محمود يعقوب : من طعن - ابن المقفّع - ، كليلة أم دمنة ؟ قصة قصيرة محمود يعقوب
#الحوار_المتمدن
#محمود_يعقوب الأمر ليس بمثل هذه البساطة ! على الرغم من أن " ابن المقفّع " نجح في ابتكار حيوانات وطيور في غاية الأناقة والجمال ، من خلال طرفته القيّمة ، ( كليلة ودمنة ) ، التي متّعت الأذواق ، والعقول ، والمشاعر ، والأحاسيس ، على مدى الدهور والأعوام . وأطلق تلك المخلوقات الباهرة ، في بادئ أمرها ، في بريّة حاضرة البصرة الفسيحة ، لتعيش حكاياتها الطريفة المحبّبة لكل نفس ؛ وتسكن جوار بعضها بشيء من الألفة .. شيء مهما كان يسيراً من هذه الألفة ، بعيداً عن الأنظار . عاشت ردحاً من الزمن على سجيتها ؛ إلّا أنها سرعان ما سقطت فريسة لأمراض الغل ، والحقد ، والكراهية ، والعداوة . ولم تلبث أن انطفأت الأنوار في صدورها ، وكفّت قلوبها عن الحب . كثيراً ما نشبت الفتن والاضطرابات واحتدمت الحروب بينها ، بحكم الجشع ، والطمع ، والغيرة ، وطغيان الأنانية . ما انفكّ الكثير من تلك الحيوانات تتساقط قتيلة أو جريحة ، ويتعرّض البعض منها إلى عاهات بليغة تظلّ تقاسيها طوال حياتها ، جراء ما ابتليت به من تلك الأمراض . كانت عرضة لحوادث كارثية خطيرة رغم أنف الكاتب ، حتى أنه وجد نفسه ، بعد لأي ، ينكص ، بخجل ، عمّا بدر منه ، وعمّا صنعت يداه ، وبات يعرض عن ذكر تلك الشخصيات التي افتقرت إلى الحكمة وعفوية الخاطر، وانغمرت في الفتن والحروب ، وسُفكت دماءها أينما حلّت فوق الأرض . من بين جميع الحيوانات كان هناك ابنا آوى ، يُقال لأحدهما " كليلة " وللآخر " دمنة " . وكانا ذوي دهاء وأدب . وهما خير شاهدين على تلك الخصومات ، والفتن ، والحروب ؛ فقد عُرِفَ كلاهما بتجواله المتواصل وتنقّله الدائم ، فتهيأ لهما الإلمام بتفاصيل كل حادثة ، والدراية بكل شاردة وواردة . ترافق كليلة مع دمنة في التجوال بحثاً عن الطرائد ، وطلباً لأماكن الانتجاع ؛ فكانا يتنقّلان من ضيعة إلى ضيعة ، ومن مزرعة إلى مزرعة ، ومن أرض إلى أرض . حتى وجدا نفسيهما ، ذات يوم ، عند ضفاف الأهوار والمستنقعات ، التي تمتدّ إلى الشمال من البصرة مباشرة . وكانت تلك المستنقعات تغطّي مساحات على مدّ البصر ، وتغصّ بأسراب غفيرة من أصناف كثيرة من الطيور ، التي تعشّش في نباتاتها الكثيفة . وفي الأدغال الملتفّة من حول ضفافها ، وعاشت هنالك أيضاً جماعات لا تُعدّ ولا تُحصى من الحيوانات . كان هذا المكان مرتعاً خصباً ، ومعيناً لا ينضب . وهو بعد جنة من الجنان بجماله ولطافة أجوائه . وتوطّن ّعزم كليلة ودمنة على الإقامة فيه وعدم مفارقته . اتخذ كليلة ودمنة مسكناً لهما بعيداً عن شواطئ الماء ، حيث تتزاحم وتصطخب الحيوانات الأخرى ، وحيث يتردّد الصيّادون الخطرون من بني الإنسان عادة . شقّا لهما بيتاً يأويان إليه في أعماق تربة رخوة ، في أجمة تغصّ بالدغل والأشجار الظليلة ، الكثيفة الأغصان . في تلك البقعة حيث تزدحم بأسراب كبيرة من الطيور كان من السهولة بمكان أن يتواريا عن جميع الأنظار. تمتّع كلاهما بصيد وفير في كل الأيام . وفي النهار كانا يجوبان الشواطئ ، ويتنزّهان على امتدادها ، ويلتقيان بالكثير من الحيوانات ، ويستمتعان بقصصها ، وأخبارها . ذات مساء من مساءات الشتاء ، أوى كلاهما إلى الوكر ، بعد أن اصطادا ألذّ وأشهى الطيور وشبعا من لحومها . ناما مبكّرين ، وفي نومهما كانا متيقظين ومنتبهين . كانت السماء مدلهمة الغيوم ، والتف في أركانها ظلام حالك . لم يكد الهزيع الأول من الليل يمضي ، حتى تناهى لسمعيهما أصوات نعيب راحت تمزّق صمت البطاح ، وحدث اضطراب في الأشجار القريبة منهما ، وأصوات ارتطام بالأرض توحي بتساقط أجسام ، تظل تتقافز على ......
#المقفّع
#كليلة
#دمنة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746993
#الحوار_المتمدن
#محمود_يعقوب الأمر ليس بمثل هذه البساطة ! على الرغم من أن " ابن المقفّع " نجح في ابتكار حيوانات وطيور في غاية الأناقة والجمال ، من خلال طرفته القيّمة ، ( كليلة ودمنة ) ، التي متّعت الأذواق ، والعقول ، والمشاعر ، والأحاسيس ، على مدى الدهور والأعوام . وأطلق تلك المخلوقات الباهرة ، في بادئ أمرها ، في بريّة حاضرة البصرة الفسيحة ، لتعيش حكاياتها الطريفة المحبّبة لكل نفس ؛ وتسكن جوار بعضها بشيء من الألفة .. شيء مهما كان يسيراً من هذه الألفة ، بعيداً عن الأنظار . عاشت ردحاً من الزمن على سجيتها ؛ إلّا أنها سرعان ما سقطت فريسة لأمراض الغل ، والحقد ، والكراهية ، والعداوة . ولم تلبث أن انطفأت الأنوار في صدورها ، وكفّت قلوبها عن الحب . كثيراً ما نشبت الفتن والاضطرابات واحتدمت الحروب بينها ، بحكم الجشع ، والطمع ، والغيرة ، وطغيان الأنانية . ما انفكّ الكثير من تلك الحيوانات تتساقط قتيلة أو جريحة ، ويتعرّض البعض منها إلى عاهات بليغة تظلّ تقاسيها طوال حياتها ، جراء ما ابتليت به من تلك الأمراض . كانت عرضة لحوادث كارثية خطيرة رغم أنف الكاتب ، حتى أنه وجد نفسه ، بعد لأي ، ينكص ، بخجل ، عمّا بدر منه ، وعمّا صنعت يداه ، وبات يعرض عن ذكر تلك الشخصيات التي افتقرت إلى الحكمة وعفوية الخاطر، وانغمرت في الفتن والحروب ، وسُفكت دماءها أينما حلّت فوق الأرض . من بين جميع الحيوانات كان هناك ابنا آوى ، يُقال لأحدهما " كليلة " وللآخر " دمنة " . وكانا ذوي دهاء وأدب . وهما خير شاهدين على تلك الخصومات ، والفتن ، والحروب ؛ فقد عُرِفَ كلاهما بتجواله المتواصل وتنقّله الدائم ، فتهيأ لهما الإلمام بتفاصيل كل حادثة ، والدراية بكل شاردة وواردة . ترافق كليلة مع دمنة في التجوال بحثاً عن الطرائد ، وطلباً لأماكن الانتجاع ؛ فكانا يتنقّلان من ضيعة إلى ضيعة ، ومن مزرعة إلى مزرعة ، ومن أرض إلى أرض . حتى وجدا نفسيهما ، ذات يوم ، عند ضفاف الأهوار والمستنقعات ، التي تمتدّ إلى الشمال من البصرة مباشرة . وكانت تلك المستنقعات تغطّي مساحات على مدّ البصر ، وتغصّ بأسراب غفيرة من أصناف كثيرة من الطيور ، التي تعشّش في نباتاتها الكثيفة . وفي الأدغال الملتفّة من حول ضفافها ، وعاشت هنالك أيضاً جماعات لا تُعدّ ولا تُحصى من الحيوانات . كان هذا المكان مرتعاً خصباً ، ومعيناً لا ينضب . وهو بعد جنة من الجنان بجماله ولطافة أجوائه . وتوطّن ّعزم كليلة ودمنة على الإقامة فيه وعدم مفارقته . اتخذ كليلة ودمنة مسكناً لهما بعيداً عن شواطئ الماء ، حيث تتزاحم وتصطخب الحيوانات الأخرى ، وحيث يتردّد الصيّادون الخطرون من بني الإنسان عادة . شقّا لهما بيتاً يأويان إليه في أعماق تربة رخوة ، في أجمة تغصّ بالدغل والأشجار الظليلة ، الكثيفة الأغصان . في تلك البقعة حيث تزدحم بأسراب كبيرة من الطيور كان من السهولة بمكان أن يتواريا عن جميع الأنظار. تمتّع كلاهما بصيد وفير في كل الأيام . وفي النهار كانا يجوبان الشواطئ ، ويتنزّهان على امتدادها ، ويلتقيان بالكثير من الحيوانات ، ويستمتعان بقصصها ، وأخبارها . ذات مساء من مساءات الشتاء ، أوى كلاهما إلى الوكر ، بعد أن اصطادا ألذّ وأشهى الطيور وشبعا من لحومها . ناما مبكّرين ، وفي نومهما كانا متيقظين ومنتبهين . كانت السماء مدلهمة الغيوم ، والتف في أركانها ظلام حالك . لم يكد الهزيع الأول من الليل يمضي ، حتى تناهى لسمعيهما أصوات نعيب راحت تمزّق صمت البطاح ، وحدث اضطراب في الأشجار القريبة منهما ، وأصوات ارتطام بالأرض توحي بتساقط أجسام ، تظل تتقافز على ......
#المقفّع
#كليلة
#دمنة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746993
الحوار المتمدن
محمود يعقوب - من طعن - ابن المقفّع - ، كليلة أم دمنة ؟ قصة قصيرة محمود يعقوب