالب عصري. وفي رسالة من رسائله كتب: «إن شقاء البشر يتولد عن عدم اتخاذهم لغة بسيطة، لو أن بطل سوء تفاهم قال: «أنا ابنك» لكان الحوار ممكناً، ولما كانت المأساة، مادامت قمة كل مأساة تكمن في صميم فكرة البطل، ففي الواقع المأساة دائماً سوء تفاهم بالمعنى الحقيقي للكلمة، أو بعبارة أكثر شمولاً نوعا من الصمم ". وهنا تكمن مشكلة كامو الأساسية، تقديسه لأسطورة "الطبيعة البشرية"، هذه الأم تستطيع أن تقتل إنسانا من أجل ثروته، ولكنها تنتحر إذا علمت أن هذا الإنسان هو إبنها، رغم أنها لم تتعرف عليه ولم تره منذ عشرات السنين. العبثية هنا ليس قتل الأم لإبنها والأخت لأخيها، وليس في عملية القتل ذاتها، وإنما في الدوافع التي تؤدي إلى إرتكاب الجريمة. وربما هذا ما أراده كامو حين جعل ميرسو يقتل عربيا بسبب الشمس، غير أن ذلك في نظرنا لا يمكن أن يسلب هذا العمل من المعنى، فكل عمل إنساني ينضح بالمعنى مهما بدا مجانيا وعبثيا من الخارج، فليس هناك تصرفات غير واعية كما تدعي ألأساطير والخرافات الفرويدية.حتى لو أفترضنا أن مقولة العبث تعبر عن كل ما "لامعنى له"، فإنه من الواضح أنه هناك القليل من المواقف والتصرفات التي يمكن نعتها بالعبثية. سارتر يرى أن مفهوم "الحرية" كمفهوم وجودي يمكن تلوينه بلون العبث، لأن الحرية هي إختيار ملزم، وليس هناك إمكانية عدم الإختيار فنحن محكوم علينا بالحرية ومجبرون على الحرية، وحتى في حالة إختيار العبودية والخضوع أو الإستسلام فإن ذلك يكون بإختيارنا. أما الوجود الإنساني فلا يمكن أن يوصف بالعبثية، فالواقع الإنساني له معنى في جميع الحالات والمواقف، دائما الإنسان يتجاوز نفسه في صورة مشروعه. بينما الموت له طابع عبثي، لأنه ليس ما يضفي المعنى للحياة، بل بالعكس هو الذي ينزع عنها كل معنى. العبثية في حقيقة الأمر هي مسلمة تحليلية - po ......
#العبث
#والحرية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731942
عبدالإلاه خالي : من -رهائن العبث-
#الحوار_المتمدن
#عبدالإلاه_خالي انقضت خمس سنوات، فترة من طفولتي قضيتها بين البادية صيفا والمدينة باقي الفصول. كانت فترة لذيذة بأحداث ومغامرات هي الآن ذكريات تخصُّني. علاوة على أشياء أخرى حدثت: أخواتي الخمس تزوجن وانتقلن إلى مقطن أزواجهن، ففسحن المجال لأخي أحمد وَأختي وفاء كي يناما معي فوق السرير. باعت أمي أساور ذهب ورثتها عن حْنّا وبالثمن أضفنا طابقين علويين وأكرمنا الطابق السفلي بالتزيين والإصلاح، فصار بيتا بجدران إسمنتية وأرض مسلحة بعد أن كان كوخا طينيا بأرض متربة. صحيح، موت إنسان قد يكون سببا في سعادة إنسان. اشترى الحاج عبد الرحمان فياط صفراء فكانت أول سيارة تدخل الحيّ وتسجل اسمها في تاريخه بقوة. حيُّنا الذي لم تدخله غير الحمير وعربات الزبالين يحتضن الآن سيارة صفراء فاقع لونها. ذاك ما فعلته السنين الخمس بأسرتنا الصغيرة، أما الكبيرة فاستحالت بركانا مشتعلا تحرق حِمَمُه كل ما تجده في طريقها: خضات طلابية وإقفال الجامعات بين الحين والآخر، إضرابات عمالية وأزمات اقتصادية تغذي جوا سياسيا ينشحن يوما بعد يوم. نعم انقضت خمس سنوات وأصبح الحي حيا والناس ناسا والمغرب مغربا. وأنا أيضا تغيرت.. تغيرت نظرتي للنساء وبدأت أنجذب لنادية وأنظر إليها نظرة أخرى، صارت تثير انتباهي أكثر من أي وقت مضى. بدأتُ أجد عينيَّ وأنا أحادثها تحملقان في لون عينيها العسليتين ووجنتيها الورديتين وشفتيها المكتنزتين. وحينما تولي لي ظهرها أجد عينيَّ تستطلعان تسريحة شعرها وتدوران حول ساقيها وقوامها الممشوق. هل تغيرْت؟ على الأقل هذا ما يبدو إذ صارت أمي تكثر من ملاحظة لم أكن أفهم مغزاها.. كانت تقول متنهدة: - جبريل! اخشوشن صوتك، عقبال منشوفك عريس.. وصرتُ أخجل من النظر إلى نادية.. جلسنا ذات مساء على الدرجات الأمامية لمدخل البيت كما اعتدنا أن نفعل من زمان. رأسي مطأطئ، لا أستطيع النظر إلى نهديها وقد برزتا خلف القميص مستديرتين جميلتين.. لا أستطيع النظر إلى فخديها الفائرتين المثيرتين.. تلامست يدانا فاهتز بدني وسَرَتْ رعشة في داخلي. أدركتُ أنني لم أعد طفلا.. خرجَتْ صباحا إلى جانب أبيها الحاج عبد الرحمان، مرَّت حذوي فطفقتُ أغني مقطوعة هندية. وقفَت لحظات سارحة في رحاب اللحن ثم واصلت المسير بعد أن حدجتني في دلال بطرف عينيها.. ......
#-رهائن
#العبث-

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754369
عبدالإلاه خالي : من -رهائن العبث- 2
#الحوار_المتمدن
#عبدالإلاه_خالي ومرض أبي على حين غرة. كان مرضه شديدا أقعده عن العمل. نصحه بعض الأصحاب بزيارة الطبيب فرفض. قال أن المستشفى مجمع للجراثيم ليس إلا ويكفيه جراثيم نفسه. لزم الفراش أياما حتى مَلَّ بعضهما البعض! تأثرت حياتنا المعيشية إذ لم يكن لدينا مصدر رزق غير ذلك المرتب الذي كان يأتي به والدي نهاية كل شهر، ورغم ضآلته إلا أنه كان يضمن لنا الحد الأدنى للحياة. لم نسدد الفواتير، فقطعوا عنا الماء والكهرباء. بعد أيام عَلَتْ مظاهر البؤس محياي. صِرْتُ أغسل شعري بالصابون والماء البارد تحت صنابير السبّالات[1]. طال الشعر وتَجَعَّدَ ثم انسدل على كتفي. أضحَتْ نظرات التلاميذ صواريخ تلاحقني. كلما مررت بقربهم أطلقوا ضحكات صاخبة، وتجرؤوا أحيانا فتبادلوا تعليقات لاذعة تعنيني. لا بُدٌّ من التخلص من هذا الشعر.. بمدخل الزنقة، جلس الفار في مكانه المعتاد فوق رابية من الطين حيث عكف على بيع السجائر بالتقسيط منذ أن غادر المدرسة مطرودا قبل سنوات. بجانبه مجموعة من الشبان مقتعدين الأرض. كؤوس الخمر ولفافات الحشيش تدور بينهم. أخذت مكاني بجانب قدور، قال لي وهو صديق أثقُ في صحبته: ـ « تبدو كالدمية بهذا الشعر المْكْريپِّي[2]! ». قلتُ: ـ « ألديك خمسة دراهم تُقْرِضْنيها إلى حين؟ ». ردَّ في أسف: ـ « والله ما ضْرّْ&#1709-;-ْتْها[3] عليك أخويا! ». ثم استدرك: ـ « أتدري! حميد شاطر في الحلاقة، لماذا لا تتحدث معه في هذا الشأن؟ ». &#727-;- « لا تهتم، سوف أتدبر الأمر! ». في الحقيقة لم أكن متذمرا من شعري، بل يمكنني أن أقول أن علاقة حب خفية كانت قد نشأت بيننا، بيني وشعري المستطيل، فلطالما ضبطتُ نظرات الإعجاب في أعين الطالبات وفتيات الشارع.. كنتُ أشعر ساعتها بسعادة بالغة فأعود إلى البيت ماشيا في خيلاء وكأنني ملكتُ العالم.. مساء اليوم الموالي جاءت نادية.. جميلة كعادتها، شعرها مجموع في ظفيرتين مرتخيتين على صدر تملأه الشهوة.. بيدها خمسة دراهم! رفضْتُها في كبرياء رغم إلحاحها الشديد. نادية هي حُبّي الأول! تفتَّحَتْ عليها عيناي وأحاسيسي منذ تفتح وعيي للحياة. كنت أستريح معها وكانت نفسي تطمئن إلى جوارها. نما بداخلي شيء دفعني وجذبني إليها كما تنجذب ذات الصوفي نحو الحقيقة الإلهية.. الهوامش: [1] السقايات العمومية.[2] "مكريبي": دارجة مغربية معناها مُجَعَّد، وهي في الأصل كلمة فرنسية·[3] "ضَرّ&#1709-;-ت": دارجة مغربية تعني "أخْفَيْت". يتبع ......
#-رهائن
#العبث-

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754902
عبدالإلاه خالي : من -رهائن العبث- 3
#الحوار_المتمدن
#عبدالإلاه_خالي قَصَدْتُ لكريي [1] واشتغلتُ معاشو[2]. قبيل الإغلاق كان جيبي يعج بالفرنكات. خارج السوق وقفتُ أعُدُّ الحصيلة. حوالي ثلاثة دراهم. لم تكن كافية للذهاب عند حلاق عصري. هؤلاء يأخذون ضعف فرنكاتي خمس مرات. لم أفكر في حميد. توجهتُ إلى "ظهر الخميس" حيث يصطف مجموعة من الأشخاص أسفل سور مستشفى كوكار. كانوا يمتهنون الحلاقة في الهواء الطلق بثمن بخس.. كُلّهُم متطفلون على مهنة الحلاقة ومُعظم زبائنهم متشردون وبدويون.. لجأتُ لأحدهم فنهض بسرعة قائلا: - « يا فتاح يا رزاق! ». مرّر لي كرسيا خشبيا بدون مسند. جلست عليه وأدرتُ وجهي نحو الحائط حتى أتحاشى أنظار المعارف من الناس. تناول منديلا أسود وعَقَدَه حول رقبتي. أخَذَ مقصا وَمِشْطاً ثم راح يَجُزُّ شعري الطويل. آلمني كثيرا. خصوصا لمَّا كان يُمَرِّرُ مِشْطَهُ فوق رأسي. مرت برهة فقال: - « بالصحة والراحة! ». فك منديله من عنقي ثم راح يكنس بقايا شعري المتساقط على الأرض. شكرتُه وقدمتُ له درهمين. بدا وكأنه غيرُ راضٍ. تلعثم قائلا: - « هذا لا يكفي! ». أخرجتُ الدرهم المتبقية وقدمتها له: - « هذا كل ما أملك! ». كَشَّرَ عن أنيابه وقال بحدة: - « هذا لا يصلح حتى ثمنا للزيزوار[3] ! ». معروف أن هؤلاء الحلاقين لا يُغَيّرون زيزوار الموسى إلا بعد أن يستعملوه ثلاثين مرة أو أكثر. هتف ووجهه يسْوَد من الغضب: - « الواجب خمسة دراهم! ». تدَخّل زملاؤه وتضامنوا معه. أحاطوا بي من كل جانب.. - « خُذ أغراضَه حتى يأتيك بالبقية!؟ ». قالها أحدهم وهو يحدجني بنظرة استنكار. وبحركة عنيفة نزع الحلاق الكيس البلاستيكي من يدي. أخرج محتوياته ووضعها أمامه على الطاولة مُرَدِّدا بِصَوْتٍ عال: ـ ‹‹ تفاحتان، ثلاث بصلات، برتقالة، معطف قديم.. كنت قد لففت داخل المعطف كتابَ "كفاحي" الذي سرقتُه قبل مدة من "حمّان" بائع الكتب المستعملة. مَسَكَ الحلاق الكتاب وبدأ يقلب صفحاته. بادرني بالسؤال: ـ « أنت مثقف، تقرأ الكتب؟ ». سمعته فهدأ خاطري، قد يكون هذا الحلاق من أولئك الذين يشعرون بالنقص إزاء الثقافة والمثقفين فيفرج عني دون متاعب. تشجعتُ وقلتُ له: ـ « نعم، إنه كتاب هتلر ». قطب جبينه وقال: ـ « أعوذ بالله! ». ثم وهو يُعيد المحتويات إلى الكيس: - « اذهب لإحضار النقود، أغراضك تنتظرك! ». قالها في إصرار فانصرَفتُ إلى حال سبيلي. وما أن أشْرَفتُ على "باب السيفر" حتى تعالت ضحكات الشباب وتوالت تعاليقهم الساخرة: - « هل هذه موضة جديدة؟! ». - « أرجوك ما اسم هذا الأستاذ وأين محل الخبير مالك هذه الحلاقة!؟ ». قاموس من النكات والثرثرات. أرحم ثرثرة سمعتها كان صاحبها حميد إذ قال لي متسائلا في إشفاق: - « جبريل! ماذا فعَلتَ بنفسك؟! ». رأتني نادية فانفجرَتْ ضاحكة وَوَلَّتْ هاربة. حينها أدركتُ أن حلاقتي مهزلة. أسرعتُ بالدخول إلى البيت. أخذتُ مرآة صغيرة ونَظَرْت. صُعِقْتُ وأنا أرى نفسي.. هل هذا أنا!؟ بَدَوْتُ كمن جُزَّ شعره بمقص البساتين.. الهوامش:[1] لَكْرِيِّي: سوق الخضر المركزي، والكلمة فرنسية الأصل. ......
#-رهائن
#العبث-

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755321
عبدالإلاه خالي : نادية في -رهائن العبث- -4-
#الحوار_المتمدن
#عبدالإلاه_خالي "رهائن العبث" رواية نشرتُ أحد فصولها في عدد سابق من الحوار المتمدن، وهو فصل تعلق بالفار أحد الشخوصات المؤثرة في بنية النص الداخلية. وهذه فصول تتعلق بشخصية أخرى قادت -وما زالت- أحداث هذا النص الأدبي، وهي شخصية نادية. امتلأتُ حنقا وخرجت مسرعا. كانت تسريحتي ما تزال تستأثر بالاهتمام وتنتزع ضحكات الأصحاب. طلبتُ منهم اصطحابي لأنتقم لكرامتي التي ضاعت بين مقص حلاق "ظهر الخميس". ساروا ورائي مندفعين بروح المغامرة وبسمات التهكم والسخرية ما تزال تداعب شفاههم. في الطريق لاحظنا أن أسلحتنا تقتصر على الكاري [1] والطْوال [2] فعزّزنا ذلك بأحجار الأرض والعصي من أغصان الأشجار. كان عَدَدُنا يقارب العشرة. عصابة عتيدة.. الجو حار والشمس تميل إلى الزوال. اقتربنا من "ظهر الخميس" فأمرَنا الفار بالاستعداد. وصلنا إلى سور أولئك الجزّازين فظهر لي صاحبي. كان جالسا وبيده سبسي [3] الكيف [4]. دنوت منه في حذر ثم وَثَبْتُ عليه كالملدوغ. رُحْتُ في غيظ أكيل له اللكمات. أقبل أصحابه فنطح الفار برأسه أحَدَهُم. سَقَطَ المنطوح على الأرض ثم قام مبتعدا والدم يسيل من أنفه.. أشْهَرَ قدور جبّاده [5] فَفَرَّ بعضهم مهرولين.. هتف حميد في وجه البقية: - « اللِّي دْوَى يْرْعْف ! [6] ». لم ينبس أحد منهم ببنت شفة. راحوا يتفرجون وكأن الأمر لا يعنيهم.. قلتُ في غضب للحلاق المكوَّم تحتي: - « أهذه يا ابن القواد حلاقة واجبها خمسة دراهم!؟ ». بدا مذهولا من الموقف وهو ملقى على الأرض. صاح في المتفرجين وهو يحمي وجهه من الضربات: - « أشهدوا على هاد العصابة آ عباد الله! ». لم أتركه إلا بعد أن تغيرت معالم وجهه. رأيت عينيه وقد انتفختا والدم يسيل من فمه وأنفه. وقفت على رأسه ثم بصقتُ عليه في عجرفة. أخذت كيسي وتفقدت محتوياته. كانت تنقصه التفاحة. استدرت نحو ابن العاهرة وهو يتوسد الأرض. كان جلبابه ملطخا بالوحل وبقع الدم. ركلته في مؤخرته قائلا: - « الله ينعل أمك آ المجواع! ». عُدْنا إلى "عين هارون" بعد أن أمطرنا الجميع بوابل من الحجارة مستعمِلِين قاذفات الكاري والطوال. قال لي حميد أنّ حلّ مشكلتي يكمن في "النمرو جوج" [7]. وجدتُ الصواب في رأيه، خصوصا أنه تطوع ليقوم بهذا العمل مجانا إذ لم يكن معي ما أقدمه لحلاق آخر. قال مشفقا عليَّ: ـ « اطمئن! في الصيف الماضي اشتغلتُ أياما عند حلاق بالدار البيضاء. ». صباح الغد، اتجهنا إلى "جنان السفياني" وجلسنا بين الأشجار. أخرج حميد من محفظته الصغيرة أدوات الحلاقة: مقص، موسى حلاقة، شريحة صابون، مشحذة جلدية وقارورة ماء.. أخذ المقص وراح يقص كل شعري. توقف بعد وهلة. أخذ الموسى وراح يتلاعب به فوق المشحذة يمنة ويسرة. مسك رأسي وجزّ من الجذور ما بقي به من شعر. بعد فترة تحسستُ رأسي فوجدتُها ناعمة. تأكدتُ أنه مارس الحلاقة في الدار البيضاء. قلت شاكرا صنيعه: ـ « أنت أولى بالدراهم الثلاثة التي نهبها ذلك الحلاق الحقير! ». قال عبدالقادر: &#727-;- « ألم أقل لك أن حميد خبير مهنة؟ ». عدت إلى البيت وكُلِّي نظرات مترقبة، أرصد الطريق وأتطلع إلى الأركان مخافة أن تراني نادية.. لم أكن لأقوى على رؤيتها حلاقتي الجديدة.. بالبيت سلمني أبي طاقيته القديمة. ارتديتها أياما كلما كنت أهم بالخروج إلى أن امتلأ رأسي شَعْرا. يتبعالهوامش:[1] الكارِي: الكلمة فرنسية وتطلق في عرف اللغة الدارجة لشباب الحي على ......
#نادية
#-رهائن
#العبث-

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755473
سعود سالم : العبث والطريق المسدود
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم أركيولوجيا العدمالعودة المحزنة للقفص الزجاجي140 – بداية الفلسفة ربما أصبح من الضروري في الظروف الراهنة لتطور الفكر الفلسفي إعادة النظر في مفاهيم كلاسيكية مثل العبث والعبثية والعدمية واللامعقول والإرتيابية .. إلخ. فمن الواضح اليوم أن القضية الأساسية التي يجب طرحها على الساحة الفكرية ليس غياب المعنى ولا ضرورة الكينونة أو عرضية العالم والحياة، وإنما تقويض ضرورة المعنى وضرورة الغائية والتعالي. فيبدو أن التعريفات الكلاسيكية لهذه أالظواهر فقدت صلاحيتها وأصبحت غير سارية المفعول منذ زمن فويرباخ والأجيال اللاحقة التي كونت التيارات العقلانية الثورية للقرن العشرين حتى اليوم. التنديد بالعبثية وبالعدمية، يعتبر ركيزة من ركائز إستراتيجية الإرهاب الفكري المستند على النصوص المقدسة والكتب السماوية والسرد الميتافيزيقي للفقهاء والحاخامات.لا شك أن العالم يعاني اليوم من أزمات وإشكاليات متعددة المنابع والمصادر والأسباب. الحروب والمجاعات والرأسمالية والإستغلال وثلوث البيئة وإزدياد درجة الحرارة والكوارث الطبيعية والكوارث الغير طبيعية والجهل والفقر والإستعمار والإمبريالية، وأنواع متعددة من التمييز بين المواطنين بخصوص اللون أو العنصر أو الدين أو الميول الجنسية، وآخر هذه الكوارث فيروس الكوفيد الذي بدأ في حصد الآلاف من البشر في كل بقاع الدنيا، وقائمة الكوارث طويلة يمكن للقاريء زيادتها وتكملتها. ومن مسببات هذه المصائب المنصبة على رؤوس البشر في هذا الزمان، يأتي في المرتبة الأولى الإنسان نفسه فيما يتعلق بتخريب الطبيعة وتلوث الجو وحرق الموارد الطبيعية والإستغلال البشع لطبقة طفيلية محدودة من الأغنياء لبقية سكان الكرة الأرضية، وكذلك فيما يتعلق بالحروب والمجازر التي لم تتوقف لحظة واحدة منذ مئات السنين. غير أن الإنسان كفاعل ومسبب مباشر لهذه الكوارث وهذا الكابوس يخضع بدوره لدوافع وأسباب وظروف إجتماعية وإقتصادية وسياسية وبيئية وثقافية تتحكم فيه وتملي عليه أعماله وطريقته في التعامل مع العالم والأشياء والبشر. وبالإضافة إلى العوامل المذكورة، هناك عامل آخر شديد الأهمية وهو الذي يهمنا في هذا المقام وهو العامل الديني والذي بدأ يأخذ مكانا وحيزا أكبر بكثير من بقية العوامل وبالذات في المنطقة المصابة بداء الدين الإسلامي. وهو عامل يؤثر تأتيرا مباشرا على تطور وسير المجتمعات، والسبب الرئيسي في العديد من الحروب وفي تخلف هذه المجتمعات وبقائها ضحية للخرافات والأساطير مما يسهل عملية السيطرة عليها سواء من القوى الإستعمارية الخارجية سواء من الذئاب والتماسيح الداخلية، وعادة من الإثنين معا. والعامل الديني يشمل بطبيعة الحال كل ما يتعلق بما يسمى بالحياة الروحية والإيمان بالله والرسل والأنبياء والملائكة والشياطين، بالقرآن والكتب المقدسة والأحاديث والسنة، بالقضاء والقدر واليوم الآخر والثواب والعقاب إلخ. ويبدو وكأن الله هو مركز النظام بأسره ومحور العقدة الأساسية التي يجب فكها ليتحرر الإنسان من جزء من هذه الكوارث. ومن الملاحظ أن جميع الأديان بدون إستثناء لم تقدم دليلا عقليا واحدا على ضرورة وجود هذا الكائن الأسطورة، ولم تهتم بعملية التدليل على وجوده، حيث أن وجوده بديهية طبيعية ويدرك بالفطرة الإنسانية والأمر لا يحتاج إلى أي نقاش أو حوار. بطبيعة الحال كل إنسان متوسط العقل لن يهمه مثل هذا الموضوع، فوجود الله أو عدم وجوده لن يغير أي شيء في الحياة على الكرة الأرضية. ولذلك فنحن نقول مع القائلين بأن الله حتى ولو كان موجودا فلن نؤمن به على أية حال، يستطيع أن يوجد إذا شاء ولكن لا سلطة له علينا ولا على حيا ......
#العبث
#والطريق
#المسدود

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755520
ماجد ع محمد : العبث بالأمن غاية العدوِ والحاسِد
#الحوار_المتمدن
#ماجد_ع_محمد عادةً ما تلجأ الحكومات المستبدة إلى القمع والتنكيل بالمواطن بحجة أمن الدولة والوطن، ولا شكك أن الأمن الذي تقصده الدول الجائرة هو حماية الطاقم الحاكم وتأمين كل سبل الراحة والأمان له وحده وليس لعامة الشعب، إذ بحجة الحرص على أمن البلد وبدلاً من التقدم والازدهار تستمر الحكومات تلك بإشاعة الذعر والقلق بين الناس، كما تعمل جاهدةً بذريعة الأمن على كتم الأنفاس لإطالة عمر الطغمة الفاسدة التي تحكم بالحديد والنار.بينما في الدول التي يحمكها القانون وتتنعم مؤسساتها العامة والخاصة بشيءٍ من العدل والإنصاف، فيكون موضوع الأمن والسلام والاستقرار هو من أولوياتها ليس لحماية السلطة فحسب، إنما بكونها تسعى في حاضرها لإذاعة الطمأنينة والأمان بين ناسها وعيونها دائماً على غدٍ مزدهرٍ لشعبها، وربما لهذا السبب بالذات ركّز حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم في كتابه قصتي (خمسين قصة في خمسين عام) على مسألة الأمن والاستقرار، علماً أن هذه المسألة لا تخص دولة الإمارات العربية وحدها، إنما هي مهمة في أي دولة تعطي القيمة الحقيقية للإنسان ومعنية حقاً بالمحافظة على حياته، وذلك بقوله: "إذا أردت تدم&#1740-;-ر دولة من الداخل، اضرب استقرارھا الس&#1740-;-اسي، إذا أردت خلط الأوراق، وبث الخوف، وتغ&#1740-;-&#1740-;-ر الانتماءات، وتبديل الولاءات، عل&#1740-;-ك بالاستقرار الس&#1740-;-اسي، إذا أردتَ نشر الدسائس والمؤامرات، وتقس&#1740-;-م المجتمع إلى فرق وجماعات، عل&#1740-;-ك بالاستقرار الس&#1740-;-اسي".وباعتبار أن الاستقرار السياسي والأمني في أي مكان هو السقف الذي يقي السكان ويُشعرهم بكامل الأمان، وهو الحائط الذي يحمي ظهر أصحاب المكان، لذا ترى الذين يعادون المكان وأهله أوَّل ما يعملون عليه هو محاولاتهم الدؤوبة لنشر الفوضى والعمل على بث الذعر والفلتان بين الناس، لأن العدو لا يقدر على أن يجد له موطأ قدم له، أو يجد أحداً يتبعه أو يختاره مصلحةً أو خوفاً إلاَّ أثناء غياب النظام وانعدام القانون وإبان تبيان عوارض الخلل الذي يهز أركان المكان المراد الهجوم عليه أو السيطرة عليه، أو على الأقل إحلال الفساد والفلتان في كل زواياه، لذا من عادة الحركات أو التنظيمات المتطرفة أن تقوم بإرسال المنتحرين أو المفخخات لأي مكان ٍ يرغبون بمهاجمته فيما بعد وإعمال الخراب فيه، كما تقوم الجيوش المعادية من أجل الهدف نفسه بإمطار المدن أو القرى والبلدات بالقذائف والصواريخ سواء بالمدافع أو من خلال الطائرات الحربية أو المسيرات.وهو ما قام به تنظيم داعش مئات المرات من خلال هجماته المتكررة على إقليم كردستان العراق على مدار السنوات الماضية، كما لجأت إلى نفس السلوك الإجرامي فصائل من الحشد الشعبي العراقي المساق من قبل دولة الملالي في طهران.وأتباع داعش والحشد قاموا ويقومون بذلك خدمةً للأنظمة المجاورة التي تعادي حتى تباشير الأنوار في ديار الكرد والتي ترى في وداعة إقليم كردستان تهديداً لغطرستها، وحيث أن سلام الإقليم واستقراره وأمنه يصرع مخيال حكام الدول التي لا تتغذى إلاّ على القتل والخراب والدمار، كما أن نشر قيم الشفافية في الإقليم ولو باستحياء يهز أركان الفاسدين والمعتاشين على دوام عمر الفساد وتراكم تلاله العفنة التي ستكون كفيلة بنشر روائح النتانة في كل مكان حتى يبقى المواطن منشغلاً بأنفاسه وخلاصه الشخصي في المناخ المزكوم، وينسى كل ما يتعلق برقي المجتمع وقضايا الناس والشأن العام.ولكن إذا آمنا بأن تنظيما داعش والحشد الشعبي بمثابة أدواتٍ للتخريب لدى الدول المحيطة بالإقليم التي تغتاظ من أي تقدم أو ازدهار في الإقليم، وحيث من شأن الأدوات تحقيق م ......
#العبث
#بالأمن
#غاية
#العدوِ
#والحاسِد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756985
عبدالإلاه خالي : نادية في -رهائن العبث- -5-
#الحوار_المتمدن
#عبدالإلاه_خالي وأنا أتسكع في "دار دبيبغ"[1] ذات مساء، إذا بي ألمح نادية تمشي متأبطة ذراع رجل لا أعرفه.. رجل في الخمسينات.. كانت تبدو أكبر من سنها إذ أسدلت شعرها خلف رأسها وعهدي بها تجمعه في ظفيرتين تطلقهما على صدرها تارة وعلى ظهرها تارة أخرى.. لأول وهلة لم أصدق عيني، خلت نفسي قد أخطأتُ النظر. ولكنني قد أخطئ في كل شيء، إلا نادية.. اقترَبْتُ منها متلحفا ازدحام المارة. كانت هي بدمها ولحمها تسير إلى جانب رجل ذميم الخلقة.. رجل في سن والدها.. تُرى ما طبيعة علاقتهما؟! سِرْتُ في أثرهما وقلبي يدق بقوة.. دخلا إلى محل تجاري. من بعيد رأيت الرجل يخرج محفظته. نقد البائع ثم خرجا. كانت نادية تلوك شيئا.. اشترى لها ابن اللئيم علكة.. واصلا المشي متقاربين. تأبطَّتْ ذراعه من جديد. سارا في شارع "الحسن الثاني" وعند محطة "الباصات" توقفا. تواريتُ خلف سور "بنك المغرب" وعيناي لا تفارقهما. جلسا فوق كرسي كان ينتظرهما. بعد وهلة بدت حافلة "عين هارون" مقبلة. نهضت نادية واقفة. وضعَت قبلة على خد الرجل القبيح ثم تقدمت وغابت وسط الراكبين.. تحركت الحافلة. رفع الرجل يده محييا ثم مضى إلى حال سبيله متعجرفا. بقيتُ متسمرا في مكاني.. أكانت نادية حقا!؟ أكانت الفتاة التي واعدتني بالحب أبد الدهر!؟ تلبّستني الوساوس.. أخذتني الهواجس مآخذا.. ولكن، قد أكون مسيئا في ظني.. فأنا إنسان والإنسان عرضة للخطإ.. حطّت حافلة "عين هارون" ثانية. قذفتُ بنفسي داخلها وكلي غليان.. فور نزولي ركضتُ نحو البيت.. ناديتُ نادية فخَرَجَتْ مبتسمة كعادتها.. جلسَتْ بجانبي فوق العتبة بمدخل البيت.. تصنعتُ الاطمئنان وأنا أحادثها. قلتُ: - « ماذا فعلتِ هذا المساء؟ » أجابت بهدوء تام: - « لا شيء. أشغال البيت وكفى. » - « ألم تفعلي شيئا عدا أشغال البيت؟ » ردت وصوتها يصطنع الثقة: - « لا.. » - « ألم تخرجي من البيت؟ » ـ « لا! » قالتها ثم استدركَت بشيء من الارتباك: - « لم هذا الإصرار منك؟ » قلت بعزم وإصرار: - « فقط قولي لي نادية، أين ذهبت هذا اليوم؟ » أجابت متلعثمة وكأنها قرأت أفكاري: - « آه! نسيت.. ذهبتُ عند سناء لاسترجاع بدلتي الخضراء، كانت قد استعارتها مني لحضور زفاف ابن عمها.. » ساعَتَها أيقنتُ أن علاقتها بذلك الرجل لم تكن طبيعية، وإلا لما حاولت التستر على خروجها معه. قلتُ بصوت باك: - « نادية! لقد رأيتكِ اليوم صحبة شخص لا أدري من كان. رأيتُكِ بأم عيني. مشيتُ وراءكما. شاهدتُكِ وأنتِ تُقبِّلينه قبل أن تفترقا عند المحطة. » ارتبكَتْ وغَضَّتْ بصرَها.. ساد الصمت فترة ثم رفعَتْ رأسها ناحيتي.. علق بصرُها ببصري فتناسج حوار بلغة العيون.. لغة لا يفهمها إلا مالكها.. ثم انقطع الحوار بنطقها جملة مقتضبة لخَّصت الموقف كله: - « جبريل، أخطأتُ في حقك وأنا نادمة! » قالتها ونَهَضَتْ في حياء.. وَلَّتْ لي ظهرها ودخلَتْ.. ظللتُ جالسا في مكاني: لا عليك يا جبريل، كل منا مُعَرَّض للخطإ، فما حدث زلة يمكن أن يُقْدِم عليها في ظروف معينة أي إنسان.. بعد يومين، جاء وكيل الشرطة إلى منزل نادية.. سلم والدتها مكتوبا أزرقا غامضا وانصرف دون كلام. هرولت "السعدية" نحوي لفك رموز ذلك الإشعار. قالت ويداها ترتعشان: - « جبريل، شنو فهاد الكاغيط؟ الحاج غير موجود وقلبي مقبوض.. » انقبض قل ......
#نادية
#-رهائن
#العبث-

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758066
ابراهيم زورو : العبث عنواننا
#الحوار_المتمدن
#ابراهيم_زورو هذا النص ليس أصيلاً، ولا ينتمي إلى النور أبداً، المعاني لا تمنحه شرف الارتقاء، لا احد ينظر في وجوه سياسيوه وهم معروضون في المزاد لجهة مواقفهم، هناك فجوة عميقة بين الروائي وشخصياته، هذا الكاذب بات سياسياً، متعجرفاً. وتلك الفتاة تشلف جمالها على أي سرير، ليجعلوا مساحة هذا الوطن ماخوراً، محاميه ينسى لغته فوقف أمام القضاء جاثياً على أدوات رجولته، وأما العميل أصبح شريفاً بدون أن يقدم مسودته الفكرية، وهذا الجمال ليس جمالاً لأنه أصبح مستنقعاً والذبابات تغرف منه!. هذا النص ليس جميلاً لأنه فقد أصالته، وخاصة عندما حطت الذبابة بيوضها على صفحة أفكاره. هذا السجين يكذب كثيراً كما لو أنه مهاجر رخيص الوجود!. هذا النص أمراة عاهرة وعارية تأتي إلينا كلما سنحت لها الفرصة، وهذا النص رجل لا يعرف من الحياة سوى شهوته! صفر قيمة هذا النص، القمل يدرك متنه وعلى بيادره جرذان يكشفن عورته للشمس، أدوات ترقيمه تذكّرنا بالفساد لأنها مشلوفة دون عناية!، بوصلة النص تؤشر على الأصدقاء كما لو أنهم باتوا أعداء وفقدوا خاصية الحنين!. هذا النص لا يغركم ولا تنبهروا بدايته كنهايته فهو كشعب فقد هوية وجوده وكرامته، ابتعدوا عنه فهو يحمل أوساخ السنين! هذا النص مكتوب بحبر مستخرج من كيس بروستات العتيق! تارة تشاهد نصوصها تلمع ومرة قاتمة تسير على جثث حيوانات مريضة تمضي على عجل من أمرها، هذا النص يلزمكم أن تحفظه عن ظهر قلب لأنه يعلن انتماءه منكم وإليكم، لذا شيدوا ادواركم في السطر المناسب لكم على مبدأ تغيير ديموغرافي في المبنى والمعنى، هذا النص زريبة من الأفكار. وفريد من نوعه لا ينتمي إلى أي جنس أدبي، كلماته عاهرة ولا يستوي مع العهر، كونه معتل الوسط الأول والآخر! ولا يصح معه أي تصحيح أو تدقيق، وأن الحركة تشوه معالمه ومعانيه، هذا النص مجرور ونحن لا نعرف كيف نرفعه بين النصوص! وينام بين النصوص عنوة لا تفك طلاسمها، هذا النص يسرق المعاني ويفتعل الفتن بين النصوص كأنه مخبراً خرج لتوه من احد فروع الأمن القومي لدولة تبحث عن أمنها القومي وأنت تبحث عن رغبة امك، هذا النص لقب بالنص الأنيق إلا أنه لا يملك أي عبارة تستر عورته، هذا النص متراكم عليه غبار عصور برابرة والسلاجقة والتتار وهولاكو واورطفرل وباقي سدنة المجرمين، ويقدم نفسه على أنه سطر في مخطوطة رأس مال لكارل ماركس! رغم أنه فاقد للوغاريتمات واحداثيات التوابع الزائدة والناقصة، حروف الجر في هذا النص تريد أن تدخل على الأفعال أيضاً ليفقدها غشاء بكارتها، رغم أن محمداً قال: أياكم وحرف الجر! قالوا ماهي حروف الجر ياسيدي حروف الجر أن تحكي عن جمال امك بخبث ورياء، لأنه مزين بكل نياشين الملوك إلا أنه متسول على الأرصفة ومشلوف. حروف الجر في هذا النص تتحرش بالأفعال دوماً، قلق هذا النص لأنه لا يحمل أي عنوان صريح ومرعب لفضائه صادر من مطبعة الاشباح، هذا النص الفكرة الرئيسية فيه أنه ضد النصوص كلها، وهو غطاء للفاسدين وما يدور في فلكهم، كلماته مستوردة المعنى ولا تشير إلينا من بعيد أو قريب! هذا النص لا يتأثر بتضاريس الجو رغم أن مواضيعة ساخنه كأنها خرجت من فوهة بركان مفجور، مبدع هذا النص يفتش عن أجناس الكلمات! كي يفرشها على بنية النص وينحكها دون ان يرف له جفن، هذا النص جملة واحدة العلة باتت حكراً على المعنى فقط!. ......
#العبث
#عنواننا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758130
عبدالإلاه خالي : نادية في -رهائن العبث- 6
#الحوار_المتمدن
#عبدالإلاه_خالي تبخر الحب وذاب معناه في قلبي. صرت أبحث عن مبتغاي في أحضان البغايا.. أقيم في جسد كل واحدة منهن مزارا أتهجد فيه وأمارس شعائري اللذيذة.. وبمرور الأيام ألفيت نفسي ملكا لشهواتي، عبدا لرغائبها ونزوات مزاجها.. لا عليك يا جبريل! فالجنس وسم صبغ جذرك كما صبغ جذر كل خليقة، ولم يتحول "طابوها" كريها إلا حينما غدا مصدرا للثراء ووعدا أخرويا فجلب البلاء لنا جميعا.. كم من ملف يربض على مكاتب القضاة وكم قضية مكومة في الأدراج داخل مراكز الشرطة، تفوح منها ومنه رائحة الجنس القبيح.. لا عليك يا جبريل! انس نادية! انس ماضيك! دعك من الجنس الطابو! دعك من الجنس البغيض! تمرد عليه! دمره! اسحقه! عريه! افضحه.. مساء وقفتُ أمام المرآة. حلقت ذقني. تأنقت وخرجت.. تجاهلتُ الأغاني السخيفة في الحوانيت والبيوت المجاورة. مررت على سينما "الشعب" بؤرة الحشاشين وصعاليك المنطقة. اقتنيت حشيشا من النوع الرديء ومضيت. دخلت إلى "جنان السبيل".. اسْتَرْخَتْ أعصابي بفعل الخضرة والياسمين.. بين الأشجار كانت جالسة.. ثوب منقوش وشعر متهدل. لون أبيض وعينان زرقاوان كأنها بعثت من أصقاع بولندا. راقبتُها فتيقنتُ أنها لوحدها. تقدمت وجلست على المقعد بجانبها.. وسرعان ما كان القبول.. وبالهمس الرقيق نشأت الألفة.. وعن طريق اللمس الحاني استوى عود المودة.. رُحْنا نتهادى من وردة لأخرى كفراشتين يستنشقان الأريج. بعد حين توقفت وقالت متأملة نطاقا بأعلى الأشجار: ـ « أنصت تغاريد الطيور! إنها تحيينا.. » قلت: ـ « كأنها راضية عنا.. » استفهمت بعتاب خفيف:- « كأنها؟.. » ثم نكزتني بإبهامها في دلال وأعلنت:- « بل هي كذلك بالتأكيد.. ومن رضيت عنه الطيور رضيت عنه الآلهة.. » ما أجملها من خليلة! مثقفة.. واعية.. ذكية.. لبقة.. تلونت السماء بلون الغروب وفاح في الجو عبق الرياحين. خفت حركة الزوار ولم يبق في المنتزه سوى عشاقا يتأملون حمرة الشمس المتوارية خلف الأفق. بعد لحظة دوى رنين الصافرات في الجنبات.. لقد حان وقت الإغلاق.. تأففت زميلتي غير راضية وقالت:- « ما رأيك أن نلتقي هنا غدا في نفس الوقت؟ » وهل يقوى الحصان المهتاج على الانتظار.. وهل تقوى الأنثى المثارة على تعليق خوالجها يوما كاملا.. خرجنا من الباب الكبير.. تركنا الجانب العامر من الشارع المؤدي إلى ساحة "بوجلود" وانعطفنا يمينا نحو بساتين "واد الزبل" حيث امتدت أحراش تحلو فيها الخلوة للمغرمين. كانت صاحبتي تمشي إلى جانبي ومظاهر الرغبة تعلو محياها تعبيرا عن مشاعر شهوة مكبوتة. خلف ربوة جلس شاب وفتاة ممسكان ببعضهما يتأملان النجوم وينتظران أن يرخي الليل أستار ظلمته.. قصدنا مكانا منزويا غير بعيدين عنهما. لم نكد نستوي في جلستنا حتى شاهدتُهما يقومان ويطلقان ساقيهما للريح! لم أدر ما حصل.. قالت فتاتي منزعجة: - « ماذا جرى لهما؟ » - « لست أدري.. » لم نأبه للأمر وانشغل كل منا بالآخر. كان الخدر يسري في جسدينا.. استدعت حبيبتي أنوثتها فألهبت نيران الشبق في أعماقي.. فجأة انتصب أمامنا خمسة رجال كأن الأرض قد انفتقت وقذفت بهم في وجهنا.. خمسة بلباسهم الرسمي وقفوا في عجرفة أمامنا.. بلهجة آمرة طلب أطولهم: - « البطاقة! » ثم قال وهو يحدجني بنظرة احتقار: - « ماذا تفعل هنا مع هذه؟ » لم يترك لي فرصة للرد. بسرعة كَوَّنوا دائرة وجعلونا داخلها. كأن ......
#نادية
#-رهائن
#العبث-

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759058
عبدالإلاه خالي : نادية في -رهائن العبث- -7-
#الحوار_المتمدن
#عبدالإلاه_خالي حين كان عمري وعمرها سبع سنوات تملك مني غرامها.. وقفَتْ يوما رفقة صويحبات في ركن الدرب. أخرجَتْ طباشيرا وراحت تخط على الأرض مربعات.. سيلعبن السيس[1] .. أنهت المخطط بنجاح وبدأت زميلاتها يقفزن تناوبا.. جاء دور نادية فوثبت.. كنت جالسا أرقبها من فوق سور السبالة.. رأيت خصلات شعرها تتهادى يمنة ويسرة.. جميلة نادية.. بهية نادية.. كانت أسرع من الأخريات.. فازت.. استحقت ذلك.. بعد الوصول وقفَتْ مبتسمة وعلى حين غرة ارتدت ساقطة على الأرض.. استولى علي الفزع وطار من الهلع قلبي. هرعتُ نحوها.. كانت ساكنة دون حراك.. محياها الجميل تغيرت سَحْنَتُه وعَلتْه شحوبة، لكن شفتيها ترتعشان.. ترددت أصوات الصبايا وهنَّ يَنشُدن إسعافها: - « أغمي عليها! » - « أكيد أنها عطشى! » - « ليجلب أحد ماء! » استدرتُ راكضا في اتجاه "السبالة".. أخذتُ الإناء الخشبي المهجور.. ملأتُه بالماء وعدتُ مسرعا.. تجاوزتُ السليلات المتحلقات حولها.. رَشَحْتُ وجهها بالماء ثم أجلستُها مسندا ظهرها بركبتي.. رفعتُ إناء السبيل وأعنتُها على رشف الماء.. بعد هنيهة استفاقت.. - « هل أصابكِ مكروه؟ » نظرَتْ إليَّ.. تلفَّتَتْ من حولها كما لو كانت في غيبوبة.. أعادت النظر إلي ثم ابتسمَت ونطقَت: - « أنتَ تخاطر بنفسك حينما تقفز من سطح السبالة! » لقد رأتني أقفز إذن.. أدركتُ أنها كانت تحس بي.. كانت تشعر بوجودي.. قلت متصنعا العزم والإقدام: - « قفزتُ مما هو أعلى من السبالة! » ضحكَتْ وتتالت ضحكاتها حتى بدت نواجدها الناصعة البياض.. ساورني الارتياب.. قد تكون لاحظت وهي البصيرة أنني أحاول لفت نظرها بافتعال أعمال الشجاعة؟! غيرتُ الأسلوب فصرتُ أقدم لها العطايا وأعزف لها الألحان . ...... آه ثم آه! أكانت تلك هاته! أكانت هاته تلك! آه منك يا نادية! انتهت الهوامش:[1] السِّيس: لعبة نط فوق شكل مخطط على الأرض. المخطط سداسي المربعات واللعبة تمارسها البنات خاصة. ......
#نادية
#-رهائن
#العبث-

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760539
علي الجلولي : دستور سعيد من التضليل إلى التلاعب: انه العبث يا مولاي..
#الحوار_المتمدن
#علي_الجلولي يتواصل نسق العبث والتلاعب بمكاسب الشعب التونسي التي افتكها بتضحياته المريرة، ففي خطوة داست أبسط شكليات العمل الإداري البسيط، توجه قيس سعيد بخطاب إلى الشعب ليلة عيد الأضحى لا لتوجيه المعايدة فحسب، بل لاستغلال المناسبة للحديث عن دستوره المجيد وذلك بخرق القوانين الجارية مرة أخرى بالدعوة إلى المشاركة المكثفة للمشاركة بالتصويت بنعم، وأيضا وأساسا للتصريح بكون دستوره الذي نشر منذ يوم 30 جوان الجاري يحمل أخطاء شكلية تتعلق بالتراكيب اللغوية وأخطاء الرسم وحساب التبويب، إن مثل هكذا أخطاء حين تصدر من أعلى هرم السلطة لا يجب أن يقع التعامل معها على أنها "أخطاء إنسانية" كما لا يجب التعاطي مع أخطاء التلاميذ والطلبة والممتحنين عموما على أنها "أخطاء إنسانية"، بل هي أخطاء تُقيّم جزائيا من خلال العدد المتحصل عليه، وحين تصدر الأخطاء في الوثائق الرسمية للدولة، فان هذا لا يسمى إلا العبث ولا شيء غير العبث. ولم يطل الخطأ لفظا كما حدث مع لجنة ديقول سنة 1958 حين تسرب "خطأ إنساني" إلى لفظ ظل منشورا بخطئه اللغوي ولم تقدر أية جهة على تصحيحه لان النص صدر بالجريدة الرسمية للدولة، وشارك الشعب الفرنسي في الاستفتاء على النص كما نشر بخطئه الذي عدته الأمة الفرنسية إنسانيا وناتجا عن سهو لا غير، أما هذا الحجم من الأخطاء التي "وقع تصحيحها" في النسخة الثانية من الدستور فلم يكن شكليا فحسب بل طال المضمون إذ شمل التصحيح 64 فصلا من جملة 142 بما جعل لفيفا واسعا من متتبعي الشأن العام في بلادنا وفي مقدمتهم القانونيين إلى اعتبار ما تم نشره مساء 8 جويلية هو نسخة أخرى من الدستور تقتضي منطقيا وقانونيا آجالا و رزنامة جديدتين، فيما انبرت جوقة المريدين إلى إعلاء الصوت مثل كل جوقات الطغيان في التاريخ رافعة شعارها المميز "الله ينصر سيدنا".*التطرف في الموالاة يصنع الطغاة. أكدت عديد الدراسات التاريخية التي قاربت التجارب السياسية المعاصرة وحتى القديمة أن الطاغية لا يولد بالضرورة كذلك، بل كثيرا ما تلعب جوقة الموالاة وبطانة المساندة دورا كبيرا وحتى حاسما في بلورة النزعة الاستبدادية والذهاب بها إلى الأقصى، ولنا في تاريخنا القريب والبعيد ما يعزز هذه الفكرة. و اليوم تواصل بطانة الحكم نفس الدور وبنفس الآليات والممارسات، فصبيحة يوم 8 جويلية كانت القوى المدافعة عن خيار "نعم" تمدح الدستور حتى أن البعض سمّى حملته ب"نعم شاهقة" تيمّنا وتبرّكا بمفردات الخطاب القيسي الذي أخذ هذا اللفظ بالذات( الصعود الشاهق) من موسليني زعيم الفاشية الايطالية، ونحن طبعا لا نعتقد أن هذا الاستعمال يتم بعفوية ودون قصد. ونفس القوى نجدها بعد خطاب سيادته تبارك وتهلل حتى دون أن تطلع على "التنقيحات"، وانخرطت في موجة دفاع وتفسير للتصحيحات الشكلية والمضمونية. إن مجمل هذه القوى هي من حيث تعي أو لا تعي تعزز كل نوازع الاستبداد وحكم الفرد وتوسيع صلاحياته إلى ما لانهاية . هذا ويذهب البعض منها إلى التقليل من شأن احترام الشكليات والإجراءات بل واحتقارها وهي بذلك تعطي ضوء أخضر للحاكم كي يفعل ما يريد كيفما يريد ووقتما يريد، وهو الحال في بلادنا اليوم مع الحاكم بأمره قيس سعيد. و للعلم وللأمانة فان هذه القوى قللت في بياناتها وتصريحاتها من شأن الأخطاء والنقائص والثغرات رغم إشارة بعضها إليها، لكنها لم تطالب بتنقيحها بل اتجهت عموما إلى الدفاع عن فكرة "تمرير الدستور ثم نرى"، أي أنها قابلة بفكرة أن يتحول الدستور إلى خرقة يتم تنقيحها كلما عنّ للحاكم بأمره ذلك، وهذه في حد ذاتها فكرة خطيرة لأنها تنزع عن الدستور طابعه العام والمرحلي على الأقل وتلبيسه لباسا مؤ ......
#دستور
#سعيد
#التضليل
#التلاعب:
#العبث
#مولاي..

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762407