كاظم ناصر : فشل جامعاتنا في بناء الانسان وتطوير الثقافة العربية
#الحوار_المتمدن
#كاظم_ناصر الجامعات هي المراكز التي يفترض أن تساهم مساهمة فعالة في بناء الوطن، وتثريه علما وأدبا وفنّا، وتقرّر مستقبله ومكانته بين الأمم. ففي الجامعات يمضي الشباب والشابات أجمل سنوات عمرهم، وأكثرها تغييرا بنيويّا معرفيّا وخبرة حضارية، ثم ينضمون لمجتمعاتهم كأساتذة مدارس وجامعات وأطباء ومهندسين وصيادلة ورجال أعمال وقانون وسياسة إلخ. ليقوموا بواجب المشاركة في قيادة الوطن وبنائه وحمايته. الشواهد على هذا كثيرة في عالمنا المعاصر. فالجامعات في الدول الأكثر تقدما هي التي أنارت طريق الإنسان وبنته وحررته من الجهل، وجعلت تقدم تلك الدول وازدهارها ممكن التحقيق نتيجة لجهود أساتذتها والطلاب الذين درسوا وتثقفوا فيها، وإداراتها المختارة على أساس الكفاءة، وليس على أساس المحسوبيّة والواسطة والولاء للحاكم، ولأن الأفكار الابداعيّة الخلاقة تنبثق وتشجع وتتبنى هناك، والأبحاث في جميع المجالات والتخصصات تجرى هناك، والحقائق والنظريات العلمية التي تغيرّ العالم تكتشف هناك، والمحاضرات الثقافية المميّزة التي يلقيها كبار العلماء والمثقفين تلقى هناك، والحرية الأكاديمية والفكرية تقدّس وتحمى وتمارس هناك، والعقول الشابة المتفتحة تنموا وتنضج هناك، والجزء الأهم من الفكر التجديدي الإبداعي العلمي والسياسي والديني والأدبي والفلسفي والفني ينتقل إلى تلك المجتمعات والعالم من هناك. ولهذا فإن الدولة التي تريد أن تقوى وتزدهر، وتبني الانسان الحديث الواعي المنتج، وتقيم مجتمعا حرا متطورا له مكانته بين الأمم، لا بد لها أن تبدأ من هناك.بعد حياة تدريسيّة في جامعة عربية وثلاث جامعات أمريكية تجاوزت الأربعين عاما، إنني أذكر بمرارة وألم ما قاله عن جامعاتنا العربية رئيس وزراء ليبيا الراحل عبد الحميد البكوش رحمه الله قبل ما يزيد عن ربع قرن " الجامعات العربية مراكز محو أميّة." نعم إنها مراكز تساهم في كبت الحريات وفي نشر الأميّة الثقافية، ودعم الدكتاتوريات السياسية والفكر الظلامي المتقوقع الماضوي الذي ألحق ضررا بالغا بمجتمعاتنا واقتصادنا وعلومنا وثقافتنا وإنساننا.هناك أسباب متعددة لفشل جامعاتنا أولها هو سيطرة الدولة عليها، وتدخلها بشكل مباشر وبالتنسيق مع أجهزة المخابرات في تعيين رؤسائها وأساتذتها الذين غالبا ما يتم اختيارهم على أساس التبعية السياسية، أو القبلية، أو الطائفية، أو الحزبية، أو المحسوبية، وليس على أساس الكفاءة العلمية والنزاهة. ثانيا: الحرية الأكاديمية كما تطبق في دول العالم المتطور، ما زالت غير معروفة في جامعاتنا وممنوعة قانونيا. فكل من يفهم في التعليم يدرك جيدا أن الحرية الأكاديمية هي أساس نجاح التعليم الجامعي في مهامه الحيوية الإبداعية المتعددة، ولا يمكن له أن يقوم بدوره ويؤتي أكله في غيابها. لماذا؟ لأنها تعني أن لعضو هيئة التدريس الحق والحماية القانونية أن يفكر كما يشاء، ويعتنق الفكر الذي يشاء، ويعبر عن رأيه بحرية وبدون خوف، ويكتب ويبحث بحرية تامة، وينشر أعماله بدون تدخل من أحد، وينضم إلى الحزب الذي يختاره، وينتقد الدولة وحاكمها ومخابراتها وسياساتها ولا يخاف من الاعتقال والسجن والطرد من العمل والاقصاء والتشهير، كما يحدث في جامعاتنا عندما لا يلتزم بما تريده الدولة وعملائها ومخابراتها. والحرية الأكاديمية أيضا تحمي الطالب من الدولة وتمنحه الحق في أن يفكر ويبحث ويسأل ويعبر عن رأيه في السياسة والاقتصاد والفلسفة والدين والشأن الاجتماعي بحرية وبدون خوف من مدرسيه أو من الدولة. ثالثا: النظام التعليمي في جامعاتنا نظام طارد للعلماء لافتقاره الشديد لمراكز البحث العلمي. فالدول العربية لا تصرف ش ......
#جامعاتنا
#بناء
#الانسان
#وتطوير
#الثقافة
#العربية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741448
#الحوار_المتمدن
#كاظم_ناصر الجامعات هي المراكز التي يفترض أن تساهم مساهمة فعالة في بناء الوطن، وتثريه علما وأدبا وفنّا، وتقرّر مستقبله ومكانته بين الأمم. ففي الجامعات يمضي الشباب والشابات أجمل سنوات عمرهم، وأكثرها تغييرا بنيويّا معرفيّا وخبرة حضارية، ثم ينضمون لمجتمعاتهم كأساتذة مدارس وجامعات وأطباء ومهندسين وصيادلة ورجال أعمال وقانون وسياسة إلخ. ليقوموا بواجب المشاركة في قيادة الوطن وبنائه وحمايته. الشواهد على هذا كثيرة في عالمنا المعاصر. فالجامعات في الدول الأكثر تقدما هي التي أنارت طريق الإنسان وبنته وحررته من الجهل، وجعلت تقدم تلك الدول وازدهارها ممكن التحقيق نتيجة لجهود أساتذتها والطلاب الذين درسوا وتثقفوا فيها، وإداراتها المختارة على أساس الكفاءة، وليس على أساس المحسوبيّة والواسطة والولاء للحاكم، ولأن الأفكار الابداعيّة الخلاقة تنبثق وتشجع وتتبنى هناك، والأبحاث في جميع المجالات والتخصصات تجرى هناك، والحقائق والنظريات العلمية التي تغيرّ العالم تكتشف هناك، والمحاضرات الثقافية المميّزة التي يلقيها كبار العلماء والمثقفين تلقى هناك، والحرية الأكاديمية والفكرية تقدّس وتحمى وتمارس هناك، والعقول الشابة المتفتحة تنموا وتنضج هناك، والجزء الأهم من الفكر التجديدي الإبداعي العلمي والسياسي والديني والأدبي والفلسفي والفني ينتقل إلى تلك المجتمعات والعالم من هناك. ولهذا فإن الدولة التي تريد أن تقوى وتزدهر، وتبني الانسان الحديث الواعي المنتج، وتقيم مجتمعا حرا متطورا له مكانته بين الأمم، لا بد لها أن تبدأ من هناك.بعد حياة تدريسيّة في جامعة عربية وثلاث جامعات أمريكية تجاوزت الأربعين عاما، إنني أذكر بمرارة وألم ما قاله عن جامعاتنا العربية رئيس وزراء ليبيا الراحل عبد الحميد البكوش رحمه الله قبل ما يزيد عن ربع قرن " الجامعات العربية مراكز محو أميّة." نعم إنها مراكز تساهم في كبت الحريات وفي نشر الأميّة الثقافية، ودعم الدكتاتوريات السياسية والفكر الظلامي المتقوقع الماضوي الذي ألحق ضررا بالغا بمجتمعاتنا واقتصادنا وعلومنا وثقافتنا وإنساننا.هناك أسباب متعددة لفشل جامعاتنا أولها هو سيطرة الدولة عليها، وتدخلها بشكل مباشر وبالتنسيق مع أجهزة المخابرات في تعيين رؤسائها وأساتذتها الذين غالبا ما يتم اختيارهم على أساس التبعية السياسية، أو القبلية، أو الطائفية، أو الحزبية، أو المحسوبية، وليس على أساس الكفاءة العلمية والنزاهة. ثانيا: الحرية الأكاديمية كما تطبق في دول العالم المتطور، ما زالت غير معروفة في جامعاتنا وممنوعة قانونيا. فكل من يفهم في التعليم يدرك جيدا أن الحرية الأكاديمية هي أساس نجاح التعليم الجامعي في مهامه الحيوية الإبداعية المتعددة، ولا يمكن له أن يقوم بدوره ويؤتي أكله في غيابها. لماذا؟ لأنها تعني أن لعضو هيئة التدريس الحق والحماية القانونية أن يفكر كما يشاء، ويعتنق الفكر الذي يشاء، ويعبر عن رأيه بحرية وبدون خوف، ويكتب ويبحث بحرية تامة، وينشر أعماله بدون تدخل من أحد، وينضم إلى الحزب الذي يختاره، وينتقد الدولة وحاكمها ومخابراتها وسياساتها ولا يخاف من الاعتقال والسجن والطرد من العمل والاقصاء والتشهير، كما يحدث في جامعاتنا عندما لا يلتزم بما تريده الدولة وعملائها ومخابراتها. والحرية الأكاديمية أيضا تحمي الطالب من الدولة وتمنحه الحق في أن يفكر ويبحث ويسأل ويعبر عن رأيه في السياسة والاقتصاد والفلسفة والدين والشأن الاجتماعي بحرية وبدون خوف من مدرسيه أو من الدولة. ثالثا: النظام التعليمي في جامعاتنا نظام طارد للعلماء لافتقاره الشديد لمراكز البحث العلمي. فالدول العربية لا تصرف ش ......
#جامعاتنا
#بناء
#الانسان
#وتطوير
#الثقافة
#العربية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741448
الحوار المتمدن
كاظم ناصر - فشل جامعاتنا في بناء الانسان وتطوير الثقافة العربية