ميثم الجنابي : الغلو الديني والعقائدي - هاوية الإرهاب والفساد(1-2)
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي إن ظاهرة «الإرهاب الإسلامي» هي المظهر الأكثر تعقيدا وتخلفا للانحطاط الفعلي في تاريخ الدولة العربية الحديثة. بمعنى أنها ظاهرة تحتوي بقدر واحد على إدراك مشوه لطبيعة الأزمة البنيوية للدولة العربية المعاصرة، كما أنها الوجه المشوه لخراب العقل الثقافي العربي. ومن ثم ليست الظاهرة الإرهابية «الإسلامية» الحالية سوى النتاج الأكثر تخريبا لخراب النزوع التوتاليتاري والراديكالي، الدنيوي والديني على السواء. فالسلفية الغالية هي الوجه الآخر للتوتاليتارية الدنيوية. وكل منهما يكمل الآخر في «مسار» الانحطاط الفعلي الشامل للدولة والمجتمع والثقافة والنخب العامة والأحزاب السياسية بشكل خاص. إذ لا يعني صعود السلفيات الجهادية (حنبلية العوام) إلى سطح «المواجهة» و«الصراع» و«المقاومة» و«التحدي» للغرب سوى الوجه الفعلي لفقدان العالم العربي حقيقة المواجهة والتحدي والصراع العقلاني ضد مقدمات ومعالم التخلف والانحطاط الفعلي. وهي ظاهرة أكثر من يمثلها ويتمثلها التطرف الديني والغلو السلفي في العراق الحالي، بوصفه الصورة «النموذجية» عن حالة الانحطاط الديني والسياسي.وإذا كان «الانحطاط الديني» شأن كل انحطاط له خصوصيته، فإننا نستطيع بالتالي الكلام عن انحطاط ديني بذاته، وآخر مقرون وملازم للانحطاط الاجتماعي العام. والأول هو جزء من تاريخ الدين والأديان، والثاني هو جزء من زمن التحلل والفساد أو الأزمة البنيوية الشاملة للدولة والمجتمع والثقافة. لكنها أوجه مترابطة. بمعنى أن الانحطاط الديني هو الوجه الآخر للانحطاط الاجتماعي، كما أن الانحطاط الاجتماعي يستتبع مختلف أشكال الانحطاط بما في ذلك الديني. وهو حكم اقرب إلى البديهية، مع انه يشكل في ظروف العراق الحالية أحد أكثر مفارقات وجوده التاريخي المعاصر.إننا نقف الآن أمام ظاهرة الانتشار الواسع للدين والتدين والحركات الدينية الاجتماعية والسياسية. وهو انتشار يكشف عن طبيعة ومستوى الخلل المادي والمعنوي، لأنه لم يكن جزء مكونا من أجزاء الصيرورة الروحية المعاصرة للعراق، كما لم يكن عنصرا من عناصر التركيبة الروحية للمجتمع المدني. على العكس! لقد كان من حيث مقدماته ونوعه وأساليب فعله ردا على الانحطاط الشامل الذي أحدثته «دنيوية» التوتاليتارية العراقية. وجسدت هذه «الدنيوية» في ذروة انحطاطها الصيغة الأكثر غلوا للتدين المفتعل، كما هو جلي في بناء المساجد الفارعة الفارغة و«الصحوة الإيمانية» وكتابة القرآن بدم صدام وما شابه ذلك. وتعبّر هذه المكونات عن عمق الخلل في الفكرة الدنيوية البعثية في العراق. من هنا خصوصية الانتشار الديني الجديد فيه. وبغضّ النظر عن تاريخه العريق، بما في ذلك بالنسبة لتشكيل الحركات الإسلامية السياسية (الشيعية خصوصا)، إلا انه أصبح جزء من تقاليد التوتاليتارية نفسها بسبب تراكم مكوناته الاجتماعية والنفسية ضمن معايير ومقاييس ونفسية الدكتاتورية الصدامية. بحيث جعلت من الإسلام والتدين وجهين لمعالم الانحطاط الشامل. من هنا لم يكن هذا التدين في الواقع أكثر من شعائر زائفة لنفوس خربة. وحالما جرى حشره بدهاليز اللعبة السياسة، فانه لم يكن قادرا، بعد سقوط الدكتاتورية،على إنتاج شيء غير الطائفية السياسية. وهو إنتاج يعيد بعث الصدامية بغلاف إسلامي، كما نراه بوضوح في جعل الطائفية السياسية أساسا للسلوك السياسي، وفي تحويل الطائفية السياسية إلى أحد العناصر الجوهرية في «بناء» الدولة والمجتمع والثقافة. وقد ورث التدين العراقي الجديد في مواقفه من كل مكونات وإشكاليات العراق المعاصر هذا الخلل الأكبر، الذي مصدره الأكبر في ضعف البنية الاجتماعية وتخلفها المريع. فالحالة العرا ......
#الغلو
#الديني
#والعقائدي
#هاوية
#الإرهاب
#والفساد(1-2)
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=673991
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي إن ظاهرة «الإرهاب الإسلامي» هي المظهر الأكثر تعقيدا وتخلفا للانحطاط الفعلي في تاريخ الدولة العربية الحديثة. بمعنى أنها ظاهرة تحتوي بقدر واحد على إدراك مشوه لطبيعة الأزمة البنيوية للدولة العربية المعاصرة، كما أنها الوجه المشوه لخراب العقل الثقافي العربي. ومن ثم ليست الظاهرة الإرهابية «الإسلامية» الحالية سوى النتاج الأكثر تخريبا لخراب النزوع التوتاليتاري والراديكالي، الدنيوي والديني على السواء. فالسلفية الغالية هي الوجه الآخر للتوتاليتارية الدنيوية. وكل منهما يكمل الآخر في «مسار» الانحطاط الفعلي الشامل للدولة والمجتمع والثقافة والنخب العامة والأحزاب السياسية بشكل خاص. إذ لا يعني صعود السلفيات الجهادية (حنبلية العوام) إلى سطح «المواجهة» و«الصراع» و«المقاومة» و«التحدي» للغرب سوى الوجه الفعلي لفقدان العالم العربي حقيقة المواجهة والتحدي والصراع العقلاني ضد مقدمات ومعالم التخلف والانحطاط الفعلي. وهي ظاهرة أكثر من يمثلها ويتمثلها التطرف الديني والغلو السلفي في العراق الحالي، بوصفه الصورة «النموذجية» عن حالة الانحطاط الديني والسياسي.وإذا كان «الانحطاط الديني» شأن كل انحطاط له خصوصيته، فإننا نستطيع بالتالي الكلام عن انحطاط ديني بذاته، وآخر مقرون وملازم للانحطاط الاجتماعي العام. والأول هو جزء من تاريخ الدين والأديان، والثاني هو جزء من زمن التحلل والفساد أو الأزمة البنيوية الشاملة للدولة والمجتمع والثقافة. لكنها أوجه مترابطة. بمعنى أن الانحطاط الديني هو الوجه الآخر للانحطاط الاجتماعي، كما أن الانحطاط الاجتماعي يستتبع مختلف أشكال الانحطاط بما في ذلك الديني. وهو حكم اقرب إلى البديهية، مع انه يشكل في ظروف العراق الحالية أحد أكثر مفارقات وجوده التاريخي المعاصر.إننا نقف الآن أمام ظاهرة الانتشار الواسع للدين والتدين والحركات الدينية الاجتماعية والسياسية. وهو انتشار يكشف عن طبيعة ومستوى الخلل المادي والمعنوي، لأنه لم يكن جزء مكونا من أجزاء الصيرورة الروحية المعاصرة للعراق، كما لم يكن عنصرا من عناصر التركيبة الروحية للمجتمع المدني. على العكس! لقد كان من حيث مقدماته ونوعه وأساليب فعله ردا على الانحطاط الشامل الذي أحدثته «دنيوية» التوتاليتارية العراقية. وجسدت هذه «الدنيوية» في ذروة انحطاطها الصيغة الأكثر غلوا للتدين المفتعل، كما هو جلي في بناء المساجد الفارعة الفارغة و«الصحوة الإيمانية» وكتابة القرآن بدم صدام وما شابه ذلك. وتعبّر هذه المكونات عن عمق الخلل في الفكرة الدنيوية البعثية في العراق. من هنا خصوصية الانتشار الديني الجديد فيه. وبغضّ النظر عن تاريخه العريق، بما في ذلك بالنسبة لتشكيل الحركات الإسلامية السياسية (الشيعية خصوصا)، إلا انه أصبح جزء من تقاليد التوتاليتارية نفسها بسبب تراكم مكوناته الاجتماعية والنفسية ضمن معايير ومقاييس ونفسية الدكتاتورية الصدامية. بحيث جعلت من الإسلام والتدين وجهين لمعالم الانحطاط الشامل. من هنا لم يكن هذا التدين في الواقع أكثر من شعائر زائفة لنفوس خربة. وحالما جرى حشره بدهاليز اللعبة السياسة، فانه لم يكن قادرا، بعد سقوط الدكتاتورية،على إنتاج شيء غير الطائفية السياسية. وهو إنتاج يعيد بعث الصدامية بغلاف إسلامي، كما نراه بوضوح في جعل الطائفية السياسية أساسا للسلوك السياسي، وفي تحويل الطائفية السياسية إلى أحد العناصر الجوهرية في «بناء» الدولة والمجتمع والثقافة. وقد ورث التدين العراقي الجديد في مواقفه من كل مكونات وإشكاليات العراق المعاصر هذا الخلل الأكبر، الذي مصدره الأكبر في ضعف البنية الاجتماعية وتخلفها المريع. فالحالة العرا ......
#الغلو
#الديني
#والعقائدي
#هاوية
#الإرهاب
#والفساد(1-2)
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=673991
الحوار المتمدن
ميثم الجنابي - الغلو الديني والعقائدي - هاوية الإرهاب والفساد(1-2)