كفاح الزهاوي : صُنان الشرنقة
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي لا يزال يجتر مرارة اسمال الزمن ويغوص في علقم الحياة، ويحترق في جذوة السيجارة فيتناثر في الدخان الكثيف المتصاعد، سابحا في بركة من الفوضى والنفاق. كيف له ان يترك هذه الشرنقة بعد ان تعفن في كنفها. يزداد يوما بعد يوم عَطناً وفسادا. ومن جدرانها تفوح، روائح كريهة تنتشر في الفضاء و تختلط مع الهواء فتنتج من علٍ طبقة صفراء، صانعة سُحب مخيفة تكسو أجواء الشرنقة، يستنشق ملء الرئتين سمومها، ومن شدة الإدمان يخال له أريج الطبيعة الخضراء. يحوم في جوفها وحيدا كطائر تائه في سماء ملبدة بالغيوم الداكنة. رغم ضياعه في هذا الخناق المميت المشحون بالدخان الأسود، إلا أن التفاؤل ورغبة الخلاص تخفيهما غمامة من الضعف والتشظي. ومع كامل اليقين ان ضربات السوط مؤلمة، تترك جروحا قيحياً مزمناً، يئن من هولها جميع أعضاء الجسد، وتتدفق من الامها امواج الموت والرعب القاتم، وعلى بُعد أمتار قليلة من جدار الشرنقة تصدح أصوات هادرة، وتطفح بامواجها العاتية في سبيل هدم ذلك الجدار العازل، ومع ذلك يبقى ذلك الدماغ خامدا داخل الجمجمة بلا حراك، نائما في كهف مظلم، لا يبالي إن كان يمطر حتى الطوفان او تشرق الشمس فوق قمم الجبال الشماء. ولا يعتريه أي شعور بالحماس والمبادرة ولا يثير في نفسه انقطاع النفس. لا يستطيع التركيز على الهدف. عيناه تنظران دون ان تدرك معالم الأشياء وكأنهما ثقبان خاليان لعينين مقتلعتين. فَبؤبؤ العين مغطاة بطبقة من غشاء الخدر، بحيث يصعب عليه إيجاد الطريق، بالرغم من أن هناك مَنْ عَبَدَ الطريق وترك اثراً. تنثال عليه المصائب، فتجده يرمي بِتبعاتها على سوء الحظ والقدر المحتوم. غرفتهُ خالية من الحروف، فلا يعرف شيئا من أبجديات الحياة سوى ما يسمعه من أفواه الواعظين. رغم انه محبوس في سجن كبير محاط باسلاك شائكة غير مرئية ولكن موجعة لا تترك سوى ندبات مؤلمة، ومع ذلك لا يفكر بكسر ذلك القيد والخروج إلى النور كي يرى الحياة على حقيقتها. فاجنحة الذعر والنحيب تحوم في حيرة واضطراب يقلق هواجسه، ولكن خروجه من تلك الشرنقة الى عالم الرحيب يعتبرها جريمة بحق ذاته. وفي ذات الوقت يلتمس شفقة الاخرين، ويتراءى له بأن الضفة الأخرى لا تمتلك الجرأة والشجاعة الكافية في إنقاذ السفينة من انتفاضة الاعصار وقيادتها نحو شاطئ الأمان. رغم شكواه المستمرة بسبب معاناته في ذلك الحبس المقيت إلا انه يعتقد بأن قضيته التي لا يدرك شيئا من محتواها بانها في طي النسيان. فهو ينتظر دوما من ينوب عنه في التضحية ويخوض بدلا منه هذه المعركة. أضحت حياته في هذا الجو الدبق والمتجهم، مثقلا مثل كابوس كئيب زاره في الحلم، يرى نفسه كالمسخ، قلبه يخفق بسرعة، وصدره يهبط ويعلو، كما لو ان يدا ثقيلة وقاسية تقبض على صدره بعنف، تمنع عنه التنفس، تكبح جماح حركته بل تعيقه من الصراخ وتثقل خطاه. وفي هذا المكان قد قضى و يقضي جل حياته رغم انه صعب ومظلم وطافح بالمعاناة والكوارث التي تلتهم عمره مع سرعة دوران عقارب الساعة. مع كل آلام السنوات الماضية و السحيقة التي مرت كسحابة سوداء ثقيلة على سموات حياته إلا انه لم يفق من نومه الطويل العاجز. فهو يرى ويتألم من ذلك الوضع المعتم، ولكن لا يبعث في نفسه رؤية واضحة، بل يصعب عليه وضع تلك المعاناة في كلمات، تمكنه في التعبير عنها. لا يشعر بطعم الحياة. فديجور العقل قد أعمى بصيرته وأضعف من ضربات أقدامه في آفاق الأرض. من حيث لا يدري انه يعيش مذلولاً، منكساً في مكانه. فهو في هذا القفص قد أدمن على ايقاعاته وقوانينه. وتلك الأفكار الناعسة المتراكمة في حلقات واسعة والراكدة كالمياه الآ ......
#صُنان
#الشرنقة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717975
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي لا يزال يجتر مرارة اسمال الزمن ويغوص في علقم الحياة، ويحترق في جذوة السيجارة فيتناثر في الدخان الكثيف المتصاعد، سابحا في بركة من الفوضى والنفاق. كيف له ان يترك هذه الشرنقة بعد ان تعفن في كنفها. يزداد يوما بعد يوم عَطناً وفسادا. ومن جدرانها تفوح، روائح كريهة تنتشر في الفضاء و تختلط مع الهواء فتنتج من علٍ طبقة صفراء، صانعة سُحب مخيفة تكسو أجواء الشرنقة، يستنشق ملء الرئتين سمومها، ومن شدة الإدمان يخال له أريج الطبيعة الخضراء. يحوم في جوفها وحيدا كطائر تائه في سماء ملبدة بالغيوم الداكنة. رغم ضياعه في هذا الخناق المميت المشحون بالدخان الأسود، إلا أن التفاؤل ورغبة الخلاص تخفيهما غمامة من الضعف والتشظي. ومع كامل اليقين ان ضربات السوط مؤلمة، تترك جروحا قيحياً مزمناً، يئن من هولها جميع أعضاء الجسد، وتتدفق من الامها امواج الموت والرعب القاتم، وعلى بُعد أمتار قليلة من جدار الشرنقة تصدح أصوات هادرة، وتطفح بامواجها العاتية في سبيل هدم ذلك الجدار العازل، ومع ذلك يبقى ذلك الدماغ خامدا داخل الجمجمة بلا حراك، نائما في كهف مظلم، لا يبالي إن كان يمطر حتى الطوفان او تشرق الشمس فوق قمم الجبال الشماء. ولا يعتريه أي شعور بالحماس والمبادرة ولا يثير في نفسه انقطاع النفس. لا يستطيع التركيز على الهدف. عيناه تنظران دون ان تدرك معالم الأشياء وكأنهما ثقبان خاليان لعينين مقتلعتين. فَبؤبؤ العين مغطاة بطبقة من غشاء الخدر، بحيث يصعب عليه إيجاد الطريق، بالرغم من أن هناك مَنْ عَبَدَ الطريق وترك اثراً. تنثال عليه المصائب، فتجده يرمي بِتبعاتها على سوء الحظ والقدر المحتوم. غرفتهُ خالية من الحروف، فلا يعرف شيئا من أبجديات الحياة سوى ما يسمعه من أفواه الواعظين. رغم انه محبوس في سجن كبير محاط باسلاك شائكة غير مرئية ولكن موجعة لا تترك سوى ندبات مؤلمة، ومع ذلك لا يفكر بكسر ذلك القيد والخروج إلى النور كي يرى الحياة على حقيقتها. فاجنحة الذعر والنحيب تحوم في حيرة واضطراب يقلق هواجسه، ولكن خروجه من تلك الشرنقة الى عالم الرحيب يعتبرها جريمة بحق ذاته. وفي ذات الوقت يلتمس شفقة الاخرين، ويتراءى له بأن الضفة الأخرى لا تمتلك الجرأة والشجاعة الكافية في إنقاذ السفينة من انتفاضة الاعصار وقيادتها نحو شاطئ الأمان. رغم شكواه المستمرة بسبب معاناته في ذلك الحبس المقيت إلا انه يعتقد بأن قضيته التي لا يدرك شيئا من محتواها بانها في طي النسيان. فهو ينتظر دوما من ينوب عنه في التضحية ويخوض بدلا منه هذه المعركة. أضحت حياته في هذا الجو الدبق والمتجهم، مثقلا مثل كابوس كئيب زاره في الحلم، يرى نفسه كالمسخ، قلبه يخفق بسرعة، وصدره يهبط ويعلو، كما لو ان يدا ثقيلة وقاسية تقبض على صدره بعنف، تمنع عنه التنفس، تكبح جماح حركته بل تعيقه من الصراخ وتثقل خطاه. وفي هذا المكان قد قضى و يقضي جل حياته رغم انه صعب ومظلم وطافح بالمعاناة والكوارث التي تلتهم عمره مع سرعة دوران عقارب الساعة. مع كل آلام السنوات الماضية و السحيقة التي مرت كسحابة سوداء ثقيلة على سموات حياته إلا انه لم يفق من نومه الطويل العاجز. فهو يرى ويتألم من ذلك الوضع المعتم، ولكن لا يبعث في نفسه رؤية واضحة، بل يصعب عليه وضع تلك المعاناة في كلمات، تمكنه في التعبير عنها. لا يشعر بطعم الحياة. فديجور العقل قد أعمى بصيرته وأضعف من ضربات أقدامه في آفاق الأرض. من حيث لا يدري انه يعيش مذلولاً، منكساً في مكانه. فهو في هذا القفص قد أدمن على ايقاعاته وقوانينه. وتلك الأفكار الناعسة المتراكمة في حلقات واسعة والراكدة كالمياه الآ ......
#صُنان
#الشرنقة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717975
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - صُنان الشرنقة
كفاح الزهاوي : عندما يذوب الصمت
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي استيقظت من النوم ولازلت اشعر بالنعاس. قفزت من الفراش بتنهيدة وتثاؤب بصوت مرتفع مع إصدار نغمات نشاز كلما صفقت على فمي بأصابع يدي المتراصة. كان صادق الفلاح القروي في الخمسينيات من عمره قد أرسل ابنته الصغيرة ذات عشر سنوات الى مقرنا في وقت الظهيرة، طالبا المساعدة الطبية، لأن زوجته كانت تشعر بوعكة صحية. اتخذت استعداداتي وتوجهت الى منزلهم المتواضع، كان قد بناه بنفسه من الصخور والطين على الهضبة المطلة على مقرنا. المنزل يتكون من غرفة واحدة يتوسطها موقد. وإلى جانب الغرفة، كوخ صغير كان يؤدي وظيفة المطبخ. بعد ان انتهيت من فحص زوجته. قدموا لي قدحا من الشاي. وفي هذا الاثناء دخل شاب وهو بيشمرگة ينتمي الى احدى الاحزاب الكردية التي كانت تتواجد قواتها في نفس الوادي. كان نحيل الجسد، عيناه غائصتين في محجريهما، ضامر الوجه، يخفي تحت بشرته حزن عميق. يلبس معطف غامق اللون. رحب صادق به وقال: اهلا بك يا دكتور. تفضل بالجلوس . أجاب بصوت خفيض :تعيش. ثم جلس قبالتي وعيناه تحومان الغرفة بتفحص كمن يلقي على أجوائها نظرة الوداع. ثم ارخى نظره إلى الأرض، كاد اليشماغ ان يسقط من فوق رأسه. ورغم ذلك لم يرفع عينيه نحوي. بينما صادق طلب من ابنته تقديم الشاي إلى الضيف. واردف صادق وهو يوجه كلامه الى الضيف:زوجتي كانت تشعر بالتعب منذ يوم امس، الشكر موصول للدكتور مهند من بيشمركة الحزب الشيوعي العراقي الذي لبى الطلب واعتنى بالأمر. عندها رفع رأسه والقى نظرة سريعة نحوي مع هزة رأس خفيفة بطريقة كمن يقول مفهوم. ثم أضاف صادق كمن لا ينسى خدمات الاخرين ايضا:دكتور بهزاد كلما يأتي الى هنا يساعدنا اذا احتجنا الى المساعدة. بهزاد كان رجل في الثلاثينيات من عمره. وهو معاون صحي. جاء مع مفرزة الى المقر التابع لحزبهم في مهمة عمل. وفي تلك الجلسة القصيرة ترك في نفسي انطباع انه انسان غامض وغير ودود، لذلك حاولت التجنب وعدم الخوض في أي نقاش ودي معه. بعد ان احتسيتُ الشاي، غادرت المنزل. وفي اليوم الثاني في الساعة الثانية ظهراً وبينما كنت في زيارة لمقر حزبهم تناهى إليّ أصوات تشي بالشجار، عرفت فيما بعد ان بهزاد هو احد اقطاب التناحر في هذا التراشق الكلامي مع بعض من رفاقه داخل المقر واستولت عليه بغتة رغبة جامحة في ان يغادر المقر عائدا إلى مكان إقامته في مقر آخر، رغم مناشدات البعض لايقافه عن اتخاذ خطوة قد يندم عليها وأخبروه بمخاطر الطريق. عند خروجه من الغرفة، كان سلاحه من نوع الكلاشينكوف الروسية قد علا كتفه والغضب يغمر عينيه، ووجهه متجهم حد الانفجار. كان يوما ثلجياً عاصفاً. رحل وحيدا في هذا الطقس المُهلك، رافضاً الاذعان الى النصائح، بل أصرَّ على العودة بعناد مستميت الى مقرهم والذي كان يبعد بحوالي أربع ساعات سيرا على الاقدام في الأيام المشمسة. اعتراني قشعريرة في جسدي وانا التمس قراره الخاطئ بمغادرة المكان في ظل هذا الجو العابس الكئيب والمغبر، في شق طريق غير واضحة المعالم وهو يعاني من حالة نفسية حادة، وقد تراءى لي كمن يفكر بالانتحار. كنت ابحث عن تفسير مقنع لغضبه الذي اشتدَّ في لحظة، وقدرته الذهنية في مواصلة المسيرة لوحده في تلك الوديان العميقة التي تغدو خطرة عندما السماء لا تنقطع ثلوجها عن السقوط. لابد وأن تركيزه منخفض ورؤيته شائبة وفكره مُضْطَرِب. كل تلك العوامل بمجملها كانت كافية في ان تلقي به في متاهة شاقة. وفي صباح اليوم الثاني توقفت الثلوج عن الهطول والسماء كانت صافية كالزجاج، والشمس ت ......
#عندما
#يذوب
#الصمت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722029
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي استيقظت من النوم ولازلت اشعر بالنعاس. قفزت من الفراش بتنهيدة وتثاؤب بصوت مرتفع مع إصدار نغمات نشاز كلما صفقت على فمي بأصابع يدي المتراصة. كان صادق الفلاح القروي في الخمسينيات من عمره قد أرسل ابنته الصغيرة ذات عشر سنوات الى مقرنا في وقت الظهيرة، طالبا المساعدة الطبية، لأن زوجته كانت تشعر بوعكة صحية. اتخذت استعداداتي وتوجهت الى منزلهم المتواضع، كان قد بناه بنفسه من الصخور والطين على الهضبة المطلة على مقرنا. المنزل يتكون من غرفة واحدة يتوسطها موقد. وإلى جانب الغرفة، كوخ صغير كان يؤدي وظيفة المطبخ. بعد ان انتهيت من فحص زوجته. قدموا لي قدحا من الشاي. وفي هذا الاثناء دخل شاب وهو بيشمرگة ينتمي الى احدى الاحزاب الكردية التي كانت تتواجد قواتها في نفس الوادي. كان نحيل الجسد، عيناه غائصتين في محجريهما، ضامر الوجه، يخفي تحت بشرته حزن عميق. يلبس معطف غامق اللون. رحب صادق به وقال: اهلا بك يا دكتور. تفضل بالجلوس . أجاب بصوت خفيض :تعيش. ثم جلس قبالتي وعيناه تحومان الغرفة بتفحص كمن يلقي على أجوائها نظرة الوداع. ثم ارخى نظره إلى الأرض، كاد اليشماغ ان يسقط من فوق رأسه. ورغم ذلك لم يرفع عينيه نحوي. بينما صادق طلب من ابنته تقديم الشاي إلى الضيف. واردف صادق وهو يوجه كلامه الى الضيف:زوجتي كانت تشعر بالتعب منذ يوم امس، الشكر موصول للدكتور مهند من بيشمركة الحزب الشيوعي العراقي الذي لبى الطلب واعتنى بالأمر. عندها رفع رأسه والقى نظرة سريعة نحوي مع هزة رأس خفيفة بطريقة كمن يقول مفهوم. ثم أضاف صادق كمن لا ينسى خدمات الاخرين ايضا:دكتور بهزاد كلما يأتي الى هنا يساعدنا اذا احتجنا الى المساعدة. بهزاد كان رجل في الثلاثينيات من عمره. وهو معاون صحي. جاء مع مفرزة الى المقر التابع لحزبهم في مهمة عمل. وفي تلك الجلسة القصيرة ترك في نفسي انطباع انه انسان غامض وغير ودود، لذلك حاولت التجنب وعدم الخوض في أي نقاش ودي معه. بعد ان احتسيتُ الشاي، غادرت المنزل. وفي اليوم الثاني في الساعة الثانية ظهراً وبينما كنت في زيارة لمقر حزبهم تناهى إليّ أصوات تشي بالشجار، عرفت فيما بعد ان بهزاد هو احد اقطاب التناحر في هذا التراشق الكلامي مع بعض من رفاقه داخل المقر واستولت عليه بغتة رغبة جامحة في ان يغادر المقر عائدا إلى مكان إقامته في مقر آخر، رغم مناشدات البعض لايقافه عن اتخاذ خطوة قد يندم عليها وأخبروه بمخاطر الطريق. عند خروجه من الغرفة، كان سلاحه من نوع الكلاشينكوف الروسية قد علا كتفه والغضب يغمر عينيه، ووجهه متجهم حد الانفجار. كان يوما ثلجياً عاصفاً. رحل وحيدا في هذا الطقس المُهلك، رافضاً الاذعان الى النصائح، بل أصرَّ على العودة بعناد مستميت الى مقرهم والذي كان يبعد بحوالي أربع ساعات سيرا على الاقدام في الأيام المشمسة. اعتراني قشعريرة في جسدي وانا التمس قراره الخاطئ بمغادرة المكان في ظل هذا الجو العابس الكئيب والمغبر، في شق طريق غير واضحة المعالم وهو يعاني من حالة نفسية حادة، وقد تراءى لي كمن يفكر بالانتحار. كنت ابحث عن تفسير مقنع لغضبه الذي اشتدَّ في لحظة، وقدرته الذهنية في مواصلة المسيرة لوحده في تلك الوديان العميقة التي تغدو خطرة عندما السماء لا تنقطع ثلوجها عن السقوط. لابد وأن تركيزه منخفض ورؤيته شائبة وفكره مُضْطَرِب. كل تلك العوامل بمجملها كانت كافية في ان تلقي به في متاهة شاقة. وفي صباح اليوم الثاني توقفت الثلوج عن الهطول والسماء كانت صافية كالزجاج، والشمس ت ......
#عندما
#يذوب
#الصمت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722029
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - عندما يذوب الصمت
كفاح الزهاوي : حزن في نافذة الفجر
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي كانت الحرب العراقية - الايرانية قد دخلت عامها الرابع وأنين الثكالى والمعدومين يطفو على بحر من الشجن. الجو العام كان مشحونا بين ان يسقط النظام لإنهاء هذا الوضع المعقد وبين ان تقف الى جانب النظام وحمايته بذريعة الدفاع عن الوطن. لم يتيسر لحاذق وهو في الثانية والعشرين من عمره ان يرى في ذلك اليوم من شهر أبريل بزوغ فجر الصباح، ليسمع اناشيد العصافير، الممزوجة بموسيقى الفيروزي الساحرة، وإتمام لوحته الزيتية التي حملت عنوان "الحرية" كانت قد أشرفت على نهاية لمساتها الأخيرة، و الأمل المشرق في رؤية الابتسامة على شفاه الامهات. لقد اقتيد حاذق عنوة أمام ذهول وحيرة أمه التي وقفت كالطائر مهيض الجناح، في غارة مفاجئة قامت بها أزلام النظام الفاشي بعد منتصف الليل مقتحمة منزلهم وساحبةً إياه إلى أقبية الأمن المعتمة. فخلف الفجر وراءه ضوءً خافتاً باهتاً حزيناً. اخذت امه تُعوِّل وتنوح على سلب ولدها من أحضانها وهو في السنة الأخيرة في كلية الطب البيطري بتهمة الانتماء الى الحزب الشيوعي العراقي. امه لم تكف عن لطم وجهها الناصع البياض بيديها، حتى تحولت بشرتها الى احمر قانٍ. دموع كثيرة انهمرت على خديها. طفحت من عينيها دموع الحزن والتوتر، امه لم ترد ان تصدق كلمات ابنها الاخيرة قبل سحبه إلى خارج الغرفة عندما التفت اليها وقال:لا تفكري بيَّ بعد الان يا أمي. حاذق هذا الشاب اليافع، منذ نعومة أظفاره، كان مفعم بالحيوية والنشاط الدائمين، يمتلك مواهب فطرية عديدة قلما تتوفر في انسان في مثل سنه. كان مرح جدا وله القدرة الهائلة على التعلم واكتساب المهارات وتطويرها. أتقن العزف على الجيتار بإمكانياته الذاتية. كان عذب الروح ومرهف الإحساس بالرغم أن الحياة السياسية استغرقت افكاره اكثر من اي شيء اخر. مارس فن الصحافة وأسس جريدة داخلية، أعتمد في طباعتها على قدراته الخطية، حيث كان خطاطاً بارعاً و رساما موهوبا، ولاعب شطرنج باهر. كان يقوم بطبع المنشورات بواسطة رونية يدوية التي صنعها له ابوه. كان حاذق على قدر كبير من الذكاء، وحاضر البديهة في كل المواد العلمية في الجامعة. هذا التفوق الذهني كان تفسيرا واضحا كي يستمع فقط الى المحاضرات وتبقى المعلومات راسخة في رأسه. في ظلمة الممر العابر الى ضفة الموت وعلى مسمع صراخ المغيبين في الغرف المعزولة عن العالم جرت له طقوس التعذيب الجسدي اليومي باستخدام أحدث الأدوات الممكنة في إلحاق الأذى والضرر بالإنسان، من اقتلاع أظافر الأصابع والصعقات الكهربائية مع فولتية عالية تمرر على الأجزاء الحساسة من الجسد، إحداث كسور أو تشويه ملامح الوجه، وقطع صيوان الاذن لانتزاع الاعترافات و تدمير الانسان وتجريده من قيمه ومبادئه. بعد انتهاء من حفل التعذيب اليومي، كان يلقى بعدها في زنزانته الرطبة مضرج بالدماء ومتورم في أجزاء متفرقة من جسمه. كان يعاني طوال الليل من الجروح المؤلمة، ولكن عزيمته لم تتضعضع، بل ذلك التحدي جعله أكثر قوة وصلابة. الدعوة إلى ذلك الحفل المهين كانت تجري وقائعها في أوقات مختلفة. قد يكون في وقت متأخر من الليل حين يغط المرء في النوم أو مع آذان الصباح الباكر. تلك الأساليب البربرية كانت تعبر عن أيديولوجية فاشية مدمرة تهدف الى افراغ الانسان من إنسانيته وتجعله آلة جامدة غير قادرة على التفكير سوى ترديد نغمة واحدة يحيا قائد الضرورة. ومن هذا المنطلق ناضل حاذق حتى الموت في سبيل اجتثاث حالة الاضطهاد و الظلم الجاثمة على صدور الناس. نما لدى حاذق الوعي الفكري والسياسي مبكراً، دخل إلى هذا المعتر ......
#نافذة
#الفجر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725879
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي كانت الحرب العراقية - الايرانية قد دخلت عامها الرابع وأنين الثكالى والمعدومين يطفو على بحر من الشجن. الجو العام كان مشحونا بين ان يسقط النظام لإنهاء هذا الوضع المعقد وبين ان تقف الى جانب النظام وحمايته بذريعة الدفاع عن الوطن. لم يتيسر لحاذق وهو في الثانية والعشرين من عمره ان يرى في ذلك اليوم من شهر أبريل بزوغ فجر الصباح، ليسمع اناشيد العصافير، الممزوجة بموسيقى الفيروزي الساحرة، وإتمام لوحته الزيتية التي حملت عنوان "الحرية" كانت قد أشرفت على نهاية لمساتها الأخيرة، و الأمل المشرق في رؤية الابتسامة على شفاه الامهات. لقد اقتيد حاذق عنوة أمام ذهول وحيرة أمه التي وقفت كالطائر مهيض الجناح، في غارة مفاجئة قامت بها أزلام النظام الفاشي بعد منتصف الليل مقتحمة منزلهم وساحبةً إياه إلى أقبية الأمن المعتمة. فخلف الفجر وراءه ضوءً خافتاً باهتاً حزيناً. اخذت امه تُعوِّل وتنوح على سلب ولدها من أحضانها وهو في السنة الأخيرة في كلية الطب البيطري بتهمة الانتماء الى الحزب الشيوعي العراقي. امه لم تكف عن لطم وجهها الناصع البياض بيديها، حتى تحولت بشرتها الى احمر قانٍ. دموع كثيرة انهمرت على خديها. طفحت من عينيها دموع الحزن والتوتر، امه لم ترد ان تصدق كلمات ابنها الاخيرة قبل سحبه إلى خارج الغرفة عندما التفت اليها وقال:لا تفكري بيَّ بعد الان يا أمي. حاذق هذا الشاب اليافع، منذ نعومة أظفاره، كان مفعم بالحيوية والنشاط الدائمين، يمتلك مواهب فطرية عديدة قلما تتوفر في انسان في مثل سنه. كان مرح جدا وله القدرة الهائلة على التعلم واكتساب المهارات وتطويرها. أتقن العزف على الجيتار بإمكانياته الذاتية. كان عذب الروح ومرهف الإحساس بالرغم أن الحياة السياسية استغرقت افكاره اكثر من اي شيء اخر. مارس فن الصحافة وأسس جريدة داخلية، أعتمد في طباعتها على قدراته الخطية، حيث كان خطاطاً بارعاً و رساما موهوبا، ولاعب شطرنج باهر. كان يقوم بطبع المنشورات بواسطة رونية يدوية التي صنعها له ابوه. كان حاذق على قدر كبير من الذكاء، وحاضر البديهة في كل المواد العلمية في الجامعة. هذا التفوق الذهني كان تفسيرا واضحا كي يستمع فقط الى المحاضرات وتبقى المعلومات راسخة في رأسه. في ظلمة الممر العابر الى ضفة الموت وعلى مسمع صراخ المغيبين في الغرف المعزولة عن العالم جرت له طقوس التعذيب الجسدي اليومي باستخدام أحدث الأدوات الممكنة في إلحاق الأذى والضرر بالإنسان، من اقتلاع أظافر الأصابع والصعقات الكهربائية مع فولتية عالية تمرر على الأجزاء الحساسة من الجسد، إحداث كسور أو تشويه ملامح الوجه، وقطع صيوان الاذن لانتزاع الاعترافات و تدمير الانسان وتجريده من قيمه ومبادئه. بعد انتهاء من حفل التعذيب اليومي، كان يلقى بعدها في زنزانته الرطبة مضرج بالدماء ومتورم في أجزاء متفرقة من جسمه. كان يعاني طوال الليل من الجروح المؤلمة، ولكن عزيمته لم تتضعضع، بل ذلك التحدي جعله أكثر قوة وصلابة. الدعوة إلى ذلك الحفل المهين كانت تجري وقائعها في أوقات مختلفة. قد يكون في وقت متأخر من الليل حين يغط المرء في النوم أو مع آذان الصباح الباكر. تلك الأساليب البربرية كانت تعبر عن أيديولوجية فاشية مدمرة تهدف الى افراغ الانسان من إنسانيته وتجعله آلة جامدة غير قادرة على التفكير سوى ترديد نغمة واحدة يحيا قائد الضرورة. ومن هذا المنطلق ناضل حاذق حتى الموت في سبيل اجتثاث حالة الاضطهاد و الظلم الجاثمة على صدور الناس. نما لدى حاذق الوعي الفكري والسياسي مبكراً، دخل إلى هذا المعتر ......
#نافذة
#الفجر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725879
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - حزن في نافذة الفجر
كفاح الزهاوي : رهان و شيطان
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي في غمرة العتمة وسكون الليل وقفت وسط الزقاق المظلم، كان هذا في احدى الأمسيات الهادئة واللاهبة وانا في طريق العودة من بيت صديقي سيروان، الواقع على الجانب الغربي من منزلنا. لم أكن استوعب سبب هذا الظلام الدامس الطافي على هذه البقعة الصغيرة في زقاقنا، وكأن المكان مخصص من أجل تعذيب النفس البشرية. وفجأة شعرت بحاجة ملحة الى التبول، وكطفل صغير في التاسعة من عمره لا يزال عقله طريا رغم المسافة إلى منزلنا التي لا يستغرق تجاوزها على ما اظن ثلاثين مترا إلا أنني اتخذت قراري وبدون وعي أخرجت عضوي الذكري الصغير وتبولت، ودون الاخذ بنظر الاعتبار في تلك اللحظة بأنني كنت في وضع غير طبيعي بسبب خطورة الشياطين وظهورها. هذه الشياطين الذين يظهرون في كل مكان ويراقبون مليارات الناس على الأرض، او ربما يترصدون فقط اولئك الذين يعانون من عثرات الزمن في مسيرة حياتهم. هيمن الصمت على أجواء الليل الكالح عند هذه المساحة المحددة من ساحة حرب مفتعلة لا تُرى. وفي اختناق السكون لا تسمع سوى خرير البول كلما تدفقت خيوطه. البول كان سلاحي الأقوى في مواجهة هذا الصخب الأصم. كنت أعيش حالة طوارئ غير معلن، وهذا ما جعلني ان اكون في حالة تأهب قصوى في مواجهة الشياطين حالما تبلغ رائحة بولي الى انوفهم، فتوقظهم من مضاجعهم متأهبين للغزو، حيث يهبون مستفزين بإسراع الخطى نحوي ويحفون بيَّ كي لا أجد سبيلا إلى الهرب. كنت اجول بنظري لوهلة هنا وهناك في هذا المكان المُعتم، بل عينايَّ تنظران يمنة ويسرة بتوجس، تحسبا لأحدهم ان يقفز على اكتافي وهذا يعني اصبحت قاب قوسين او أدنى بين فكي الشيطان، سوف يمسك بخناقي ويثقل انفاسي حتى ينال مني، والافظع من الموت هو ان أصبح مقطع الاوصال وهم ينهشون جسدي ويرمونني اشلاء مثناثرة ويلتهمونني، لأنني ازدريت بقدراتهم وتحديت جبروتهم بينما انا لست سوى طفل صغير من بني انسان. أليس هو الشيطان الملعون الذي يقوم بإغوائنا وتحريضنا على ارتكاب الفواحش، ويلهينا على أداء وظائفنا بشكل مستقيم؟ تلك لحظات قصار جعلتني ان اشعر ولأول مرة بتردد الانفاس وخفقان القلب. وفي لحظة أخرى تنبهت ان الصمت ظل هو السائد. لم أسمع أصداء القضقضة الشيطانية التي كانت والدتي تلقنها لي وتدسها في رأسي كلما واجهتها الصعوبة في كبح جماح مشاجراتنا اليومية. كان هذا التحدي بمثابة صرخة ضد التضليل والافتراء، ضد هذه اللعبة الخرافية الهدامة وخطوة نحو تحرير العقل من قيود الاوهام وانسلاخ عن الذات ورغبة ملتهبة نحو المعرفة وجليَّةُ الأَمرِ. كانت لحظات مصيرية لطفل وقع في الخطيئة يجب ان يعاقب عليها. حيث قمت بعمل ينافي العقيدة، حين لقنتني والدتي أن لا أتبول في سواد الليل، لأن ذلك يؤدي إلى تجمع الشياطين حولي، ورغم ذلك عصيت كلام أمي. بل ربما هذا العصيان كان قد يجلب بسببه على الحي مصائب الدنيا وكوارثها. فكل ما يصيبنا من سوء الحظ فهو من رِجْسِ الشيطان. لأنه هو الاقوى والاعظم والقادر على كسر شوكة الانسان. هذا الانسان الذي تمكن من الوصول الى القمر واكتشاف خبايا الطبيعة والغوص في بحر العلوم والتكنولوجيا. عندما انتهيت من مهمتي الصعبة، أردت أن اهرب ولكن توقفت لوهلة وتذكرت تلك الليلة عندما داهمني وبشكل مفاجئ كلب اسود في مدخل الزقاق وراح ينبح بشراسة وكأنه التقى أخيرا بمنافسه واعتراه الرغبة في الانتقام. حاولت الهرب ولكن مشاهدتي للكلب وهو يلم شتاته من أجل اللحاق بي، استبد بيّ الهلع ووقفت مرتعدا، بينما الكلب وقف متشبثاً في مكانه مع جل استمراره في النباح. كنت مذعورا حد اللعنة. حاورت نفسي وجمعت عصارة ذهني وفكرت ان ......
#رهان
#شيطان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730059
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي في غمرة العتمة وسكون الليل وقفت وسط الزقاق المظلم، كان هذا في احدى الأمسيات الهادئة واللاهبة وانا في طريق العودة من بيت صديقي سيروان، الواقع على الجانب الغربي من منزلنا. لم أكن استوعب سبب هذا الظلام الدامس الطافي على هذه البقعة الصغيرة في زقاقنا، وكأن المكان مخصص من أجل تعذيب النفس البشرية. وفجأة شعرت بحاجة ملحة الى التبول، وكطفل صغير في التاسعة من عمره لا يزال عقله طريا رغم المسافة إلى منزلنا التي لا يستغرق تجاوزها على ما اظن ثلاثين مترا إلا أنني اتخذت قراري وبدون وعي أخرجت عضوي الذكري الصغير وتبولت، ودون الاخذ بنظر الاعتبار في تلك اللحظة بأنني كنت في وضع غير طبيعي بسبب خطورة الشياطين وظهورها. هذه الشياطين الذين يظهرون في كل مكان ويراقبون مليارات الناس على الأرض، او ربما يترصدون فقط اولئك الذين يعانون من عثرات الزمن في مسيرة حياتهم. هيمن الصمت على أجواء الليل الكالح عند هذه المساحة المحددة من ساحة حرب مفتعلة لا تُرى. وفي اختناق السكون لا تسمع سوى خرير البول كلما تدفقت خيوطه. البول كان سلاحي الأقوى في مواجهة هذا الصخب الأصم. كنت أعيش حالة طوارئ غير معلن، وهذا ما جعلني ان اكون في حالة تأهب قصوى في مواجهة الشياطين حالما تبلغ رائحة بولي الى انوفهم، فتوقظهم من مضاجعهم متأهبين للغزو، حيث يهبون مستفزين بإسراع الخطى نحوي ويحفون بيَّ كي لا أجد سبيلا إلى الهرب. كنت اجول بنظري لوهلة هنا وهناك في هذا المكان المُعتم، بل عينايَّ تنظران يمنة ويسرة بتوجس، تحسبا لأحدهم ان يقفز على اكتافي وهذا يعني اصبحت قاب قوسين او أدنى بين فكي الشيطان، سوف يمسك بخناقي ويثقل انفاسي حتى ينال مني، والافظع من الموت هو ان أصبح مقطع الاوصال وهم ينهشون جسدي ويرمونني اشلاء مثناثرة ويلتهمونني، لأنني ازدريت بقدراتهم وتحديت جبروتهم بينما انا لست سوى طفل صغير من بني انسان. أليس هو الشيطان الملعون الذي يقوم بإغوائنا وتحريضنا على ارتكاب الفواحش، ويلهينا على أداء وظائفنا بشكل مستقيم؟ تلك لحظات قصار جعلتني ان اشعر ولأول مرة بتردد الانفاس وخفقان القلب. وفي لحظة أخرى تنبهت ان الصمت ظل هو السائد. لم أسمع أصداء القضقضة الشيطانية التي كانت والدتي تلقنها لي وتدسها في رأسي كلما واجهتها الصعوبة في كبح جماح مشاجراتنا اليومية. كان هذا التحدي بمثابة صرخة ضد التضليل والافتراء، ضد هذه اللعبة الخرافية الهدامة وخطوة نحو تحرير العقل من قيود الاوهام وانسلاخ عن الذات ورغبة ملتهبة نحو المعرفة وجليَّةُ الأَمرِ. كانت لحظات مصيرية لطفل وقع في الخطيئة يجب ان يعاقب عليها. حيث قمت بعمل ينافي العقيدة، حين لقنتني والدتي أن لا أتبول في سواد الليل، لأن ذلك يؤدي إلى تجمع الشياطين حولي، ورغم ذلك عصيت كلام أمي. بل ربما هذا العصيان كان قد يجلب بسببه على الحي مصائب الدنيا وكوارثها. فكل ما يصيبنا من سوء الحظ فهو من رِجْسِ الشيطان. لأنه هو الاقوى والاعظم والقادر على كسر شوكة الانسان. هذا الانسان الذي تمكن من الوصول الى القمر واكتشاف خبايا الطبيعة والغوص في بحر العلوم والتكنولوجيا. عندما انتهيت من مهمتي الصعبة، أردت أن اهرب ولكن توقفت لوهلة وتذكرت تلك الليلة عندما داهمني وبشكل مفاجئ كلب اسود في مدخل الزقاق وراح ينبح بشراسة وكأنه التقى أخيرا بمنافسه واعتراه الرغبة في الانتقام. حاولت الهرب ولكن مشاهدتي للكلب وهو يلم شتاته من أجل اللحاق بي، استبد بيّ الهلع ووقفت مرتعدا، بينما الكلب وقف متشبثاً في مكانه مع جل استمراره في النباح. كنت مذعورا حد اللعنة. حاورت نفسي وجمعت عصارة ذهني وفكرت ان ......
#رهان
#شيطان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730059
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - رهان و شيطان
كفاح الزهاوي : لا يزال في الغور
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي في ليلة دهماء عندما كانت أضواء النجوم المنتشرة في السماء، تناثرت على الغيوم السوداء، استفاق من النوم بقلب متجمد، والظلمة تلف عينيه الثقيلتين، حيث كان يعيش حلما مبهماً وغريباً: وسط الضباب الكثيف وهدوء الليل تصاعدت جلجلة عربة مهترئة يجرها قطار عتيق، في زمن كان الجهل سائدا. العربة تحمل في جوفها شخصين، أحدهما هو شاحب، وهو عبارة عن كائن حي لم ير نور منذ الخليقة، و الآخر هو المدعو ديجور مخادع ماكر يعتمد القداسة مهنة، اما نور فكان ينتظر في نهاية المحطة التي تقع في محيطها قاعة النسيان لملاقاة ديجور بغية عقد اجتماع موسع هناك. وعلى مدى مسيرة القطار محطات ومحطات، يقوم ديجور بتحضير طبخة على نار هادئة من الأفكار الناعسة والراكدة لشاحب، فيخلق لديه حالة الاحباط والانهيار الداخلي، حتى غدا بصره يتقهقر وعيناه تذويان والكون حوله يزداد عتمة، بعد ان وسوس في أذنه وتلاعب بفكره الهش. وصل القطار الى نهاية المحطة في وقت متأخر من الليل. كان شاحب حينها قد أصابه الشلل في فكره، ولم يبق لنور قوة وقد أضناه الانتظار. في غرفة النسيان تقابلا نور وديجور، وشارك شاحب مآدبهم المتنابذ كضيف شرف في وقت عسير. كانت المساجلة في الذروة حول شاحب واعوانه. أدرك ديجور على الفور ملامح شاحب، الذي كان ممتلئاً بشعور آسن من الحيرة والارتباك لفقر ذهنه وصعوبة استيعابه مجريات النقاش، وأفصح عن ذلك جلياً في سماته. تدارك ديجور في الحال ان شاحب سهل الانقياد في اجترافه نحو قبو الانصياع، لأنه منذ زمن مضى لم ير نور في وهجه. دأب نور تبيان الحقيقة في وضوحه، ولكن ديجور كان له بالمرصاد، حيث استباق نور خطوة لدحض الحقيقة باستخدام وسائل إيضاح للعين مُزيفِ وللعقل مُخدرِ. وفي الحال اغتيل عقل شاحب الراكن قِدماً في الهاوية السحيقة بعيدة الغور، فاستجاب لديجور دون تردد عن صدق طرحه. فسكن شاحب منذ ذاك العصر في القاع ابد الدهر. ......
#يزال
#الغور
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735923
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي في ليلة دهماء عندما كانت أضواء النجوم المنتشرة في السماء، تناثرت على الغيوم السوداء، استفاق من النوم بقلب متجمد، والظلمة تلف عينيه الثقيلتين، حيث كان يعيش حلما مبهماً وغريباً: وسط الضباب الكثيف وهدوء الليل تصاعدت جلجلة عربة مهترئة يجرها قطار عتيق، في زمن كان الجهل سائدا. العربة تحمل في جوفها شخصين، أحدهما هو شاحب، وهو عبارة عن كائن حي لم ير نور منذ الخليقة، و الآخر هو المدعو ديجور مخادع ماكر يعتمد القداسة مهنة، اما نور فكان ينتظر في نهاية المحطة التي تقع في محيطها قاعة النسيان لملاقاة ديجور بغية عقد اجتماع موسع هناك. وعلى مدى مسيرة القطار محطات ومحطات، يقوم ديجور بتحضير طبخة على نار هادئة من الأفكار الناعسة والراكدة لشاحب، فيخلق لديه حالة الاحباط والانهيار الداخلي، حتى غدا بصره يتقهقر وعيناه تذويان والكون حوله يزداد عتمة، بعد ان وسوس في أذنه وتلاعب بفكره الهش. وصل القطار الى نهاية المحطة في وقت متأخر من الليل. كان شاحب حينها قد أصابه الشلل في فكره، ولم يبق لنور قوة وقد أضناه الانتظار. في غرفة النسيان تقابلا نور وديجور، وشارك شاحب مآدبهم المتنابذ كضيف شرف في وقت عسير. كانت المساجلة في الذروة حول شاحب واعوانه. أدرك ديجور على الفور ملامح شاحب، الذي كان ممتلئاً بشعور آسن من الحيرة والارتباك لفقر ذهنه وصعوبة استيعابه مجريات النقاش، وأفصح عن ذلك جلياً في سماته. تدارك ديجور في الحال ان شاحب سهل الانقياد في اجترافه نحو قبو الانصياع، لأنه منذ زمن مضى لم ير نور في وهجه. دأب نور تبيان الحقيقة في وضوحه، ولكن ديجور كان له بالمرصاد، حيث استباق نور خطوة لدحض الحقيقة باستخدام وسائل إيضاح للعين مُزيفِ وللعقل مُخدرِ. وفي الحال اغتيل عقل شاحب الراكن قِدماً في الهاوية السحيقة بعيدة الغور، فاستجاب لديجور دون تردد عن صدق طرحه. فسكن شاحب منذ ذاك العصر في القاع ابد الدهر. ......
#يزال
#الغور
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735923
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - لا يزال في الغور
كفاح الزهاوي : وريث الجن
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي على أطراف قرية نَحْس التي تبدو كقرية الأطياف مغروسة في المستنقعات الآسنة تحت مظلة هائلة من الغيوم السوداء، كان هناك بيت قديم مهجور منذ زمن مضى. لم يتجرأ أحد العيش فيه او التقرب منه حتى كانت الاشاعات والاقاويل أعظم تأثيرا من الحدث نفسه، حيث اعتقدت الناس ان البَيْتَ مَسْكُونٌ تفوح منه روائح كريهة، وتصدر من جوفه أصوات كسر الصحون يتردد صداها في المطبخ وأنين يطن من الجدران. وفي جنح الليل يختلف الجن الى المنزل لتأدية طقوسهِ الماكرة بعد ان يطوف في النهار غير مرئي في القرية ويشيع الفرقة بين أهاليها. وفي القرية كانوا يتحدثون ايضاً أن الجن وجد رفيقة له وهي ايضا جنية تسكن معه ولهم أولاد يعيشون مع بعض في نفس المنزل. هذه المنطقة يقال كانت مأهولة بالناس ولكن خلا من سكانها وانتقلوا الى ما يسمى اليوم قرية نَحسْ، بعد ان علموا بان البيت مسكون ويجلب الشر. كان يعود ملكيته الى أحد رجال الأعمال والذي تقريبا صار البيت بالنسبة له في عداد النسيان. صارم شاب وسيم، نافذ البصيرة، نزيه وصادق، ملامحه حزينة. كان يتمتع بذهن حصيف. يوحي للمرء من أول وهلة بأن لديه نضج فكري وذو ملاحظة ذكية. هرب من الملجأ عندما كان عمره ١-;-٣-;- سنة آنذاك وعاش منذ ذلك اليوم مشرد يجول في الطرقات بحثا عن المأوى والخبز. في يوم مشمس عذب والسماء صافية وبينما صارم يمشي على ارصفة الميناء هائما على بحر من الاحزان، يجوب مرافئ السفن باحثاً عن عمل، وإذا به يقف قبالة رجل جالس على كرسي هزاز يحدق في الابعاد ويستريح الى الريح المنعشة، حاملا اليه عبق ماء البحر وينظر الى حركة المراكب ويمسك بيده غليون، وتغطي رأسه قبعة بيضاء. وفجأة لمح الرجل خلف دخان غليونه المتصاعد شابا منتصب الهيئة، نحيل الجسم، طويل القامة. بادره صارم بالتحية: - نهارك سعيد سيدي. اجابه بإيماءة من رأسه وبصوت خفيض جداً. - ونهارك ايضا سكت صارم قليلا بعد سماعه رد التحية بنوع من اللامبالاة. لاحظ الرجل ان صارم ظل جامدا في مكانه. قال له بتودد: - بماذا يمكنني مساعدتك؟ - انني ابحث عن عمل. - ما نوع العمل الذي تبحث عنه؟ - ماذا لديك من أعمال؟ ابتسم الرجل وقال بنوع من الذهول: - أليس أنت الذي يبحث عن العمل؟!. - نعم - طالما تقدمت بطلب للحصول على وظيفة، يفترض منك أن تعرف نوع المهنة التي أمارسها. - انك على حق يا سيدي. وهنا أفرغ الرجل غليونه من بقايا التبغ على الأرض، وبعدها ضرب مرتين على معصم يده اليسرى بالغليون ليتأكد كليا من نَفْض التبغ منه. أردف صارم قائلا: - الأعمال اليدوية، حمل الأشياء ونقلها الى المخزن. قاطعه الرجل: - لدينا رافعات لأداء هذه الوظيفة. كم عمرك وما هو تحصيلك الدراسي؟ - انا عمري تسعة عشر سنة ولدي شهادة الاعدادية. ولكن شاطر في الحسابات والتدقيق، اضافة الى كوني رسام. - ماذا تعني رسام. - ارسم لوحات زيتية. - جيد سوف اعطيك عمل على سبيل التجربة وسوف تتقاضى أجور يومية. - شكرا لك سيدي. ومتى اباشر بالعمل. - غدا تأتي في الساعة الثامنة صباحاً لملأ الاستمارة وتزويدنا بالمعلومات عنك. ثم أردف قائلا: - بالمناسبة أين تسكن. قال له وامارات الخجل ارتسمت على وجهه. - انا اسكن في معمل مهجور. ليس لدي سكن خاص بيّ. - لا بأس تأتي غدا ونتحدث أكثر بالتفاصيل. وفي يوم الثاني جاء صارم مبكراً ينتظر قدوم الرجل. انتابته مشاعر مختلطة ......
#وريث
#الجن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738149
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي على أطراف قرية نَحْس التي تبدو كقرية الأطياف مغروسة في المستنقعات الآسنة تحت مظلة هائلة من الغيوم السوداء، كان هناك بيت قديم مهجور منذ زمن مضى. لم يتجرأ أحد العيش فيه او التقرب منه حتى كانت الاشاعات والاقاويل أعظم تأثيرا من الحدث نفسه، حيث اعتقدت الناس ان البَيْتَ مَسْكُونٌ تفوح منه روائح كريهة، وتصدر من جوفه أصوات كسر الصحون يتردد صداها في المطبخ وأنين يطن من الجدران. وفي جنح الليل يختلف الجن الى المنزل لتأدية طقوسهِ الماكرة بعد ان يطوف في النهار غير مرئي في القرية ويشيع الفرقة بين أهاليها. وفي القرية كانوا يتحدثون ايضاً أن الجن وجد رفيقة له وهي ايضا جنية تسكن معه ولهم أولاد يعيشون مع بعض في نفس المنزل. هذه المنطقة يقال كانت مأهولة بالناس ولكن خلا من سكانها وانتقلوا الى ما يسمى اليوم قرية نَحسْ، بعد ان علموا بان البيت مسكون ويجلب الشر. كان يعود ملكيته الى أحد رجال الأعمال والذي تقريبا صار البيت بالنسبة له في عداد النسيان. صارم شاب وسيم، نافذ البصيرة، نزيه وصادق، ملامحه حزينة. كان يتمتع بذهن حصيف. يوحي للمرء من أول وهلة بأن لديه نضج فكري وذو ملاحظة ذكية. هرب من الملجأ عندما كان عمره ١-;-٣-;- سنة آنذاك وعاش منذ ذلك اليوم مشرد يجول في الطرقات بحثا عن المأوى والخبز. في يوم مشمس عذب والسماء صافية وبينما صارم يمشي على ارصفة الميناء هائما على بحر من الاحزان، يجوب مرافئ السفن باحثاً عن عمل، وإذا به يقف قبالة رجل جالس على كرسي هزاز يحدق في الابعاد ويستريح الى الريح المنعشة، حاملا اليه عبق ماء البحر وينظر الى حركة المراكب ويمسك بيده غليون، وتغطي رأسه قبعة بيضاء. وفجأة لمح الرجل خلف دخان غليونه المتصاعد شابا منتصب الهيئة، نحيل الجسم، طويل القامة. بادره صارم بالتحية: - نهارك سعيد سيدي. اجابه بإيماءة من رأسه وبصوت خفيض جداً. - ونهارك ايضا سكت صارم قليلا بعد سماعه رد التحية بنوع من اللامبالاة. لاحظ الرجل ان صارم ظل جامدا في مكانه. قال له بتودد: - بماذا يمكنني مساعدتك؟ - انني ابحث عن عمل. - ما نوع العمل الذي تبحث عنه؟ - ماذا لديك من أعمال؟ ابتسم الرجل وقال بنوع من الذهول: - أليس أنت الذي يبحث عن العمل؟!. - نعم - طالما تقدمت بطلب للحصول على وظيفة، يفترض منك أن تعرف نوع المهنة التي أمارسها. - انك على حق يا سيدي. وهنا أفرغ الرجل غليونه من بقايا التبغ على الأرض، وبعدها ضرب مرتين على معصم يده اليسرى بالغليون ليتأكد كليا من نَفْض التبغ منه. أردف صارم قائلا: - الأعمال اليدوية، حمل الأشياء ونقلها الى المخزن. قاطعه الرجل: - لدينا رافعات لأداء هذه الوظيفة. كم عمرك وما هو تحصيلك الدراسي؟ - انا عمري تسعة عشر سنة ولدي شهادة الاعدادية. ولكن شاطر في الحسابات والتدقيق، اضافة الى كوني رسام. - ماذا تعني رسام. - ارسم لوحات زيتية. - جيد سوف اعطيك عمل على سبيل التجربة وسوف تتقاضى أجور يومية. - شكرا لك سيدي. ومتى اباشر بالعمل. - غدا تأتي في الساعة الثامنة صباحاً لملأ الاستمارة وتزويدنا بالمعلومات عنك. ثم أردف قائلا: - بالمناسبة أين تسكن. قال له وامارات الخجل ارتسمت على وجهه. - انا اسكن في معمل مهجور. ليس لدي سكن خاص بيّ. - لا بأس تأتي غدا ونتحدث أكثر بالتفاصيل. وفي يوم الثاني جاء صارم مبكراً ينتظر قدوم الرجل. انتابته مشاعر مختلطة ......
#وريث
#الجن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738149
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - وريث الجن
كفاح الزهاوي : انصار يرتقون
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي كانت الحياة على هذه النقطة من الأرض باهتة كصرخة طفل أصم، تفوح منها رائحة الفناء. حياة ذابلة كأوراق الخريف على أرصفة الصبر، ولولا وقع خطانا وصرير أحذيتنا ولهاث أنفاسنا ودقات قلوبنا المتدفقة لأعلنت الحياة عن نهايتها. انها رحلة الموت المؤجل. قبل ان تنشف الدماء التي سالت في حرب عبثية راح ضحيتها أكثر من مليون انسان، وقبل ان تتنفس الثكالى الصعداء، قام الطاغية بزج جيشه في حرب داخلية طاحنة ضد أبناء شعبه تحت اسم الأنفال، هذا الاسم الذي مصدره آية قرآنية مات بسببه الاف الابرياء واحرقت آلاف البيوت وتهدمت قرى بأكملها، واستخدمت بها أنواع الاسلحة الفتاكة بما فيها الكيماوية. كنا نسير عبر السهول والأراضي الزراعية الشاسعة وعيوننا تلتقط صوراً مؤلمة عن النباتات التي لوثتها صولة الأنفال واخلتها من مزارعيها. كنّا نادرا ما نلتقي بكائنات حية على طول مسيرتنا، فلم نرَ إلا بعض الأبقار والدواجن الضالة. وحتى الصمت تَفَتَتَ من دوي العنف وقساوة الحرب وتمزيق الأسر وتشريدها في ذرى الجبال البعيدة طلبا للنجاة من الموت الذي اختلطت رائحته بالهواء بحيث غدا استنشاقه إيذانا بانتهاء دورة الحياة. حال دخولنا إلى فناء احد الدور، وقعت عينايّ على الفوضى المنتشرة في الأرجاء، الأشياء مبعثرة على الأرض الطينية التي كانت تحمل آثار احذية ربما تعود الى رجال غرباء، قد يكونون من الجحوش والجيش ساعين وراء الأبرياء من الفلاحين. وكانت هناك على السُفرة المفروشة على الأرض حيث تتناول العائلة طعامها، صحون معدنية فيها بقايا من طعام أفسده الذعر والرعب. في كل زاوية من زوايا الغرفة الطينية الفاقدة للضوء، تجد آثار خوف وصراخ نجاة. انتعش العنكبوت في غياب أهل المنزل ونسج لنفسه كمائن عديدة حتى شعر انه المالك لهذا الدهليز المتروك، معلنا بناء مستعمرة له فهيمن على صمت الغرفة. تابعنا مسيرتنا الشاقة ومعدنا خاوية والجوع يصرخ في أحشائنا صراخا جنونيا كالهواء. كنا نقطع مسافات طويلة عبر الطرق الجبلية الوعرة والوديان العميقة والسهول الواسعة. لم تصادفنا اية قرية حتى وصلنا الى هضبة تطل على احدى القرى المهجورة من سكانها، الذين هربوا خوفاً من البطش والاعتقالات العشوائية الشبيهة بالممارسات النازية. كانت القرية تقع على منحدر تلة، وتضم ثلاثة بيوت غير مهدمة و مخفية عن الأنظار نوعا ما، ولكن ليس عن الجحوش الذين كانوا على علم بكل تضاريس المنطقة. كان الفضاء المرتعد في حالة انذار كما لو انه يوحي لنا عجزه التام عن حمايتنا. كان الجميع في حالة تأهب قصوى لمواجهة حدث مفاجىء أو سقوط غادر، وحتى الأشجار والحيطان نمت لها فجأة آذان وحدس. نزلنا إليها بحذر وحيطة. الهدوء كان حضوره كئيب. والبيوت خالية من البشر. فمسألة سد الرمق من المهمات الأساسية في ديمومة البقاء وكذلك القدرة على التركيز والسير طويلا. فنحن نحتاج الى طاقة مخزونة. أصبحنا نفكر كما الجمل وهو يقطع المسافات في صحراء قاحلة و تحت شمس لاهبة. أغلب الأنصار خرجوا مبكرا من القرية وانتشروا على القمم في انتظارنا، بينما بقينا نحن الخمسة في القرية. قمت بتحضير بعض الطعام من المواد المتروكة هناك. وجدت كيس حليب نيدو و لحم معلب عليه صورة بقرة، وضعته في الحال في حقيبتي الظهرية. عثرت على كيس طحين كان على رف خشبي وملطخا بالدهن الذي تطاير من القدور والطاوة أثناء الطبخ، إضافة إلى الأتربة والغبار. المطبخ الصغير لم يكن في أحسن حال، ولكن أدوات الطبخ كانت كافية لطبخ الرز، اخذت قدر عميق ووضعت الطحين فيه واضفت الماء والملح وشرعت بتحضير العجين. وبعد نصف ساعة ق ......
#انصار
#يرتقون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740241
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي كانت الحياة على هذه النقطة من الأرض باهتة كصرخة طفل أصم، تفوح منها رائحة الفناء. حياة ذابلة كأوراق الخريف على أرصفة الصبر، ولولا وقع خطانا وصرير أحذيتنا ولهاث أنفاسنا ودقات قلوبنا المتدفقة لأعلنت الحياة عن نهايتها. انها رحلة الموت المؤجل. قبل ان تنشف الدماء التي سالت في حرب عبثية راح ضحيتها أكثر من مليون انسان، وقبل ان تتنفس الثكالى الصعداء، قام الطاغية بزج جيشه في حرب داخلية طاحنة ضد أبناء شعبه تحت اسم الأنفال، هذا الاسم الذي مصدره آية قرآنية مات بسببه الاف الابرياء واحرقت آلاف البيوت وتهدمت قرى بأكملها، واستخدمت بها أنواع الاسلحة الفتاكة بما فيها الكيماوية. كنا نسير عبر السهول والأراضي الزراعية الشاسعة وعيوننا تلتقط صوراً مؤلمة عن النباتات التي لوثتها صولة الأنفال واخلتها من مزارعيها. كنّا نادرا ما نلتقي بكائنات حية على طول مسيرتنا، فلم نرَ إلا بعض الأبقار والدواجن الضالة. وحتى الصمت تَفَتَتَ من دوي العنف وقساوة الحرب وتمزيق الأسر وتشريدها في ذرى الجبال البعيدة طلبا للنجاة من الموت الذي اختلطت رائحته بالهواء بحيث غدا استنشاقه إيذانا بانتهاء دورة الحياة. حال دخولنا إلى فناء احد الدور، وقعت عينايّ على الفوضى المنتشرة في الأرجاء، الأشياء مبعثرة على الأرض الطينية التي كانت تحمل آثار احذية ربما تعود الى رجال غرباء، قد يكونون من الجحوش والجيش ساعين وراء الأبرياء من الفلاحين. وكانت هناك على السُفرة المفروشة على الأرض حيث تتناول العائلة طعامها، صحون معدنية فيها بقايا من طعام أفسده الذعر والرعب. في كل زاوية من زوايا الغرفة الطينية الفاقدة للضوء، تجد آثار خوف وصراخ نجاة. انتعش العنكبوت في غياب أهل المنزل ونسج لنفسه كمائن عديدة حتى شعر انه المالك لهذا الدهليز المتروك، معلنا بناء مستعمرة له فهيمن على صمت الغرفة. تابعنا مسيرتنا الشاقة ومعدنا خاوية والجوع يصرخ في أحشائنا صراخا جنونيا كالهواء. كنا نقطع مسافات طويلة عبر الطرق الجبلية الوعرة والوديان العميقة والسهول الواسعة. لم تصادفنا اية قرية حتى وصلنا الى هضبة تطل على احدى القرى المهجورة من سكانها، الذين هربوا خوفاً من البطش والاعتقالات العشوائية الشبيهة بالممارسات النازية. كانت القرية تقع على منحدر تلة، وتضم ثلاثة بيوت غير مهدمة و مخفية عن الأنظار نوعا ما، ولكن ليس عن الجحوش الذين كانوا على علم بكل تضاريس المنطقة. كان الفضاء المرتعد في حالة انذار كما لو انه يوحي لنا عجزه التام عن حمايتنا. كان الجميع في حالة تأهب قصوى لمواجهة حدث مفاجىء أو سقوط غادر، وحتى الأشجار والحيطان نمت لها فجأة آذان وحدس. نزلنا إليها بحذر وحيطة. الهدوء كان حضوره كئيب. والبيوت خالية من البشر. فمسألة سد الرمق من المهمات الأساسية في ديمومة البقاء وكذلك القدرة على التركيز والسير طويلا. فنحن نحتاج الى طاقة مخزونة. أصبحنا نفكر كما الجمل وهو يقطع المسافات في صحراء قاحلة و تحت شمس لاهبة. أغلب الأنصار خرجوا مبكرا من القرية وانتشروا على القمم في انتظارنا، بينما بقينا نحن الخمسة في القرية. قمت بتحضير بعض الطعام من المواد المتروكة هناك. وجدت كيس حليب نيدو و لحم معلب عليه صورة بقرة، وضعته في الحال في حقيبتي الظهرية. عثرت على كيس طحين كان على رف خشبي وملطخا بالدهن الذي تطاير من القدور والطاوة أثناء الطبخ، إضافة إلى الأتربة والغبار. المطبخ الصغير لم يكن في أحسن حال، ولكن أدوات الطبخ كانت كافية لطبخ الرز، اخذت قدر عميق ووضعت الطحين فيه واضفت الماء والملح وشرعت بتحضير العجين. وبعد نصف ساعة ق ......
#انصار
#يرتقون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740241
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - انصار يرتقون
كفاح الزهاوي : سخريات القدر
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي كم هو ساذج وعقيمحينما يصدق أوهام خفافيش الظلامو يمكث أطول مدة في بحر الظلماتيعشق الدجى وزيارة القبوريتطلع الى الشمس بنظارات سوداء كي لا يرى براءة الحمامات وهن يسبحن في فضاء الأمليتفحص صفحات دفترهوقد أتلفها سهاد الزمنسطور موسومة بتاريخ مشرقلم يبق منها سوى الذكريات والسرابالغيمة العابرةَتمرين كغيمة بيضاء وحيدةتعومين بلا منازع في فضاء احلاميأتأملُ نغماتِ لمْ تحيّوأنتِ تتحركين صوب شمسيتَحجبين عني نورها الأزليتُحاصرينني في المنحدراتقد كستها غلالة الظلال و عمداً منك ان تلوي بيّ الدهر و تطفئي ضوء النطفةحيث لا يزال في طوره يتبلور في المهد فأنتِ يقينا تدركين معنى اللحنعندما يتجمع في ملتقاه فجر الصباح ......
#سخريات
#القدر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743558
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي كم هو ساذج وعقيمحينما يصدق أوهام خفافيش الظلامو يمكث أطول مدة في بحر الظلماتيعشق الدجى وزيارة القبوريتطلع الى الشمس بنظارات سوداء كي لا يرى براءة الحمامات وهن يسبحن في فضاء الأمليتفحص صفحات دفترهوقد أتلفها سهاد الزمنسطور موسومة بتاريخ مشرقلم يبق منها سوى الذكريات والسرابالغيمة العابرةَتمرين كغيمة بيضاء وحيدةتعومين بلا منازع في فضاء احلاميأتأملُ نغماتِ لمْ تحيّوأنتِ تتحركين صوب شمسيتَحجبين عني نورها الأزليتُحاصرينني في المنحدراتقد كستها غلالة الظلال و عمداً منك ان تلوي بيّ الدهر و تطفئي ضوء النطفةحيث لا يزال في طوره يتبلور في المهد فأنتِ يقينا تدركين معنى اللحنعندما يتجمع في ملتقاه فجر الصباح ......
#سخريات
#القدر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743558
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - سخريات القدر
كفاح الزهاوي : مَمَدْ اسطورة القبور
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي في ضواحي المدينة تقع مقبرة بلا اسم. كان هناك رجلا اسمه مَمَدْ، ينام وسط القبور، في خلاء مكتظ بالنيام. فهو غريب الأطوار، نحيل الجسم، جبهته عريضة، له حاجبان عريضان، منفوشان، يتدلى على العينين. يظهر في وقت العصر في أرجاء المحيطة بالمركز، ويمر أمام السينما، يمشي حافي القدمين في أسمال ممزقة. وعلى رأسه طاقية ملفوف عليها رباط اخضر، ويشد على بطنه حزام عتيق من الجلد. يرتدي دشداشة طويلة وسترة شتوية. وجهه شاحب، وكأنه يعاني من فقر الدم، عظامه بارزة، تتلمسه من صدغيه وحنجرته. فقدت سترته، الداكنة من تراكمات الأوساخ، لونها الحقيقي وبدت أكبر حجما.، لم اره ابدا بدونها، حتى في أعلى درجات الحرارة. كنت في دهشة من امري كيف لا يفقع هذا الرجل. وانا انظر الى مقلتيه، ظلت عيناه محدقتين، وهو ينظر إلى الأمام، دون ان يحرك رموشهما. كأنما اصابه صدمة قوية ولم يفق منها بعد، كنت طفلا في حينها ارتعد من حضوره. كان يمشي منحني الظهر، يحرك فقط يده اليمنى، بقوة الى الأمام والخلف، بينما يده اليسرى ثابتة ملاصقة بجسده. عندما يقترب المرء منه، يشعر بثقل الهواء، حيث تفوح منه رائحة نتنة، بسبب الجيفة في جسده. ما ان يجلس للراحة قليلا، سرعان ما يتجمع الذباب حوله بحثا عن الطعام، وكأن صندوق القمامة انفتح غطاءه. انتفضت رائحة كريهة لتصل إلى الذباب. وفجأة بعد برهة من حضوره يختفي عن الأنظار. ظلت كلمات ملا سعيد ترن في ذاكرتي: القدر كتب له ان يقضي حياة البؤس وان يطفو على شفا هاوية سحيقة دون ان ينزلق الى العمق ويبقى معلقا في الهواء. فحياته بلا امل، تستطيع القول انه العدم. المرء يرى في حملقته تمرد واضح على بؤس الزمان، انتفاضة ضد اللاعدالة، ومع ذلك كان يعيش في عالم وهمي يصنعه لنفسه، عالم الصمت، عالم مجرد من الاحاسيس والمشاعر. عالم الخلوة والانزواء. وجوده بين الأموات، يمنحه الشعور بالحرية، والسعادة . لا صوت يعلو على صوته. سمعت من أخي الكبير بأن مَمَدْ يعتقد ان الذين يسكنون في القبور ويقصد بالساكنين، الأموات، يدخلون في سكون مطبق، ما ان يصل الى موطنه. واحيانا عندما ينام يرتفع في الظلام انينا عميقا يزعجه أثناء النوم. عند سماعي لهذه القصة، ارتعدت أكثر من ذي قبل. كنت أتصور بأن الحياة بدت له شريرة وظالمة حد اللعنة، وكل شيء مناط الى الصدفة. كنت اتساءل كيف لرجل مثل مَمَدْ ان يموت بسهولة. فمثله عاش وسط القمامة كيف للموت جرأة أن يقترب منه او حتى يداهمه ببساطة. في كثير من الأحيان، إذا لم يجد من يقدم له قطعة خبز أو حساء من فضلات الطعام المتبقي في الصحون البلاستيكية، تجده، يغمس رأسه في كانتينات الخاصة بالقمامة ويبحث عن الطعام. هبط الليل على القبور، بعد يوم مثقل ومملوء. رقد مَمَدْ في حفرته وسط القبور، مستشعرا الم الحياة تحت ترابه الساخن في تلك الحفرة بحجم جثته. كما يسميها هو موطنه. أسدل أجفانه، أغمض عينيه المثقلتين، ليدخل إلى عالم الأحلام، عالم يجد فيه ضالته، ويعيد قواه قبل ان تشرق شمس الصباح وتحرمه من أحلامه. وتحت جفنيه المغمضتين، ربما مرت بحور من الالام منذ ولادته، وربما شعر انه يسبح في الفضاء عاريا، حرا، في عالم يختلف عن عالمه، الذي فقد فيه ساعاته، وأيامه. لم يعد يسمع ذلك الأنين بعد الآن. سكن قلبه وبقي جاثما في حفرته إلى الأبد. كنت اراه دائما في محيط السينما، لم يعد لمَمَدْ أي حضور يذكر. عندما مررت هناك تذكرت، ان المكان ينقصه انسان مجهول. ......
#مَمَدْ
#اسطورة
#القبور
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748440
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي في ضواحي المدينة تقع مقبرة بلا اسم. كان هناك رجلا اسمه مَمَدْ، ينام وسط القبور، في خلاء مكتظ بالنيام. فهو غريب الأطوار، نحيل الجسم، جبهته عريضة، له حاجبان عريضان، منفوشان، يتدلى على العينين. يظهر في وقت العصر في أرجاء المحيطة بالمركز، ويمر أمام السينما، يمشي حافي القدمين في أسمال ممزقة. وعلى رأسه طاقية ملفوف عليها رباط اخضر، ويشد على بطنه حزام عتيق من الجلد. يرتدي دشداشة طويلة وسترة شتوية. وجهه شاحب، وكأنه يعاني من فقر الدم، عظامه بارزة، تتلمسه من صدغيه وحنجرته. فقدت سترته، الداكنة من تراكمات الأوساخ، لونها الحقيقي وبدت أكبر حجما.، لم اره ابدا بدونها، حتى في أعلى درجات الحرارة. كنت في دهشة من امري كيف لا يفقع هذا الرجل. وانا انظر الى مقلتيه، ظلت عيناه محدقتين، وهو ينظر إلى الأمام، دون ان يحرك رموشهما. كأنما اصابه صدمة قوية ولم يفق منها بعد، كنت طفلا في حينها ارتعد من حضوره. كان يمشي منحني الظهر، يحرك فقط يده اليمنى، بقوة الى الأمام والخلف، بينما يده اليسرى ثابتة ملاصقة بجسده. عندما يقترب المرء منه، يشعر بثقل الهواء، حيث تفوح منه رائحة نتنة، بسبب الجيفة في جسده. ما ان يجلس للراحة قليلا، سرعان ما يتجمع الذباب حوله بحثا عن الطعام، وكأن صندوق القمامة انفتح غطاءه. انتفضت رائحة كريهة لتصل إلى الذباب. وفجأة بعد برهة من حضوره يختفي عن الأنظار. ظلت كلمات ملا سعيد ترن في ذاكرتي: القدر كتب له ان يقضي حياة البؤس وان يطفو على شفا هاوية سحيقة دون ان ينزلق الى العمق ويبقى معلقا في الهواء. فحياته بلا امل، تستطيع القول انه العدم. المرء يرى في حملقته تمرد واضح على بؤس الزمان، انتفاضة ضد اللاعدالة، ومع ذلك كان يعيش في عالم وهمي يصنعه لنفسه، عالم الصمت، عالم مجرد من الاحاسيس والمشاعر. عالم الخلوة والانزواء. وجوده بين الأموات، يمنحه الشعور بالحرية، والسعادة . لا صوت يعلو على صوته. سمعت من أخي الكبير بأن مَمَدْ يعتقد ان الذين يسكنون في القبور ويقصد بالساكنين، الأموات، يدخلون في سكون مطبق، ما ان يصل الى موطنه. واحيانا عندما ينام يرتفع في الظلام انينا عميقا يزعجه أثناء النوم. عند سماعي لهذه القصة، ارتعدت أكثر من ذي قبل. كنت أتصور بأن الحياة بدت له شريرة وظالمة حد اللعنة، وكل شيء مناط الى الصدفة. كنت اتساءل كيف لرجل مثل مَمَدْ ان يموت بسهولة. فمثله عاش وسط القمامة كيف للموت جرأة أن يقترب منه او حتى يداهمه ببساطة. في كثير من الأحيان، إذا لم يجد من يقدم له قطعة خبز أو حساء من فضلات الطعام المتبقي في الصحون البلاستيكية، تجده، يغمس رأسه في كانتينات الخاصة بالقمامة ويبحث عن الطعام. هبط الليل على القبور، بعد يوم مثقل ومملوء. رقد مَمَدْ في حفرته وسط القبور، مستشعرا الم الحياة تحت ترابه الساخن في تلك الحفرة بحجم جثته. كما يسميها هو موطنه. أسدل أجفانه، أغمض عينيه المثقلتين، ليدخل إلى عالم الأحلام، عالم يجد فيه ضالته، ويعيد قواه قبل ان تشرق شمس الصباح وتحرمه من أحلامه. وتحت جفنيه المغمضتين، ربما مرت بحور من الالام منذ ولادته، وربما شعر انه يسبح في الفضاء عاريا، حرا، في عالم يختلف عن عالمه، الذي فقد فيه ساعاته، وأيامه. لم يعد يسمع ذلك الأنين بعد الآن. سكن قلبه وبقي جاثما في حفرته إلى الأبد. كنت اراه دائما في محيط السينما، لم يعد لمَمَدْ أي حضور يذكر. عندما مررت هناك تذكرت، ان المكان ينقصه انسان مجهول. ......
#مَمَدْ
#اسطورة
#القبور
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748440
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - مَمَدْ اسطورة القبور
كفاح الزهاوي : خلف الأفق
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي بعـد اعتقال اخـي حاذق مباشـرة، ذهبـت الــى محــل عملــي فــي مستشــفى بعقوبــة المركــزي الــذي يبعــد عــن بيتنــا ســاعة بالسيارة، و طلبــت إجــازة لمـدة ثلاثــة أيــام، ثــم توجهت الــى كــراج النهضــة واستقليت الحافلة الكبيرة المتوجهة الــى السليمانية وكان برفقتي اخـي قحطـان الـذي عاد أدراجه الــى بغــداد. فــي السليمانية التقيت بأخــي ماموستا كمــال الــذي كان يقــود محليــة الســليمانية مـن بيـت سـري وفـي ظـروف قاســية، أخبرته باعتقال حاذق، فأهتــز بدنــه مــن هــول الصدمـة، وراح يرتب لـي مستلزمات إلتحاقي بحركــة الأنصــار. بــدا الخــوف يساورني كلمــا دنــت الســيارة مــن سيطرة التفتيـش. الوجــوه القاسية كانــت تنظــر إلــي بعينين مملوءة بالريبة والتوجس. شعـرت بطـول المســافة رغم قصرها، كمـا ان دوران عجلات السيارة باتت ثقيلة! كانــت لحظــات صعبــة، وتفكيــري تركــز فــي الخلاص مــن جحيــم الدكتاتوريــة وايضــا فـي صـورة أمـي التـي تخيلت حزنهــا المفرط وهـي تفقـد فلـذات كبدهـا فـي صبـاح واحـد، أحدهمــا وقــع بأيدي الوحــوش الضاريــة والأخر مــازال فــي عالــم مجهــول. فــي سيطرة عربــد، يتقــدم العســكري باتجاه سيارة الاجرة، ويلقي نظــرة ســريعة علـى المـرأة المتجلببة بعباءة سـوداء وتجلس فــي المقعد الخلفي والتــي كانــت تتصـرف وكأننــا لا نعــرف بعضنــا. ســألني العســكري:هويتك قدمت له دفتر الخدمة. تمعن قليلا. قــال العســكري: - شــنو هــذا.. ليــش الخــط بهالشكل.. .. َ مالَ بالدفتر بحركــة مــن يــده اليمنــى وبمسـاعدة إصبعـه الصغيـر مـن يـده اليسـرى يمسـك حافــة الصفحــة لكــي لا تنطوي. أجبته بطريقـة واثقة وبنبرة فيها شـيء مـن اللطافـة: - جـان خطـه مـو حـلـو، علسـاس يعدلـه.. خطيـه راد يكحلها، عماها.وتابعت حديثي:بــاوع بالصفحــة الثانيــة مرتــب وواضــح ومكتـوب بأنـي مؤجـل مـن الخدمة العسكرية لمـدة سـنة. وقـال وهـو يمـد يـده مـن خلال النافذة الــى داخــل السـيارة ليعطينــي دفتــر الخدمـة وهــو يرنــو الــى الطريــق دون ان ينظــر الــى وجهــي:وين رايح.رايح ال دربندخان.اتفضل مع السلامة.شكرا. تحركــت السيـارة قليلا ثــم توقفــت، واستقليت سيارة أخـرى، لاندكروزر يقودها شــاب فــي الثلاثينات مــن عمــره. بينمـا ظلــت المــرأة فــي ســيارة الأجرة، والتــي لاحقاً التقيت بهـا حـال وصولي الـى القريـة. بعـد مسـافة قصيـرة مـن انطلاقها، انعطفـت السـيارة وخرجــت عــن الطريــق السـريع، دلفــت إلـى اليسـار، لتنطلق باتجاه الجبـال العاليـة مخترقة طريـق الحصى، حيـث هنـاك بيــن وديانها معاقل الأنصــار. توقفـت السـيارة لبرهة. ترجـل السـائق منهـا واخـذ يتظاهر وكأنـه يفحـص المحرك، بينمـا كنـت أقوم بتبديل ملابسي القديمـة بالسروال الكـردي الـذي يتناسـب مـع البيئـة الجبليــة، وبعدهــا انطلقت السيارة باتجاه احمـد آوى. مـازال الخـوف مـن التعـرض الـى كمين قائمـا، فالقـوى المواليـة للنظـام تنتشـر فــي المنطقــة وربايــا الجيــش تتمتــرس فــوق القمـم. حــال وصولــي الــى قريــة احمــد آوى، وقــع نظــري علــى مجموعــة مــن المســلحين، فشـعرت فـي لحظتها أننـي أُنتشلتُ مـن بئـر كالــح بعــد ان استغرق انقاذي وقتنـا طويــلا، وانــي بحاجــة إلــى هــواء لأملأ رئتــي. الأحــداث المؤلمــة تبقــى راســية علــى مرافـئ الخلايـا المتعبـة، وتهزهـا رياح الألـم مـع تقـادم ا ......
#الأفق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752351
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي بعـد اعتقال اخـي حاذق مباشـرة، ذهبـت الــى محــل عملــي فــي مستشــفى بعقوبــة المركــزي الــذي يبعــد عــن بيتنــا ســاعة بالسيارة، و طلبــت إجــازة لمـدة ثلاثــة أيــام، ثــم توجهت الــى كــراج النهضــة واستقليت الحافلة الكبيرة المتوجهة الــى السليمانية وكان برفقتي اخـي قحطـان الـذي عاد أدراجه الــى بغــداد. فــي السليمانية التقيت بأخــي ماموستا كمــال الــذي كان يقــود محليــة الســليمانية مـن بيـت سـري وفـي ظـروف قاســية، أخبرته باعتقال حاذق، فأهتــز بدنــه مــن هــول الصدمـة، وراح يرتب لـي مستلزمات إلتحاقي بحركــة الأنصــار. بــدا الخــوف يساورني كلمــا دنــت الســيارة مــن سيطرة التفتيـش. الوجــوه القاسية كانــت تنظــر إلــي بعينين مملوءة بالريبة والتوجس. شعـرت بطـول المســافة رغم قصرها، كمـا ان دوران عجلات السيارة باتت ثقيلة! كانــت لحظــات صعبــة، وتفكيــري تركــز فــي الخلاص مــن جحيــم الدكتاتوريــة وايضــا فـي صـورة أمـي التـي تخيلت حزنهــا المفرط وهـي تفقـد فلـذات كبدهـا فـي صبـاح واحـد، أحدهمــا وقــع بأيدي الوحــوش الضاريــة والأخر مــازال فــي عالــم مجهــول. فــي سيطرة عربــد، يتقــدم العســكري باتجاه سيارة الاجرة، ويلقي نظــرة ســريعة علـى المـرأة المتجلببة بعباءة سـوداء وتجلس فــي المقعد الخلفي والتــي كانــت تتصـرف وكأننــا لا نعــرف بعضنــا. ســألني العســكري:هويتك قدمت له دفتر الخدمة. تمعن قليلا. قــال العســكري: - شــنو هــذا.. ليــش الخــط بهالشكل.. .. َ مالَ بالدفتر بحركــة مــن يــده اليمنــى وبمسـاعدة إصبعـه الصغيـر مـن يـده اليسـرى يمسـك حافــة الصفحــة لكــي لا تنطوي. أجبته بطريقـة واثقة وبنبرة فيها شـيء مـن اللطافـة: - جـان خطـه مـو حـلـو، علسـاس يعدلـه.. خطيـه راد يكحلها، عماها.وتابعت حديثي:بــاوع بالصفحــة الثانيــة مرتــب وواضــح ومكتـوب بأنـي مؤجـل مـن الخدمة العسكرية لمـدة سـنة. وقـال وهـو يمـد يـده مـن خلال النافذة الــى داخــل السـيارة ليعطينــي دفتــر الخدمـة وهــو يرنــو الــى الطريــق دون ان ينظــر الــى وجهــي:وين رايح.رايح ال دربندخان.اتفضل مع السلامة.شكرا. تحركــت السيـارة قليلا ثــم توقفــت، واستقليت سيارة أخـرى، لاندكروزر يقودها شــاب فــي الثلاثينات مــن عمــره. بينمـا ظلــت المــرأة فــي ســيارة الأجرة، والتــي لاحقاً التقيت بهـا حـال وصولي الـى القريـة. بعـد مسـافة قصيـرة مـن انطلاقها، انعطفـت السـيارة وخرجــت عــن الطريــق السـريع، دلفــت إلـى اليسـار، لتنطلق باتجاه الجبـال العاليـة مخترقة طريـق الحصى، حيـث هنـاك بيــن وديانها معاقل الأنصــار. توقفـت السـيارة لبرهة. ترجـل السـائق منهـا واخـذ يتظاهر وكأنـه يفحـص المحرك، بينمـا كنـت أقوم بتبديل ملابسي القديمـة بالسروال الكـردي الـذي يتناسـب مـع البيئـة الجبليــة، وبعدهــا انطلقت السيارة باتجاه احمـد آوى. مـازال الخـوف مـن التعـرض الـى كمين قائمـا، فالقـوى المواليـة للنظـام تنتشـر فــي المنطقــة وربايــا الجيــش تتمتــرس فــوق القمـم. حــال وصولــي الــى قريــة احمــد آوى، وقــع نظــري علــى مجموعــة مــن المســلحين، فشـعرت فـي لحظتها أننـي أُنتشلتُ مـن بئـر كالــح بعــد ان استغرق انقاذي وقتنـا طويــلا، وانــي بحاجــة إلــى هــواء لأملأ رئتــي. الأحــداث المؤلمــة تبقــى راســية علــى مرافـئ الخلايـا المتعبـة، وتهزهـا رياح الألـم مـع تقـادم ا ......
#الأفق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752351
الحوار المتمدن
كفاح الزهاوي - خلف الأفق