الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فطنة بن ضالي : الوطن الرمز في قصيدة -حينما يصير الوطن منفى - للقس جوزيف إليا
#الحوار_المتمدن
#فطنة_بن_ضالي ينبض النص برسالة النبل والوفاء وحب الوطن ، وهو سفر في جرح الوطن العميق ، يؤطره العنوان الذي يمثل نواة النص وهو مكون من "حينما" اسم شرط مبني غير جازم مركب من حين ، وما ، والحين : مطلق الزمن ، قصيرا كان أو طويلا، وإذا اتصلت به "ما" فإنه يعني "عندما": ، وجملة "يصبح الوطن منفى" جملة فعلية فعلها مضارع دال على الحركة والتحول ، تحول الوطن إلى منفى ، وتحيلنا الجملة إلى معنيين ؛ الأول أن الشاعر غادر موطنه إلى خارجه أي إلى منفى ، والمنفى كل مكان غير الوطن الذي يدل على الألفة والاستقرار، و الثاني أن الشاعر يعيش منفى معنويا، وهي غربة وجدانية في وطن متغير أصبح غريب الأحوال عن مواطنيه وساكنيه. وفي الاثنين معا، معاناة يصفها الشاعر في هذا النص ، إذ يخبر في مطلع القصيدة بحالته النفسية المزرية والغربة العميقة ، التي عبر عنها بتحول دفء نهاره إلى ( حضن جليد أغفى)، ثم يتمم المعنى بذكر السبب في البيت الأخير بقوله :( مذ أصبح وطني منفى) إشارة إلى ما يعرفه الوطن من معاناة ، وما يقاسيه من محن و ظروف قاسية للعيش من جراء الحروب والتطاحن المستفاد من قوله: (يهدم أعدائي أسواري ) للدلالة على تعاسته تقييد حريته بقوله :( وحديد في عنقي لفا)، والمنفى هنا منفى واقعيا ومنفى رمزيا ، إذ يُضمن الشاعر قصيدته رؤيته الرافضة لواقع الحال والتي يمكنها أن تصدق على كل من يعيش نفس الوضع والحال ويصور معاناته الفردية وتجرع مرارتها بمشاهد وبصور انزياحية استعارية كثفت المعاني مثل قوله :(نسور همومي تلحق بي )(تنتف ريش هنائي)، فقد جعل للهموم نسورا مفترسة تطارده ، وجسد الهناء كما جسد الهموم ، و شبهه بالطير له ريش تنتفه نسور الهموم ويزيد الصورة تأزما أكثر في قوله :(جيش الإحباط يقتلني ) لقد اًسند المتعدد للإحباط وجعله قوة وتعسفا ، ويزيد الحدث تصاعدا ( نبع مياهي جفا ) صور مكثفة تدل دلالة واضحة على معاناة الشاعر النفسية، من تعاسة وإحباط وجفاف مستغلا رمزية الماء للخصب والعطاء وللحياة، وحيث ينعدم الماء فإن الحياة تستحيل بدونه. هكذا يؤثث الشاعر عالمه الخاص الذي يتلاءم وتجربته ورؤيته الشعرية، مازجا بين الحسي والمعنوي في صوره ، معبرا عن صوره الذهنية المؤثرة، مستعملا أساليب إنشائية ، منها : النفي : (ما عاد نهاري، لا ماء به، لا تمسك صيدا، لا غيم يرفعني) ، وكذلك الاستفهام : (أيوفق من فقد الكفا؟)، ، وذلك لتعميق الصورة القاتمة وتوالي الإحباط ، والإخفاق ، حيث بقي الإنسان بلا حيلة أمام هذا الواقع ، غير أن المهيمن على القصيدة هو الأسلوب الخبري إذا ما قورن بالأساليب الإنشائية فيها ، كما اعتمد الشاعر فيها الأفعال المضارعة الدالة على الحركة والتحول، ورغم أن لغة الشاعر لغة سهلة واضحة فصيحة إلا أنها بعيدة عن لغة التواصل، ألفاظها منتقاة بعناية، بل نُسجت القصيدة على الصور الإستعارية المركبة والجميلة المؤثرة في المتلقي، واعتنى الشاعر بالمعاني والأفكار عناية فائقة حتى تكاد القصيدة تخلو من المحسنات البديعية إلا ما جاء عفوا مثل الطباق في قوله :أحد/ ألفا، تحتي / فوقي ، أما إيقاع القصيدة الداخلي فخافت ، رغم وجود بعض التوكيدات اللفظية مثل (تنتف، نتفا ، وتقصف قصفا) ، ويبقى للإيقاع الخارجي أهميته ودوره وهو هنا بحر الكامل وروي الفاء. تغشى القصيدة مسحة حزينة متمثلة في توالي الصور المعبرة عن تأزم الوضع وقلة الحيلة ، وتعبير الشاعر عن الوحدة والإخفاق، في قوله :( وعن الإنشاد فمي كفا)،وكذا في قوله :(ما أتعسني في أعراسي) ، رغم النفس الديني في قوله : (وملائكتي رحلت عني ) حيث الإيمان بأن الملائكة مخلوقات ن ......
#الوطن
#الرمز
#قصيدة
#-حينما
#يصير
#الوطن
#منفى
#للقس
#جوزيف

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709047