الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
كفاح الزهاوي : قنديل لم ينطفيء
#الحوار_المتمدن
#كفاح_الزهاوي كانت الأصوات المتداخلة وضحكات الرجال ترتفع بوتيرة عالية في جوٍ من المرح والانسجام قد ملأت صخبها غرفة الضيوف، هكذا تناهت الى سمعي عند دخولي المنزل. اختلست النظر من فتحة باب غرفة الضيوف، فانساب بريق رؤيتي على جمهرة من الرجال يبدو عليهم في غاية الاناقة، ببدلاتهم الرسمية، و منهم مَنْ كان يرتدي نظارات طبية. ومن ضمن تلك الجمهرة الواسعة لمحت أبي وأخي الكبير زاهر. دلفت الى الغرفة المجاورة حيث كانت امي لوحدها جالسة على وشك انتهائها من حياكة الليفة التي وعدتني بها، سألتها:من هم هؤلاء؟. قالت امي:انهم هنا من اجل خطوبة أختك سهاد. لأول مرة ارى وميض الرضا يشع من وجه اخي زاهر الذي كان دوما من أشد الرافضين لزواج سهاد كلما تقدم رجل من أجل طلب يدها. وعند خروجهم إلى فناء المنزل ألقيت التحية على الجميع، وإذا بحازم يتوجه نحوي ويمدّ يده للمصافحة وانا بدوري قمت بالمثل. عندها شعرت بقبضته تشد راحتيَّ بكلتا يديه والضحكة العريضة على وجهه وقال:انت نضال مو. اكتفيت من الجواب عليه بإيماءة وابتسامة. كنت خجلا او اقدر اقول محرجاً. ولكن لاحظت من إمارات وجهه قطعة مبهجة طافحة بالحياة والانشراح. كان قوي البنية ثقيل الجسم، متوسط القامة، باسم الثغر، شعره يميل الى اللون الذهبي، ذو وجه جاد وعينين واسعتين ذكيتين تشعان منهما انوار الصدق. كان في الخامسة والثلاثين من عمره. بالرغم من صفته المرحة الى حد الكوميديا، إلا انه كان عصبي المزاج نوعا ما. كان من نوع الأشخاص الذين يحسنون ايجاد كلماتهم، كما انه يتمتع بسرعة البديهة، ويسمح لنفسه بإطلاق نكات ساخرة في اوقات غير ملائمة، هذا ما كان سببا في إيقاعه بعض الأحيان في مشاكل وهو في غنى عنها. قررت هيئتهم على عقد اجتماع حزبي في بيت رفيقة اسمها عالية. بينما كانت الرفيقة على وشك تقديمه الى والدتها، التي كانت هائمة في المطبخ منغمسة في تنظيف السمك. دخلا معا ووقفتا لبرهة. ما أن رفعت الوالدة رأسها حتى بادرت عالية بالقول : ماما اقدملج حازم. مدّ حازم يده مصافحا. الوالدة سحبت يدها واعتذرت وقالت:اسفة ايدي زفرة. التفت حازم إلى الرفيقة وقال لها بسرعة:لعد هاي انتِ طلعتِ بنت الزفرة؟ مع ضحكته المعتادة. أغضبت الأم بشدة. بينما حاولت الرفيقة ان توضح لوالدتها بان حازم له روح فكاهية ولا يقصد الاساءة. وانتهى الأمر هذه المرة بسلام.أصبح حازم نسيبي ونَمتْ بيننا علاقة متينة. كان يتمتع بشعبية كبيرة في وسط عائلتنا بفضل ما تحمله تلك الشخصية من قدرات مؤثرة في خلق جو من البشاشة والابتهاج مع الجميع. كان منزلهم في نفس منطقتنا يبعد عن منزلنا حوالي 300 متر مشياً على الأقدام. كنت دوما ازوره. وكنا نتبادل النكات والأحاديث الشيقة. احيانا كان يطلب مني ان اتركهم لوحدهم عندما تزوره بعض الضيوف طالبا مني ان اعود الى البيت. لم افهم في البداية ولكن علمت لاحقا بانها اجتماعات حزبية. مع مرور الزمن عرفت عنه معلومات اخرى، بانه مناضل عنيد وكان من الضباط الأحرار. وخلال الانقلاب شباط الاسود، اقتيد حازم إلى سجن نكرة السلمان مع رفاقه الآخرين بما يسمى قطار الموت. هذا السجن كان عبارة عن منفى يقع في منطقة نائية صحراوية على الحدود العراقية السعودية في ناحية السلمان التابعة الى مدينة السماوة. كان حازم المسؤول العسكري داخل الحزب و ساهم بشكل فعلي في دعم وتطوير هذا القسم المهم من خلال نقل خبراته السابقة كضابط في الجيش. كما كان له مساهمات كبيرة في الحركة الطلابية. ......
#قنديل
#ينطفيء

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713502