سعود سالم : أناكسيمين وبداية العقل العلمي
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم أركيولوجيا العدمالعودة المحزنة لبلاد اليونان١٢ أناكسيمين وبداية العقل العلميأناكسيمينيس Anaximène - Ἀναξιμένης هو تلميذ ومعاصر أناكسيماندر ٥٨٥٥٢٥ ق.م، وأراد أن يوفق بين عنصر الماء لطاليس والآبايرون اللامحدود لمعلمه، معتقدا بأن العنصر الأساسي لنشأة الكون والأشياء لا بد أن يكون متعينا بالكيف، وإلا فإنه لاشيء. وأعتبر أن العنصر الأول لابد أن يكون مادة هلامية سائلة غير مرئية، عنصر دائم الحركة سواء حركة دائرية أو لولبة، ووجد أن الهواء باعتباره لانهائيا ومحيطا بالكون وفي حركة دائمة ولا نهائية مثل الأبايرون وهو متعين ومحسوس مثل الماء، يمكن أن يكون هو التعبير الحسي عن هذه المادة الأولية، بالإضافة إلى أنه لاحظ أن إنقطاع الهواء عن الإنسان أو الحيوان يؤدي مباشرة إلى الموت والهلاك. وحاول تفسير وتوضيح فكرة معلمه عن نشوء الكون عن طريق الإنفصال وذلك بإضافة فكرة التكاثف والتخلخل. فعن طريق التخلخل يتحول الهواء إل النار ثم تتحول النار إلى بخار والبخار إلى ماء ويتحول الماء أخيرا إلى تراب. والأرض نشأت بدورها من هذا التخلخل والتكاثف، وهي على شكل قرص معلق في الهواء، واكتشف بأن القمر يستمد نوره من الشمس.لاشك أن أناكسيمين تأثر بكل من طاليس وأناكسيماندر، وحاول أن يخطو خطوة جديدة نحو تحرير العقل العلمي من القيود التي كانت تكبله حتى هذه المرحلة، ولكنه تعثر ولم يكن يملك القوة الخيالية لأناكسيماندر الذي تخيل فكرة العوالم المتعددة في الزمان والمكان، وأن الكون لا بداية له ولا نهاية، وتكون الإنسان أولا من الحيوانات البحرية ثم تطوره إلى الإنسان الأرضي، وخمن فكرة الجاذبية والتي سماها التوازن ليجعل الأرض ثابتة دون أن تسقط في الفراغ.وعاد أنيكسيمين لفكرة الوسادة التي تستند عليها الأرض، وبدلا من أن يكون الماء هو فراش الأرض، يقول بأنه الهواء هو الذي يسندها، وكذلك تراجع عن المادة اللامحددة وقال بعنصر محدد كيفيا محسوس ومتجانس كمصدر للكون، وهو الهواء نفس العالم، وتخلخل الهواء ينتج النار وما يتصل بها من الظواهر الجوية، وتكاثف الهواء ينتج الرياح والعواصف والسحب والمطر، وتكاثف الماء ينتج الطمي في دلتا الأنهار ثم التراب ثم الصخر.غير أن الخطوة المهمة التي خطاها أناكسيمين، هي وصوله إلى تفسير الظواهر تفسيرا ميكانيكيا مطلقا، أكثر راديكالية من معلمه، دون اللجوء إلى أية مبررات دينية ميثولوجية أو أخلاقية من أي نوع. فعند أنيكسيماندر، نشأة الأكوان وفنائها، تكونها وإندثارها إنما كان لعة أخلاقية أو شبه أخلاقية وهي فكرة "العدالة" وما تقتضيه من عقاب وجزاء، بينما أناكسيمين يفسر ذلك تفسيرا آليا مجردا من كل وازع أو غائية بفكرة التخلخل والتكاثف. ورغم المحاولات العقلية الجادة التي قام بها هؤلاء الفلاسفة - العلماء الأيونيين لتنظيم الكون في صورة منطقية يتقبلها العقل، فإن الإمكانيات المعرفية والأدوات المتاحة في ذلك الوقت لم تكن كافية للخروج تماما من الخيال، غير أنه مع ذلك بقي خيالا علميا وليس أسطوريا. أي أنهم "علمنوا" نظامهم الكوني الميثولوجي السابق الذي وضع أسسه هوميروس وهزيود. ففي بالثيوغونيا - Θεογονία - أي "أنساب أو مولد الآلهة - القصيدة التي كتبها هزيود حوالي العام 700 قبل الميلاد - وتحدثنا عنها سابقا - وتصف أصول وأنساب آلهة اليونان، تتحول عند الأيونيين نموذجا للتفكير في صيرورة الطبيعة. هذه الآلهة التقليدية تتحول إلى "عناصر" عامة غير مشخصة، حيث زيوس Zeus يصبح ......
#أناكسيمين
#وبداية
#العقل
#العلمي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763090
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم أركيولوجيا العدمالعودة المحزنة لبلاد اليونان١٢ أناكسيمين وبداية العقل العلميأناكسيمينيس Anaximène - Ἀναξιμένης هو تلميذ ومعاصر أناكسيماندر ٥٨٥٥٢٥ ق.م، وأراد أن يوفق بين عنصر الماء لطاليس والآبايرون اللامحدود لمعلمه، معتقدا بأن العنصر الأساسي لنشأة الكون والأشياء لا بد أن يكون متعينا بالكيف، وإلا فإنه لاشيء. وأعتبر أن العنصر الأول لابد أن يكون مادة هلامية سائلة غير مرئية، عنصر دائم الحركة سواء حركة دائرية أو لولبة، ووجد أن الهواء باعتباره لانهائيا ومحيطا بالكون وفي حركة دائمة ولا نهائية مثل الأبايرون وهو متعين ومحسوس مثل الماء، يمكن أن يكون هو التعبير الحسي عن هذه المادة الأولية، بالإضافة إلى أنه لاحظ أن إنقطاع الهواء عن الإنسان أو الحيوان يؤدي مباشرة إلى الموت والهلاك. وحاول تفسير وتوضيح فكرة معلمه عن نشوء الكون عن طريق الإنفصال وذلك بإضافة فكرة التكاثف والتخلخل. فعن طريق التخلخل يتحول الهواء إل النار ثم تتحول النار إلى بخار والبخار إلى ماء ويتحول الماء أخيرا إلى تراب. والأرض نشأت بدورها من هذا التخلخل والتكاثف، وهي على شكل قرص معلق في الهواء، واكتشف بأن القمر يستمد نوره من الشمس.لاشك أن أناكسيمين تأثر بكل من طاليس وأناكسيماندر، وحاول أن يخطو خطوة جديدة نحو تحرير العقل العلمي من القيود التي كانت تكبله حتى هذه المرحلة، ولكنه تعثر ولم يكن يملك القوة الخيالية لأناكسيماندر الذي تخيل فكرة العوالم المتعددة في الزمان والمكان، وأن الكون لا بداية له ولا نهاية، وتكون الإنسان أولا من الحيوانات البحرية ثم تطوره إلى الإنسان الأرضي، وخمن فكرة الجاذبية والتي سماها التوازن ليجعل الأرض ثابتة دون أن تسقط في الفراغ.وعاد أنيكسيمين لفكرة الوسادة التي تستند عليها الأرض، وبدلا من أن يكون الماء هو فراش الأرض، يقول بأنه الهواء هو الذي يسندها، وكذلك تراجع عن المادة اللامحددة وقال بعنصر محدد كيفيا محسوس ومتجانس كمصدر للكون، وهو الهواء نفس العالم، وتخلخل الهواء ينتج النار وما يتصل بها من الظواهر الجوية، وتكاثف الهواء ينتج الرياح والعواصف والسحب والمطر، وتكاثف الماء ينتج الطمي في دلتا الأنهار ثم التراب ثم الصخر.غير أن الخطوة المهمة التي خطاها أناكسيمين، هي وصوله إلى تفسير الظواهر تفسيرا ميكانيكيا مطلقا، أكثر راديكالية من معلمه، دون اللجوء إلى أية مبررات دينية ميثولوجية أو أخلاقية من أي نوع. فعند أنيكسيماندر، نشأة الأكوان وفنائها، تكونها وإندثارها إنما كان لعة أخلاقية أو شبه أخلاقية وهي فكرة "العدالة" وما تقتضيه من عقاب وجزاء، بينما أناكسيمين يفسر ذلك تفسيرا آليا مجردا من كل وازع أو غائية بفكرة التخلخل والتكاثف. ورغم المحاولات العقلية الجادة التي قام بها هؤلاء الفلاسفة - العلماء الأيونيين لتنظيم الكون في صورة منطقية يتقبلها العقل، فإن الإمكانيات المعرفية والأدوات المتاحة في ذلك الوقت لم تكن كافية للخروج تماما من الخيال، غير أنه مع ذلك بقي خيالا علميا وليس أسطوريا. أي أنهم "علمنوا" نظامهم الكوني الميثولوجي السابق الذي وضع أسسه هوميروس وهزيود. ففي بالثيوغونيا - Θεογονία - أي "أنساب أو مولد الآلهة - القصيدة التي كتبها هزيود حوالي العام 700 قبل الميلاد - وتحدثنا عنها سابقا - وتصف أصول وأنساب آلهة اليونان، تتحول عند الأيونيين نموذجا للتفكير في صيرورة الطبيعة. هذه الآلهة التقليدية تتحول إلى "عناصر" عامة غير مشخصة، حيث زيوس Zeus يصبح ......
#أناكسيمين
#وبداية
#العقل
#العلمي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763090
الحوار المتمدن
سعود سالم - أناكسيمين وبداية العقل العلمي