الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
WALID HALABI : صائد الكورونا
#الحوار_المتمدن
#WALID_HALABI ضرب الوباء المدينة، فبدأ الناس يتساقطون في الشوارع، وامتلأت المستشفيات بما يفوق طاقتها القصوى على الاستيعاب، وطال الموت الجهاز الطبي، فبدأ عدد أفراده بالتناقص، فقام الجيش بضرب حصار كامل على المدينة المنكوبة، وعندما وصل عدد الموتى إلى المليون من سكان المدينة التي يزيد عددهم على العشرة ملايين نسمة، تيقن السكان من أن فناءهم قادم لا محالة، بينما محطات الإذاعة والتلفزيون الحكومية تؤكد للجماهير بأن {هذا الوباء قد ألقت به طائرات القوى الامبريالية رداً على الصمود الذي تبديه حكومتهم التقدمية ضد المخططات الجهنمية المعادية، وأن علماءهم سوف يتوصلون إلى لقاح واقٍ ودواء شافٍ}، فاستبشر الناس خيراً، لكن الوباء لم يتوقف عن حصد آلاف الأرواح. حاكم المدينة، وهو من الدائرة الضيقة المقربة من الرئيس المفدى والقائد الضرورة، طرأت على ذهنه فكرة جهنمية لجني الأموال له ولسيده، فاتصل بالرئيس، وفي مكالمة قصيرة، استطاع إقناع زعيمه بما ينوي القيام به، وكانت آخر عبارة قالها الحاكم وسمعها مدير مكتبه: الأرباح ستكون هائلة يا سيدي. سارع الرئيس إلى عقد جلسة لمجلس وزرائه بُثت على الهواء مباشرة، فجلسوا جميعهم حول مائدة مستطيلة الشكل، وهم يضعون على وجوههم أقنعة واقية ملونة، فبدوا كأنهم قطط من جميع الأجناس في متجر لبيع الحيوانات الأليفة، أما الرئيس نفسه فلم يضع قناعاً كالآخرين، فهو لا يخشى العدوى، ذلك أنه ورث عن أسلافه مناعة قوية ضد جميع الأمراض، باستثناء مرض واحد هو شهوة السلطة المزمن، والذي لم يستطع أي عالم أن يكتشف له علاجاً شافياً. وبصرامة الرئيس المعهودة، أعلن للجميع بحزم أنه مصر على القضاء على هذا الفيروس الإمبريالي!، محدقاً في الكاميرا وموجهاً كلامه إلى جماهير شعبه الوفي الطيب، مؤكداً بأن {دحر المطامع الإمبريالية قد أصبح قاب قوسين أو أدنى، وأن هذا الوباء الذي ألقت به طائرات حلف الشر لا بد سيتمكن علماؤنا الأفذاذ من القضاء عليه}، ثم وزع مساعده الواقف خلفه قصاصات ورقية على وزراء الدفاع والصحة والتجارة والإعلام، وأمرهم الرئيس التقيد الكامل بهذه التعليمات الموجهة إليهم، ثم رفع الجلسة أثناء عزف النشيد الوطني.في اليوم التالي غطت شوارع المدينة المنكوبة لافتات وإعلانات في كل مكان، على أسطح العمارات وعلى أبواب المنازل وعلى جوانب القلة المتبقية من وسائل المواصلات، وعلى لافتة طويلة تجرها خلفها طائرة، جميعها تحمل عبارة (صائد الكورونا)، فخرج ما بقي من سكان المدينة في مظاهرات حاشدة شكراً للقائد المفدى على وعده الحازم بإنقاذ أبناء شعبه الوفي، مع عدم تمكنهم من فهم مغزى تلك العبارة الغامضة، لكنهم مع مرور السنوات اعتادوا التظاهر بتصديق رئيسهم، حتى ولو كانوا واثقين من أنه يكذب عليهم. في مساء نفس ذلك اليوم، رتب وزير الإعلام ندوة تلفزيونية شارك فيها مفكرون وعلماء أوبئة وعلماء نفس وقيادات حزبية، وتحدثوا جميعهم في وموضوع واحد: حكمة القائد المفدى، وحرصه على إنقاذ شعبه الوفي، الصامد أمام شبح الموت، والطلب من السكان التحلي بالصبر والصمود انتظاراً للفرج. في هذه الأثناء كان حاكم المدينة يفاوض أحد رجال الأعمال لشراء معمله الذي انتهى من بنائه للتو، تماماً مع انتشار الوباء، ونظراً لأن الرجل أدرك استحالة تشغيل معمله لتصنيع مادة (العلكة) في هذه الظروف العصيبة، فقد وافق على بيعه للحكومة بأقل من سعر التكلفة، ووقع عقد البيع بدون نقاش. بمجرد مغادرة الرجل، اتصل الحاكم برئيسه وأخبره أن الصفقة قد تمت بنجاح. مساء نفس اليوم، عُقِدت ندوة تلفزيونية ثانية شارك فيها نفس المتحدثين في الندوة السابقة، وهنا كانت ......
#صائد
#الكورونا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678305