عصام شعبان حسن : سد النهضة.. أزمة مستديمة ونقاش موسمي
#الحوار_المتمدن
#عصام_شعبان_حسن مع حلول موسم ملء سد النهضة الإثيوبي، يتجدّد النقاش ليصبح موسميا، ومع سنوات تفاوض طويلة، منذ اتفاق إعلان المبادئ في العام 2015، تبقى الأزمة مستديمة، هذا غير ما سبق الاتفاق، من اتصالات وجلسات حوار. وليس إيمانا بنظرية المؤامرة، بقدر ما أننا أمام المحصلة النهائية، أن الأزمة تحاصر مصر، ويلتقي ذلك مع مساعي أطراف إقليمية ودولية حاليا، ومستقبلا يضيّق الحصار خيارات التنمية، ومنها تقليص إمكانيات الاستثمار الزراعي نتيجة انخفاض حصة مصر من مياه النيل (تعتمد في 97 من احتياجاتها على النيل). ومعها تصبح مشاريع التوسّع الزراعي بلا أفق، ولم نكن في حاجة لتصريحات أطلقها مدير السد، كيفلية نورو، نهاية مايو/ أيار الماضي، عن الآثار الجانبية للملء على مصر والسودان، أو تصريحات أوروبية وأميركية تحمل المضمون نفسه، ويتبقى الخطر في الضرر الجسيم، إذا ما تعرّضت مصر لنقصان المياه في موجة جفاف، كما يؤكّد خبراء مصريون وغير مصريين.يبدو أن الأزمة مستمرّة، وهناك عوامل لاستدامتها، منها عدم حدوث تغيير في موازين القوى، وفشل الوساطات المختلفة، وعدم توفر عوامل لنجاحها أصلا، بحيث تكون الخيارات أمام القاهرة محدودة، في ظل أزماتٍ متشابكة، وبالتالي، إثيوبيا ماضية في طريقها، حتى وإن تجدّد الجدل عن خيارات مصر في المواجهة، سلما أو حربا، بينما تمارس إثيوبيا ضغطها وتريد تحقيق أقصى استفادة من السد، وهناك من يستفيد من هذا المشهد ويوظفه.أرسلت الخارجية المصرية خطاب احتجاج إلى مجلس الأمن، متأخرا، بعد شروع إثيوبيا في الملء الثالث (11 يوليو/ تموز 2022)، وطالبت القاهرة مجلس الأمن بالتدخل من أجل الوصول إلى اتفاق ملزم، وشرحت ما هو معلوم بالضرورة، تمسّك مصر بمبادئ التفاوض التي أفشلتها إثيوبيا، وحقها في أن تتخذ ما يلزم لحماية مصالحها، وفقا لقواعد القانون الدولي، رسائل معادة ترسلها مصر، وقد سبق أن طلبت عقد جلسة في مجلس الأمن لنقاش الأزمة، بوصفها تؤثر في حالة السلم والاستقرار في المنطقة، وتمثل خطرا وجوديا وتهديدا لسيادة مصر والسودان، على حد تعبير وزير الخارجية سامح شكري، حينها، لكن الاجتماع الذي عقد في يوليو/ تموز من العام الماضي، أحال الأمر إلى الاتحاد الأفريقي الذي لم يصنع تأثيرا قبل مجلس الأمن أو بعده، رغم مراهنة بائسة عليه وسيطا ضمن مراهناتٍ ليست موضوعية، وحققت إثيوبيا ما أرادت، كرّرت رفض الوساطة غير الأفريقية، ولم يأخذ مشروع قرار تونس، المقدم لمجلس الأمن خلال فترة عضويتها (2020-2021)، ممثلة المنطقة، طريقه للنفاذ، رغم ما تضمّنه من مطالب عادلة، منها وقف الملء بشكل أحادي، والتوصية بمعاودة المفاوضات للوصول إلى اتفاق خلال ستة أشهر، ذهبت تونس، وجاءت الإمارات عضوا غير دائم في مجلس الأمن (2022-2023)، وحثت بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة مصر وإثيوبيا والسودان على مواصلة التفاوض بحسن نية! هذا على اعتبار أن مواقف الدول الثلاث متشابهة، وأنها على المسافة ذاتها، وعلى دور الإمارات ومبادراتها للوساطة مآخذ كثيرة.لم تتغيّر خريطة الوساطة وأدوار الفاعلين، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولا نتائج حقيقية لتصريحات يصدرها الجانبان تهدف إلى طمأنة القاهرة، وترى فيها أديس أبابا انحيازا لمصر. إذن، هناك افتقاد للوساطة أولا غير عدم توفر عامل الجدية والنزاهة لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وثانيا توظيف أزمة سد النهضة كإحدى نقاط مواجهة بين تكتلات دولية تتنافس على النفوذ في أفريقيا، غير توظيف إثيوبي لقضية السد، إطارا يجمع دولة مهدّدة بالتناحر الإثني، وتريد تنمية متسارعة معتمدة على السد.لا تدفع الأطراف الدولية ل ......
#النهضة..
#أزمة
#مستديمة
#ونقاش
#موسمي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764561
#الحوار_المتمدن
#عصام_شعبان_حسن مع حلول موسم ملء سد النهضة الإثيوبي، يتجدّد النقاش ليصبح موسميا، ومع سنوات تفاوض طويلة، منذ اتفاق إعلان المبادئ في العام 2015، تبقى الأزمة مستديمة، هذا غير ما سبق الاتفاق، من اتصالات وجلسات حوار. وليس إيمانا بنظرية المؤامرة، بقدر ما أننا أمام المحصلة النهائية، أن الأزمة تحاصر مصر، ويلتقي ذلك مع مساعي أطراف إقليمية ودولية حاليا، ومستقبلا يضيّق الحصار خيارات التنمية، ومنها تقليص إمكانيات الاستثمار الزراعي نتيجة انخفاض حصة مصر من مياه النيل (تعتمد في 97 من احتياجاتها على النيل). ومعها تصبح مشاريع التوسّع الزراعي بلا أفق، ولم نكن في حاجة لتصريحات أطلقها مدير السد، كيفلية نورو، نهاية مايو/ أيار الماضي، عن الآثار الجانبية للملء على مصر والسودان، أو تصريحات أوروبية وأميركية تحمل المضمون نفسه، ويتبقى الخطر في الضرر الجسيم، إذا ما تعرّضت مصر لنقصان المياه في موجة جفاف، كما يؤكّد خبراء مصريون وغير مصريين.يبدو أن الأزمة مستمرّة، وهناك عوامل لاستدامتها، منها عدم حدوث تغيير في موازين القوى، وفشل الوساطات المختلفة، وعدم توفر عوامل لنجاحها أصلا، بحيث تكون الخيارات أمام القاهرة محدودة، في ظل أزماتٍ متشابكة، وبالتالي، إثيوبيا ماضية في طريقها، حتى وإن تجدّد الجدل عن خيارات مصر في المواجهة، سلما أو حربا، بينما تمارس إثيوبيا ضغطها وتريد تحقيق أقصى استفادة من السد، وهناك من يستفيد من هذا المشهد ويوظفه.أرسلت الخارجية المصرية خطاب احتجاج إلى مجلس الأمن، متأخرا، بعد شروع إثيوبيا في الملء الثالث (11 يوليو/ تموز 2022)، وطالبت القاهرة مجلس الأمن بالتدخل من أجل الوصول إلى اتفاق ملزم، وشرحت ما هو معلوم بالضرورة، تمسّك مصر بمبادئ التفاوض التي أفشلتها إثيوبيا، وحقها في أن تتخذ ما يلزم لحماية مصالحها، وفقا لقواعد القانون الدولي، رسائل معادة ترسلها مصر، وقد سبق أن طلبت عقد جلسة في مجلس الأمن لنقاش الأزمة، بوصفها تؤثر في حالة السلم والاستقرار في المنطقة، وتمثل خطرا وجوديا وتهديدا لسيادة مصر والسودان، على حد تعبير وزير الخارجية سامح شكري، حينها، لكن الاجتماع الذي عقد في يوليو/ تموز من العام الماضي، أحال الأمر إلى الاتحاد الأفريقي الذي لم يصنع تأثيرا قبل مجلس الأمن أو بعده، رغم مراهنة بائسة عليه وسيطا ضمن مراهناتٍ ليست موضوعية، وحققت إثيوبيا ما أرادت، كرّرت رفض الوساطة غير الأفريقية، ولم يأخذ مشروع قرار تونس، المقدم لمجلس الأمن خلال فترة عضويتها (2020-2021)، ممثلة المنطقة، طريقه للنفاذ، رغم ما تضمّنه من مطالب عادلة، منها وقف الملء بشكل أحادي، والتوصية بمعاودة المفاوضات للوصول إلى اتفاق خلال ستة أشهر، ذهبت تونس، وجاءت الإمارات عضوا غير دائم في مجلس الأمن (2022-2023)، وحثت بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة مصر وإثيوبيا والسودان على مواصلة التفاوض بحسن نية! هذا على اعتبار أن مواقف الدول الثلاث متشابهة، وأنها على المسافة ذاتها، وعلى دور الإمارات ومبادراتها للوساطة مآخذ كثيرة.لم تتغيّر خريطة الوساطة وأدوار الفاعلين، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولا نتائج حقيقية لتصريحات يصدرها الجانبان تهدف إلى طمأنة القاهرة، وترى فيها أديس أبابا انحيازا لمصر. إذن، هناك افتقاد للوساطة أولا غير عدم توفر عامل الجدية والنزاهة لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وثانيا توظيف أزمة سد النهضة كإحدى نقاط مواجهة بين تكتلات دولية تتنافس على النفوذ في أفريقيا، غير توظيف إثيوبي لقضية السد، إطارا يجمع دولة مهدّدة بالتناحر الإثني، وتريد تنمية متسارعة معتمدة على السد.لا تدفع الأطراف الدولية ل ......
#النهضة..
#أزمة
#مستديمة
#ونقاش
#موسمي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764561
الحوار المتمدن
عصام شعبان حسن - سد النهضة.. أزمة مستديمة ونقاش موسمي