الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
نسب أديب حسين : سراييفو قصة حصار وحب
#الحوار_المتمدن
#نسب_أديب_حسين داخلني بعض التردد حينما تصفحتُ رواية "سراييفو قصة حصار وحب"، وأنا أتأمل حجمها الذي يبلغ 522 صفحة، متسائلة هل حقا أريد أن أخصص وقتا لرواية بهذا الحجم، ولكاتب أجهله؟ لكن ولكوني لم أقرأ سابقًا عن حصار مدينة سراييفو الذي امتدّ ثلاثة أعوام وعشرة شهور (بين نيسان 1992 وشباط 1996)، حسمتُ الأمر بقراءتها. وسرعان ما أدركت حسن الاختيار، حتّى داخلني ندمٌ شديد أنّني لم أقرأها مذ اقتنيتها قبل عدّة سنوات. أخذتني هذه الرواية في تجربة ورحلة فريدة، جعلتني أتعرف على تركيبة وتعددية المجتمع البوسني في مدينة سراييفو، عاصمة البوسنة والهرسك التي أعلنت عن استقلالها عن يوغسلافيا، فتعرضت لهجوم جيش جمهورية صرب البوسنة الذين فرضوا حصارًا على العاصمة، وهاجموا الأكثرية المسلمة والأقلية من الكرواتيين الكاثوليك، فيما وجد سكان المدينة الصربيون أنفسهم في مواجهة مع أبناء جلدتهم، هذا عدا عن وجود الكثير من العائلات المتعدّدة عبر الزواج المختلط. ليُبين لنا الكاتب البوسني أدين كريهيتش الكثير من أسئلة الهوية ونظرة السكان إلى بعضهم البعض، وكيف بدأوا ينتبهون فجأة إلى أصول وديانة كلّ منهم، الأمر الذي لم يكن ذا أهمّية قبل الحرب. ويصطحبنا كريهيتش إلى تفاصيل أحداث الحرب التي نشعر أنّه عاشها، وسير عدّة معارك ومواجهات، وتغيّر ظروف الحياة اليومية للسكان بانقطاع الحاجيات الأساسية، من الأغذية المتنوعة، التي أصبحت نادرة وبأسعار باهظة في السوق السوداء، وانقطاع الماء والكهرباء، ليحتاج السكان تكبُّد مشاق نقل الماء إلى بيوتهم يوميًا، معرّضين حياتهم للخطر من القصف الصربي المستمر. تفاصيل لربما بعضها ما كانت لتلامس قلبي، وتجعل الأحداث ترسخ في ذاكرتي لو قرأتها في كتاب تاريخي، كما فعلت هذه الرواية، التي وضّحت عن طريق متابعة خمسة أبطال رئيسيين، وخصوصًا العاشقين ليلى وياسمين (اسم ذكر)، ما يمكن أن تُفقدنا الحرب من ظروف وحاجات كانت طبيعية دونها، لتتحول فجأة حلمًا صعب المنال لتغير دروبنا وأسلوب تفكيرنا. بين مشاعر الحب واللّهفة، والخوف من الموت والرغبة في الحياة، وبين السعي لتحرير الوطن، والخيبة من القيادات، والشعور السائد في الفترة الأخيرة من الحرب بين الجنود، وهم أربعة من أبطال الرواية، من كونهم أداة لأطماع السياسيين والضباط، يحاربون في حلقة مفرغة، ورؤساءهم لا يريدون حقًا فكّ الحصار عن المدينة. في الوقت ذاته تمتلك الرواية الكثير من روح الإثارة والفكاهة خصوصًا ببطلها حارس ذاك الشاب كثير الكلام، والبطل المغامر، والذي في بعض مغامراته يجعل القارئ غير قادر على ترك الكتاب حتّى ينتهي من المشهد الذي يقرأه. نعم تصطحب هذه الرواية قارئها إلى زمن وبلد خارج جغرافيته قد لا يعرف عنه إلا اسمه، ليدخل تدريجيًا في تفاصيله، التي يعيشها فيضحك مرّة ويحزن في أخرى، ويقف أمام مشاهد إنسانية يعيد قراءتها مرّات ومرّات. خصوصًا عندما يتيه طفل صربي في موقع حدودي ويصل إلى خنادق الجنود البوسنيين أبطال الرواية، فيتناقشون كيف سيعيدونه ويضمنون سلامته بعدم إطلاق والده النار عليه، حتّى اهتدوا الى ذلك، وتحققوا من وصول الطفل بسلام، فكافأهم والده بأن أرسل لهم عشاءً مع الطفل، وهم يرجونه بألا يفعل كيما ينفجر لغم فيه، ولا يهدأ لهم بال حتّى يعود الطفل مرّة أخرى لوالده، وهم يتبادلون الأمنيات بانتهاء الحرب واللقاء في زمن السلم. لا ريب أنّ الألم والفقد لا بدّ أن يداخل القارئ، وهو يشهد موت قسم كبير من أبطال الرواية، ضمن توتر الحرب وويلاتها حتّى اللحظة الأخيرة منها. والتي تنتهي بإغلاق دائرة، افتتحت في الصفحات الأولى عام 1995، ثم توقفت ليكون الاسترجا ......
#سراييفو
#حصار

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709740