منى حلمي : أنعيها .... كأننى أنعى نفسى
#الحوار_المتمدن
#منى_حلمي أنعيها ..... وكأننى أنعى نفسى ----------------------------عشقت الأدب.. ومن العشق ما قتل. قتلنى عشقى للأدب. أصابنى فى قلمى، وفى قلبى. لم أعترض فهو النوع الوحيد من القتل، الذى يعيد لى الحياة، ويجدد اليأس المعربد فى جيناتى الوراثية. كل قصيدة جديدة تلتف حول أصابعى، تضىء بقعة مظلمة. وكل قصة تأبى إلا أن أكتبها بدمى، تعيد لى الثقة، بأننى لن أنتحر، لن أدمن المخدرات، لن تهزمنى اللاجدوى، لن ينام العبث معى فى فراش واحد.هل هناك أجمل من أن تقتلنى موسيقى الأشعار، ولذة صناعة الكلمات؟. ولكن أين يذهب عشاق، وعاشقات الأدب، فى مناخ يضع الأدب فى ذيل الأولويات، والضرورات، والمهمات؟. أين يذهب عشاق وعاشقات الأدب، فى مجتمع يرفع شعارات «أهمية الأدب»، «سحر الأدب». لكن الواقع يشهد على أن التعامل مع «الأدب»، هو من باب سد الخانات، وملء الفراغات، وتحسين الصورة، ومن باب باب التسلية، التى تدخل ضمن الكماليات، والحياة المرفهة.يؤكد الواقع أن الأديبات والأدباء، هم آخر ناس يتم الاحتفاء بهم. حيث تحظى الممثلات والراقصات والمغنيات ولاعبو الكرة وملكات الجمال، وزوجات المشاهير ، بالاهتمام الإعلامى، ومشاهد الاحتفاء. مى زيادة 11 فبراير 1886 – 17 أكتوبر 1941 ، واحدة من زهرات الأدب العربى ، المقدر عليهن النسيان ، أو التجاهل ، وعدم الاحتفاء .17 أكتوبر هذا العام ، تكون الذكرى الثمانون لرحيلها ، ذلك الرحيل كلما داعب ذاكرتى ، نزف قلبى ، وابتئست روحى . منذ أن تعرفت عليها ، أدركت التشابه بينى وبينها . أين تذهب مى زيادة فى عالم تشغله أخبار عاشقات رؤساء الدول ، وأخبار طلاق ممثلة درجة عاشرة ، وأخبار السعال لمطربة يخلو غناؤها من الغِناء ؟. أين تذهب أديبة رائعة ، وسط زفاف أولاد ، وبنات ، منْ نعتبرهم الناس الذوات ؟. كيف نتذكرها ، وهى التى عاشت وماتت دون فضيحة واحدة ، مع حاكم أو رئيس أو لاعب كرة ، ولم تتزوج وتطلق عشرات المرات جذباً للشهرة ، ولم نعثر لها على صورة واحدة وهى تقف ملوية الجسد ، أو مكشوفة الصدر ، أو وهى تطعم كلباً من كلابها التى تقوم بتربيتها فى وقت الفراغ ، أو وهى تتفسح مع صديق نفطى الثروة على أحد اليخوت . أين تذهب مى زيادة ، وقد كان شغلها الشاغل هو بناء صرح من الكلمات ، وليس بناء فندق سياحى ، أو شاليه فى الساحل الشمالى ، أو سوبر ماركت متعدد الطوابق ، أو بناء قائمة من العشاق المهرولين ،أو مركز للتجميل والتدليك ، أو محل لتصميم أزياء نساء يدفعن الملايين من أجل الفساتين ، وتسريحات الشعر ، والمجوهرات ؟؟. لأن تكون مى زيادة ، امرأة مفكرة وشاعرة واديبة ومتمردة ، فهذا فى حد ذاته أمر لا يفهمه الرجال ، وإذا فهموه ، يرجمونه بكل الادانات . وإذا اضيف إلى هذا أن مى زيادة ، لم تكن فى حماية رجل له نفوذ رسمى ، سواء بالمعرفة أو الزواج ، فإن التاريخ الرسمى يلفظها ، أو لنقل أنه لا ينصفها ، ولا يسلط الضوء الكافى الذى تستحقه ،على كتاباتها . قد يحتفى المجتمع الذكورى ، بالمرأة التى تكتب عن كيفية المحافظة على الرموش ، ونعومة البشرة ، وراحة الزوج ، ولمعان الاثاث ، وانطفاء الكرامة. أما المرأة التى تكتب عن الظلم الاجتماعى ، والتفرقة بين البشر ، وضرورة اعادة صياغة العالم ، بالعدل والخير والحرية . وتجعل قلمها مرادفا للمعارك ، والسباحة ضد التيار ، وفضح التناقضات الاجتماعية ، والأخلاقية ، دون تردد ، أو " دحلبة " ، أو " ترقيع " ، أو " تراجع " ، فهى كاتبة وامرأة " شيطانية " ، " متطرفة ......
#أنعيها
#....
#كأننى
#أنعى
#نفسى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734638
#الحوار_المتمدن
#منى_حلمي أنعيها ..... وكأننى أنعى نفسى ----------------------------عشقت الأدب.. ومن العشق ما قتل. قتلنى عشقى للأدب. أصابنى فى قلمى، وفى قلبى. لم أعترض فهو النوع الوحيد من القتل، الذى يعيد لى الحياة، ويجدد اليأس المعربد فى جيناتى الوراثية. كل قصيدة جديدة تلتف حول أصابعى، تضىء بقعة مظلمة. وكل قصة تأبى إلا أن أكتبها بدمى، تعيد لى الثقة، بأننى لن أنتحر، لن أدمن المخدرات، لن تهزمنى اللاجدوى، لن ينام العبث معى فى فراش واحد.هل هناك أجمل من أن تقتلنى موسيقى الأشعار، ولذة صناعة الكلمات؟. ولكن أين يذهب عشاق، وعاشقات الأدب، فى مناخ يضع الأدب فى ذيل الأولويات، والضرورات، والمهمات؟. أين يذهب عشاق وعاشقات الأدب، فى مجتمع يرفع شعارات «أهمية الأدب»، «سحر الأدب». لكن الواقع يشهد على أن التعامل مع «الأدب»، هو من باب سد الخانات، وملء الفراغات، وتحسين الصورة، ومن باب باب التسلية، التى تدخل ضمن الكماليات، والحياة المرفهة.يؤكد الواقع أن الأديبات والأدباء، هم آخر ناس يتم الاحتفاء بهم. حيث تحظى الممثلات والراقصات والمغنيات ولاعبو الكرة وملكات الجمال، وزوجات المشاهير ، بالاهتمام الإعلامى، ومشاهد الاحتفاء. مى زيادة 11 فبراير 1886 – 17 أكتوبر 1941 ، واحدة من زهرات الأدب العربى ، المقدر عليهن النسيان ، أو التجاهل ، وعدم الاحتفاء .17 أكتوبر هذا العام ، تكون الذكرى الثمانون لرحيلها ، ذلك الرحيل كلما داعب ذاكرتى ، نزف قلبى ، وابتئست روحى . منذ أن تعرفت عليها ، أدركت التشابه بينى وبينها . أين تذهب مى زيادة فى عالم تشغله أخبار عاشقات رؤساء الدول ، وأخبار طلاق ممثلة درجة عاشرة ، وأخبار السعال لمطربة يخلو غناؤها من الغِناء ؟. أين تذهب أديبة رائعة ، وسط زفاف أولاد ، وبنات ، منْ نعتبرهم الناس الذوات ؟. كيف نتذكرها ، وهى التى عاشت وماتت دون فضيحة واحدة ، مع حاكم أو رئيس أو لاعب كرة ، ولم تتزوج وتطلق عشرات المرات جذباً للشهرة ، ولم نعثر لها على صورة واحدة وهى تقف ملوية الجسد ، أو مكشوفة الصدر ، أو وهى تطعم كلباً من كلابها التى تقوم بتربيتها فى وقت الفراغ ، أو وهى تتفسح مع صديق نفطى الثروة على أحد اليخوت . أين تذهب مى زيادة ، وقد كان شغلها الشاغل هو بناء صرح من الكلمات ، وليس بناء فندق سياحى ، أو شاليه فى الساحل الشمالى ، أو سوبر ماركت متعدد الطوابق ، أو بناء قائمة من العشاق المهرولين ،أو مركز للتجميل والتدليك ، أو محل لتصميم أزياء نساء يدفعن الملايين من أجل الفساتين ، وتسريحات الشعر ، والمجوهرات ؟؟. لأن تكون مى زيادة ، امرأة مفكرة وشاعرة واديبة ومتمردة ، فهذا فى حد ذاته أمر لا يفهمه الرجال ، وإذا فهموه ، يرجمونه بكل الادانات . وإذا اضيف إلى هذا أن مى زيادة ، لم تكن فى حماية رجل له نفوذ رسمى ، سواء بالمعرفة أو الزواج ، فإن التاريخ الرسمى يلفظها ، أو لنقل أنه لا ينصفها ، ولا يسلط الضوء الكافى الذى تستحقه ،على كتاباتها . قد يحتفى المجتمع الذكورى ، بالمرأة التى تكتب عن كيفية المحافظة على الرموش ، ونعومة البشرة ، وراحة الزوج ، ولمعان الاثاث ، وانطفاء الكرامة. أما المرأة التى تكتب عن الظلم الاجتماعى ، والتفرقة بين البشر ، وضرورة اعادة صياغة العالم ، بالعدل والخير والحرية . وتجعل قلمها مرادفا للمعارك ، والسباحة ضد التيار ، وفضح التناقضات الاجتماعية ، والأخلاقية ، دون تردد ، أو " دحلبة " ، أو " ترقيع " ، أو " تراجع " ، فهى كاتبة وامرأة " شيطانية " ، " متطرفة ......
#أنعيها
#....
#كأننى
#أنعى
#نفسى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734638
الحوار المتمدن
منى حلمي - أنعيها .... كأننى أنعى نفسى