محمد موسى عويسات : الدجاجة تطير-قصة للفتيان
#الحوار_المتمدن
#محمد_موسى_عويسات محمد موسى العويساتنهض من نومته بعد صلاة العصر، إنّه صائم يشعر بالجوع، لم يتسحّر جيدا، اتّجه فورا إلى المطبخ ليتحسّس أخبار الأكل والمشروب والفواكه وغير ذلك... يتفقّد قارورات الماء البارد، يتفقد الخزائن... يشمّ بعض الأوعية، يكشف أخرى... يأسره الجوع بعض الوقت، ثمّ سرعان ما ينجلي جوعه، ويذهل عنه ويتناساه، ينظر في ساعة الحائط، لم يبق إلا ثلاث ساعات، ينقضي اليوم ويذهب العطش والجوع، وأكون قد فزت بصيام يوم، فأكون قد صمت عشرين، إنّه إنجاز عظيم، سيكون للعيد معنى كبير، ما أجمل الشّعور لحظات انتهاء اليوم بقول المؤذّن الله أكبر معلنا دخول المغرب وانتهاء اليوم ... ــ هذه خمسون، خذها واجلب لنا دجاجتين من محلّ الدّجاج، محلّ أبي عليّ، الذي في منتهى الشارع، احرص أن تكونا من ذبح اليوم. قالت الأمّ لابنها عديّ.ــ أمّي، إذن إفطارنا اليوم دجاج، ولكن ما الطّبخة التي تعدّينها من الدّجاج؟ــ طبخة تحبّها، الدّجاج المحشيّ بالأرزّ واللّحمة واللّوز وغيرها، ستعجبك بإذن الله.ــ دجاجتان؟ إنّي أشتمّ رائحتمها الآن، إنّي أتخيلهما على مائدة الإفطار، مُحمّرَتينِ متعرّقتين، يتسايل منهما السّمن، يجلّلهما السّمّاق، وقد بسط لهما خبز الشّراك، وحفّت بهما أوراق الخسّ، وشرائح من الفليفلة والبندورة والخيار، تسابِقُ إليهما العيونُ الأيدي... ـ ما بك يا عديّ، منذ عشرين يوما من الصّيام لم أعهد منك هذا التّشهّي، والتّوصيف والخيال؟ ألا تعلم أنّ كثرة التّفكير في الطّعام والشّراب تفقدك الإرادة على مواصلة الصّوم؟ اذهب الآن ولا تضيّع الوقت. عندما اقترب عديّ من مسلخ الدّجاج سمع صوت أبي عليّ، يقول لأحدهم: ديونكم بلغت السّماء، الآن وفي رمضان بخاصّة: الدّين ممنوع... ولمّا سحب عديّ أحد مصراعي الباب داخلا وجد نفسه وجها لوجه مع صديقه وجاره زيد يخرج، بدا زيد ساهم الوجه ترتسم عليه علائم الانكسار والحزن، وتدور في عينيه دمعة يحاول كبتها، صافحه بحرارة، سأله ماذا تفعل؟ لماذا خرجت بدون أن تشتري؟ـ لم آت لكي أشتري، بل جئت لأبحث عن دجاجتنا التي طارت، منذ الأمس، ولم أدر أين اتّجهت، ظننت أنّها تبحث عن سربها، فقلت ربّما تكون هنا. ــ ماذا تقول؟ دجاجتكم طارت، أجادّ أنت فيما تقول؟ــ نعم، جادّ. ولست هازلا. ــ إذن اشتر دجاجة بدلا منها. ــ لا، لم ترض أمّي ذلك. نظر عديّ في عيني صديقه، وقرأ فيهما شيئا آخر، غير الذي يدّعيه، إنّه يكذب، تذكّر ما سمعه من صاحب المحلّ، وتيقّن أنّ صديقه كان المقصود بالكلام. اعترت عديّا مشاعرُ من الحزن والإشفاق. ـ انتظرني نرجع سويّة لتحدّثني كيف طارت الدّجاجة؟ قال عديّ.ــ الدّجاجة طائر وله أجنحة، ودجاجتنا لم تعش في قفص، وكانت تمارس حياتها بحرّيّة، تأكل من الحقول، وتعرف الخوف على الحياة، لأنّها تعرف عالم الثّعالب ومكرها، وربّما خافت فطارت.ـ ولكنّني رأيت هذا الدّجاج في المسلخ مستسلما، يوضع في السّلة على الميزان، فلا يزيد على بعض النّقيق وحركة أجنحة متعبة، ولا تشعر بنزقه إلا بعد أن تجري على عنقه السّكين، هل دجاجتكم من جنس آخر؟ ــ يبدو لي ذلك، إنّه الفرق بين العيش أسيرا في قفص، والعيش طليقا بين الحقل والقنّ. ـ وماذا ستكون وجبة إفطاركم إذا لم تجدوا الدّجاجة؟ـ ستكون مرق الدّجاج، فقد ادّخرت أمّي مكعّبات لشوربة الدّجاج. ويفترقان وفي نفس عديّ شيء من الأسى، يحدّث نفسه بصوت خافت، نحن نأكل الدّجاج وهم يشربون مرقه، أو ما هو بطعم مرق الدّجاج، ستختلف المائدتان، وصيامنا واحد.ــ أمّي، ها هما تانِ الدّجاجتان، وهذا الباقي من الخم ......
#الدجاجة
#تطير-قصة
#للفتيان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674729
#الحوار_المتمدن
#محمد_موسى_عويسات محمد موسى العويساتنهض من نومته بعد صلاة العصر، إنّه صائم يشعر بالجوع، لم يتسحّر جيدا، اتّجه فورا إلى المطبخ ليتحسّس أخبار الأكل والمشروب والفواكه وغير ذلك... يتفقّد قارورات الماء البارد، يتفقد الخزائن... يشمّ بعض الأوعية، يكشف أخرى... يأسره الجوع بعض الوقت، ثمّ سرعان ما ينجلي جوعه، ويذهل عنه ويتناساه، ينظر في ساعة الحائط، لم يبق إلا ثلاث ساعات، ينقضي اليوم ويذهب العطش والجوع، وأكون قد فزت بصيام يوم، فأكون قد صمت عشرين، إنّه إنجاز عظيم، سيكون للعيد معنى كبير، ما أجمل الشّعور لحظات انتهاء اليوم بقول المؤذّن الله أكبر معلنا دخول المغرب وانتهاء اليوم ... ــ هذه خمسون، خذها واجلب لنا دجاجتين من محلّ الدّجاج، محلّ أبي عليّ، الذي في منتهى الشارع، احرص أن تكونا من ذبح اليوم. قالت الأمّ لابنها عديّ.ــ أمّي، إذن إفطارنا اليوم دجاج، ولكن ما الطّبخة التي تعدّينها من الدّجاج؟ــ طبخة تحبّها، الدّجاج المحشيّ بالأرزّ واللّحمة واللّوز وغيرها، ستعجبك بإذن الله.ــ دجاجتان؟ إنّي أشتمّ رائحتمها الآن، إنّي أتخيلهما على مائدة الإفطار، مُحمّرَتينِ متعرّقتين، يتسايل منهما السّمن، يجلّلهما السّمّاق، وقد بسط لهما خبز الشّراك، وحفّت بهما أوراق الخسّ، وشرائح من الفليفلة والبندورة والخيار، تسابِقُ إليهما العيونُ الأيدي... ـ ما بك يا عديّ، منذ عشرين يوما من الصّيام لم أعهد منك هذا التّشهّي، والتّوصيف والخيال؟ ألا تعلم أنّ كثرة التّفكير في الطّعام والشّراب تفقدك الإرادة على مواصلة الصّوم؟ اذهب الآن ولا تضيّع الوقت. عندما اقترب عديّ من مسلخ الدّجاج سمع صوت أبي عليّ، يقول لأحدهم: ديونكم بلغت السّماء، الآن وفي رمضان بخاصّة: الدّين ممنوع... ولمّا سحب عديّ أحد مصراعي الباب داخلا وجد نفسه وجها لوجه مع صديقه وجاره زيد يخرج، بدا زيد ساهم الوجه ترتسم عليه علائم الانكسار والحزن، وتدور في عينيه دمعة يحاول كبتها، صافحه بحرارة، سأله ماذا تفعل؟ لماذا خرجت بدون أن تشتري؟ـ لم آت لكي أشتري، بل جئت لأبحث عن دجاجتنا التي طارت، منذ الأمس، ولم أدر أين اتّجهت، ظننت أنّها تبحث عن سربها، فقلت ربّما تكون هنا. ــ ماذا تقول؟ دجاجتكم طارت، أجادّ أنت فيما تقول؟ــ نعم، جادّ. ولست هازلا. ــ إذن اشتر دجاجة بدلا منها. ــ لا، لم ترض أمّي ذلك. نظر عديّ في عيني صديقه، وقرأ فيهما شيئا آخر، غير الذي يدّعيه، إنّه يكذب، تذكّر ما سمعه من صاحب المحلّ، وتيقّن أنّ صديقه كان المقصود بالكلام. اعترت عديّا مشاعرُ من الحزن والإشفاق. ـ انتظرني نرجع سويّة لتحدّثني كيف طارت الدّجاجة؟ قال عديّ.ــ الدّجاجة طائر وله أجنحة، ودجاجتنا لم تعش في قفص، وكانت تمارس حياتها بحرّيّة، تأكل من الحقول، وتعرف الخوف على الحياة، لأنّها تعرف عالم الثّعالب ومكرها، وربّما خافت فطارت.ـ ولكنّني رأيت هذا الدّجاج في المسلخ مستسلما، يوضع في السّلة على الميزان، فلا يزيد على بعض النّقيق وحركة أجنحة متعبة، ولا تشعر بنزقه إلا بعد أن تجري على عنقه السّكين، هل دجاجتكم من جنس آخر؟ ــ يبدو لي ذلك، إنّه الفرق بين العيش أسيرا في قفص، والعيش طليقا بين الحقل والقنّ. ـ وماذا ستكون وجبة إفطاركم إذا لم تجدوا الدّجاجة؟ـ ستكون مرق الدّجاج، فقد ادّخرت أمّي مكعّبات لشوربة الدّجاج. ويفترقان وفي نفس عديّ شيء من الأسى، يحدّث نفسه بصوت خافت، نحن نأكل الدّجاج وهم يشربون مرقه، أو ما هو بطعم مرق الدّجاج، ستختلف المائدتان، وصيامنا واحد.ــ أمّي، ها هما تانِ الدّجاجتان، وهذا الباقي من الخم ......
#الدجاجة
#تطير-قصة
#للفتيان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674729
الحوار المتمدن
محمد موسى عويسات - الدجاجة تطير-قصة للفتيان
محمد موسى عويسات : رحلة في براري القدس.
#الحوار_المتمدن
#محمد_موسى_عويسات محمد موسى العويسات رحلة في براري القدس....قالتْ وقلتُ فأوصتْ فكتبتُ العنوان الذي كان يراودني من لحظة انطلاقي من بيتي في قرية الشّيخ سعد (أحد أحياء جبل المكبر) عند الرّابعة عصرا، هو (الرّحلة المَسِيَّةُ في المرابع الأُنسيّة والدّيار العذّيّة)، ولا شكّ أنّه من وحي عناوين الرّحلات الصّوفيّة، ولكن لمّا نشرت بعض الصّور من تلك البلاد، معلّقا عليها بأمثلة عربيّة أصيلة: المَربى قتّال، و(المربى اسم مكان من ربا أي نشأ، فالمربى هو المنشأ) ومنها البلاد طلبت أهلها، ومنها الإبل (الْبِلْ) حنّت لأهلها، وتلك والله ثلاثة وقفت عندها وقفت تدبّر وبيان، أظنّها جميلة وطريفة، ولكن لن أثقل النّصّ بها فيملّني القارئ ويملّها. فلمّا نشرت هذا على موقع التّواصل (الفيسبوك) كان تعليق الأستاذ الأديب اللغويّ المقدسيّ إبراهيم جوهر قد غيّر العنوان الذي كنت أفكّر فيه، إذ سأل: ماذا قالتْ لك؟ وماذا قلتَ لها؟ هل حمّلتْك وصيّة؟ ثلاثة أسئلة، نقلتني من فكرة الوصف السّاذج للمكان والبكاء على الأطلال إلى ما هو أبعد، فتلك ثلاثة دعتني لربط المكان بالزمان الماضي والحاضر، واستشراف القابل من الأيام... وإن فوّت حرصي على الأسماء بعض التّشويق... فنظرت في العنوان مليّا، وحاولت أن أصنع منه عنوانا وإن كنت أقرّ بعجزي عن الّنحت فقد اهتديت إلى عنوان: قالتْ وقلتُ فأوصتْ فكتبتُ... البداية كانت من مبدأ تلك الدّيار، اختلفت مع نفسي، من أين أبدأ السّلام عليها؟ فقلت من حيث تهبّ النّسائم بعبقها. فبلغت ورُفقتي حاجز الاحتلال العسكريّ المسمّى الكونتينر ( كلمة تعني الحاوية في الإنجليزيّة)، زوّروا به اسم الموقع الذي تعارف عليه قومنا منذ أواخر حكم الإنجليز يوم شقّت هذه الطريق المسمّاة طريق وادي النّار قبيل النكبة بأعوام قليلة، كانت تربط الخليل وبيت لحم بعمّان، فأُطلق حينها على هذا الموقع اسم (قهوة حجازي) لمقهى هناك لأحد رجال آل حجازي من عشيرة الهلسة. الكونتينر أو الحاوية اسم يناسب الحاجز العسكريّ، والحاجز هناك يعني لك، أو يعني لي أنا، أمورا لن أتجاوزها وإن طال الوصف عليك، وأن كانت فضل بيان، هو نقطة فيها يُفصل جنوب الضّفة الغربيّة ممثلا ببيت لحم والخليل وقراهما عن شمال الضّفة رام الله ونابلس وجنين وألحقْ بها الأغوار ومنها أريحا. يُفصلانِ بغلق بوابة حديدية بلمسة زرّ من جنديّ لا يُدرى من أين أتى. الحاجز يعني، وكما كلّ الحواجز الموت، فتشعر أنّ ملك الموت يحلّق في المكان، لا تدري على من يقع الاختيار في تلك السّيّارات المنتظرة عبورها في الاتجاهين في صمتِ قهر وذلّ مكبوت، بالأمس وقبل يومين من رحلتي هذه كانت إحدى الضحايا أحمد عريقات، ليكون الرقم العاشر أو يزيد في العابرين إلى الموت من هذا الحاجز، الحاجز يعني لي أنّ من فاوض على الأرض والإنسان ووقّع الوثائق قد خان، الحاجز يعني لي أنّني لن أبدأ من عنده السّلام على الدّيار، فهو رمز لخرابها، من حيث ندري أو لا ندري... لفت انتباهي في منتصف الدّوار الجديد لافتة كبيرة للمجلس البلديّ كتب عليها: رافقتكم السّلامة، عبارة وداع أكرهها، منذ طفولتي، تذكّرني بعبارة أمّي رحمها الله، وهي تودّعنا عصر كلّ يوم جمعة من مضاربنا في الضحضاح أو المخبيّة أو المنطار، بعد أن نقضي عندها بعضا من يوم الخميس وليلة الجمعة وبعضا من نهار الجمعة، لنعود إلى القرية إلى بيتنا العتيق، إلى حضن الجدّة العجوز، لنكون أقرب إلى المدرسة في جبل المكبّر، كنا خمسة أطفال وأحيانا ستّة أو أكثر، كنّا نبكي لفراقها وهي تشيح وجهها عنّا كي لا نرى دموعها، وتقول مع السّلامة... ما كان يجب أن تكتب تلك العبارة، لأنّها تعني منتهى ا ......
#رحلة
#براري
#القدس.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682865
#الحوار_المتمدن
#محمد_موسى_عويسات محمد موسى العويسات رحلة في براري القدس....قالتْ وقلتُ فأوصتْ فكتبتُ العنوان الذي كان يراودني من لحظة انطلاقي من بيتي في قرية الشّيخ سعد (أحد أحياء جبل المكبر) عند الرّابعة عصرا، هو (الرّحلة المَسِيَّةُ في المرابع الأُنسيّة والدّيار العذّيّة)، ولا شكّ أنّه من وحي عناوين الرّحلات الصّوفيّة، ولكن لمّا نشرت بعض الصّور من تلك البلاد، معلّقا عليها بأمثلة عربيّة أصيلة: المَربى قتّال، و(المربى اسم مكان من ربا أي نشأ، فالمربى هو المنشأ) ومنها البلاد طلبت أهلها، ومنها الإبل (الْبِلْ) حنّت لأهلها، وتلك والله ثلاثة وقفت عندها وقفت تدبّر وبيان، أظنّها جميلة وطريفة، ولكن لن أثقل النّصّ بها فيملّني القارئ ويملّها. فلمّا نشرت هذا على موقع التّواصل (الفيسبوك) كان تعليق الأستاذ الأديب اللغويّ المقدسيّ إبراهيم جوهر قد غيّر العنوان الذي كنت أفكّر فيه، إذ سأل: ماذا قالتْ لك؟ وماذا قلتَ لها؟ هل حمّلتْك وصيّة؟ ثلاثة أسئلة، نقلتني من فكرة الوصف السّاذج للمكان والبكاء على الأطلال إلى ما هو أبعد، فتلك ثلاثة دعتني لربط المكان بالزمان الماضي والحاضر، واستشراف القابل من الأيام... وإن فوّت حرصي على الأسماء بعض التّشويق... فنظرت في العنوان مليّا، وحاولت أن أصنع منه عنوانا وإن كنت أقرّ بعجزي عن الّنحت فقد اهتديت إلى عنوان: قالتْ وقلتُ فأوصتْ فكتبتُ... البداية كانت من مبدأ تلك الدّيار، اختلفت مع نفسي، من أين أبدأ السّلام عليها؟ فقلت من حيث تهبّ النّسائم بعبقها. فبلغت ورُفقتي حاجز الاحتلال العسكريّ المسمّى الكونتينر ( كلمة تعني الحاوية في الإنجليزيّة)، زوّروا به اسم الموقع الذي تعارف عليه قومنا منذ أواخر حكم الإنجليز يوم شقّت هذه الطريق المسمّاة طريق وادي النّار قبيل النكبة بأعوام قليلة، كانت تربط الخليل وبيت لحم بعمّان، فأُطلق حينها على هذا الموقع اسم (قهوة حجازي) لمقهى هناك لأحد رجال آل حجازي من عشيرة الهلسة. الكونتينر أو الحاوية اسم يناسب الحاجز العسكريّ، والحاجز هناك يعني لك، أو يعني لي أنا، أمورا لن أتجاوزها وإن طال الوصف عليك، وأن كانت فضل بيان، هو نقطة فيها يُفصل جنوب الضّفة الغربيّة ممثلا ببيت لحم والخليل وقراهما عن شمال الضّفة رام الله ونابلس وجنين وألحقْ بها الأغوار ومنها أريحا. يُفصلانِ بغلق بوابة حديدية بلمسة زرّ من جنديّ لا يُدرى من أين أتى. الحاجز يعني، وكما كلّ الحواجز الموت، فتشعر أنّ ملك الموت يحلّق في المكان، لا تدري على من يقع الاختيار في تلك السّيّارات المنتظرة عبورها في الاتجاهين في صمتِ قهر وذلّ مكبوت، بالأمس وقبل يومين من رحلتي هذه كانت إحدى الضحايا أحمد عريقات، ليكون الرقم العاشر أو يزيد في العابرين إلى الموت من هذا الحاجز، الحاجز يعني لي أنّ من فاوض على الأرض والإنسان ووقّع الوثائق قد خان، الحاجز يعني لي أنّني لن أبدأ من عنده السّلام على الدّيار، فهو رمز لخرابها، من حيث ندري أو لا ندري... لفت انتباهي في منتصف الدّوار الجديد لافتة كبيرة للمجلس البلديّ كتب عليها: رافقتكم السّلامة، عبارة وداع أكرهها، منذ طفولتي، تذكّرني بعبارة أمّي رحمها الله، وهي تودّعنا عصر كلّ يوم جمعة من مضاربنا في الضحضاح أو المخبيّة أو المنطار، بعد أن نقضي عندها بعضا من يوم الخميس وليلة الجمعة وبعضا من نهار الجمعة، لنعود إلى القرية إلى بيتنا العتيق، إلى حضن الجدّة العجوز، لنكون أقرب إلى المدرسة في جبل المكبّر، كنا خمسة أطفال وأحيانا ستّة أو أكثر، كنّا نبكي لفراقها وهي تشيح وجهها عنّا كي لا نرى دموعها، وتقول مع السّلامة... ما كان يجب أن تكتب تلك العبارة، لأنّها تعني منتهى ا ......
#رحلة
#براري
#القدس.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682865
الحوار المتمدن
محمد موسى عويسات - رحلة في براري القدس.
محمد موسى عويسات : نظرة في كتاب خلف العبيدي
#الحوار_المتمدن
#محمد_موسى_عويسات رجل من هذا الزّمان ــــ تأليف علي عطا أبو سرحان، كتاب سيرة صدر من مطبعة أبو خليل، في طبعته الأولى، عام 2020، قدّم للكتاب الأستاذ جمال الدّرعاوي رجل الإصلاح المعروف في بيت لحم. وخُتم الكتاب بمقالة للأستاذ فايز سعود أبو سرحان رئيس قسم أصول الدّين بجامعة الخليل. يعدّ هذا الكتاب من كتب السّيرة الذّاتيّة، إذ يتحدّث فيه الحاجّ خلف عن نفسه، نسبه ومولده، وعن أسرته، وبلدته، عن طفولته، وتعليمه، وشبابه، وكهولته، عن العمل، وعن ولوجه معترك الصّلح العشائريّ، ويأتي على التّعريف بالكثير من الأعراف والقوانين العشائريّة. وصلني الكتاب نسخة إلكترونيّة من أستاذي الأديب الرّوائيّ جميل السّلحوت، الذي عهدته من قبل وفي لقاءات كثيرة يقدّر شخصيّة هذا الرّجل صاحب السّيرة، ويعدّه من كبار رجال الإصلاح في المجتمع المقدسيّ، وعَلَما من أعلام العشائريّة في القدس بل في فلسطين. وبحقّ هو رجل مشهود له بهذا، ومعروف لدى النّاس في أوساط العامّة والخاصّة، ويلجأ إليه النّاس في حلّ خلافاتهم، ويرضونه ويلقى القبول، وقد شهدتُ له مواقف كثيرة، كان فيها الرّجل الفهيم البليغ الفطين الجريء في قول الحقّ، والحريص على إصلاح ذات البين، ولا ينكر للحاجّ خلف وأمثاله من وجوه العشائر وأهل الإصلاح دورهم في حفظ السّلم الأهلي والأمن المجتمعيّ، ورأب الصّدع في علاقات النّاس ودرء الفتن ووأدها إذا ما اشتعلت في ظروف استثنائيّة يعيشها أهلنا في القدس وباقي أنحاء فلسطين، فالظّروف التي خلقها أو يخلقها الاحتلال تدعو إلى الفتنة والشّقاق، وكذلك غياب القضاء الشّرعيّ المنوط بدولة الإسلام، فما لجأ الناس إلى العشائريّة تاريخيّا وتعارفوا على أحكامها منذ عهد متقدّم في بيئات بدويّة أو قريبة من البدويّة، إلا لضعف الدّولة الإسلاميّة، وقَصْر القضاء الشّرعي وفضّ الخصومات بين النّاس على أهل المدن التي تسيطر عليها. فنشأ القضاء العشائريّ مزيجا من موروث شرعيّ واجتهادات بشريّة عقليّة اقتضتها ظروف الحياة البعيدة عن المدنيّة، فكان للعشائرية أعراف وأحكام تعارف عليها النّاس ورضوها، فتشكّل ما يسمّى القضاء العشائريّ، وهنا أمران يجب أن يُشار إليهما: الأول هو تولد عقليّة لدى الناس في هذه البيئات تأبى وتأنف اللّجوء إلى الدّولة في حلّ النّزاعات وفضّ الخصومات واسترداد الحقوق، ورفع الظُّلامَات، وتعدّه كما أشار الحاجّ خلف ضعفا أو عيبا يعيّر به أصحاب الحقّ، وتعدّ اللّجوء إلى رجال الإصلاح والقضاء العشائريّ أمرا محمودا لا مشاحة فيه، وهذا له أيضا مسوّغات تتعلّق بطبيعة القضاء في الدّول المستحدثة، والتي منها ما يصفونه بـ ( حبال الدّولة طِوال) فمثلا العشائريّة لا تحتاج إلى قوة وجهاز شُرَطيّ لوقف شجار ما قد لا يستطيع جهاز شرطة وقفه، وكثيرا من القضايا لا تطول، فلا تجد عطوة تبلغ عاما سوى عطوة الدّم، وهناك قضايا إذا رضي الحكم فيها المتخاصمان تحلّ في جلسة واحدة، ويتعلّق أيضا بطبيعة العقليّة التي يربّى عليها النّاس في هذه البيئات والتي تنصّ على (أخذ حقّك بيدك)، وتقديرهم أو هيبتهم من الأعراف أكثر من هيبتهم من السّلطان في هذا الشّأن. أمّا الأمر الثّاني الذي يجب التّنويه له فهو التّفريق بين الصّلح العشائريّ، والقضاء العشائريّ، فالصّلح جائز بين النّاس إلا صلحا أحلّ حراما أو حرّم حلالا، وحثّ عمر رضي الله على الصّلح بين المتخاصمين قبل أن يصلوا القضاء، لأنّ القضاء يوغّر الصدور، وهذه مهمة جليلة وهي عبادة عظيمة، بل هي أعظم أجرا من النّافلة في الصّلاة والصّيام، ويعدّ وجود رجال الإصلاح في مثل هذا من الضّرورات، ومثل هؤلاء ومنهم الحاجّ خلف العبيدي يبذلون أوقاتهم وجه ......
#نظرة
#كتاب
#العبيدي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683535
#الحوار_المتمدن
#محمد_موسى_عويسات رجل من هذا الزّمان ــــ تأليف علي عطا أبو سرحان، كتاب سيرة صدر من مطبعة أبو خليل، في طبعته الأولى، عام 2020، قدّم للكتاب الأستاذ جمال الدّرعاوي رجل الإصلاح المعروف في بيت لحم. وخُتم الكتاب بمقالة للأستاذ فايز سعود أبو سرحان رئيس قسم أصول الدّين بجامعة الخليل. يعدّ هذا الكتاب من كتب السّيرة الذّاتيّة، إذ يتحدّث فيه الحاجّ خلف عن نفسه، نسبه ومولده، وعن أسرته، وبلدته، عن طفولته، وتعليمه، وشبابه، وكهولته، عن العمل، وعن ولوجه معترك الصّلح العشائريّ، ويأتي على التّعريف بالكثير من الأعراف والقوانين العشائريّة. وصلني الكتاب نسخة إلكترونيّة من أستاذي الأديب الرّوائيّ جميل السّلحوت، الذي عهدته من قبل وفي لقاءات كثيرة يقدّر شخصيّة هذا الرّجل صاحب السّيرة، ويعدّه من كبار رجال الإصلاح في المجتمع المقدسيّ، وعَلَما من أعلام العشائريّة في القدس بل في فلسطين. وبحقّ هو رجل مشهود له بهذا، ومعروف لدى النّاس في أوساط العامّة والخاصّة، ويلجأ إليه النّاس في حلّ خلافاتهم، ويرضونه ويلقى القبول، وقد شهدتُ له مواقف كثيرة، كان فيها الرّجل الفهيم البليغ الفطين الجريء في قول الحقّ، والحريص على إصلاح ذات البين، ولا ينكر للحاجّ خلف وأمثاله من وجوه العشائر وأهل الإصلاح دورهم في حفظ السّلم الأهلي والأمن المجتمعيّ، ورأب الصّدع في علاقات النّاس ودرء الفتن ووأدها إذا ما اشتعلت في ظروف استثنائيّة يعيشها أهلنا في القدس وباقي أنحاء فلسطين، فالظّروف التي خلقها أو يخلقها الاحتلال تدعو إلى الفتنة والشّقاق، وكذلك غياب القضاء الشّرعيّ المنوط بدولة الإسلام، فما لجأ الناس إلى العشائريّة تاريخيّا وتعارفوا على أحكامها منذ عهد متقدّم في بيئات بدويّة أو قريبة من البدويّة، إلا لضعف الدّولة الإسلاميّة، وقَصْر القضاء الشّرعي وفضّ الخصومات بين النّاس على أهل المدن التي تسيطر عليها. فنشأ القضاء العشائريّ مزيجا من موروث شرعيّ واجتهادات بشريّة عقليّة اقتضتها ظروف الحياة البعيدة عن المدنيّة، فكان للعشائرية أعراف وأحكام تعارف عليها النّاس ورضوها، فتشكّل ما يسمّى القضاء العشائريّ، وهنا أمران يجب أن يُشار إليهما: الأول هو تولد عقليّة لدى الناس في هذه البيئات تأبى وتأنف اللّجوء إلى الدّولة في حلّ النّزاعات وفضّ الخصومات واسترداد الحقوق، ورفع الظُّلامَات، وتعدّه كما أشار الحاجّ خلف ضعفا أو عيبا يعيّر به أصحاب الحقّ، وتعدّ اللّجوء إلى رجال الإصلاح والقضاء العشائريّ أمرا محمودا لا مشاحة فيه، وهذا له أيضا مسوّغات تتعلّق بطبيعة القضاء في الدّول المستحدثة، والتي منها ما يصفونه بـ ( حبال الدّولة طِوال) فمثلا العشائريّة لا تحتاج إلى قوة وجهاز شُرَطيّ لوقف شجار ما قد لا يستطيع جهاز شرطة وقفه، وكثيرا من القضايا لا تطول، فلا تجد عطوة تبلغ عاما سوى عطوة الدّم، وهناك قضايا إذا رضي الحكم فيها المتخاصمان تحلّ في جلسة واحدة، ويتعلّق أيضا بطبيعة العقليّة التي يربّى عليها النّاس في هذه البيئات والتي تنصّ على (أخذ حقّك بيدك)، وتقديرهم أو هيبتهم من الأعراف أكثر من هيبتهم من السّلطان في هذا الشّأن. أمّا الأمر الثّاني الذي يجب التّنويه له فهو التّفريق بين الصّلح العشائريّ، والقضاء العشائريّ، فالصّلح جائز بين النّاس إلا صلحا أحلّ حراما أو حرّم حلالا، وحثّ عمر رضي الله على الصّلح بين المتخاصمين قبل أن يصلوا القضاء، لأنّ القضاء يوغّر الصدور، وهذه مهمة جليلة وهي عبادة عظيمة، بل هي أعظم أجرا من النّافلة في الصّلاة والصّيام، ويعدّ وجود رجال الإصلاح في مثل هذا من الضّرورات، ومثل هؤلاء ومنهم الحاجّ خلف العبيدي يبذلون أوقاتهم وجه ......
#نظرة
#كتاب
#العبيدي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683535
الحوار المتمدن
محمد موسى عويسات - نظرة في كتاب خلف العبيدي
محمد موسى عويسات : نظرة في رواية المطلّقة
#الحوار_المتمدن
#محمد_موسى_عويسات صدرت قبل أيام عن دار النّشر (مكتبة كلّ شيء في حيفا) رواية (المطلّقة) للكاتب والرّوائيّ جميل السّلحوت، وتقع الرواية التي يحمل غلافها الأوّل لوحة للفنان التشكيلي محمد نصرالله ومنتجها شربل الياس في 192 صفحة من الحجم المتوسّط، وهي الجزء الثّاني من رواية (الخاصرة الرّخوة) التي تناول فيها قضيّة المرأة في مجتمعنا، عندما تخضع لمعاملة تُبنى على فهم مغلوط مخالف لأحكام الشّرع الإسلاميّ، فعدّ المرأة الخاصرة الرّخوة إذا ما ظلمت أو أهينت أو استضعفت، وكانت جمانة هي الشّخصيّة الرّئيسة في الرّوايتين، بل كانت محور الأحداث والشّخصيات الأخرى، ففي هذا الجزء الثّاني، عادت جمانة من السّعوديّة، واستطاعت أن تحصل على الطّلاق من الزّوج المتديّن الذي يحمل فهما مشوّها لأحكام الإسلام التي تنظّم علاقة الرّجل بالمرأة، والحقّ أنّ هناك أفهاما مشوّهة في النّظرة إلى المرأة يتوارثها المجتمع لا علاقة لها بالإسلام، وهذا ما تكشفه الرّواية. والمدقّق في الرّواية في الإجمال والتّفصيل، يجد أنّها لم تصوّر المطلّقة في مجتمعنا بالمرأة المضطهدة أو المنبوذة أو صاحبة ذنب، بل على العكس من ذلك نجد جمانة قد لقيت تفهّما كبيرا من المجتمع لقضيّتها، من الأهل والأصدقاء، ومن الوجوه التي تدخّلت لإصلاح العلاقة بينها وبين زوجها، بل لم تمكث إلا قليلا حتى تزوّجت من شاب لا يكبرها كثيرا، وكذلك المطلّقة الأخرى صابرين لم تكن النّظرة لها نظرة احتقار أو دونيّة، الأمر الوحيد تقريبا الذي سجّلته الرّواية في نظرة المجتمع للمطلّقة هو أن يطمع كبار السّنّ في الزّواج منها، فيتقدّمون لطلب يدها، ولا أظنّ هذا أمرا كبيرا في مجتمعنا وثقافتنا. لذا لا أرى جمانة في هذه الرّواية خاصرةً رخوة. وهذا الأمر يردّنا إلى شخصيّة أسامة ومعاملته لزوجته، فلم يكن المكوّن الوحيد لهذه الشّخصيّة هو الفكر المشوّه أو التّكفيريّ كما تصفه الرّواية، بل كان ضعفُ شخصيّته وتأثير أمّه فيه كبيرا، وكان من أسباب فشل حياته الزّوجيّة، وهذا ما أكده أبو أسامة، وظهر من خلال حوارات أسرة أسامة في قضية طلاق جمانة. وأرى أنّ اختيار شخصيّة جمانة الفتاة المثقّفة المتعلّمة المتديّنة لم يفِ بإعطاء صورة كاملة عن أحوال المطلّقة في مجتمعنا. واختيار أسامة أيضا كمتعلّم وحامل لفكر متشدّد لم يفِ بتصوير الحياة الزّوجيّة، ولم يحِط بصورة الطّلاق والمطلقة، فهناك صورة أعمّ وأشمل وأكثر تعقيدا، يشترك فيها عامّة الناس غير المتعلّمين وغير المثقّفين، لم تغطّها الرّواية. فالرّواية أقرب إلى مقابلة بين فهمين للإسلام في شأن المرأة، الفهم المتشدّد والفهم الصّحيح المستند إلى دليل شرعيّ، غير المؤوّل ولا المحرّف، وهنا تكاد تغيب بعض الموروثات الشّعبيّة المشوّهة. وعلى أيّة حال زخرت الرّواية بالكثير من الآيات والأحاديث المتعلّقة بمعاملة المرأة والطّلاق وغيرها، وكان فيها فيض من القيم العظيمة، في علاقات النّاس بعضهم ببعض، وفي حياتهم اليوميّة. ونستطيع أن نقول أنّ الرواية أخذت منحى الصّراع بين الخير والشّرّ في هذه القضيّة، الخير ممثلا بجمانة ووالديها وأخواتها وصديقاتها ويُضاف إليهم أبو أسامة وآخرون، والشّرّ ممثلا بأمّ أسامة، ولا نجد مقعدا لأسامة في هذين الطّرفين، فهو شخصيّة ضائعة. هذا المنحى أعطى الشّخصيّات في الطّرف الأول الخيِّر شيئا من المثاليّة الملائكيّة، وجعل الأحداث تسير بحسب رغبة القارئ، فكانت النّهاية هو انتصار الطّرف الأول وهزيمة الطّرف الثّاني، فالأحداث لم تكن مفاجئة في تسلسلها ولا في اتجاهها نحو النّهاية، بل كانت متوقّعة، وانتهت كما يشتهي القارئ. لذا تميل هذه الرّواية إلى جانب التّنظير لمجمو ......
#نظرة
#رواية
#المطلّقة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693611
#الحوار_المتمدن
#محمد_موسى_عويسات صدرت قبل أيام عن دار النّشر (مكتبة كلّ شيء في حيفا) رواية (المطلّقة) للكاتب والرّوائيّ جميل السّلحوت، وتقع الرواية التي يحمل غلافها الأوّل لوحة للفنان التشكيلي محمد نصرالله ومنتجها شربل الياس في 192 صفحة من الحجم المتوسّط، وهي الجزء الثّاني من رواية (الخاصرة الرّخوة) التي تناول فيها قضيّة المرأة في مجتمعنا، عندما تخضع لمعاملة تُبنى على فهم مغلوط مخالف لأحكام الشّرع الإسلاميّ، فعدّ المرأة الخاصرة الرّخوة إذا ما ظلمت أو أهينت أو استضعفت، وكانت جمانة هي الشّخصيّة الرّئيسة في الرّوايتين، بل كانت محور الأحداث والشّخصيات الأخرى، ففي هذا الجزء الثّاني، عادت جمانة من السّعوديّة، واستطاعت أن تحصل على الطّلاق من الزّوج المتديّن الذي يحمل فهما مشوّها لأحكام الإسلام التي تنظّم علاقة الرّجل بالمرأة، والحقّ أنّ هناك أفهاما مشوّهة في النّظرة إلى المرأة يتوارثها المجتمع لا علاقة لها بالإسلام، وهذا ما تكشفه الرّواية. والمدقّق في الرّواية في الإجمال والتّفصيل، يجد أنّها لم تصوّر المطلّقة في مجتمعنا بالمرأة المضطهدة أو المنبوذة أو صاحبة ذنب، بل على العكس من ذلك نجد جمانة قد لقيت تفهّما كبيرا من المجتمع لقضيّتها، من الأهل والأصدقاء، ومن الوجوه التي تدخّلت لإصلاح العلاقة بينها وبين زوجها، بل لم تمكث إلا قليلا حتى تزوّجت من شاب لا يكبرها كثيرا، وكذلك المطلّقة الأخرى صابرين لم تكن النّظرة لها نظرة احتقار أو دونيّة، الأمر الوحيد تقريبا الذي سجّلته الرّواية في نظرة المجتمع للمطلّقة هو أن يطمع كبار السّنّ في الزّواج منها، فيتقدّمون لطلب يدها، ولا أظنّ هذا أمرا كبيرا في مجتمعنا وثقافتنا. لذا لا أرى جمانة في هذه الرّواية خاصرةً رخوة. وهذا الأمر يردّنا إلى شخصيّة أسامة ومعاملته لزوجته، فلم يكن المكوّن الوحيد لهذه الشّخصيّة هو الفكر المشوّه أو التّكفيريّ كما تصفه الرّواية، بل كان ضعفُ شخصيّته وتأثير أمّه فيه كبيرا، وكان من أسباب فشل حياته الزّوجيّة، وهذا ما أكده أبو أسامة، وظهر من خلال حوارات أسرة أسامة في قضية طلاق جمانة. وأرى أنّ اختيار شخصيّة جمانة الفتاة المثقّفة المتعلّمة المتديّنة لم يفِ بإعطاء صورة كاملة عن أحوال المطلّقة في مجتمعنا. واختيار أسامة أيضا كمتعلّم وحامل لفكر متشدّد لم يفِ بتصوير الحياة الزّوجيّة، ولم يحِط بصورة الطّلاق والمطلقة، فهناك صورة أعمّ وأشمل وأكثر تعقيدا، يشترك فيها عامّة الناس غير المتعلّمين وغير المثقّفين، لم تغطّها الرّواية. فالرّواية أقرب إلى مقابلة بين فهمين للإسلام في شأن المرأة، الفهم المتشدّد والفهم الصّحيح المستند إلى دليل شرعيّ، غير المؤوّل ولا المحرّف، وهنا تكاد تغيب بعض الموروثات الشّعبيّة المشوّهة. وعلى أيّة حال زخرت الرّواية بالكثير من الآيات والأحاديث المتعلّقة بمعاملة المرأة والطّلاق وغيرها، وكان فيها فيض من القيم العظيمة، في علاقات النّاس بعضهم ببعض، وفي حياتهم اليوميّة. ونستطيع أن نقول أنّ الرواية أخذت منحى الصّراع بين الخير والشّرّ في هذه القضيّة، الخير ممثلا بجمانة ووالديها وأخواتها وصديقاتها ويُضاف إليهم أبو أسامة وآخرون، والشّرّ ممثلا بأمّ أسامة، ولا نجد مقعدا لأسامة في هذين الطّرفين، فهو شخصيّة ضائعة. هذا المنحى أعطى الشّخصيّات في الطّرف الأول الخيِّر شيئا من المثاليّة الملائكيّة، وجعل الأحداث تسير بحسب رغبة القارئ، فكانت النّهاية هو انتصار الطّرف الأول وهزيمة الطّرف الثّاني، فالأحداث لم تكن مفاجئة في تسلسلها ولا في اتجاهها نحو النّهاية، بل كانت متوقّعة، وانتهت كما يشتهي القارئ. لذا تميل هذه الرّواية إلى جانب التّنظير لمجمو ......
#نظرة
#رواية
#المطلّقة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693611
الحوار المتمدن
محمد موسى عويسات - نظرة في رواية المطلّقة
محمد موسى عويسات : صدق الإنتماء يبدّد الافتراء
#الحوار_المتمدن
#محمد_موسى_عويسات قراءة في رواية "أنا من الدّيار المقدّسة"، رواية للفتيان للرّوائي جميل السّلحوت. صدرت الطّبعة الأولى عن دار النّشر( مكتبة كلّ شيء من حيفا) هذا العام 2020، ويحمل غلافها الأوّل لوحة للفنّان التّشكيلي كالب الدويك. ملخّص الرّواية: فتاتان من فلسطين، من مدينتي القدس وبيت لحم، من أسرتين مسلمة ومسيحيّة تعيشان في أميركا، وتلتحقان بمدرسة أمريكيّة في ولاية إلينوي، يثور بينهما وبين معلمتهما ومعها المديرة، خلاف على تسمية فلسطين بإسرائيل، وأنّ القدس هي مدينة يهوديّة وعاصمة لدولة إسرائيل. اقتضى ذلك أن يتدخّل أولياء أمورهما، نجحت الفتاتان ومعهما أولياء أمورهما في تشكيك المعلمة والمديرة بمعلوماتهما عن القضيّة الفلسطينيّة، وأنّها معلومات خاطئة من صنع الإعلام الصّهيونيّ، فاضطرّت المعلمة والمديرة لزيارة فلسطين في رحلة سياحيّة، لتستكشفا الحقائق بنفسيهما، فقامتا بجولة في القدس وبيت لحم والبحر الميّت، وبعد زيارة الأماكن المقدّسة والاختلاط بالنّاس، ورؤية إجراءات الاحتلال وشهود تعسّفه وجرائمه، اقتنعتا بعدالة القضيّة الفلسطينيّة، وعادتا إلى أميركا نصيرتين لهذه القضيّة ومؤمنتين بعدالتها، وأنّ الإدارة الأمريكيّة تضلّل شعبها وتزوّر الحقائق بتأثير من الحركة الصّهيونيّة وإعلامها. القارئ للرّواية والمتمعّن فيها يجدها تأخذ أبعادا كثيرة، وتحمل رسائل عديدة لأطراف كثيرة. فالكاتب أبدع في وصف العقليّة الأمريكيّة، وكأنّه يرصد فيها طبائع هذا الشّعب ممثّلا بهاتين المربيتين المعلمة ومديرة المدرسة، ومنها أنّ الشّعب الأمريكيّ لا يهتمّ كثيرا بالشّؤون الخارجيّة، ولا يكلّف نفسه عناء البحث عنها، فهو ليس مثقّفا في هذا الجانب. ومنها أنّه مأسور لإعلامه الرّسميّ وغير الرّسميّ، فحكومتهم تصوغ عقليّاتهم وأفكارهم كما تشاء، فأن يعترف ترامب بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل صكّ ودليل على أنّها مدينة يهوديّة في نظر المعلّمة. ومنها أيضا الأسلوب التّربويّ الرّاقي في معالجة الخلاف الفكريّ بين الطّالب والمعلّم، الذي لا يميل للقمع. ومنها أيضا البحث عن الحقيقة عند الشّعور بجهلها وأنّ ما عنده يخالف الواقع. فالمعلّمة ومديرتها تتكلّفان السّفر إلى فلسطين؛ للتثبّت من حقائق اقتنعتا بهما في أميركا، وأرادتا دليلا على ذلك. وهاتان الأخيرتان تعدّ من القيم التي نحمدها، ويجب أن نلفت انتباه أبنائنا لهما، فنحن أولى بهما. البعد الثّاني في الرّواية هو الدّور التّربويّ التثقيفي التي تقوم به الأسرة الفلسطينيّة خاصّة والعربيّة عامّة أو يجب أن تقوم به، في تعريف أبنائها بقضيّة فلسطين وعدالتها، ومعرفتها جغرافيّا وتاريخيّا، وتحصينهم من الفهم المشوّه الذي يزرعه الإعلام الأمريكيّ الصّهيونيّ.البعد الثّالث، استخدم الكاتب أربع مؤثّرات في إقناع المعلمة ومديرتها بعدالة القضيّة، المؤثّر الأول ثقة الطّالبتين من معلوماتهما وصدق انتمائهما للقضيّة، ودعم أسرتيهما لهما، فلم تكونا في موضع ضعف واستخذاء. الجانب الثّاني هو التّراث الفلسطينيّ الماديّ والمعنويّ، ومنه المعالم العمرانيّة الدّينيّة وغير الدّينيّة في المدينتين القدس وبيت لحم والنبذ التّاريخيّة المختارة، أمّا الثّالث فإجراءات الاحتلال الإجراميّة التي رأتها المعلّمتان بأمّ عينيهما، وإجرامه من مثل قمع مظاهرة وجرح المتظاهرين، وترك أحدهم ينزف حتّى الموت، ثمّ الادّعاء بأنّه حاول الطّعن بعد أن ألقوا سكينا بجانب جثته. وهذا يحسب للكاتب في معرفة التّكوين العقليّ والنفسيّ للأمريكيّ، وكيفية التّأثير فيه وإقناعه. وأمّا الرّابع فهو إعطاء صورة للتّعايش بين المسلمين والمسيحيّين في فلسطين، وهذا مؤ ......
#الإنتماء
#يبدّد
#الافتراء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695609
#الحوار_المتمدن
#محمد_موسى_عويسات قراءة في رواية "أنا من الدّيار المقدّسة"، رواية للفتيان للرّوائي جميل السّلحوت. صدرت الطّبعة الأولى عن دار النّشر( مكتبة كلّ شيء من حيفا) هذا العام 2020، ويحمل غلافها الأوّل لوحة للفنّان التّشكيلي كالب الدويك. ملخّص الرّواية: فتاتان من فلسطين، من مدينتي القدس وبيت لحم، من أسرتين مسلمة ومسيحيّة تعيشان في أميركا، وتلتحقان بمدرسة أمريكيّة في ولاية إلينوي، يثور بينهما وبين معلمتهما ومعها المديرة، خلاف على تسمية فلسطين بإسرائيل، وأنّ القدس هي مدينة يهوديّة وعاصمة لدولة إسرائيل. اقتضى ذلك أن يتدخّل أولياء أمورهما، نجحت الفتاتان ومعهما أولياء أمورهما في تشكيك المعلمة والمديرة بمعلوماتهما عن القضيّة الفلسطينيّة، وأنّها معلومات خاطئة من صنع الإعلام الصّهيونيّ، فاضطرّت المعلمة والمديرة لزيارة فلسطين في رحلة سياحيّة، لتستكشفا الحقائق بنفسيهما، فقامتا بجولة في القدس وبيت لحم والبحر الميّت، وبعد زيارة الأماكن المقدّسة والاختلاط بالنّاس، ورؤية إجراءات الاحتلال وشهود تعسّفه وجرائمه، اقتنعتا بعدالة القضيّة الفلسطينيّة، وعادتا إلى أميركا نصيرتين لهذه القضيّة ومؤمنتين بعدالتها، وأنّ الإدارة الأمريكيّة تضلّل شعبها وتزوّر الحقائق بتأثير من الحركة الصّهيونيّة وإعلامها. القارئ للرّواية والمتمعّن فيها يجدها تأخذ أبعادا كثيرة، وتحمل رسائل عديدة لأطراف كثيرة. فالكاتب أبدع في وصف العقليّة الأمريكيّة، وكأنّه يرصد فيها طبائع هذا الشّعب ممثّلا بهاتين المربيتين المعلمة ومديرة المدرسة، ومنها أنّ الشّعب الأمريكيّ لا يهتمّ كثيرا بالشّؤون الخارجيّة، ولا يكلّف نفسه عناء البحث عنها، فهو ليس مثقّفا في هذا الجانب. ومنها أنّه مأسور لإعلامه الرّسميّ وغير الرّسميّ، فحكومتهم تصوغ عقليّاتهم وأفكارهم كما تشاء، فأن يعترف ترامب بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل صكّ ودليل على أنّها مدينة يهوديّة في نظر المعلّمة. ومنها أيضا الأسلوب التّربويّ الرّاقي في معالجة الخلاف الفكريّ بين الطّالب والمعلّم، الذي لا يميل للقمع. ومنها أيضا البحث عن الحقيقة عند الشّعور بجهلها وأنّ ما عنده يخالف الواقع. فالمعلّمة ومديرتها تتكلّفان السّفر إلى فلسطين؛ للتثبّت من حقائق اقتنعتا بهما في أميركا، وأرادتا دليلا على ذلك. وهاتان الأخيرتان تعدّ من القيم التي نحمدها، ويجب أن نلفت انتباه أبنائنا لهما، فنحن أولى بهما. البعد الثّاني في الرّواية هو الدّور التّربويّ التثقيفي التي تقوم به الأسرة الفلسطينيّة خاصّة والعربيّة عامّة أو يجب أن تقوم به، في تعريف أبنائها بقضيّة فلسطين وعدالتها، ومعرفتها جغرافيّا وتاريخيّا، وتحصينهم من الفهم المشوّه الذي يزرعه الإعلام الأمريكيّ الصّهيونيّ.البعد الثّالث، استخدم الكاتب أربع مؤثّرات في إقناع المعلمة ومديرتها بعدالة القضيّة، المؤثّر الأول ثقة الطّالبتين من معلوماتهما وصدق انتمائهما للقضيّة، ودعم أسرتيهما لهما، فلم تكونا في موضع ضعف واستخذاء. الجانب الثّاني هو التّراث الفلسطينيّ الماديّ والمعنويّ، ومنه المعالم العمرانيّة الدّينيّة وغير الدّينيّة في المدينتين القدس وبيت لحم والنبذ التّاريخيّة المختارة، أمّا الثّالث فإجراءات الاحتلال الإجراميّة التي رأتها المعلّمتان بأمّ عينيهما، وإجرامه من مثل قمع مظاهرة وجرح المتظاهرين، وترك أحدهم ينزف حتّى الموت، ثمّ الادّعاء بأنّه حاول الطّعن بعد أن ألقوا سكينا بجانب جثته. وهذا يحسب للكاتب في معرفة التّكوين العقليّ والنفسيّ للأمريكيّ، وكيفية التّأثير فيه وإقناعه. وأمّا الرّابع فهو إعطاء صورة للتّعايش بين المسلمين والمسيحيّين في فلسطين، وهذا مؤ ......
#الإنتماء
#يبدّد
#الافتراء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695609
الحوار المتمدن
محمد موسى عويسات - صدق الإنتماء يبدّد الافتراء
محمد موسى عويسات : قصة زغرودة ودماء تنقد ظاهرة الطخطخة
#الحوار_المتمدن
#محمد_موسى_عويسات "زغرودة ودماء" قصّة للأطفال للأديب المقدسيّ جميل السّلحوت، صدرت في طبعتها الأولى قبل أيام عن دار إلياحور للطّباعة والنّشر في القدس (أبوديس). ومن المعروف أنّ للأديب السّلحوت عددا من الرّوايات للفتيان، وعددا من قصص الأطفال هذه تاسعتها. ومن المعلوم أيضا أنّ قصص الأطفال لديه قصص هادفة تأخذ المنحى التّربويّ الخالص، وباقي القيم من ترفيه ولغة وغيرها تأتي تبعا لهذا الهدف الكبير. غير أنّه في هذه القصّة بدا ناقدا مجتمعيّا، وهذا من الأساليب التربويّة المؤثّرة، فالقصّة وإن كانت موجّهة للأطفال، إلا أنّ فيها نقدا عظيما لتلك الظّاهرة الخطيرة التي يعانيها مجتمعنا، وهي إطلاق المفرقعات النّاريّة أو إطلاق الرّصاص الحيّ في كلّ مناسبة فرح، ولعلّ أكثر المناسبات التي تطلق فيها هذه المرفقعات أو الرّصاص هي الاحتفاء أو الاحتفال بنجاحات الثّانويّة العامّة، وهي من أكثر المناسبات التي تقع فيها الضّحايا، من قتل أو جرح أو حرق، فالقصّة جاءت ناقدة لهذه الظّاهرة وناهية عنها إذ تناولت إحدى نتائجها، وهي بتر أصابع الطّفل رائد ابن التّسع السّنوات، الإبهام والسّبّابة والوسطى، الطّفل الذي كلّفته أمّه بإطلاق المفرقعات لنجاح أخيه زيد في الثّانويّة، وقد صوّر فيها الكاتب جهل الأمّ واستهتارها، وكان الكاتب ناقدا في سخرية لاذعة لمّا أشار على لسان الأمّ بأنّ معدّل ابنها الذي اقتضى الزّغاريد وإطلاق المفرقعات وبتر أصابع أخيه الطّفل الصّغير هو خمس وخمسون درجة (علامة) من المائة، وهذه ظاهرة محسوسة ملموسة في أنّ أكثر النّاس مبالغة في الاحتفال بالنّجاح هم أصحاب المعدّلات المتدنّية. وكان الكاتب زاجرا مخوّفا من مثل هذه التصرّفات لمّا ختم قصّته بسؤال الطّفل رائد لأمّه: " هل ستنبت لي أصابع جديدة...؟"، سؤال من طفل بريء يتفطّر له قلب الأمّ، وكأنّه يوجّه للوالدين أيضا. وكذلك إشارته أنّ النّاس في البلدة يحتفلون بالنّجاحات وزيد وأمّه وأبوه في المشفى يبكون. القصّة قصيرة تناسب سنّ الطّفل وقدرته الزّمنيّة في القراءة أو الاستماع، وهي مكثّفة لا نجد فيها حدثا أو عبارة أو إشارة زائدة عن الغرض والمقصود، فتحصر ذهن الطّفل في الحدث والفكرة. وجاءت لغتها سهلة في الدّلالة والتّراكيب، وفيها أساليب لغويّة نافعة لائقة بمستوى الأطفال. ولو عدنا للعنوان لوجدناه يحمل مضمون القصّة، وهذه فنّيّة محسوبة لصاحبها، إذ يفهم منه أنّ هناك فرحا ينتهي بحزن وألم، والحقّ أنّ هذه القصّة تصلح نواة لقصّة قصيرة للفتيان وللكبار أيضا. وهناك ظواهر سلبيّة كثيرة يجب أن نربّي أطفالنا على نبذها. ولا ننسى تميّز القصّة بالتّنسيق والصّور وجمال الألوان وتناسقها مع الأحداث. ولا يسعني إلا أن أبارك لأديبنا أديب القدس هذا العمل النّافع، فدمت ودام عطاؤك. القدس 30/11/2020 ......
#زغرودة
#ودماء
#تنقد
#ظاهرة
#الطخطخة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=700789
#الحوار_المتمدن
#محمد_موسى_عويسات "زغرودة ودماء" قصّة للأطفال للأديب المقدسيّ جميل السّلحوت، صدرت في طبعتها الأولى قبل أيام عن دار إلياحور للطّباعة والنّشر في القدس (أبوديس). ومن المعروف أنّ للأديب السّلحوت عددا من الرّوايات للفتيان، وعددا من قصص الأطفال هذه تاسعتها. ومن المعلوم أيضا أنّ قصص الأطفال لديه قصص هادفة تأخذ المنحى التّربويّ الخالص، وباقي القيم من ترفيه ولغة وغيرها تأتي تبعا لهذا الهدف الكبير. غير أنّه في هذه القصّة بدا ناقدا مجتمعيّا، وهذا من الأساليب التربويّة المؤثّرة، فالقصّة وإن كانت موجّهة للأطفال، إلا أنّ فيها نقدا عظيما لتلك الظّاهرة الخطيرة التي يعانيها مجتمعنا، وهي إطلاق المفرقعات النّاريّة أو إطلاق الرّصاص الحيّ في كلّ مناسبة فرح، ولعلّ أكثر المناسبات التي تطلق فيها هذه المرفقعات أو الرّصاص هي الاحتفاء أو الاحتفال بنجاحات الثّانويّة العامّة، وهي من أكثر المناسبات التي تقع فيها الضّحايا، من قتل أو جرح أو حرق، فالقصّة جاءت ناقدة لهذه الظّاهرة وناهية عنها إذ تناولت إحدى نتائجها، وهي بتر أصابع الطّفل رائد ابن التّسع السّنوات، الإبهام والسّبّابة والوسطى، الطّفل الذي كلّفته أمّه بإطلاق المفرقعات لنجاح أخيه زيد في الثّانويّة، وقد صوّر فيها الكاتب جهل الأمّ واستهتارها، وكان الكاتب ناقدا في سخرية لاذعة لمّا أشار على لسان الأمّ بأنّ معدّل ابنها الذي اقتضى الزّغاريد وإطلاق المفرقعات وبتر أصابع أخيه الطّفل الصّغير هو خمس وخمسون درجة (علامة) من المائة، وهذه ظاهرة محسوسة ملموسة في أنّ أكثر النّاس مبالغة في الاحتفال بالنّجاح هم أصحاب المعدّلات المتدنّية. وكان الكاتب زاجرا مخوّفا من مثل هذه التصرّفات لمّا ختم قصّته بسؤال الطّفل رائد لأمّه: " هل ستنبت لي أصابع جديدة...؟"، سؤال من طفل بريء يتفطّر له قلب الأمّ، وكأنّه يوجّه للوالدين أيضا. وكذلك إشارته أنّ النّاس في البلدة يحتفلون بالنّجاحات وزيد وأمّه وأبوه في المشفى يبكون. القصّة قصيرة تناسب سنّ الطّفل وقدرته الزّمنيّة في القراءة أو الاستماع، وهي مكثّفة لا نجد فيها حدثا أو عبارة أو إشارة زائدة عن الغرض والمقصود، فتحصر ذهن الطّفل في الحدث والفكرة. وجاءت لغتها سهلة في الدّلالة والتّراكيب، وفيها أساليب لغويّة نافعة لائقة بمستوى الأطفال. ولو عدنا للعنوان لوجدناه يحمل مضمون القصّة، وهذه فنّيّة محسوبة لصاحبها، إذ يفهم منه أنّ هناك فرحا ينتهي بحزن وألم، والحقّ أنّ هذه القصّة تصلح نواة لقصّة قصيرة للفتيان وللكبار أيضا. وهناك ظواهر سلبيّة كثيرة يجب أن نربّي أطفالنا على نبذها. ولا ننسى تميّز القصّة بالتّنسيق والصّور وجمال الألوان وتناسقها مع الأحداث. ولا يسعني إلا أن أبارك لأديبنا أديب القدس هذا العمل النّافع، فدمت ودام عطاؤك. القدس 30/11/2020 ......
#زغرودة
#ودماء
#تنقد
#ظاهرة
#الطخطخة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=700789
الحوار المتمدن
محمد موسى عويسات - قصة زغرودة ودماء تنقد ظاهرة الطخطخة
محمد موسى عويسات : قراءة في رواية اليتيمة للروائيّ المقدسيّ جميل السّلحوت
#الحوار_المتمدن
#محمد_موسى_عويسات العزوبيّة ولا الزّيجة الرّديّة" "العزوبيّة ولا الزيجة الرّديّة" مثل شعبيّ متداول في بيئتنا المقدسيّة والفلسطينيّة وأظنّ أنّه متداول في بلاد عربيّة أخرى، فيه حكمة كبيرة، وهو صادر عن تجربة ومجرّب، يحمل دلالات كثيرة أهمّها أنّ من الزّواج ما يخالف المقصود السّامي للزّواج فيكون كارثة على الزّوجين أو أحدهما، فلا تتحقّق الغاية منه وهو السّكن والطّمأنينة، وبناء اللّبنة الأولى في المجتمع وهي الأسرة القويمة، وفيه أيضا أنّ هناك من كلا الطّرفين من لا يحسن الاختيار، ولا يتحقّق من أهليّة شريك الحياة والصّاحب فيها، ويتعجّل في الزّواج لمجرّد الزّواج، ومن طرف خفيّ يعكس المثل عقليّة أو خلق غير سويّ وهو الغشّ الذي يمارسه أحد الأطراف من المتقدّمين للزّواج أو أوليائهم في إخفاء عيوب أبنائهم أو عدم صلاحهم للزّواج، ومنه أيضا اغترار أحد الأطراف بمظهر المتقدّم للزواج وشكله وماله، وإغفال مخبره وعقله وخلقه، فيكون الشّاب أو الفتاة ضحيّة في هذه الزّيجة، التي تنتهي إلى الإخفاق وضياع الأولاد إذا ما كان الإنجاب، كلّ هذه وغيرها هي محور الرّواية (اليتيمة) للأديب الرّوائي المقدسيّ جميل السلحوت التي صدرت هذا العام في مطلع شهر تموز 2021عن مكتبة كل شيء في حيفا، هذه الرّواية التي تعدّ الثالثة بعد روايتيْ (ولادة من الخاصرة) و (المطلّقة) اللّتين تناولتا المرأة في دائرة الزّواج والطّلاق، فهما في موضوع واحد، غير أنّ الشّخصيات قد اختلفت في هذه الثالثة أي (اليتيمة)، وقد امتازت الرّوايات الثلاثة بواقعيّة شديدة، حتى كأنّ القارئ يقول هذه قصّة حصلت في القريّة الفلانيّة، أو في الحيّ الفلانيّ، أو في الأسرة الفلانيّة، وهكذا كانت تلك الرّوايات نقلا لصور حيّة للعلاقات الزّوجيّة، ربّما يكون الكاتب استوحاها من مشاهداته ومن تجاربه الشّخصيّة في حلّ المشاكل المجتمعيّة والاجتماعيّة. والكاتب في هذه الرّواية وكما هو في سابقتيها ينقل عقليّة تسيطر على مجتمعنا كوّنتها عادات وتقاليد خاطئة بعيدة عن الدّين القويم وأحكامه السّمحة، وعمّا يقتضيه العقل السّليم والفطرة القويمة في العلاقة بين الرجل والمرأة قبل الزّواج وبعد الزّواج، وهذه العقليّة ليست هي ظلما يقع من الرّجل على المرأة، أي ليست عقليّة ذكوريّة، بقدر ما هي عقليّة مجتمعيّة يشترك فيها الرّجال والنّساء على حدّ سواء، فعبير الفتاة اليتيمة قد اشترك في مأساتها أطراف عديدة، من أخيها الذي عَنى لإرادة زوجته الجديدة التي هي ابنة خالة مهيب، واشتركت فيها أمّ عبير التي اغترّت بمنظر مهيب في صورة فوتوغرافيّة، فوافقت على زواج عبير منه دون التحقّق من شخصيّته، واشتركت في هذه الجريمة أمّ مهيب بل والده أيضا، اللّذان أخفيا حقيقة ابنهما المريض نفسيّا، ولا ننسى زوجة عزيز أخي عبير، وربّما يكون الجدّ أوعى تلك الأطراف، ولكنّه أبدى ضعفا وعجزا عن الاستدراك على هذه الزّيجة. ونرى الرّواية ومن خلال نسائها تبرز عقدة الزّواج، فهمّ الأمّهات الأول وقبل التّعليم سواء للأبناء أو البنات، هو زواجهم، واختيار القرين المناسب، وفي الزّوج المناسب أو الزّوجة المناسبة يطغى معيار الجمال والأناقة، وهنا تبرز قضية أسمّيها (التّطريق)، وهي تنبيه الفتى أو الفتاة للزّواج وإثارته في النّفس ودفعه له دفعا، وجعله أمرا حثيثا وأولى الأولوليّات حتى وإن لم يكونا مهيّئين له نفسيّا أو ماديّا، فعلى سبيل المثال اضطر عزيز بعد أن ألحّ عليه جدّه وأمّه لاختيار زوجة، أن يتوهّم أن زميلته في الجامعة تحبّه وأنّها توافق على الزواج منه رغم قصر اللقاء، وكانت الصّدمة أنّها مخطوبة لشخص آخر ومقبلا على الزواج، وكذلك التدخّل المباشر في ......
#قراءة
#رواية
#اليتيمة
#للروائيّ
#المقدسيّ
#جميل
#السّلحوت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724845
#الحوار_المتمدن
#محمد_موسى_عويسات العزوبيّة ولا الزّيجة الرّديّة" "العزوبيّة ولا الزيجة الرّديّة" مثل شعبيّ متداول في بيئتنا المقدسيّة والفلسطينيّة وأظنّ أنّه متداول في بلاد عربيّة أخرى، فيه حكمة كبيرة، وهو صادر عن تجربة ومجرّب، يحمل دلالات كثيرة أهمّها أنّ من الزّواج ما يخالف المقصود السّامي للزّواج فيكون كارثة على الزّوجين أو أحدهما، فلا تتحقّق الغاية منه وهو السّكن والطّمأنينة، وبناء اللّبنة الأولى في المجتمع وهي الأسرة القويمة، وفيه أيضا أنّ هناك من كلا الطّرفين من لا يحسن الاختيار، ولا يتحقّق من أهليّة شريك الحياة والصّاحب فيها، ويتعجّل في الزّواج لمجرّد الزّواج، ومن طرف خفيّ يعكس المثل عقليّة أو خلق غير سويّ وهو الغشّ الذي يمارسه أحد الأطراف من المتقدّمين للزّواج أو أوليائهم في إخفاء عيوب أبنائهم أو عدم صلاحهم للزّواج، ومنه أيضا اغترار أحد الأطراف بمظهر المتقدّم للزواج وشكله وماله، وإغفال مخبره وعقله وخلقه، فيكون الشّاب أو الفتاة ضحيّة في هذه الزّيجة، التي تنتهي إلى الإخفاق وضياع الأولاد إذا ما كان الإنجاب، كلّ هذه وغيرها هي محور الرّواية (اليتيمة) للأديب الرّوائي المقدسيّ جميل السلحوت التي صدرت هذا العام في مطلع شهر تموز 2021عن مكتبة كل شيء في حيفا، هذه الرّواية التي تعدّ الثالثة بعد روايتيْ (ولادة من الخاصرة) و (المطلّقة) اللّتين تناولتا المرأة في دائرة الزّواج والطّلاق، فهما في موضوع واحد، غير أنّ الشّخصيات قد اختلفت في هذه الثالثة أي (اليتيمة)، وقد امتازت الرّوايات الثلاثة بواقعيّة شديدة، حتى كأنّ القارئ يقول هذه قصّة حصلت في القريّة الفلانيّة، أو في الحيّ الفلانيّ، أو في الأسرة الفلانيّة، وهكذا كانت تلك الرّوايات نقلا لصور حيّة للعلاقات الزّوجيّة، ربّما يكون الكاتب استوحاها من مشاهداته ومن تجاربه الشّخصيّة في حلّ المشاكل المجتمعيّة والاجتماعيّة. والكاتب في هذه الرّواية وكما هو في سابقتيها ينقل عقليّة تسيطر على مجتمعنا كوّنتها عادات وتقاليد خاطئة بعيدة عن الدّين القويم وأحكامه السّمحة، وعمّا يقتضيه العقل السّليم والفطرة القويمة في العلاقة بين الرجل والمرأة قبل الزّواج وبعد الزّواج، وهذه العقليّة ليست هي ظلما يقع من الرّجل على المرأة، أي ليست عقليّة ذكوريّة، بقدر ما هي عقليّة مجتمعيّة يشترك فيها الرّجال والنّساء على حدّ سواء، فعبير الفتاة اليتيمة قد اشترك في مأساتها أطراف عديدة، من أخيها الذي عَنى لإرادة زوجته الجديدة التي هي ابنة خالة مهيب، واشتركت فيها أمّ عبير التي اغترّت بمنظر مهيب في صورة فوتوغرافيّة، فوافقت على زواج عبير منه دون التحقّق من شخصيّته، واشتركت في هذه الجريمة أمّ مهيب بل والده أيضا، اللّذان أخفيا حقيقة ابنهما المريض نفسيّا، ولا ننسى زوجة عزيز أخي عبير، وربّما يكون الجدّ أوعى تلك الأطراف، ولكنّه أبدى ضعفا وعجزا عن الاستدراك على هذه الزّيجة. ونرى الرّواية ومن خلال نسائها تبرز عقدة الزّواج، فهمّ الأمّهات الأول وقبل التّعليم سواء للأبناء أو البنات، هو زواجهم، واختيار القرين المناسب، وفي الزّوج المناسب أو الزّوجة المناسبة يطغى معيار الجمال والأناقة، وهنا تبرز قضية أسمّيها (التّطريق)، وهي تنبيه الفتى أو الفتاة للزّواج وإثارته في النّفس ودفعه له دفعا، وجعله أمرا حثيثا وأولى الأولوليّات حتى وإن لم يكونا مهيّئين له نفسيّا أو ماديّا، فعلى سبيل المثال اضطر عزيز بعد أن ألحّ عليه جدّه وأمّه لاختيار زوجة، أن يتوهّم أن زميلته في الجامعة تحبّه وأنّها توافق على الزواج منه رغم قصر اللقاء، وكانت الصّدمة أنّها مخطوبة لشخص آخر ومقبلا على الزواج، وكذلك التدخّل المباشر في ......
#قراءة
#رواية
#اليتيمة
#للروائيّ
#المقدسيّ
#جميل
#السّلحوت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724845
الحوار المتمدن
محمد موسى عويسات - قراءة في رواية (اليتيمة) للروائيّ المقدسيّ جميل السّلحوت