الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمود شقير : ظل آخر للمدينة43
#الحوار_المتمدن
#محمود_شقير لشبابيك القدس القديمة وظائف كفاحية تبدت أيام الانتفاضة الأولى على هذا النحو أو ذاك. كانت الشبابيك العالية المطلة على الأزقة والحارات، تتحول إلى مواقع لسكب الزيت المغلي ولإسقاط أصص الورد المليئة بالتراب، على جنود الاحتلال الذين يتعقبون شباب الانتفاضة.نساء البيوت هن اللواتي كن يسكبن الزيت على الجنود، ويسقطن أصص الورد على رؤوسهم، ويراقبن في الوقت نفسه تحركاتهم عبر الشبابيك، يرشدن الشباب الذين يشتبكون مع الجنود في كر وفر، إلى أين يتجهون للنجاة من الاعتقال. إبان الانتفاضة الأولى، شهدت القدس انفتاحاً في العلاقات الاجتماعية. ودخلت النساء ساحة النضال الشعبي جنباً إلى جنب الرجال، وبدأت تتخلق قيم جديدة مبنية على احترام الكائن الإنساني سواء أكان رجلاً أم امرأة، وتراجعت إلى حد ما عناصر الشك والريبة في النساء، والخوف مما يمكن أن يتعرضن له أو يعرضن أنفسهن له من ممارسات، في حالة خروجهن إلى مواقع النضال أو إلى اجتماعات اللجان الشعبية، وما يترتب على ذلك من اختلاط بينهن وبين الرجال.غير أن ذلك لم يستمر إلا لبعض الوقت. تراجعت الانتفاضة بسبب إجراءات بيروقراطية وأخطاء، وتراجعت معها القيم الجديدة التي كانت على وشك أن تتجذر في وجدان الناس. وعاد المزاج المحافظ للانتعاش من جديد، وتفاقم القمع الإسرائيلي، وتصاعدت إجراءات تهويد القدس وإحكام السيطرة على المكان.من يرصد شبابيك القدس من الخارج يجد تعبيراً ما، عن حالة الصراع على المكان. تبدو الشبابيك حائلة الألوان، يأكلها الصدأ وبعضها مخلع الأباجورات، لا يأبه بها أهلها ولا يحيطونها بالعناية اللازمة. ويترافق مظهرها الكئيب مع مظهر الحيطان الحجرية التي تبدو كالحة هي الأخرى، ينمو العشب في الشقوق البارزة بين حجارتها، وتتجمع البيوت على أنفسها كما لو أنها تحمي أنفسها من ضربة قاصمة ستأتي بعد حين. وتظهر في فضاء الأسواق في البلدة القديمة بوابات متطامنة تنفتح على سراديب معتمة تفضي إلى أدراج، تقود بدورها إلى شقق سكنية قديمة تقاوم عسف الزمان، وتؤوي ساكنيها من المقدسيين الذين يتشبثون بالبقاء في مدينتهم، رغم كل إجراءات المحتلين الإسرائيليين التي تتهددهم باقتلاع.هنا تبدو المفارقة. فالمقدسيون ليسوا معنيين بالمشهد من خارجه. ولذلك يتركون للصدأ أن يأكل شبابيكهم وأباجوراتها. يتركون هذه الأباجورات عرضة للانخلاع ولضياع اللون تحت عسف الشمس والريح والمطر. إنهم معنيون بالمشهد من داخله، أي بالحيز الذي يتسع لهم ولأبنائهم. في القدس القديمة الآن ضائقة سكنية مريعة، زادتها حدة نية سلطات الاحتلال سحب هويات المقدسيين الذين يقيمون خارج القدس، ما يعني حرمانهم من العودة إليها. هذه النية المبيتة دفعت الآلاف من أهل المدينة الذين كانوا يقيمون في رام الله وبعض مدن أخرى في الضفة الغربية، إلى العودة إلى القدس للإقامة فيها. وبالطبع، فليس من السهل الحصول على ترخيص، لإضافة غرف أو لإقامة بناء جديد. والأسر تتكاثر والأولاد بحاجة إلى مساكن وإلى حيز أكبر مما هو متوفر. والمقدسيون يتفننون، تفنن المضطر، في تكييف الحيز المتاح لهم، وإعادة تقطيعه من الداخل، لخلق فرص استيعاب جديدة، ولضمان الاستمرار في الإقامة في المدينة. ولذلك، ليس غريباً أن يستثمر المقدسيون كل حيز متاح لهم لتحويله إلى غرف للسكن، ولا تلبث أن تظهر في الحيطان القديمة شبابيك مرتجلة، يجري استنباطها لكي تهب مخزناً مكرساً لاستيعاب الأثاث القديم، أو قبواً مهجوراً لا قيمة له، شيئاً من نور وبصيصاً من حياة. إنه اعتناء لا مثيل له بالحيز الداخلي، أمام ضائقة السكن تلك.ثم إن أي اعتناء بالمشهد من خارجه ......
#للمدينة43

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738868