سعيد عطا : ظلاميتهم وظلاميتنا: قرون من الجهل والتخلف وازدراء الإنسان.
#الحوار_المتمدن
#سعيد_عطا جرفتني دروب الحياة ومسالكها هذه المرة لأعيش موقفا فجر كل سواكني ودفعني للتفكير مرغما بعدما قررت أن أخلد للراحة أياما قليلة، فالمسكون بهموم الوطن لا يمكنه أن يستكين لمثل هذه المواقف ولا يمكن أن يمر عليها مر الكرام، موقف عشته وأنا أحتسي قهوتي في مقهى الحي الذي أسكنه كعادتي، لاحظت مجموعات متفرقة على طاولات تلعب لعبة الورق بمختلف أنواعها، غارقة في حسابات الربح والخسارة، في المقابل تلفاز من النوع الرفيع يعرض لصورة الكون التي التقطتها وكالة الفضاء الأمريكية نازا بواسطة مسبارها جيمس ويب من سلالة تلسكوب هابل، لم يعر أحد من الحاضرين اهتماما لهذا المشهد العلمي بل كان الصراخ يتعالى وقهقهات النصر تصل إلى عنان السماء، وأصوات ضربات قاسية على الطاولات تُحْدِتُهَا لكمات أو راحة اليد من فينة لأخرى، مصحوبة بكلمات منتقاة من قاموس ألعاب الورق (أرشم، بواحد، بخمسة، بعشرة، روندة، ترينگة، سويفي، تريو، كوباس، باصدوص)، في هذه اللحظة بالذات كان الرئيس الأمريكي يعلن عن الفتح العظيم في ميدان الفضاء، وكانت الجماعات المنهمكة في لعب الورق تنتشي بنصرها أو تنعت الآخرين بالغش والتدليس، وما بين نصر بايدن ونصر فارس لعبة الورق وجدت نفسي أطرح السؤال: "هل نحن خير أمة أخرجت للناس؟؟؟".ما بين الأمس واليوم تغيرت المشاهد وتحولت الريادة وتبدلت الأدوار، فأوربا التي عاشت عصورها المظلمة عشرة قرون متتالية من القرن الخامس، وبالضبط من سنة 476 م تاريخ سقوط روما على يد القبائل الجرمانية، إلى القرن الخامس عشر إبان سقوط القسطنطينية في 29 ماي 1453م على يد محمد الفاتح، دخلت عصورها المظلمة وتقوقعت على نفسها ضمن نظام اجتماعي اعتمد فئتين اجتماعيتين، النبلاء (ملاكو الأرض) المكونة من السيد والفرسان ورجال الكنيسة، والأقنان الطبقة العاملة في الأرض، واعتمد هذا النظام على ركيزتين أساسيتين اقتصادية وتعتمد على الأرض وتشريعية وتتمثل في الفكر الكنسي الذي كان الفكر المسيطر على جميع فروع المعرفة علمية كانت أم إنسانية أم اجتماعية، فرجل الكنيسة هو وحده المخول في الخوض في التنظير بفلسفة اعتنقتها الكنيسة وجعلتها الفكر الأسما الذي لا يعلو عليه فكر، كانت الفلسفة السكولاستيكية الكنسية تخوض في علوم الدين كما تخوض في علوم الدنيا، وكان العالم والأديب والمؤرخ وعالم الاجتماع وعالم الاقتصاد والطبيب هو رجل الكنيسة بامتياز، وكل قولة أو نظرية تبنتها الكنيسة تصبح نظرية مقدسة لا يمكن لأحد الخروج عليها، ومن يتجرأ على ذلك ينعت بالزندقة والهرطقة والكفر والإلحاد، وهي أحكام جاهزة تؤدي بصاحبها إلى القتل شنقا أو حرقا أو بتر الأيدي أو الأرجل أو الرجم بالحجارة أو السجن أو النفي وهلما جرا من صنوف التعذيب الوحشي الذي كانت الكنيسة تتفنن فيه باحترافية، والتاريخ يحتفظ لنا بعدة أمثلة في هذا الباب، ولعل تغيير فكرة مركزية الأرض بمركزية الشمس والتي جاء بها العالم والفزيائي الألماني يوهانس كيبلر، قلبت المفاهيم الفيزيائية التي كانت تعتمد عليها الكنيسة، ولقد عزز غاليلو هذا الطرح بنظريات جديدة في علم الفلك تقول بدوران الأرض، الشيء الذي جعل الكنيسة تقوم ضده وتحكم عليه بالكفر والإلحاد ليقضي بقية حياته سجينا في بيته بعد أن اعتذر للبابا أربان الثامن علانية وهو جاثم على ركبتيه أمام عرشه، لم يسلم العالم جوردانو برونو من الكنيسة أيضا حينا جاء بفرضية علمية جديدة، وصف الكون من خلالها على أنه لامتناهي أو "لا نهائي" هذه الفرضية العلمية التي جَرَّتْ عليه غضب الكنيسة حيث حاكمته لمدة تقارب ثماني سنوات مع تعذيبه عذابا شديدا لانتزاع اعترافه بعدم صدقية فرضيته، لكن بورون ......
#ظلاميتهم
#وظلاميتنا:
#قرون
#الجهل
#والتخلف
#وازدراء
#الإنسان.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762661
#الحوار_المتمدن
#سعيد_عطا جرفتني دروب الحياة ومسالكها هذه المرة لأعيش موقفا فجر كل سواكني ودفعني للتفكير مرغما بعدما قررت أن أخلد للراحة أياما قليلة، فالمسكون بهموم الوطن لا يمكنه أن يستكين لمثل هذه المواقف ولا يمكن أن يمر عليها مر الكرام، موقف عشته وأنا أحتسي قهوتي في مقهى الحي الذي أسكنه كعادتي، لاحظت مجموعات متفرقة على طاولات تلعب لعبة الورق بمختلف أنواعها، غارقة في حسابات الربح والخسارة، في المقابل تلفاز من النوع الرفيع يعرض لصورة الكون التي التقطتها وكالة الفضاء الأمريكية نازا بواسطة مسبارها جيمس ويب من سلالة تلسكوب هابل، لم يعر أحد من الحاضرين اهتماما لهذا المشهد العلمي بل كان الصراخ يتعالى وقهقهات النصر تصل إلى عنان السماء، وأصوات ضربات قاسية على الطاولات تُحْدِتُهَا لكمات أو راحة اليد من فينة لأخرى، مصحوبة بكلمات منتقاة من قاموس ألعاب الورق (أرشم، بواحد، بخمسة، بعشرة، روندة، ترينگة، سويفي، تريو، كوباس، باصدوص)، في هذه اللحظة بالذات كان الرئيس الأمريكي يعلن عن الفتح العظيم في ميدان الفضاء، وكانت الجماعات المنهمكة في لعب الورق تنتشي بنصرها أو تنعت الآخرين بالغش والتدليس، وما بين نصر بايدن ونصر فارس لعبة الورق وجدت نفسي أطرح السؤال: "هل نحن خير أمة أخرجت للناس؟؟؟".ما بين الأمس واليوم تغيرت المشاهد وتحولت الريادة وتبدلت الأدوار، فأوربا التي عاشت عصورها المظلمة عشرة قرون متتالية من القرن الخامس، وبالضبط من سنة 476 م تاريخ سقوط روما على يد القبائل الجرمانية، إلى القرن الخامس عشر إبان سقوط القسطنطينية في 29 ماي 1453م على يد محمد الفاتح، دخلت عصورها المظلمة وتقوقعت على نفسها ضمن نظام اجتماعي اعتمد فئتين اجتماعيتين، النبلاء (ملاكو الأرض) المكونة من السيد والفرسان ورجال الكنيسة، والأقنان الطبقة العاملة في الأرض، واعتمد هذا النظام على ركيزتين أساسيتين اقتصادية وتعتمد على الأرض وتشريعية وتتمثل في الفكر الكنسي الذي كان الفكر المسيطر على جميع فروع المعرفة علمية كانت أم إنسانية أم اجتماعية، فرجل الكنيسة هو وحده المخول في الخوض في التنظير بفلسفة اعتنقتها الكنيسة وجعلتها الفكر الأسما الذي لا يعلو عليه فكر، كانت الفلسفة السكولاستيكية الكنسية تخوض في علوم الدين كما تخوض في علوم الدنيا، وكان العالم والأديب والمؤرخ وعالم الاجتماع وعالم الاقتصاد والطبيب هو رجل الكنيسة بامتياز، وكل قولة أو نظرية تبنتها الكنيسة تصبح نظرية مقدسة لا يمكن لأحد الخروج عليها، ومن يتجرأ على ذلك ينعت بالزندقة والهرطقة والكفر والإلحاد، وهي أحكام جاهزة تؤدي بصاحبها إلى القتل شنقا أو حرقا أو بتر الأيدي أو الأرجل أو الرجم بالحجارة أو السجن أو النفي وهلما جرا من صنوف التعذيب الوحشي الذي كانت الكنيسة تتفنن فيه باحترافية، والتاريخ يحتفظ لنا بعدة أمثلة في هذا الباب، ولعل تغيير فكرة مركزية الأرض بمركزية الشمس والتي جاء بها العالم والفزيائي الألماني يوهانس كيبلر، قلبت المفاهيم الفيزيائية التي كانت تعتمد عليها الكنيسة، ولقد عزز غاليلو هذا الطرح بنظريات جديدة في علم الفلك تقول بدوران الأرض، الشيء الذي جعل الكنيسة تقوم ضده وتحكم عليه بالكفر والإلحاد ليقضي بقية حياته سجينا في بيته بعد أن اعتذر للبابا أربان الثامن علانية وهو جاثم على ركبتيه أمام عرشه، لم يسلم العالم جوردانو برونو من الكنيسة أيضا حينا جاء بفرضية علمية جديدة، وصف الكون من خلالها على أنه لامتناهي أو "لا نهائي" هذه الفرضية العلمية التي جَرَّتْ عليه غضب الكنيسة حيث حاكمته لمدة تقارب ثماني سنوات مع تعذيبه عذابا شديدا لانتزاع اعترافه بعدم صدقية فرضيته، لكن بورون ......
#ظلاميتهم
#وظلاميتنا:
#قرون
#الجهل
#والتخلف
#وازدراء
#الإنسان.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762661
الحوار المتمدن
سعيد عطا - ظلاميتهم وظلاميتنا: قرون من الجهل والتخلف وازدراء الإنسان.