داود السلمان : مبدأ الشك بين المعرّي ونيتشة1 2
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان تزعزعت ثقة المعري، منذ نعومة اضفاره بعدالة الوجود وسخف الحياة، وذلك حينما وجد نفسه اعمى لا يبصر الحياة، فلا يرى ما يدور من حوله رأي العين، فاتهم اباه إنه هو السبب الرئيس وراء ذلك، لأنه قذف به في اتون هذه الحياة بدون روية ولم يحسب له حسابًا. يريد المعرّي أن يقول إنّ كل الذي يفعله الرجل في سبيل نزواته سيعود بالتالي سلبا على ابنائه الذين سيخلفهم، شاء أم ابى، ثم لا يعلم عن مصيرهم شيئا وما ستؤول اليه الامور!. والسبب ايضا يعود الى الطبيعة التي خدعتنا، بحسب تعبير شوبنهاور. لذلك، نجد إن المعري يعزف عن الزواج عزوفا تاما، فيعيش حياته في واقع العزوبية بعيد مدلهمات الزواج، حاله حال مئات العظماء الذين اخذوا عهدا على انفسهم بأن لا يتزوجوا، امثال افلاطون وديكارت واسبينوزا وكانت وشوبنهور ونيتشة وامثالهم. والفيلسوف الالماني نيتشة شك بفكرة الالوهية التي بنت واقعها الديانة المسيحية، فقد كان نيتشة بداية امره ذو ميول دينية كون اباه كان قسيسًا واراد من ابنه أن يصبح كذلك، ثم فقد ذلك الايمان رويدًا رويدًا، وتزعزع عنه من خلال تصرفات رجالات الدين المسيحيون، وما يقومون به من اعمال استهجنها نيتشة، ومنها استغلالهم للدين، وعدم فهمهم الفهم الحقيقي لفكرة الدين، وفلسفة الدين، حتى اوصى اخته بأن قال لها وهو على فراش الموت: "إذا ما مُتُّ يا أختاه، فلا تجعلي أحد القساوسة يتلو علي بعض الترهات لحظتها لا استطيع أن ادافع عن نفسي".. حتى اخيرًا قرر بموت الاله. المعرّي كان يبغض فقهاء عصره، فهم، رغم الاختلاف فيما بينهم، الا إنهم قد لا يختلفون في استغلالهم للبسطاء من الناس، فأعدهم استغلاليون ويعتاشون على هذا الاستغلال المبني على شحن روح الجهل بين صفوف الفقراء حتى يبقون دائما تابعين لهم، حتى باتوا يكذبون عليهم متعمدين، عبر منابرهم ووسائل اعلامهم المختلفة، فيلقون بغشاوة على عقولهم وعلى ابصارهم، ليشعرونهم بأن الحلول الجذرية لكل مشاكلهم ومعاناتهم، بيدهم هُم وحدهم (رجالات الدين) لا بيد غيرهم، من العلماء والفلاسفة والحكماء. لذلك فقد صب المعرّي جام غضبه عليهم، وراح ينشر اباطيلهم وترهاتهم على الملأ من خلال قصائده الرنانة، ولا يخاف سطوتهم، ومنها الحادثة الشهيرة التي رواها بعض المؤرخين، تلك الحادثة التي وقعت للمعري مع الشريف المرتضى، والتي كان فيها المرتضى يقلل من اهمية المتنبي ويرميه بالزندقة ويستهزأ بشاعريته، وسط جموع من العامة، فكان أن رد المعرّي عليه ببيت من الشعر هو بيت مشهور للمتنبي (فاذا أتتك مذمتي..)، فأستشاط المرتضى غيضا، فأمر بسحل المعرّي من ارجله ورميه خارج المسجد، وعدم السماح له تارة اخرى من دخول المسجد. وهذا دليل واضح على بغض الفقهاء للمفكرين وللفلاسفة والشعراء، الذين قد لا تجمعهم قواسم مشتركة، فبين هؤلاء واولئك بون شاسع في المعرفة وطريقة النظر للحياة المعاشة وللواقع المحتوم، بين نظرة انسانية جليلة يتبعها الفلاسفة، وبين نظرة استغلال واستعلاء يتبعها بعض الفقهاء، خصوصًا من الذين لهم اتصال مباشر بالسلطة، الامر الذي جعل من الفقهاء أن يرموا المعري بالزندقة، واحيانا ينسبونه الى الدهرية (الدهرية هم الذين يرون أن الدهر هو الذي حتف بهم الى هذا الوجود). وظل المعرّي شاكا في مصداقية هؤلاء، وعدم اصلاحهم، كونهم بنوا نهجا خاصا بهم لا يمكن أن يحيدوا عن ذلك النهج، بعكس المفكرين والفلاسفة، بل وحتى العلماء كعلماء الفلك والفيزياء على سبيل المثال، اذ قد تتبدل افكارهم وقناعاتهم، بين الحين والحين، بل وتتطور على مدار تقدم العلم، وكثرة الغور في التجارب والبحوث التي تتوصل اليها الدراسات العلمية الرصي ......
#مبدأ
#الشك
#المعرّي
#ونيتشة1
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719644
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان تزعزعت ثقة المعري، منذ نعومة اضفاره بعدالة الوجود وسخف الحياة، وذلك حينما وجد نفسه اعمى لا يبصر الحياة، فلا يرى ما يدور من حوله رأي العين، فاتهم اباه إنه هو السبب الرئيس وراء ذلك، لأنه قذف به في اتون هذه الحياة بدون روية ولم يحسب له حسابًا. يريد المعرّي أن يقول إنّ كل الذي يفعله الرجل في سبيل نزواته سيعود بالتالي سلبا على ابنائه الذين سيخلفهم، شاء أم ابى، ثم لا يعلم عن مصيرهم شيئا وما ستؤول اليه الامور!. والسبب ايضا يعود الى الطبيعة التي خدعتنا، بحسب تعبير شوبنهاور. لذلك، نجد إن المعري يعزف عن الزواج عزوفا تاما، فيعيش حياته في واقع العزوبية بعيد مدلهمات الزواج، حاله حال مئات العظماء الذين اخذوا عهدا على انفسهم بأن لا يتزوجوا، امثال افلاطون وديكارت واسبينوزا وكانت وشوبنهور ونيتشة وامثالهم. والفيلسوف الالماني نيتشة شك بفكرة الالوهية التي بنت واقعها الديانة المسيحية، فقد كان نيتشة بداية امره ذو ميول دينية كون اباه كان قسيسًا واراد من ابنه أن يصبح كذلك، ثم فقد ذلك الايمان رويدًا رويدًا، وتزعزع عنه من خلال تصرفات رجالات الدين المسيحيون، وما يقومون به من اعمال استهجنها نيتشة، ومنها استغلالهم للدين، وعدم فهمهم الفهم الحقيقي لفكرة الدين، وفلسفة الدين، حتى اوصى اخته بأن قال لها وهو على فراش الموت: "إذا ما مُتُّ يا أختاه، فلا تجعلي أحد القساوسة يتلو علي بعض الترهات لحظتها لا استطيع أن ادافع عن نفسي".. حتى اخيرًا قرر بموت الاله. المعرّي كان يبغض فقهاء عصره، فهم، رغم الاختلاف فيما بينهم، الا إنهم قد لا يختلفون في استغلالهم للبسطاء من الناس، فأعدهم استغلاليون ويعتاشون على هذا الاستغلال المبني على شحن روح الجهل بين صفوف الفقراء حتى يبقون دائما تابعين لهم، حتى باتوا يكذبون عليهم متعمدين، عبر منابرهم ووسائل اعلامهم المختلفة، فيلقون بغشاوة على عقولهم وعلى ابصارهم، ليشعرونهم بأن الحلول الجذرية لكل مشاكلهم ومعاناتهم، بيدهم هُم وحدهم (رجالات الدين) لا بيد غيرهم، من العلماء والفلاسفة والحكماء. لذلك فقد صب المعرّي جام غضبه عليهم، وراح ينشر اباطيلهم وترهاتهم على الملأ من خلال قصائده الرنانة، ولا يخاف سطوتهم، ومنها الحادثة الشهيرة التي رواها بعض المؤرخين، تلك الحادثة التي وقعت للمعري مع الشريف المرتضى، والتي كان فيها المرتضى يقلل من اهمية المتنبي ويرميه بالزندقة ويستهزأ بشاعريته، وسط جموع من العامة، فكان أن رد المعرّي عليه ببيت من الشعر هو بيت مشهور للمتنبي (فاذا أتتك مذمتي..)، فأستشاط المرتضى غيضا، فأمر بسحل المعرّي من ارجله ورميه خارج المسجد، وعدم السماح له تارة اخرى من دخول المسجد. وهذا دليل واضح على بغض الفقهاء للمفكرين وللفلاسفة والشعراء، الذين قد لا تجمعهم قواسم مشتركة، فبين هؤلاء واولئك بون شاسع في المعرفة وطريقة النظر للحياة المعاشة وللواقع المحتوم، بين نظرة انسانية جليلة يتبعها الفلاسفة، وبين نظرة استغلال واستعلاء يتبعها بعض الفقهاء، خصوصًا من الذين لهم اتصال مباشر بالسلطة، الامر الذي جعل من الفقهاء أن يرموا المعري بالزندقة، واحيانا ينسبونه الى الدهرية (الدهرية هم الذين يرون أن الدهر هو الذي حتف بهم الى هذا الوجود). وظل المعرّي شاكا في مصداقية هؤلاء، وعدم اصلاحهم، كونهم بنوا نهجا خاصا بهم لا يمكن أن يحيدوا عن ذلك النهج، بعكس المفكرين والفلاسفة، بل وحتى العلماء كعلماء الفلك والفيزياء على سبيل المثال، اذ قد تتبدل افكارهم وقناعاتهم، بين الحين والحين، بل وتتطور على مدار تقدم العلم، وكثرة الغور في التجارب والبحوث التي تتوصل اليها الدراسات العلمية الرصي ......
#مبدأ
#الشك
#المعرّي
#ونيتشة1
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719644
الحوار المتمدن
داود السلمان - مبدأ الشك بين المعرّي ونيتشة1 /2