داود السلمان : ما هي الرسالة التي أراد ايصالها دوستويفسكي في المقامر
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان يعالج الكاتب في هذه الرواية "المقامر" قضية اجتماعية اخلاقية، ربما ما هي من اعقد القضايا التي تصب في هذا الاطار؛ الا وهي قضية القمار. المشكلة هذه، تسبب ضياع محدق بالإنسان المقامر، وذلك يتمثل في ادمانه على القمار الذي لا يقل شأنا عن ادمان الحشيشة او غير ذلك، وبالتالي يفضي هذا الادمان الى ضياع مستقبل المدمن و هدر ممتلكاته ونقوده في لمحة البصر. وليس من السهولة واليسر أن يتخلص المدمن من هذه الظاهرة المقيتة، الا بالإصرار وشق الانفس. ثم أن دوستويفسكي يريد أن يقول - في روايته هذه - أن القمار وادمانه ليس مختصًا لدى معاشر الرجال فحسب، بل تعداه الى النساء ايضًا حيث بلغنّ شأوا ملحوظًا في هذا المضمار، فهذه السيدة أنطونين فاسيليفنا، الملقبة بالجدة قد ادمنت القمار هي الاخرى وقامرت بمبالغ كثيرة، حتى خسرتها في ليلة وضحاها، وذلك بانتقام من ابن زوجها من امرأة أخرى، حتى بالتالي لا يرثها، وهي الاخرى ندمت على ذلك الفعل بعد الخسارة التي منيت بها، واستغفرت ذنبها، لكن بعد فوات الاوان، حتى تركت المدينة وسافرت الى فرنسا، دوستويفسكي، يعالجها اخلاقيا، قبل كل شيء، كونه فيلسوف اخلاق علاوة على أنه اديب، كما نوهنا اكثر من مرة، فهو لا يقل أهمية عن اسبينوزا وكانت أو شوبنهور. يقول دوستويفسكي: "لعل نفس الانسان، بعد أن تعاني مثل هذا العدد الكبير من إحساسات، لا تنتهي من الشبع منها، بل تحتاج وتطلب المزيد من إحساسات جديدة ما تنفك تعنف، الى أن تصل الى درجة الانهاك". (المقامر: ص 165) المقامر مريض نفسيًا يحتاج لمن يعالجه ويخلصه من هذا المرض الى اوصله الى الادمان والضياع معًا. و دوستويفسكي هو المعالج الحقيقي لهذا المريض، لأنه محلل نفسي، كما صرح فرويد موجد علم التحليل النفسي. فصور هذا الروائي حالات شخوصه في هذه الرواية، فدخل في اعماقهم النفسية، واظهر حالة المقامر وهو يقامر بنقوده وممتلكاته، وكيف تظهر حالته النفسية من شد اعصاب ومن انقباض وسرعة دقات قلبه وهو يقوم بعملية اللعب والمقامرة. ويظهر من خلال السرد والاجواء التي تحيط بأحداث الرواية، إن في هذه الرواية ثمة جانب كبير من حياة دوستويفسكي موجودة داخل هذه الاحداث، وقد كان الكاتب يصف جانب مهم من جوانب حياته، لأن دوستويفسكي كان مدمن على القمار، حتى خسر مبالغ طائلة مما كان يمتلك، وبعد جهد جهيد استطاع أن يتخلص من القمار، ويعيش حياته الطبيعية."رب خاطر هو أقرب الى الخواطر منها الى الجنون، وادناها الى الاستحالة، يبلغ من قوة رسوخه في الفكر أن المرء يخاله ممكن التحقيق، حتى اذا كان هذا الخاطر مرتبطا برغبة قوية ملتهبة جامحة اعتقد المرء اخيرا أنه امر حتمي، ضروري، فرضه القدر منذ الازل، امر لا يمكن الا أن يكون، ولا يمكن الا أن يحدث! وربما كان ههنا شيء اكثر من ذلك: ربما كان ههنا مزيج من نبوءات يسنها المرء، من جهد خارق تبذله الارادة، ومن خيال سمم المرء به نفسه بنفسه، ومن اشياء أخرى". (المقامر: ص 159) الرواية تقع في 206 صفحات من القطع المتوسط، وقام بالترجمة سامي الدروبي. فالمقامر رواية ممتعة تستحق القراءة والتضحية بالوقت، وقد قرأتها للمرة الثانية. فثمة رسالة أراد الكاتب أن يصلها الى القراء، وهي أن ادمان القمار حالة ليست بالإنسانية، ولا هي في شيء من الاخلاق، وقد وصلت رسالته. ......
#الرسالة
#التي
#أراد
#ايصالها
#دوستويفسكي
#المقامر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730538
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان يعالج الكاتب في هذه الرواية "المقامر" قضية اجتماعية اخلاقية، ربما ما هي من اعقد القضايا التي تصب في هذا الاطار؛ الا وهي قضية القمار. المشكلة هذه، تسبب ضياع محدق بالإنسان المقامر، وذلك يتمثل في ادمانه على القمار الذي لا يقل شأنا عن ادمان الحشيشة او غير ذلك، وبالتالي يفضي هذا الادمان الى ضياع مستقبل المدمن و هدر ممتلكاته ونقوده في لمحة البصر. وليس من السهولة واليسر أن يتخلص المدمن من هذه الظاهرة المقيتة، الا بالإصرار وشق الانفس. ثم أن دوستويفسكي يريد أن يقول - في روايته هذه - أن القمار وادمانه ليس مختصًا لدى معاشر الرجال فحسب، بل تعداه الى النساء ايضًا حيث بلغنّ شأوا ملحوظًا في هذا المضمار، فهذه السيدة أنطونين فاسيليفنا، الملقبة بالجدة قد ادمنت القمار هي الاخرى وقامرت بمبالغ كثيرة، حتى خسرتها في ليلة وضحاها، وذلك بانتقام من ابن زوجها من امرأة أخرى، حتى بالتالي لا يرثها، وهي الاخرى ندمت على ذلك الفعل بعد الخسارة التي منيت بها، واستغفرت ذنبها، لكن بعد فوات الاوان، حتى تركت المدينة وسافرت الى فرنسا، دوستويفسكي، يعالجها اخلاقيا، قبل كل شيء، كونه فيلسوف اخلاق علاوة على أنه اديب، كما نوهنا اكثر من مرة، فهو لا يقل أهمية عن اسبينوزا وكانت أو شوبنهور. يقول دوستويفسكي: "لعل نفس الانسان، بعد أن تعاني مثل هذا العدد الكبير من إحساسات، لا تنتهي من الشبع منها، بل تحتاج وتطلب المزيد من إحساسات جديدة ما تنفك تعنف، الى أن تصل الى درجة الانهاك". (المقامر: ص 165) المقامر مريض نفسيًا يحتاج لمن يعالجه ويخلصه من هذا المرض الى اوصله الى الادمان والضياع معًا. و دوستويفسكي هو المعالج الحقيقي لهذا المريض، لأنه محلل نفسي، كما صرح فرويد موجد علم التحليل النفسي. فصور هذا الروائي حالات شخوصه في هذه الرواية، فدخل في اعماقهم النفسية، واظهر حالة المقامر وهو يقامر بنقوده وممتلكاته، وكيف تظهر حالته النفسية من شد اعصاب ومن انقباض وسرعة دقات قلبه وهو يقوم بعملية اللعب والمقامرة. ويظهر من خلال السرد والاجواء التي تحيط بأحداث الرواية، إن في هذه الرواية ثمة جانب كبير من حياة دوستويفسكي موجودة داخل هذه الاحداث، وقد كان الكاتب يصف جانب مهم من جوانب حياته، لأن دوستويفسكي كان مدمن على القمار، حتى خسر مبالغ طائلة مما كان يمتلك، وبعد جهد جهيد استطاع أن يتخلص من القمار، ويعيش حياته الطبيعية."رب خاطر هو أقرب الى الخواطر منها الى الجنون، وادناها الى الاستحالة، يبلغ من قوة رسوخه في الفكر أن المرء يخاله ممكن التحقيق، حتى اذا كان هذا الخاطر مرتبطا برغبة قوية ملتهبة جامحة اعتقد المرء اخيرا أنه امر حتمي، ضروري، فرضه القدر منذ الازل، امر لا يمكن الا أن يكون، ولا يمكن الا أن يحدث! وربما كان ههنا شيء اكثر من ذلك: ربما كان ههنا مزيج من نبوءات يسنها المرء، من جهد خارق تبذله الارادة، ومن خيال سمم المرء به نفسه بنفسه، ومن اشياء أخرى". (المقامر: ص 159) الرواية تقع في 206 صفحات من القطع المتوسط، وقام بالترجمة سامي الدروبي. فالمقامر رواية ممتعة تستحق القراءة والتضحية بالوقت، وقد قرأتها للمرة الثانية. فثمة رسالة أراد الكاتب أن يصلها الى القراء، وهي أن ادمان القمار حالة ليست بالإنسانية، ولا هي في شيء من الاخلاق، وقد وصلت رسالته. ......
#الرسالة
#التي
#أراد
#ايصالها
#دوستويفسكي
#المقامر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730538
الحوار المتمدن
داود السلمان - ما هي الرسالة التي أراد ايصالها دوستويفسكي في (المقامر)