الحوار المتمدن
3.1K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
علي باقر خيرالله : في حاجة الأنيس
#الحوار_المتمدن
#علي_باقر_خيرالله في حين أننا نتنعم بسهولة التواصل مع جميع المقربين منا , فنسمع صوتهم , ونكتب اليهم , متى شئنا وشاءوا, الا ان داء هذا العصر هو الاكتئاب , وفي حين انه "تقترن الزيادة في الاكتئاب بالزيادة في الشعور بالوحدة النفسية"(1) , فهذا الاقتران من غرائب عصرنا الحديث , ففي الوقت الذي أصبحَّ تواصلنا لا يكُلفنا جُهداً سوى لمسات خفيفة على قطعة من الزجاج, ازداد شعورنا بالوحدة , لماذا ؟ في الحقيقة لا املكُ جواباً علمياً , فانا لستُ جديراً بذلك , ولأن الشعراء هم خيرة من عبروا عن المشاعر التي تخالد صدر الانسان فيحق لي هنا استذكارُ ابياتٍ لابن الاحنف (2) : كَـفـى حَـزَنـاً أَنّـي أَرى مَـن أُحِبُّهُقَـريـبـاً وَلا أَشـكو إِلَيهِ فيَعَلَمُفَـإِن بُـحـتُ نـالَتني عُيونٌ كَثيرَةٌوَأَضـعُـفُ عَـن كِـتـمـانِهِ حينَ أَكتُمُ هنا يرى ابنُ الاحنفِ من يحب قريباً منهُ , ورغم أنهُ يعاني من شيءٍ ما , فهو لا يشكو له , وحينما يكتم ما يريد قوله فانه يزدادُ ضعفاً . وما اكثرُنا شبهاً بهِ , فاليوم كلُ من نريد الاستئناس بالحديث معهم قريبين , حتى لو كانَ هذا القربُ ليس قرباً مكانياً , ولكن وسائل الاتصال السريعة قد ألغت الحاجة للتواجدِ المكاني , لكننا في الغالبِ , مكبوتين , منعزلين , ضائعين بين احتياجاتنا المادية . والحديث والمؤانسة ليسا حاجة لبسطاء الناس او من لا يستطيع الترفيه عن نفسه كما يخيل للكثيرين منا , بل هو ربما من الاحتياجات القليلة التي يشتد النزوع اليها حتى حين تتوفر كل البدائل التي يستمتع الانسان بها , فنجد سليمان بن عبدالملك وهو من اقوى خلفاء بني امية يقول لبعض من اصحابه : " لقد ركبنا الفارة , وتبطنا الحسناء , ولبسنا اللين , واكلنا الطيب حتى أجمناه , وما انا اليوم الى شيء احوج مني الى جليس يضع عني مؤونة التحفظ ويحدثني بما لا يمجه السمع , ويطرب اليه القلب ." (3) فبعد ان ركِبَ أحسنَ الخيول وانشطها , و رافق الحسناوات من النساء , ولبسَ انعمَ الثياب , وأكل اطيب الطعام حتى مل طعمه , كانت حاجته الملحة لإنسان يشاركه الحديث بلا تحفظ , يسمعهُ من الكلام ما تطيب له الأذن , ويطرب له القلب . وقولٌ من شخصيةٍ بهذا السلطانِ والجاه والمال , وهو قد ملكَّ ما ملك من ترف العيش , يدعونا للانتباه لهذه الحاجة أكثر , و يلفتُ نظرنا الى افكارٍ مغلوطةٍ عن ما نضنهُ احتياجاتنا النفسية , وينذرنا بخطر اللهث وراء امورٍ صعبةٍ تجلب التعبَ والشقاء علينا ونضنها راحة في حين ان الامر لا يعدو كونه حاجة الى رفقة حسنة .ومن الناسِ من كانَ بحاجة الحديث و الأنيس حتى في أصعبِ ظروفه الصحية , فحينَ زارَ البعض الشاعر ابن الرومي وهو على فراشِ المرض انشدهم قائلاً : ولقد سَئِمْتُ مَآرِبي فكأنَّ أطيبَها خَبِيثُإلاَ الحديثَ؛ فإنهُ مِثْلُ اسْمِهِ أبداً حَدِيثُحيث يخبرهم بأن ربما كل نواياه , حتى الطيبة منها , كانت ورائها اشياءٌ فيها دوافع خبيثة كالأنانية مثلاً , ولكن استثناءه الوحيد من ذلك هو حاجته للحديث –الكلام- , ويستعملُ مقاربةً لفظية بانهُ دوماً كان الكلامُ كأسمة حديثاً – اي جديداً - , اي انهُ شيءٌ لا يمل ولا يشبعُ منه الانسان مهما كثر وتكرر.هكذا كانت حاجة الناسِ دوماً الى الرفقة والحديثِ الطيب , رغم اختلافِ منازلهم , شعراءَ و خلفاءَ , اصحاءَ و مرضى , فقد كانوا دوماً باختلافِ وضعهم وظروفهم يجدون حاجتهم لهذا الشيء هو الملتجئ الدائم الذين يستلذون به , وحتى من عُرِفَ عنهم القساوة او الفضاضة نجدهم لا يستغنون ولا يخفون هذهِ الحاجة , بل ربما انهم يقدمونها على اشياء ......
#حاجة
#الأنيس

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764861