محمد الأحمد : عن رواية أيام الطالبية – ل عادل سعد
#الحوار_المتمدن
#محمد_الأحمد تفاجأتُ بلغة هذه الرواية، التي لم تعجبني في أول الأمر، ولكن مع توغلي فيها وجدتُ نظاماً ما قررت تتبعه، نظام لغوي يسري بدقة الإشارات ليجعل مني متشوقاً لمعرفة جديّة الأمر، الذي تخوض فيه، فالجديّة في العمل الروائي المعاصر من بين أهم التقانات المهمة التي لم تعدّ تهتمُّ بها أغلب اعلام كتاب الرواية في عالمنا اليوم. حرصت تلك اللغة الحادة على قلب المواجع السردية، لتتحول الى مواجهة مع ضغوطات الفقر المترسب في الأحياء العشوائية، عوالم فيها ضيق يقطع الانفاس متكتل داخل تلك البيوتات الضيقة المختنقة بالتفاصيل اليومية للعوز والضنك، ولا أدري كيف حضر الى ذهني، كاتب رواية "مائة عام من العزلة" الصحافي الذي تخلص من اللغة التقريرية الشفيفة التي كان يكتب بها مقالاته وتغطياته المهنية، ويبتكر تلك اللغة المنبثقة من بعضها، وكأنها جملة واحدة، هنا؛ اشير الى فشل اغلب الكبار من الروائيين المنحدرين من العمل الشاق للصحافي. لقد وجدت نظاماً ابتكره "سعد" ويدخل علينا بأسرتين من ديانتين مختلفتين، متساويتان تحت الهم الشرقي، حكاية محورية وسيلة مهمة تنقل القارئ بتشوّيق ويتلقى منهما شفرات رسالة الرواية.أيام الطالبية رواية قاع عميق من مساحة اجتماعية مسحوقة، تفوح منها رائحة الأزقة الجافة، عالم مزدحم يكاد ان يكون عصياً ولن يغطيه الا جنس الرواية، مهمة الرواية ان تغطي مساحة أناس يعيشون بين أقسى الاقواس نفياً، وعزلة. وتقربهم لنا كاميرا سردية، بالغة الذكاء- اصفها باللغة القاسية- لأنها تختصر، كي تدخل الى عمق العمق.. تكشف عن ذلك التفاعل العجيب الذي أدى الى دعم (ثورة 25 يناير)، ونجاح تلك اللغة السردية في القبض التام على صور متحركة سريعة لعارف يقيس تلك المسافة الفنية ما بين الرواية والواقع... انها تذكرني بالكاميرا التكنولوجية التي كان "محمد خان" يستخدمها في معظم أفلامه المهمة.. تقريبا 365 صفحة من القطع المتوسط كادت ان تساوي مقطوعة موسيقية تملأ الأذن والذهن.. فصولها (نادية- صديق- زينات- عوض) تترى منها الصور عن تفاصيل إحداهما تقودها امرأة مسيحية مات زوجها، واستولى الأقارب على ميراثه، والثانية ذهبت لتخبر زوجها في المعتقل بأنها ستبيع جسدها للإنفاق على الأولاد، وتنصحه بأن يطلقها بعد ان باتت جائعة بسبب جهاده في أفغانستان... إيقاع سريع، مثل النزول الى منحدر أجبر الجميع على العمل بعد ان تبددت المدخرات وبيعت الأثاث والانتقال للسكن في بيت متهالك في عشوائية تعجّ ناس سبقهم النحس وجعلهم بلطجية وتجار مخدرات، ودعارة.. الخ. ......
#رواية
#أيام
#الطالبية
#عادل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767381
#الحوار_المتمدن
#محمد_الأحمد تفاجأتُ بلغة هذه الرواية، التي لم تعجبني في أول الأمر، ولكن مع توغلي فيها وجدتُ نظاماً ما قررت تتبعه، نظام لغوي يسري بدقة الإشارات ليجعل مني متشوقاً لمعرفة جديّة الأمر، الذي تخوض فيه، فالجديّة في العمل الروائي المعاصر من بين أهم التقانات المهمة التي لم تعدّ تهتمُّ بها أغلب اعلام كتاب الرواية في عالمنا اليوم. حرصت تلك اللغة الحادة على قلب المواجع السردية، لتتحول الى مواجهة مع ضغوطات الفقر المترسب في الأحياء العشوائية، عوالم فيها ضيق يقطع الانفاس متكتل داخل تلك البيوتات الضيقة المختنقة بالتفاصيل اليومية للعوز والضنك، ولا أدري كيف حضر الى ذهني، كاتب رواية "مائة عام من العزلة" الصحافي الذي تخلص من اللغة التقريرية الشفيفة التي كان يكتب بها مقالاته وتغطياته المهنية، ويبتكر تلك اللغة المنبثقة من بعضها، وكأنها جملة واحدة، هنا؛ اشير الى فشل اغلب الكبار من الروائيين المنحدرين من العمل الشاق للصحافي. لقد وجدت نظاماً ابتكره "سعد" ويدخل علينا بأسرتين من ديانتين مختلفتين، متساويتان تحت الهم الشرقي، حكاية محورية وسيلة مهمة تنقل القارئ بتشوّيق ويتلقى منهما شفرات رسالة الرواية.أيام الطالبية رواية قاع عميق من مساحة اجتماعية مسحوقة، تفوح منها رائحة الأزقة الجافة، عالم مزدحم يكاد ان يكون عصياً ولن يغطيه الا جنس الرواية، مهمة الرواية ان تغطي مساحة أناس يعيشون بين أقسى الاقواس نفياً، وعزلة. وتقربهم لنا كاميرا سردية، بالغة الذكاء- اصفها باللغة القاسية- لأنها تختصر، كي تدخل الى عمق العمق.. تكشف عن ذلك التفاعل العجيب الذي أدى الى دعم (ثورة 25 يناير)، ونجاح تلك اللغة السردية في القبض التام على صور متحركة سريعة لعارف يقيس تلك المسافة الفنية ما بين الرواية والواقع... انها تذكرني بالكاميرا التكنولوجية التي كان "محمد خان" يستخدمها في معظم أفلامه المهمة.. تقريبا 365 صفحة من القطع المتوسط كادت ان تساوي مقطوعة موسيقية تملأ الأذن والذهن.. فصولها (نادية- صديق- زينات- عوض) تترى منها الصور عن تفاصيل إحداهما تقودها امرأة مسيحية مات زوجها، واستولى الأقارب على ميراثه، والثانية ذهبت لتخبر زوجها في المعتقل بأنها ستبيع جسدها للإنفاق على الأولاد، وتنصحه بأن يطلقها بعد ان باتت جائعة بسبب جهاده في أفغانستان... إيقاع سريع، مثل النزول الى منحدر أجبر الجميع على العمل بعد ان تبددت المدخرات وبيعت الأثاث والانتقال للسكن في بيت متهالك في عشوائية تعجّ ناس سبقهم النحس وجعلهم بلطجية وتجار مخدرات، ودعارة.. الخ. ......
#رواية
#أيام
#الطالبية
#عادل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767381
الحوار المتمدن
محمد الأحمد - عن رواية أيام الطالبية – ل عادل سعد