إياد الغفري : محاكمات كوبلنز
#الحوار_المتمدن
#إياد_الغفري بدأت نهاية الأسبوع الماضي محاكمة العقيد المنشق أنور رسلان، ومنشق آخر يدعى إياد غريب في مدينة كوبلنز للدور الذي لعباه في المأساة السورية.التهم الموجهة لهما تتضمن التعذيب الممنهج، الاغتصاب والقتل.الجرائم الموجهة للمدعوين لا تحتاج للإثبات، ويمكن لكل من كان لديه ذرة من عقل أن يتوقع أن ضابط برتبة عقيد في المخابرات السورية لم ينل رتبته لبراعته في تطريز الكنفا والتدبير المنزلي، ومعتوه من لا يوقن بأن سجله المهني حافل بجرائم التعذيب.***محاكمات نورنبرغ الشهيرة تمت فيها إدانة بضع عشرات من ممثلي الحكم النازي وتم إعدامهم على أثرها، بينما تمت تبرئة البعض ممن لم تثبت عليهم التهم بالمشاركة الفعلية في الجرائم ضد البشرية، يجب ألا ننسى أن محاكمات نورنبرغ كانت النقطة التي توقفت عندها المحاسبات بشكل رسمي، بعض الاستثناءات وجدت، لكن صفحة جرائم النازية أغلقت حينها، وزعم عشرات الآلاف ممن شاهدوا المحارق، بأنهم ظنوا أنهم كانوا يصنعون الخبز في معسكرات الإبادة.نورنبرغ كانت محطة لإغلاق صفحة من القتل المنهجي، وكأن الراعي المنتصر، الروسي، البريطاني، الفرنسي والأمريكي أراد فتح صفحة جديدة لألمانيا النازية، يمكن لمن يرغب التأكد بسهولة من أن غالبية من حكمت المحكمة يومها ببراءتهم، كانوا من رجالات الاقتصاد، شخصيات يمكن الاعتماد عليها في مستقبل ألمانيا اللاحق.بالمقارنة بين المحكمتين، لا أجد فرقاً كبيراً، فالمجرم يستحق الحساب والمحاكمة، لكن كوبلنز لديها مشكلة جغرافية حيث أنها تقع خارج حدود الوطن السوري، وإن كان للمحاكمات أن تكون وسيلة لإنهاء الأسى الناجم عن المجازر التي حدثت وما تزال في وطني السابق، فإن المحكمة يجب أن تكون ضمن الجغرافيا السورية، وبقضاء سوري، ما عدا ذلك؛ ما هو إلا فشة خلق فردية، لا أكثر ولا أقل، تماماً كنصوصي هذه.***لا ينكر أحد الجهد الجبار الذي يبذله المحامي أنور البني في ملاحقة مجرمي النظام أينما كانوا، ولا يمكن لعاقل أن ينكر حيادية المحاكم الألمانية، التي لن تكفيها رتبة المتهم، وحقيقة عمله في أجهزة المخابرات، بل ستسعى وراء أدلة الإدانة، وستستمع لأقوال الشهود الذين كان لهم حظ وافر بأن خرجوا "بشكل من الأشكال" من الأقبية."في الجملة السابقة ترددت بين سالمين، أحياء، لتوصيف خروج المعتقلين الذين سيدلون بشهاداتهم، كلا الوصفين إشكالي، لأن تجربة الاعتقال والتعذيب، تخرج كائنات بشرية محطمة، كائنات قد يكون توصيفها مستحيلاً بالنسبة لمن لم يخض هذه التجربة."***بينما تقوم المحكمة بدورها في التحقيق والنطق بالحكم، يتوجب على السوريين القيام بمراجعاتهم.هل هلل أحدنا لأحد المتهمين المذكورين على حسابه الفيسبوكي؟ يمكن للراغب مراجعة تاريخه الشخصي، هل اعتبر شخص منا، من قادة معارضتنا، حكماء ثورتنا أو نشطاء الحراك والائتلاف أن انشقاق ضباط الأمن هو نصر ومكسب للثورة؟ واعتبر أن مبايعة المذكورين للثورة، كالإسلام تجب ما قبلها؟إن كان الأمر كذلك، فعلى المحاكم الألمانية النظر بهذا، ومحاكمة من هلل لهؤلاء، وإن لم يعتبر القضاء أن القضية من اختصاصه فعلى الأقل يمكن اللجوء للطب النفسي، للتأكد من السلامة العقلية لمن اعتبر أن ضابطاً في المخابرات تحول إلى قديس مؤمن بالثورة على هذا النظام الغاشم.المنشقين من الجيش الحر، الداخلية، الخارجية، الوزارات، أجهزة الإعلام... هؤلاء أيضاً يجب إحالتهم للمحاكم أو للمصحات.تاريخ القمع في سوريا أقدم من مرحلة الثورة الراهنة، وكيلا نعود للقرون السابقة، نكتفي ......
#محاكمات
#كوبلنز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674832
#الحوار_المتمدن
#إياد_الغفري بدأت نهاية الأسبوع الماضي محاكمة العقيد المنشق أنور رسلان، ومنشق آخر يدعى إياد غريب في مدينة كوبلنز للدور الذي لعباه في المأساة السورية.التهم الموجهة لهما تتضمن التعذيب الممنهج، الاغتصاب والقتل.الجرائم الموجهة للمدعوين لا تحتاج للإثبات، ويمكن لكل من كان لديه ذرة من عقل أن يتوقع أن ضابط برتبة عقيد في المخابرات السورية لم ينل رتبته لبراعته في تطريز الكنفا والتدبير المنزلي، ومعتوه من لا يوقن بأن سجله المهني حافل بجرائم التعذيب.***محاكمات نورنبرغ الشهيرة تمت فيها إدانة بضع عشرات من ممثلي الحكم النازي وتم إعدامهم على أثرها، بينما تمت تبرئة البعض ممن لم تثبت عليهم التهم بالمشاركة الفعلية في الجرائم ضد البشرية، يجب ألا ننسى أن محاكمات نورنبرغ كانت النقطة التي توقفت عندها المحاسبات بشكل رسمي، بعض الاستثناءات وجدت، لكن صفحة جرائم النازية أغلقت حينها، وزعم عشرات الآلاف ممن شاهدوا المحارق، بأنهم ظنوا أنهم كانوا يصنعون الخبز في معسكرات الإبادة.نورنبرغ كانت محطة لإغلاق صفحة من القتل المنهجي، وكأن الراعي المنتصر، الروسي، البريطاني، الفرنسي والأمريكي أراد فتح صفحة جديدة لألمانيا النازية، يمكن لمن يرغب التأكد بسهولة من أن غالبية من حكمت المحكمة يومها ببراءتهم، كانوا من رجالات الاقتصاد، شخصيات يمكن الاعتماد عليها في مستقبل ألمانيا اللاحق.بالمقارنة بين المحكمتين، لا أجد فرقاً كبيراً، فالمجرم يستحق الحساب والمحاكمة، لكن كوبلنز لديها مشكلة جغرافية حيث أنها تقع خارج حدود الوطن السوري، وإن كان للمحاكمات أن تكون وسيلة لإنهاء الأسى الناجم عن المجازر التي حدثت وما تزال في وطني السابق، فإن المحكمة يجب أن تكون ضمن الجغرافيا السورية، وبقضاء سوري، ما عدا ذلك؛ ما هو إلا فشة خلق فردية، لا أكثر ولا أقل، تماماً كنصوصي هذه.***لا ينكر أحد الجهد الجبار الذي يبذله المحامي أنور البني في ملاحقة مجرمي النظام أينما كانوا، ولا يمكن لعاقل أن ينكر حيادية المحاكم الألمانية، التي لن تكفيها رتبة المتهم، وحقيقة عمله في أجهزة المخابرات، بل ستسعى وراء أدلة الإدانة، وستستمع لأقوال الشهود الذين كان لهم حظ وافر بأن خرجوا "بشكل من الأشكال" من الأقبية."في الجملة السابقة ترددت بين سالمين، أحياء، لتوصيف خروج المعتقلين الذين سيدلون بشهاداتهم، كلا الوصفين إشكالي، لأن تجربة الاعتقال والتعذيب، تخرج كائنات بشرية محطمة، كائنات قد يكون توصيفها مستحيلاً بالنسبة لمن لم يخض هذه التجربة."***بينما تقوم المحكمة بدورها في التحقيق والنطق بالحكم، يتوجب على السوريين القيام بمراجعاتهم.هل هلل أحدنا لأحد المتهمين المذكورين على حسابه الفيسبوكي؟ يمكن للراغب مراجعة تاريخه الشخصي، هل اعتبر شخص منا، من قادة معارضتنا، حكماء ثورتنا أو نشطاء الحراك والائتلاف أن انشقاق ضباط الأمن هو نصر ومكسب للثورة؟ واعتبر أن مبايعة المذكورين للثورة، كالإسلام تجب ما قبلها؟إن كان الأمر كذلك، فعلى المحاكم الألمانية النظر بهذا، ومحاكمة من هلل لهؤلاء، وإن لم يعتبر القضاء أن القضية من اختصاصه فعلى الأقل يمكن اللجوء للطب النفسي، للتأكد من السلامة العقلية لمن اعتبر أن ضابطاً في المخابرات تحول إلى قديس مؤمن بالثورة على هذا النظام الغاشم.المنشقين من الجيش الحر، الداخلية، الخارجية، الوزارات، أجهزة الإعلام... هؤلاء أيضاً يجب إحالتهم للمحاكم أو للمصحات.تاريخ القمع في سوريا أقدم من مرحلة الثورة الراهنة، وكيلا نعود للقرون السابقة، نكتفي ......
#محاكمات
#كوبلنز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674832
الحوار المتمدن
إياد الغفري - محاكمات كوبلنز