فاروق الصيّاحي : وحده الأزهـــر يسمعني
#الحوار_المتمدن
#فاروق_الصيّاحي أصيح بأعلى شريانيفلا أحد يسمعني سوى الأزهرأخطّ ما شئت من كلام فلا أحد يقرأ حروفيسوى ذاك الرّجل الأحمر..* * *الآن صرتُ أغنّي " غدا أشجارنا تزهرْما بين الكهف والواديوينضج ثمرها الأحمرْوتمتدّ سواعد سمرلتقطف ما شاءت من ثمر كرمنا الأخضر.. " ***أغنّي.. ثمّ أغنّيلا أحد معي.. يسمع وجعيلكنّي،أسمع صوتا يأتي من بعيد !أ تراهُ صدى صوتي ؟أم تراها النّجمة العاشقةقد ترفّقت بي حين آلمها شجني ؟* * *في ليلتي هذه،وفي ذكراك الأليمة،وقد تناساك القليل،لا أحد يؤنسنيويسهرْ.. معيلا أحد يخفّف وجعيلا أحد يجفّف دمعيلا أحد.. سوى أضلعي وذكرى رجل أحمرفمتى يا وطني الموجوع تُزهرْ ؟لينبت عشب على قبرهلتغمره بهجة عصفور ينتشي بقدوم الرّبيعليتحسّس لسعة نحلةتتغذّى من نوّار وأزهارأينعت وسط حقل صدرهليرى رهف تلاحق ظلّ فراشةليسمع صوت عمر وهو يكبرْلينتشي بهديل حمامة ويسكرْمتى يا أرضنا المرويّة بدم ثوّار منسيّين..تكتملين ؟متى تجفّفين جرحا غائرا في عمق التّاريخ كلّما مرّ يوم غدَا يكْبرُ أكثرَ وأكثرْ ؟* * *أصيح بأعلى شريانيفلا أحد يسمعني سواهحين ردّ ساخرا ومنتشيا" لك الله... "لقد طلّقك جميع الأحبّة،طلّقتك النّوارس.. وكلّ العصافير هجرتك وهاجرتفلا سنابل في حقلك لا أسماك في نهرك لا لآلئ على شاطئ بحرككلّهم طلّقوك.. لأنّك تزوّجت الآهوها أنا وحدي أسمعك أسهر وأسكر معك،فحدّثني عمّا حدث من بعدي..حدّثني عن أمّي،عن الكادحات في حقل الإقطاعيّ،عن ثمن الخبز،عن عدد الرّؤساء،عن أسماء الأحزاب،عن الحرب الثّوريّة في الهند،عن ضحايا الوباء وضحايا الإرهاب الأسود..حدّثني عن وطني الممزّق بين أيديهمحدثّني هل رتقوا جسمه ؟هل لوّنوا اسمه ؟أخبرني عنه حتّى أراه !***يجتاحني الخجلُ..وأنا أبحث في مفاصل اللّغة..عن ثغرات أتدبّرُ بها ردّيقد تنقذني من أدوات استفهامك..لكن.. لا شيء منها يُجديفلم أجد للمرّة الألف غير الصّراخ،بأعلى شرياني.. !أخـــــي الأزهــــــــــر،جرحنا النّازف مازال ينزف،الوطن المحتلّ مازال محتلاّطائرات الاحتلال مازالت تقصفقرانا وأحياءنا السّكنيّةوتعود سالمة إلى القواعدِحكّام الوطن الكبير زاد كرمهمفمنحوا العدوّ المحتل أراض جديدةوعقدوا معه اتفاقيات تعاون في العسكر والاقتصاد في بلدي، لم يتغيّر لا الاسم ولا الجسم،البوليس في شارع الثّورة يقمعفي المخفر وفي السّجن يعذّب ويعتدي***أمّا أنا.. أيّها الأزهريا جرحي النّازف..ويا فرحي الأبديأنا، ها هنا.. مازلتُ عالقا،وسط عربات النّقل البلديأطبّق حكمة قديمة:"الشِدّه" في أعمدة الحافلة الصّفراءهناك، في تلك الحافلة تركْتُ بالأمس وسط الزّحام بعضًا من يديوأخشى أن أفقد في المرّة القادمة..ما تبقّى منها أو من جسدي !فلا تتركني وحيدًا أواجه.. كلّ هذه الرّداءة وهذه البذاءةإنّي أراك تُزهر رغم الجراح التيما بارحت لحظة صدريوأسمعك سعيدًا تؤدّي نشيدًا للغدِ ......
#وحده
#الأزهـــر
#يسمعني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753656
#الحوار_المتمدن
#فاروق_الصيّاحي أصيح بأعلى شريانيفلا أحد يسمعني سوى الأزهرأخطّ ما شئت من كلام فلا أحد يقرأ حروفيسوى ذاك الرّجل الأحمر..* * *الآن صرتُ أغنّي " غدا أشجارنا تزهرْما بين الكهف والواديوينضج ثمرها الأحمرْوتمتدّ سواعد سمرلتقطف ما شاءت من ثمر كرمنا الأخضر.. " ***أغنّي.. ثمّ أغنّيلا أحد معي.. يسمع وجعيلكنّي،أسمع صوتا يأتي من بعيد !أ تراهُ صدى صوتي ؟أم تراها النّجمة العاشقةقد ترفّقت بي حين آلمها شجني ؟* * *في ليلتي هذه،وفي ذكراك الأليمة،وقد تناساك القليل،لا أحد يؤنسنيويسهرْ.. معيلا أحد يخفّف وجعيلا أحد يجفّف دمعيلا أحد.. سوى أضلعي وذكرى رجل أحمرفمتى يا وطني الموجوع تُزهرْ ؟لينبت عشب على قبرهلتغمره بهجة عصفور ينتشي بقدوم الرّبيعليتحسّس لسعة نحلةتتغذّى من نوّار وأزهارأينعت وسط حقل صدرهليرى رهف تلاحق ظلّ فراشةليسمع صوت عمر وهو يكبرْلينتشي بهديل حمامة ويسكرْمتى يا أرضنا المرويّة بدم ثوّار منسيّين..تكتملين ؟متى تجفّفين جرحا غائرا في عمق التّاريخ كلّما مرّ يوم غدَا يكْبرُ أكثرَ وأكثرْ ؟* * *أصيح بأعلى شريانيفلا أحد يسمعني سواهحين ردّ ساخرا ومنتشيا" لك الله... "لقد طلّقك جميع الأحبّة،طلّقتك النّوارس.. وكلّ العصافير هجرتك وهاجرتفلا سنابل في حقلك لا أسماك في نهرك لا لآلئ على شاطئ بحرككلّهم طلّقوك.. لأنّك تزوّجت الآهوها أنا وحدي أسمعك أسهر وأسكر معك،فحدّثني عمّا حدث من بعدي..حدّثني عن أمّي،عن الكادحات في حقل الإقطاعيّ،عن ثمن الخبز،عن عدد الرّؤساء،عن أسماء الأحزاب،عن الحرب الثّوريّة في الهند،عن ضحايا الوباء وضحايا الإرهاب الأسود..حدّثني عن وطني الممزّق بين أيديهمحدثّني هل رتقوا جسمه ؟هل لوّنوا اسمه ؟أخبرني عنه حتّى أراه !***يجتاحني الخجلُ..وأنا أبحث في مفاصل اللّغة..عن ثغرات أتدبّرُ بها ردّيقد تنقذني من أدوات استفهامك..لكن.. لا شيء منها يُجديفلم أجد للمرّة الألف غير الصّراخ،بأعلى شرياني.. !أخـــــي الأزهــــــــــر،جرحنا النّازف مازال ينزف،الوطن المحتلّ مازال محتلاّطائرات الاحتلال مازالت تقصفقرانا وأحياءنا السّكنيّةوتعود سالمة إلى القواعدِحكّام الوطن الكبير زاد كرمهمفمنحوا العدوّ المحتل أراض جديدةوعقدوا معه اتفاقيات تعاون في العسكر والاقتصاد في بلدي، لم يتغيّر لا الاسم ولا الجسم،البوليس في شارع الثّورة يقمعفي المخفر وفي السّجن يعذّب ويعتدي***أمّا أنا.. أيّها الأزهريا جرحي النّازف..ويا فرحي الأبديأنا، ها هنا.. مازلتُ عالقا،وسط عربات النّقل البلديأطبّق حكمة قديمة:"الشِدّه" في أعمدة الحافلة الصّفراءهناك، في تلك الحافلة تركْتُ بالأمس وسط الزّحام بعضًا من يديوأخشى أن أفقد في المرّة القادمة..ما تبقّى منها أو من جسدي !فلا تتركني وحيدًا أواجه.. كلّ هذه الرّداءة وهذه البذاءةإنّي أراك تُزهر رغم الجراح التيما بارحت لحظة صدريوأسمعك سعيدًا تؤدّي نشيدًا للغدِ ......
#وحده
#الأزهـــر
#يسمعني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753656
الحوار المتمدن
فاروق الصيّاحي - وحده الأزهـــر يسمعني