الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
المثنى الشيخ عطية : في مجموعة الشاعر السعودي عبدالله ثابت -جلبة لتحريك الوقت-: انسدادات الحياة وفتح أكوانها المتوازية
#الحوار_المتمدن
#المثنى_الشيخ_عطية لا يعتقد ناقدٌ لمجموعةٍ شعرية مهما بلغ إعجابه وافتتانه بها، أنّ نصوصها ستصل إلى درجة معاملتها كنصوصٍ مقدّسة يذكُر آياتِها الناسُ بالأرقام إن لم يتمّ إيرادها بعناوين، وذلك بسبب تغيّر أزمان نصوص القداسات إلى استحالة عودتها على الأقل، رغم أن الكثير الكثير من نصوص الشعر تتفوّق ببلاغتها على نصوص الكتب المقدّسة، هذا إن لم نعتقد أن الشعراء الحقيقيين أنفسَهم لا يريدون لنصوصهم أن تكون مقدّسة حتى لو غالى أحد ألمع نجومهم مثل المتنبي بالقول عن قصيدته: أنامُ مِلء جفوني عن شواردها/ ويسهر الخلق جرّاها ويختصم. وفي مقاربةٍ لهذا، يظلم بعض شعراء ما بعد الحداثة المميّزون قصائدَهم وإن كانت قصائد صغيرات تحت أجنحة القصيدة الأمّ، بإيرادها ضمن أرقام، محبِطين أحقيتها في نيل العناوين التي يحفظها القارئ ويستشهد بها عنها، كما فعل الشاعر السعودي عبدالله ثابت في وضع بنات قصائد مجموعته المميزة "جلبةٌ لتحريك الوقت"، تواضعاً ربما، ووجهة نظر أخرى له ربما، وهمساً لا يمكنه أن يمنع هذه القصائد الصغيرة من إثارة الجلبة في كل الأحوال، ليس لتحريك الوقت فحسب في سكونِ واستنقاعِ الحياة العربية ولغتها بقيمٍ تجاوزها الزمنُ وأصبحت تُكبّل أهلها عن التقدم إن لم تجرّهم إلى مذابح التأخّر عما هم فيه، وإنما لجعل عقارب الوقت مفاتيح للتنقل بين الأكوان المتوازية التي يفتحها العلم للخيال، وللطيران فوق أعشاش الوقواق، حيث يتكاثر لصوص الأعشاش، ويزحمون الحياة بنسل يقتل الحياة، كما يورد ثابت في القصيدة التي يخاطب بها جدّه البشري الحجري، المتبصّر، صانع الحياة بإضاءة كهفه بالنار في زمن جوعه، ومدمّرها بغزوه بعد الشبع: "لكنّك لمّا شبعتَ اخترعت الغزاة!خرجت كالتنين. تحتطبُ الجذوع وأبوابَ الجيران،أفزعتَ الوعولولوّثت الأنهار بالجيف، ثم صمّمت آلهةً تشبهك،واستغفرْتَها.. لتسامح نفسك على الدماء! ثم من دهرٍ لآخر..أنجبتَ عيالك السيئين،وهاهم حتى اليوم يتوعّدوننا بالقبور المفتوحة!يا جدّي الحجريّ..يا وحشَ الشّواء!". في جلبته الهامسة لتحريك الوقت، يشكّل عبدالله ثابت مجموعته في بنية بسيطة تتضمن أربع قصائد نثرٍ طويلة هي: (جوّ ملوّث.. وجوه مقعّرة ــ مناغاة فستانٍ أبيض في نزلٍ أزرق ــ عالقٌ في عدمٍ ــ متوالية الإنهاك)، ويقسم فيها كل قصيدة إلى أرقام لا تأخذ عناوين إلا في ثلاثةٍ من القصيدة الأولى: سبعُ مكائنَ قديمة لصناعة مكنسة ليلية، اليوميّون، وكوميديا الشرفة، سهاد الطابق العلوي. كما يمنح القصيدة الثانية عنواناً واحداً لأرقامها يعبّر عن طبيعتها الحوارية: "تسأل الشهلاء.. وأجيبها من كوكب الفضة". ويمنح القصيدة الثالثة ثلاثةَ عناوين لثلاثةٍ من أرقامها هي: "كراهات الثانية عشر ظهراً، بيان الأوابد الأولى، أحزان اللاعب رديء الطالع". بينا لا تأخذ القصيدة الرابعة الأصغر من أخواتها، لأرقامها المعدودة بثلاثةٍ فقط أيّة عناوين. ويلجأ ثابت إلى فتح هذه البنية بتقديم مأخوذٍ من أحد قصائد المجموعة، بجملة: "كأسٌ أخرى.. بدلاً من لملمة الشرايين"، تعكس حالة الشاعر وفلسفته، ويتبع ذلك بإهداء يرتبط بأحد قصائد المجموعة التي تعكس فلسفته كذلك: "إلى الأوقات المريعة، إلى الشعور بالقرف، إلى الرغبة العارمة في الصراخ.. ماذا سنفعل صبيحة العدم.". وفي هذه البنية المثيرة للجلبة وإن همَستْ، يستطيع القارئ تلمّس وعيش طبيعة أسلوب ثابت في تكوين قصيدته، وتركيب جملها الشعرية، وفنّيات شعره، بمتعة عيش أحد الأشكال المميزة لشعر ما بعد الحداثة، وخصوصيات العبث والسخرية فيه، مع عيشه لعذوبة الأحلام وصدْمها في أسلوب ......
#مجموعة
#الشاعر
#السعودي
#عبدالله
#ثابت
#-جلبة
#لتحريك
#الوقت-:
#انسدادات
#الحياة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767576