الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عزالدين بوروى : انتصار على السيورانية
#الحوار_المتمدن
#عزالدين_بوروى لازمتني السيورانية لسنوات عدة،منذ الوهلة الأولى من قراءة الشذرات الظلامية لفيلسوف الظلام الروماني إميل سيوران، منذ أن عزمت حينها على طلاق ما يدعى زورا وبهتانا حينها "الوجود". منذ أن رفضت الحياة، واعتذرت عن المشاركة فيها بداعي أنني عدمي تارة، وأنها عبثية تارة أخرى...بعدما تشبعت بأفكار الشعراء العظام أمثال بودلير، والأدباء أمثال كامو...لكن صراحة، سيوران لم يكن مثلهم، كان مجنونا إلى الحد الأعلى من الجنون، كيف لا، وهو يتحدث قائلا في آخر عبارة كتبها في كتاب "العدميين الجدد" المقدس "مثالب الولادة" : لو قدمت لي الحياة على طبق من ذهب لرفضتها وصرخت فيهم "لقد فات الأوان". لم يترك لحياتي أي معنى،ولم يترك لي أي كوة من النور لأرى بها جمال الوجود، تملكني فور أتممت مثالب الولادة، تاريخ ويوتوبيا،لو كان آدم سعيدا، اعترافات ولعنات، وبحث في الفكر الرجعي...وغيرها من الكتب والترجمات التي ترجمها الأستاذ فتحي المسكيني مشكورا. لقد سيطر على جل حياتي، وهو ما اعتبرته نوعا من العبودية المنقطعة النظير لكاتب معين، أو بالأحرى لشخص معين. هنا بدأت قصة إعدام شخصي إعداما بطيئاً، بدأت أفكر كما يفكر هو،لم أعد مستقلا في فكري وأفكاري، لم أستطع حينها مواكبة الحياة، أصابني عجز وخمول لم أشهد له مثيلا. مرضت وخارت قواي،وبدأت أفكر في الانتحار مرات ومرات. طلّقني النوم، وأقسم أن لن يأتي، وقال لي : دخن ما استطعت،واشرب لك ما لذ وطاب، فلن تنام"...أصابني إرهاق شديد لشهور عدة...والمشكلة الأكبر كانت أنني لزمت الصمت كل تلك الأيام. لم أخبر أحد، حتى بدأت نيران دواخلي تلتهب الخارج، حتى بدأ الدخان يظهر عبارة عن سواد أعظم تحت الأعين، وبدأت ملامحي تشبه ملامح يهودي ينتظر دوره ليرمى في الهولوكست.بلغت منتهى العدمية(العدمية المطلقة) ولم أجد في جعبتي شيئا عدا الأطنان من الأفكار السلبية. وجدتني في فترة من الفترات ميتا وأنا على قيد الحياة، وعندها كنت قد ذهبت عند مكتب الشواهد الإدارية وطلبت منهم شهادة الوفاة الخاصة بي، وهو الأمر الذي كاد سيُجن من خلاله الموظف بعدما سمع كلامي... كنت أفكر طيلة تلك المدة بحرق هذه الذات...لم يسلم من نقدي لا إنس ولا جان، لا ملائكة ولا شياطين، فحتى الإله تهكمت عليه مرارا وتكرارا. كنت أعتقد أنه المسؤول عن كل شيء. ورغم ذلك كنت أسأله في كل الأحيان أن ينهي مسرحية الوجود. آه كم كنت ساذجا! آه كم كنت غبيا! آه كم كنت مجنونا! آه كم كنت مخطئاً!كنت أومن باللاإنجابية كجواب عن معضلة الوجود ، وأدعي زورا وبهتانا مني أن الأطفال لا ينبغي أن نأتي بهم إلى هذا العالم البئيس. ومرة أخرى أكرر : آه كم كنت غبيا! يا لجهالتي!كنت دائما على بينة من أمري أن نذير شُؤم يلوح في الأفق ، أمر سيء ينتظر شخصي وباقي البشر في القريب العاجل...في خريف 2019 قررت نهائيا أن أعالج نفسي. لم أعالَج عند طبيب نفسي، وإنما تعلمت أن الإنسان طبيب نفسه...ولأن ما بني عن ما هو فلسفي، لا يعالج إلا بما هو فلسفي، قررت أن أفرغ دماغي من كل الأفكار، وأن أعيد القراءة من جديد...ومع مرور الوقت بدأت أنتقد، وأول ما فعلته بعد ذلك هو الإطاحة بإميل سيوران أرضا، والكفر برسالته الإنهزامية. عرفت بعدها أن العدمية فلسفة زائفة وضعف من المؤمنين بها، ونفاق من المؤمنين بها، وتناقض من أصحابها. أن ترفض الوجود معناه ألا يعود لك أي صلة به، ألا تمضي قدما فيه وأنت تلعنه. كل الذين رفضوا الوجود انتحروا. هل لديك هذه القدرة؟ إذن أنت لست كذلك.أما عن معضلة "اللا إنجابية" ، فمن يعرف، ربما أن الفلاسفة العدميين اللاإنجابيين كانوا مخصيين، أو قد يكون البعض منهم ......
#انتصار
#السيورانية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708034