الكبير الداديسي : تيمة الهجرة والرحيل في رواية قهوة بالحليب على شاطئ الأسود المتوسط
#الحوار_المتمدن
#الكبير_الداديسي للروائي الكبير الداديسي بقلم الدكتورة عائشة جنان إذا توقفنا عند عتبة العنوان يوقفنا معنى كل من المعاناة والسعادة، حيث بدون أحدهما لا يستطيع الانسان تذوق طعم الحياة بكل تجاربها، بطعم كأس قهوة بالحليب، وبينهما يظل الانسان دائم التفكير في غد أفضل، متشبثا بخيوط الأمل، بين أمواج البحر وفضائه الرحب، الذي يتيح مساحة للبحث عن ذاتك، وتفريغ كل الالام التي يمكن أن تحملها، وتسافر عبره مترفعا عن كل ما يشوب الحياة من ألم ومعاناة. وهذا ما يتيحه الابداع أيضا باعتباره يتمخض عن عمق تفكير ورؤيا يرغب الأديب إيصالها إلى القارئ، وخلال قراءة الرواية نتذوق نكهة الجمال عن طريق التخييل الممزوج بالواقع، فتغدو لك الشخصيات أجسادا حية تتحرك بأفكارها ومواقفها، مقدمة بذلك عدة مواضيع بأسلوب جمالي وسردي يتدفق بين ثنايا سطورها، وسأحاول في هذه القراءة تسليط الضوء على تيمة الهجرة والرحيل، وليس بالضرورة أن يكون الرحيل مكانيا، بل يمكن أن يكون فكريا، وروحيا. تحكي الرواية عن شابة سورية تدعى ميادة وشاب افريقي يدعى محمدو، اللذان حاولا الهجرة إلى أوروبا بشكل سري، لكن هدفهما يبوء بالفشل، لتلقي بهما أمواج البحر على شاطئ أحد المدن المغربية، حيث تمنحهما الحياة فرصة ثانية للعيش عكس الكثير من الجثث الغارقة، وهنا يبدأ المحكي عن طريق التذكر بين كل من الشخصيتين، ميادة وهي تسترجع مسار حياتها في موطنها بسوريا بمدينة حماة، و الأحداث التي صاحبتها رفقة أمها وزوجها العسكري وابنتها لمياء، و من الأسباب التي دفعتها إلى التفكير في الهجرة نحو الشمال أي أوروبا، نجد قطع رأس زوجها من لدن العصابات الإرهابية وتعرضها للاغتصاب، " ماذا فعلت لهم ليفعلو بي ذلك.. هرمت قبل الأوان.. اقتنعت أن لا بقاء لي في الشام، وصورة باسل أمام عيني تلاحقني أينما حللت.." ، وهنا يتم التناوب في المحكي بينها وبين محمدو الذي يتذكر بدوره موطنه بساحل العاج وحدث قتل أمه التي قطع رأسها من طرف العصابات،" كان كل ما نطمع فيه من الدنيا أن نحيا بسلام وان نجد قلوبا تحبنا.. قتلت أمي فطعن السلام في قلبي.."، الشيء الذي دفع به إلى الهجرة " كرهت نفسي، كرهت بلادي، انسدت كل الافاق أمام عيني... وفي سرب من الشباب وجدتني كقطيع فيلة متجها نحو الشمال هاربا من نار تلتهم الغابة وما فيها من شجر وحجر وبشر" . وفي محاولة معانقة كل منهما حلم الهجرة إلى أوروبا يجدان بعضهما، فتجمع بينهما علاقة عشق، " أنا وانت نكرتان تأثيرنا ضعيف جدا على حركية العالم، الأبيض والأسود لا وجود لهما في دائرة الألوان، ولكن يمكننا معا تغيير كل الألوان الأخرى" . بتناول الرواية لتيمة الهجرة والرحيل كأساس للمحكي، فهي تمنح القارئ فرصة لمشاركة أبطالها الألم والرحيل والموت، مع انفتاحها على لحظات العشق والحب. ولعل تيمة الهجرة والرحيل قد اتخذت عدة صور: صورة الرحيل عبر المكان: يتجسد في هجرة ميادة من موطنها حماة بسوريا، " في بساتين حماة عشت فراشة كل طفولتي، قبل أن ينتقل والدي إلى البارودية.." ، وهجرة محمدو من موطنه بساحل العاج" فبلادي كلها حديقة مفتوحة ... اليوم أقول أني كنت أعيش حقا حياة لم أقدرها قدرها.." ، "كنت حرا أسبح في نهر بانداما" ، ولعل المكان هنا هو ملاذ للشخصيات تتقاسم أحداثه للتعبير عن مشاعرها للإحساس بالدفىء، رغم ما تعيشه من تشرد وهجرة عن موطن الولادة. باعتباره مكانا يشكل أحد عناصر الفضاء، التي تؤثث السرد داخل الرواية، وبذلك فكل من الشخصيتين، وهما في مخفر الشرطة بالفنيدق، كثيرا ما يتذكران مسقط رأسهما، وهنا يقول كاستون باشلار" وفي مسقط الرأس نعطي أحلامنا م ......
#تيمة
#الهجرة
#والرحيل
#رواية
#قهوة
#بالحليب
#شاطئ
#الأسود
#المتوسط
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722522
#الحوار_المتمدن
#الكبير_الداديسي للروائي الكبير الداديسي بقلم الدكتورة عائشة جنان إذا توقفنا عند عتبة العنوان يوقفنا معنى كل من المعاناة والسعادة، حيث بدون أحدهما لا يستطيع الانسان تذوق طعم الحياة بكل تجاربها، بطعم كأس قهوة بالحليب، وبينهما يظل الانسان دائم التفكير في غد أفضل، متشبثا بخيوط الأمل، بين أمواج البحر وفضائه الرحب، الذي يتيح مساحة للبحث عن ذاتك، وتفريغ كل الالام التي يمكن أن تحملها، وتسافر عبره مترفعا عن كل ما يشوب الحياة من ألم ومعاناة. وهذا ما يتيحه الابداع أيضا باعتباره يتمخض عن عمق تفكير ورؤيا يرغب الأديب إيصالها إلى القارئ، وخلال قراءة الرواية نتذوق نكهة الجمال عن طريق التخييل الممزوج بالواقع، فتغدو لك الشخصيات أجسادا حية تتحرك بأفكارها ومواقفها، مقدمة بذلك عدة مواضيع بأسلوب جمالي وسردي يتدفق بين ثنايا سطورها، وسأحاول في هذه القراءة تسليط الضوء على تيمة الهجرة والرحيل، وليس بالضرورة أن يكون الرحيل مكانيا، بل يمكن أن يكون فكريا، وروحيا. تحكي الرواية عن شابة سورية تدعى ميادة وشاب افريقي يدعى محمدو، اللذان حاولا الهجرة إلى أوروبا بشكل سري، لكن هدفهما يبوء بالفشل، لتلقي بهما أمواج البحر على شاطئ أحد المدن المغربية، حيث تمنحهما الحياة فرصة ثانية للعيش عكس الكثير من الجثث الغارقة، وهنا يبدأ المحكي عن طريق التذكر بين كل من الشخصيتين، ميادة وهي تسترجع مسار حياتها في موطنها بسوريا بمدينة حماة، و الأحداث التي صاحبتها رفقة أمها وزوجها العسكري وابنتها لمياء، و من الأسباب التي دفعتها إلى التفكير في الهجرة نحو الشمال أي أوروبا، نجد قطع رأس زوجها من لدن العصابات الإرهابية وتعرضها للاغتصاب، " ماذا فعلت لهم ليفعلو بي ذلك.. هرمت قبل الأوان.. اقتنعت أن لا بقاء لي في الشام، وصورة باسل أمام عيني تلاحقني أينما حللت.." ، وهنا يتم التناوب في المحكي بينها وبين محمدو الذي يتذكر بدوره موطنه بساحل العاج وحدث قتل أمه التي قطع رأسها من طرف العصابات،" كان كل ما نطمع فيه من الدنيا أن نحيا بسلام وان نجد قلوبا تحبنا.. قتلت أمي فطعن السلام في قلبي.."، الشيء الذي دفع به إلى الهجرة " كرهت نفسي، كرهت بلادي، انسدت كل الافاق أمام عيني... وفي سرب من الشباب وجدتني كقطيع فيلة متجها نحو الشمال هاربا من نار تلتهم الغابة وما فيها من شجر وحجر وبشر" . وفي محاولة معانقة كل منهما حلم الهجرة إلى أوروبا يجدان بعضهما، فتجمع بينهما علاقة عشق، " أنا وانت نكرتان تأثيرنا ضعيف جدا على حركية العالم، الأبيض والأسود لا وجود لهما في دائرة الألوان، ولكن يمكننا معا تغيير كل الألوان الأخرى" . بتناول الرواية لتيمة الهجرة والرحيل كأساس للمحكي، فهي تمنح القارئ فرصة لمشاركة أبطالها الألم والرحيل والموت، مع انفتاحها على لحظات العشق والحب. ولعل تيمة الهجرة والرحيل قد اتخذت عدة صور: صورة الرحيل عبر المكان: يتجسد في هجرة ميادة من موطنها حماة بسوريا، " في بساتين حماة عشت فراشة كل طفولتي، قبل أن ينتقل والدي إلى البارودية.." ، وهجرة محمدو من موطنه بساحل العاج" فبلادي كلها حديقة مفتوحة ... اليوم أقول أني كنت أعيش حقا حياة لم أقدرها قدرها.." ، "كنت حرا أسبح في نهر بانداما" ، ولعل المكان هنا هو ملاذ للشخصيات تتقاسم أحداثه للتعبير عن مشاعرها للإحساس بالدفىء، رغم ما تعيشه من تشرد وهجرة عن موطن الولادة. باعتباره مكانا يشكل أحد عناصر الفضاء، التي تؤثث السرد داخل الرواية، وبذلك فكل من الشخصيتين، وهما في مخفر الشرطة بالفنيدق، كثيرا ما يتذكران مسقط رأسهما، وهنا يقول كاستون باشلار" وفي مسقط الرأس نعطي أحلامنا م ......
#تيمة
#الهجرة
#والرحيل
#رواية
#قهوة
#بالحليب
#شاطئ
#الأسود
#المتوسط
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722522
الحوار المتمدن
الكبير الداديسي - تيمة الهجرة والرحيل في رواية قهوة بالحليب على شاطئ الأسود المتوسط