الطاهر المعز : السياحة، انعكاس العلاقات غير المتكافئة
#الحوار_المتمدن
#الطاهر_المعز عن السياحة، سنة 2022يتأهّبُ السائحون الأجانب لاجتياح (أو غَزْو) شواطئ بعض البلدان العربية كالمغرب وتونس ومصر، خلال فصل الصّيف، فصل العُطلة السنوية لأُجَراء أوروبا، ما يرفع أسعار الأسماك والخضار والفواكه، ويحرم المواطنين المَحَلِّيِّين من شواطئ وإنتاج بلادهم، فضلا عن التّلوث والإهانات اليومية للعاملين وللمواطنين، وتدنيس المواقع الأثَرِيّة... تتوقع منظمة السياحة العالمية نموًا بنسبة 130% في عدد السياح الدوليين بين سنة 2021 (عام انتشار جائحة كوفيد -19) وسنة 2022، لكن الدول الصناعية (الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا واليونان ، إلخ) هي التي تستقبل أكبر عدد من السائحين الأجانب، وتحقق بذلك أفضل الإيرادات، وتَرَاوَحَ ارتفاع عمليات الحجز لغرف الفنادق، بنهاية شهر نيسان/ابريل 2022، في الدول الصناعية المتطورة بنسبٍ تتراوح بين 25% و 35%، مقارنة بعام 2019، العام الذي سبق الوباء، ويتميز السائحون في هذه البلدان بأنهم من الشرائح العُليا للفئات المتوسطة، أو من الأثرياء، بحُكم ارتفاع تكاليف الإقامة والنقل وارتفاع أسعار الطعام والهدايا ومعلوم زيارة المتاحف ( ومعظم محتوياتها مَسْرُوقة من البُلدان الفقيرة) والمواقع الأثرية، وارتفاع تكاليف العيش، بشكل عام. أما السياحة في البلدان الفقيرة (المغرب، تونس، مصر، إلخ) فهي "سياحة جماعية" (" mass tourism " )، سياحة رخيصة للأوروبيين الأقل أجراً والشرائح الدّنْيا من البرجوازية الصغيرة، الذين يختارون الوجهة الأقل تكلفة، ويأتون كمجموعة، للإقامة فترة أسبوع أو أسبوعَيْن على أقصى تقدير، ولا ينفقون شيئًا في المغرب أو تونس أو مصر، وتهيمن على هذا الصنف من السياحة شركات متعددة الجنسيات، تُشْرِف وكالاتها الأوروبية على مجموع الحجوزات، وتقبض ثمن الإقامة مُسبقًا، وتمارس ضغوطًا على فنادق الدّول العربية أو تايلند أو جمهورية الدومينكان، وغيرها من البلدان السياحية الفقيرة والتّابعة، لخفض أسعار الإقامة وبالتالي زيادة أرباح هذه الشركات، بفعل الإفراط في استغلال موارد وعُمّال ومُنتجي البلدان الفقيرة ...يُعرَّف "السائح"، في الأدبيات النقدية، بأنه "أحمق"، أو "خروف" خاضع لصناعة لا تقدم سوى الأوهام، بخلاف "المُسافر" وهو الشخص الذي يختار المناطق التي يزورها، بعناية وبوعْيٍ وبضمير مرتاح ، بحسب جان ديدييه أوربان.في وقت مبكر، ومنذ العام 1842 ، تم تعريف السياحة على النحو التالي:السائحون هم من يسافرون عبر دول أجنبية، بدافع الفضول أو الكسل، وهم لا يزورون سوى البلدان التي لا يزورها مواطنوهم، وهو حال الإنغليز في فرنسا وسويسرا وإيطاليا، بحسب قاموس الأكاديمية الفرنسيةفي العام 1866، تطوّر تعريف السائح ليصبح: " هو عادة شخص ينتمي إلى الطبقات الثرية، ولشعوب معينة، وهو يقضي جزءًا من حياته خارج بلاده، ما يجعل السياحة من العادات الخاصة بالأرستقراطية الإنغليزية..." كتب جان ميستلر (1897-1988):"السياحة هي صناعة نقل الأشخاص الذين سيكونون أفضل حالًا حيث هم، إلى الأماكن التي ستكون أفضل حالًا بدونهم. » ......
#السياحة،
#انعكاس
#العلاقات
#المتكافئة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761881
#الحوار_المتمدن
#الطاهر_المعز عن السياحة، سنة 2022يتأهّبُ السائحون الأجانب لاجتياح (أو غَزْو) شواطئ بعض البلدان العربية كالمغرب وتونس ومصر، خلال فصل الصّيف، فصل العُطلة السنوية لأُجَراء أوروبا، ما يرفع أسعار الأسماك والخضار والفواكه، ويحرم المواطنين المَحَلِّيِّين من شواطئ وإنتاج بلادهم، فضلا عن التّلوث والإهانات اليومية للعاملين وللمواطنين، وتدنيس المواقع الأثَرِيّة... تتوقع منظمة السياحة العالمية نموًا بنسبة 130% في عدد السياح الدوليين بين سنة 2021 (عام انتشار جائحة كوفيد -19) وسنة 2022، لكن الدول الصناعية (الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا واليونان ، إلخ) هي التي تستقبل أكبر عدد من السائحين الأجانب، وتحقق بذلك أفضل الإيرادات، وتَرَاوَحَ ارتفاع عمليات الحجز لغرف الفنادق، بنهاية شهر نيسان/ابريل 2022، في الدول الصناعية المتطورة بنسبٍ تتراوح بين 25% و 35%، مقارنة بعام 2019، العام الذي سبق الوباء، ويتميز السائحون في هذه البلدان بأنهم من الشرائح العُليا للفئات المتوسطة، أو من الأثرياء، بحُكم ارتفاع تكاليف الإقامة والنقل وارتفاع أسعار الطعام والهدايا ومعلوم زيارة المتاحف ( ومعظم محتوياتها مَسْرُوقة من البُلدان الفقيرة) والمواقع الأثرية، وارتفاع تكاليف العيش، بشكل عام. أما السياحة في البلدان الفقيرة (المغرب، تونس، مصر، إلخ) فهي "سياحة جماعية" (" mass tourism " )، سياحة رخيصة للأوروبيين الأقل أجراً والشرائح الدّنْيا من البرجوازية الصغيرة، الذين يختارون الوجهة الأقل تكلفة، ويأتون كمجموعة، للإقامة فترة أسبوع أو أسبوعَيْن على أقصى تقدير، ولا ينفقون شيئًا في المغرب أو تونس أو مصر، وتهيمن على هذا الصنف من السياحة شركات متعددة الجنسيات، تُشْرِف وكالاتها الأوروبية على مجموع الحجوزات، وتقبض ثمن الإقامة مُسبقًا، وتمارس ضغوطًا على فنادق الدّول العربية أو تايلند أو جمهورية الدومينكان، وغيرها من البلدان السياحية الفقيرة والتّابعة، لخفض أسعار الإقامة وبالتالي زيادة أرباح هذه الشركات، بفعل الإفراط في استغلال موارد وعُمّال ومُنتجي البلدان الفقيرة ...يُعرَّف "السائح"، في الأدبيات النقدية، بأنه "أحمق"، أو "خروف" خاضع لصناعة لا تقدم سوى الأوهام، بخلاف "المُسافر" وهو الشخص الذي يختار المناطق التي يزورها، بعناية وبوعْيٍ وبضمير مرتاح ، بحسب جان ديدييه أوربان.في وقت مبكر، ومنذ العام 1842 ، تم تعريف السياحة على النحو التالي:السائحون هم من يسافرون عبر دول أجنبية، بدافع الفضول أو الكسل، وهم لا يزورون سوى البلدان التي لا يزورها مواطنوهم، وهو حال الإنغليز في فرنسا وسويسرا وإيطاليا، بحسب قاموس الأكاديمية الفرنسيةفي العام 1866، تطوّر تعريف السائح ليصبح: " هو عادة شخص ينتمي إلى الطبقات الثرية، ولشعوب معينة، وهو يقضي جزءًا من حياته خارج بلاده، ما يجعل السياحة من العادات الخاصة بالأرستقراطية الإنغليزية..." كتب جان ميستلر (1897-1988):"السياحة هي صناعة نقل الأشخاص الذين سيكونون أفضل حالًا حيث هم، إلى الأماكن التي ستكون أفضل حالًا بدونهم. » ......
#السياحة،
#انعكاس
#العلاقات
#المتكافئة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761881
الحوار المتمدن
الطاهر المعز - السياحة، انعكاس العلاقات غير المتكافئة