ميرغنى ابشر : رسم الباليرنيا على كوب أمي
#الحوار_المتمدن
#ميرغنى_ابشر المساحة بيضاء ، تحديقات البداية في أفق أعلى لوح الكتابة ، "بابلو بيكاسو" رائد المدرسة التكعيبية في الفن لا يحدد تخطيطات لوحاته مسبقاً، فعل هذا مع أشهر اعماله "الجورنيكا"، "ثلاثة نساء في الربيع"،" بورتريه شخصي في مواجهة الموت"ولدت كلها في لحظات العصف الذهني ، "الباليرينا" راقصة البالية ، الأن إتحد افق التحديق مع خاطرة الفاكرة السارحة ،هاهي أمامي بخطوط رقصها القوية ،رسومات متعددة في اوضاع جمالية مثيرة تتسيد أكواب "الشربات" المتتالية كشريط سينمائي. ولكن في عرض افقي هذه المرة، الأكواب "مرصوصة" في "بترينة" الوالدة العتيقة. إذن فلتكن "ونسة" هذا اليوم عن الباليرينا وفن الرقص، الرسم على الاكواب دقيق تأخذ فيه آثار حركة القدم العنيفة حيزاً مقدراً، لماذا عنيفة؟ لأنه محاولة جمالية قوية لإنطاق الجسد. ما عادت الرسوم بهكذا حرفية ،وتشخيص لتعبيرات فنية وثيمات ثقافية لحضارت الشعوب وإبداعاتها منتشرة على اكواب "العصير" في وقتنا هذا . فأكواب أمي التي تُزينها رسومات "راقصة البالية" جاءتها على ما أذكر هدية من مصر في مطلع الثمانينات، وقتها كانت الجامعات السودانية ترسل طلابها في رحلات علمية خارج البلاد . جلبها اخوها طالب الهندسة المدنية ، الذي أنجز لاحقاً طريق القيادة العامة شبه القوس الجديد الذي ينتهي عند شارة المرور الثانية في شارع "عبيد ختم"، وغيره من الشوارع (الثوابت). في تلك الأعوام كانت مثل هذه المصنوعات منصة وحامل ثقافي لتراث وفنون الشعوب، فهي الإمتداد المعاصر لفخاريات العصور الحجرية ،إذ لم يكن التلفاز حينئذ عابراً للحدود أنما يسري ارضاً لا فضاءا، وما ظهر "النت" بعد. فن البالية ما ولد باسنانه ، لقد كان منذ ثلاثة قرون لغة ميتة بدأ في عهد "بالتازرا بوجوايو" الموسيقار جهير السيرة،الذي ما عنى له رقص البالية سوى تركيبة هندسية تتألف من عدة أشخاص، وبدا فن البالية يخلق لنفسه معنى وينتقل من تراكيب "بوجوايو" الهندسية الفارغة للدلالات والقيم الإنسانية على يد "جورج نوفير" الذي حاول أن يجعل منه رقصاً يعبر عن الحياة بكل عنفوانها ووداعتها . وعلى يد السيدة "مارتا غراهام" بلغ الرقص كمالاته وعبقريته ،فهو عندها (الروح والجسد المنغمسان معاً في تجربة الحياة). وتجربة الحياة هذه لها دلالة وحيدة عند الامريكية"مارتا" التي عدها عالم النفس الألمعي "جاردنر" واحدة من بين المبدعين السبعة الكبار في تاريخ الإنسانية أينشتاين،غاندي، إليوت، فرويد، بيكاسو، ستافينسكي، وصاحبتنا "مارتا غراهام" .قلت أن تجربة الحياة لها دلالة وحيدة عند البادعة الباتعة "مارتا"، ضمنتها مقالتها الشهيرة حين رأت احدى تلميذاتها ترقص، فما راق لها ادائها فإنتهرتها قائلة: ( على المرأة أن ترقص بمهبلها) !!،إذن بما يرقص من يراقص تلميذة السيدة "مارتا"؟ .هذه هي فلسفة صاحبتنا في الرقص ، فلسفة تؤمن بتفسير الحياة على النهج الفرويدي الذي يجعل من كل مشاهد وعناصر الحضارة الإنسانية تمظهرات جنسانية متسامية. "غونترغراس" بادع رائعته "طبل الصفيح"ذائعة الشهرة الالماني الحائز على نوبل في الأدب ، أحسبه الوحيد من بين الكبار الذي جعل بطلة من بطلاته "باليرينا"،"جيني" راقصة البالية بطلة "سنوات الكلاب"، الطفلة الغجرية التى تعلمت الرقص في برلين وكان يصمم لها حبيبها "أمزل" رقصاتها التى تلعب فيها الفزاعات – خيال المآته- دوراً أساسياً. يصف "غراس" فن البالية على هذا النحو: ( أنه فن عديم الجاذبية ، لان العنف وإنكار الاعضاء البليدة واتقان شكل فارغ . كل ذلك يساهم في جمال إنعدام الجاذبية الذي لا يمكن ان يحمل أي اسم) .الا أن توصيف "غراس" هذا ......
#الباليرنيا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722640
#الحوار_المتمدن
#ميرغنى_ابشر المساحة بيضاء ، تحديقات البداية في أفق أعلى لوح الكتابة ، "بابلو بيكاسو" رائد المدرسة التكعيبية في الفن لا يحدد تخطيطات لوحاته مسبقاً، فعل هذا مع أشهر اعماله "الجورنيكا"، "ثلاثة نساء في الربيع"،" بورتريه شخصي في مواجهة الموت"ولدت كلها في لحظات العصف الذهني ، "الباليرينا" راقصة البالية ، الأن إتحد افق التحديق مع خاطرة الفاكرة السارحة ،هاهي أمامي بخطوط رقصها القوية ،رسومات متعددة في اوضاع جمالية مثيرة تتسيد أكواب "الشربات" المتتالية كشريط سينمائي. ولكن في عرض افقي هذه المرة، الأكواب "مرصوصة" في "بترينة" الوالدة العتيقة. إذن فلتكن "ونسة" هذا اليوم عن الباليرينا وفن الرقص، الرسم على الاكواب دقيق تأخذ فيه آثار حركة القدم العنيفة حيزاً مقدراً، لماذا عنيفة؟ لأنه محاولة جمالية قوية لإنطاق الجسد. ما عادت الرسوم بهكذا حرفية ،وتشخيص لتعبيرات فنية وثيمات ثقافية لحضارت الشعوب وإبداعاتها منتشرة على اكواب "العصير" في وقتنا هذا . فأكواب أمي التي تُزينها رسومات "راقصة البالية" جاءتها على ما أذكر هدية من مصر في مطلع الثمانينات، وقتها كانت الجامعات السودانية ترسل طلابها في رحلات علمية خارج البلاد . جلبها اخوها طالب الهندسة المدنية ، الذي أنجز لاحقاً طريق القيادة العامة شبه القوس الجديد الذي ينتهي عند شارة المرور الثانية في شارع "عبيد ختم"، وغيره من الشوارع (الثوابت). في تلك الأعوام كانت مثل هذه المصنوعات منصة وحامل ثقافي لتراث وفنون الشعوب، فهي الإمتداد المعاصر لفخاريات العصور الحجرية ،إذ لم يكن التلفاز حينئذ عابراً للحدود أنما يسري ارضاً لا فضاءا، وما ظهر "النت" بعد. فن البالية ما ولد باسنانه ، لقد كان منذ ثلاثة قرون لغة ميتة بدأ في عهد "بالتازرا بوجوايو" الموسيقار جهير السيرة،الذي ما عنى له رقص البالية سوى تركيبة هندسية تتألف من عدة أشخاص، وبدا فن البالية يخلق لنفسه معنى وينتقل من تراكيب "بوجوايو" الهندسية الفارغة للدلالات والقيم الإنسانية على يد "جورج نوفير" الذي حاول أن يجعل منه رقصاً يعبر عن الحياة بكل عنفوانها ووداعتها . وعلى يد السيدة "مارتا غراهام" بلغ الرقص كمالاته وعبقريته ،فهو عندها (الروح والجسد المنغمسان معاً في تجربة الحياة). وتجربة الحياة هذه لها دلالة وحيدة عند الامريكية"مارتا" التي عدها عالم النفس الألمعي "جاردنر" واحدة من بين المبدعين السبعة الكبار في تاريخ الإنسانية أينشتاين،غاندي، إليوت، فرويد، بيكاسو، ستافينسكي، وصاحبتنا "مارتا غراهام" .قلت أن تجربة الحياة لها دلالة وحيدة عند البادعة الباتعة "مارتا"، ضمنتها مقالتها الشهيرة حين رأت احدى تلميذاتها ترقص، فما راق لها ادائها فإنتهرتها قائلة: ( على المرأة أن ترقص بمهبلها) !!،إذن بما يرقص من يراقص تلميذة السيدة "مارتا"؟ .هذه هي فلسفة صاحبتنا في الرقص ، فلسفة تؤمن بتفسير الحياة على النهج الفرويدي الذي يجعل من كل مشاهد وعناصر الحضارة الإنسانية تمظهرات جنسانية متسامية. "غونترغراس" بادع رائعته "طبل الصفيح"ذائعة الشهرة الالماني الحائز على نوبل في الأدب ، أحسبه الوحيد من بين الكبار الذي جعل بطلة من بطلاته "باليرينا"،"جيني" راقصة البالية بطلة "سنوات الكلاب"، الطفلة الغجرية التى تعلمت الرقص في برلين وكان يصمم لها حبيبها "أمزل" رقصاتها التى تلعب فيها الفزاعات – خيال المآته- دوراً أساسياً. يصف "غراس" فن البالية على هذا النحو: ( أنه فن عديم الجاذبية ، لان العنف وإنكار الاعضاء البليدة واتقان شكل فارغ . كل ذلك يساهم في جمال إنعدام الجاذبية الذي لا يمكن ان يحمل أي اسم) .الا أن توصيف "غراس" هذا ......
#الباليرنيا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=722640
الحوار المتمدن
ميرغنى ابشر - رسم الباليرنيا على كوب أمي