الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
نسيب عادل حطاب : رداد أل مريهج
#الحوار_المتمدن
#نسيب_عادل_حطاب بحكم وظيفته كان على رداد ال مريهج ان يعرف ويتابع حركة السكان ضيوفهم. الغرباء المارين بالديرة ..المتوطنون الجدد والنازحون اليهامن اقاصي الريف والاماكن الاخرى وكل التفاصيل الاخرى التي قد تساعده في عمله وتدرأ عن المدينه خطر السرقات والسطو الليلي . المدينة أذا صح ان نسميها كذلك لاتزال في خطوات التكوين الاولى وفيما عدا الشارع الترابي الذي يمتد بموازة النهر فان البيوت والصرائف المتناثرة والمبنية بشكل عشوائي ودون تخطيط مسبق حرمت المدينة من الازقة والشوارع الفرعية المنتظمة وحولتها الى سكك ونزلات ترابية استعارت اسمائها من اسماء اصحاب البيوت.................................................... المنافسة الحادة والتزاحم عادة لاتعمل لصالح الفقراء أوذوي الامكانات المحدوده فتجبر صغار الحرفيين على الانسحاب و الرحيل الى النواحي والتجمعات السكانية البعيدة حيث المنافسة اقل حدة وحيث يمكن لهم ان يحصلوا ولو على فرصة مهما تكن تافهة تمكنهم من اعالة عوائلهم ... ولانهم هجروا الزراعة وكل مايمت لها بصلة منذ امد بعيد ربما منذ الفتح العربي ومنذ بدأت العشائر العربية الوافدة تستوطن وتنزل الى الجنوب في رحلتها للاستقرار فان المندائيين ونظرا لان حيازة الارض وفلاحتها أو امتلاك الماشية والدفاع عنها تتطلب مجتمع محارب وتفوق عددي لايتوفران لهم لجأوا لامتهان شتى انواع الحرف اليدوية التي يتطلبها المجتمع الاقطاعي كالحدادة والنجارة والصياغة, صناعة وصيانة الاسلحة, صناعة الزوارق . حتى ان بعضهم في الاماكن النائية تراه يجمع اكثر من حرفة واحدة في ان معا فترى الصائغ عند الضرورة يتحول الى حداد او نجار حسب الطلب.. ربما كانت الحياكة فقط هي الحرفة الوحيدة التي لم يمارسها رجالهم لا ادري ان كان ذلك استنكافا وتماشيا مع نظرة مجاوريهم من العرب الرعاة ام لقلة المردود قياسا بالحرف الاخرى............................................ ليس له الا الرحيل فلم يعد عايش يستطيع التحمل اكثر من هذا فبالاضافة الى ضعف حالته المادية فقد بات المكان موبوء بالذكريات الموجعة له ففي كل زاوية منه تختبيء تفاصيل تثير شجنه وتجعله مشوش الفكر مشلولا لايستطيع التركيز ولاتقوى يده على العمل . يتذكر عايش جيدا السنوات الاولى من حياته حينما عادت به أمه لبيت اهلها بعد ان فقد اباه في الخامسة من عمره فوجد في خاله الاصغر الذي يكبره بثلاث سنين أخا و صاحبا وصديق صبا ثم لاحقا استاذا ومعلما له في الصنعة حيث تعلم منه الصياغة وصار مساعدا له واستمرا معا حتى بعد ان صار كلاهما ابا وعائلا لزوجه واطفال ...لكن الحال لم يستمر طويلا ففي بداية ثلاثينات القرن الماضي حيث تدور احداث هذه الحكاية ضربت العراق موجة شديدة من وباء الكوليرا سلبت من عايش خاله هذا . كانت الاوبئة في زياراتها المتكررة تتناوب في حصادها لأرواح العراقيين فتفتك بهم و قد تبيد عوائل باكمالها او ربما قد تقضي على الجزء الا كبر من العائلة وتترك امرأة وحيدة أو رجلا بروحه أو اطفال قاصرين لامعيل لهم .. أذن اخذ الوباء هذه المرة نصيبه من عايش فجرده من سنده وصاحبه وبات بدونه عاريا مكشوف الظهر فغلبه الحزن وأسره البكاء ودخل في نوبة طويلة من الكأبه لم ينفع معها تعنيف امه وتوبيخها له فقد صار لايطيق المكان وانقطع عن عمله فشح الرزق وبات تدبير امور المعيشة والحالة هذه امرا صعبا ولم يعد بدا من الرحيل...................................................... في المجتمعات الاقطاعية أنذاك كان صاحب الحرفة أو الصنعة مطلوبا بشدة في الريف لذلك كان شيوخ العشائر والفلاحون ......
#رداد
#مريهج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729354