سعود سالم : عن الكابوس الليبي والندم
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم " لا نرغب في شيء ما لأنه جيد، ولكن هذا الشيء جيد لأننا نرغب فيه " هذا القانون البسيط والذي صاغه سبينوزا بهذه الصورة يبقى مع ذلك معادلة مبهمة وغير قابلة للفهم من قبل العديد من المواطنين الذين تعلموا في المدارس والمساجد والجامعات المختلفة وكونوا ثقافتهم العامة من خلال شاشات التلفزيون والجرائد المحلية أو العالمية أن الأشياء "جيدة" أو "سيئة" في ذاتها بغض النظر عن علاقة الإنسان بها. وحقيقة الأمر أن رغبة الإنسان وإرادته وقصديته هي التي تضفي صفة الجودة والرداءة والجمال والقبح على الأشياء، التي بطبيعتها مجرد أشياء منغلقة على ذاتها ومحايدة. وبالتالي إذا حاولنا توسيع هذه المقولة البسيطة لتشمل أيضا المواقف والأحداث التاريخية، فقد يساعدنا ذلك على فهم هذه الأحداث ورؤيتها من زاوية مغايرة وجديدة. وعلى سبيل المثال، الوضع السياسي الراهن في بلدان ما يسمى بالربيع العربي، والذي يمكن تسميته "الكابوس العربي - الإسلامي"، فإن هذه "الثورات" هي أحداث "جيدة" ولا يمكن الندم أو الأسف على حدوثها أو الحنين إلى أوضاع سابقة، بل أنها توصف بالعظيمة والتاريخية والبطولية … فرغم الكوارث الناجمة عن هذه الأحداث ورغم العنف والدماء والأشلاء والحرائق والمذابح والتشريد، ورغم الرعب والخوف والخسائر المادية والبشرية والحضارية للمجتمعات المعنية، فإن ثوراتها "جيدة" ورائعة وناجحة، لأنها تعبيرمضيء عن "رغبة" عارمة في الحرية، لأن شعوبها أرادت هذه الثورات ورغبت في التغيير لمدة عقود طويلة من الزمن. وهذه الإرادة وهذه الرغبة هي التي جعلت هذه الثورات ضرورية ولا مفر من القيام بها، وتعطيها في نفس الوقت صفة الشرعية والقداسة. ولهذا فنحن نتفهم اليوم كل هذه الأصوات التي ترفض النقد الذاتي وترفض تحليل هذه الأحداث وترفض النظر إلى الوراء خوفا من إكتشاف مجموعة من "الحقائق - الأكاذيب" المروعة، والتي كانت تخبئها بسذاجة تحت الحصيرة، وتواصل بعناد تسمية الإنقلابات المسلحة بالثورات الشعبية والأنظمة الدينية تنعت بالديموقراطية، لأن الشعب هو الذي كان يرغب في ذلك. ولكن هناك خلل منطقي بسيط في هذا التطبيق الميكانيكي لمقولة سبينوزا على الجتمعات التي نتحدث عنها هنا، لأن الشعب كما تعودنا أن نعرف هو "الجميع" ولا أحد في نفس الوقت. فحتى لو افترضنا ان الفيلسوف لا يتحدث فقط عن حالات فردية وخاصة وأنه يمكن تطبيق هذه البديهية على كتل جماعية، فإنه بطبيعة الحال من السهل القول والتأكيد بأنني "كفرد" أرغب في هذا الشيء أو ذاك، بطريقة لا تدع مجالا للشك. بينما يكاد الأمر يكون مستحيلا عندما يتعلق الأمر بعدة ملايين من الناس وفي ظروف شديدة البلبة والغموض والتعمية الإعلامية. والسؤال الذي يمكن طرحه ثانية اليوم، حيث أنه لم يسمعه أحد عندما طرحناه سنة ٢٠١١ نتيجة الطرش والعمى الجماعي في ذلك الوقت : هل الشعب الليبي -مثلا- كان يرغب في الثورة على الدكتاتورية العسكرية التي تسيطر على المواطنين منذ أربعين عاما؟ وهل الشعب السوري كان يرغب في الثورة على الجزار الذي يحكمه؟ وهل الشعب المصري كان يرغب في الثورة على العائلة المالكة المصرية؟ لن نجد إجابة أخرى سوى "نعم" والتأكيد أن هذه الشعوب كانت لا تريد فقط تغيير شيئ ما في هذه الأنظمة، وإنما التخلص منها إلى الأبد. إن رغبة هذه الشعوب في إسقاط هذه الأنظمة كانت "الحجة" الرئيسية للترويج للتدخل العسكري الأمبريالي في المنطقة وجلب "الديموقراطية" التي نتمتع بها اليوم في الحقائب الدبلوماسية - في الواقع هي صناديق وحاويات دبلوماسية - للطبقة الحاكمة منذ عشر سنوات ويزيد. غير أنه اليوم هناك العديد من المواطنين ......
#الكابوس
#الليبي
#والندم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744055
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم " لا نرغب في شيء ما لأنه جيد، ولكن هذا الشيء جيد لأننا نرغب فيه " هذا القانون البسيط والذي صاغه سبينوزا بهذه الصورة يبقى مع ذلك معادلة مبهمة وغير قابلة للفهم من قبل العديد من المواطنين الذين تعلموا في المدارس والمساجد والجامعات المختلفة وكونوا ثقافتهم العامة من خلال شاشات التلفزيون والجرائد المحلية أو العالمية أن الأشياء "جيدة" أو "سيئة" في ذاتها بغض النظر عن علاقة الإنسان بها. وحقيقة الأمر أن رغبة الإنسان وإرادته وقصديته هي التي تضفي صفة الجودة والرداءة والجمال والقبح على الأشياء، التي بطبيعتها مجرد أشياء منغلقة على ذاتها ومحايدة. وبالتالي إذا حاولنا توسيع هذه المقولة البسيطة لتشمل أيضا المواقف والأحداث التاريخية، فقد يساعدنا ذلك على فهم هذه الأحداث ورؤيتها من زاوية مغايرة وجديدة. وعلى سبيل المثال، الوضع السياسي الراهن في بلدان ما يسمى بالربيع العربي، والذي يمكن تسميته "الكابوس العربي - الإسلامي"، فإن هذه "الثورات" هي أحداث "جيدة" ولا يمكن الندم أو الأسف على حدوثها أو الحنين إلى أوضاع سابقة، بل أنها توصف بالعظيمة والتاريخية والبطولية … فرغم الكوارث الناجمة عن هذه الأحداث ورغم العنف والدماء والأشلاء والحرائق والمذابح والتشريد، ورغم الرعب والخوف والخسائر المادية والبشرية والحضارية للمجتمعات المعنية، فإن ثوراتها "جيدة" ورائعة وناجحة، لأنها تعبيرمضيء عن "رغبة" عارمة في الحرية، لأن شعوبها أرادت هذه الثورات ورغبت في التغيير لمدة عقود طويلة من الزمن. وهذه الإرادة وهذه الرغبة هي التي جعلت هذه الثورات ضرورية ولا مفر من القيام بها، وتعطيها في نفس الوقت صفة الشرعية والقداسة. ولهذا فنحن نتفهم اليوم كل هذه الأصوات التي ترفض النقد الذاتي وترفض تحليل هذه الأحداث وترفض النظر إلى الوراء خوفا من إكتشاف مجموعة من "الحقائق - الأكاذيب" المروعة، والتي كانت تخبئها بسذاجة تحت الحصيرة، وتواصل بعناد تسمية الإنقلابات المسلحة بالثورات الشعبية والأنظمة الدينية تنعت بالديموقراطية، لأن الشعب هو الذي كان يرغب في ذلك. ولكن هناك خلل منطقي بسيط في هذا التطبيق الميكانيكي لمقولة سبينوزا على الجتمعات التي نتحدث عنها هنا، لأن الشعب كما تعودنا أن نعرف هو "الجميع" ولا أحد في نفس الوقت. فحتى لو افترضنا ان الفيلسوف لا يتحدث فقط عن حالات فردية وخاصة وأنه يمكن تطبيق هذه البديهية على كتل جماعية، فإنه بطبيعة الحال من السهل القول والتأكيد بأنني "كفرد" أرغب في هذا الشيء أو ذاك، بطريقة لا تدع مجالا للشك. بينما يكاد الأمر يكون مستحيلا عندما يتعلق الأمر بعدة ملايين من الناس وفي ظروف شديدة البلبة والغموض والتعمية الإعلامية. والسؤال الذي يمكن طرحه ثانية اليوم، حيث أنه لم يسمعه أحد عندما طرحناه سنة ٢٠١١ نتيجة الطرش والعمى الجماعي في ذلك الوقت : هل الشعب الليبي -مثلا- كان يرغب في الثورة على الدكتاتورية العسكرية التي تسيطر على المواطنين منذ أربعين عاما؟ وهل الشعب السوري كان يرغب في الثورة على الجزار الذي يحكمه؟ وهل الشعب المصري كان يرغب في الثورة على العائلة المالكة المصرية؟ لن نجد إجابة أخرى سوى "نعم" والتأكيد أن هذه الشعوب كانت لا تريد فقط تغيير شيئ ما في هذه الأنظمة، وإنما التخلص منها إلى الأبد. إن رغبة هذه الشعوب في إسقاط هذه الأنظمة كانت "الحجة" الرئيسية للترويج للتدخل العسكري الأمبريالي في المنطقة وجلب "الديموقراطية" التي نتمتع بها اليوم في الحقائب الدبلوماسية - في الواقع هي صناديق وحاويات دبلوماسية - للطبقة الحاكمة منذ عشر سنوات ويزيد. غير أنه اليوم هناك العديد من المواطنين ......
#الكابوس
#الليبي
#والندم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744055
الحوار المتمدن
سعود سالم - عن الكابوس الليبي والندم