المهدي بوتمزين : أنا والعفريت
#الحوار_المتمدن
#المهدي_بوتمزين في كل مرة أريد أن أكتب فيها شيئا جميلا عن المغرب ، أضع يدي في الحقيبة، لأرفع كومة من الأوراق والملفات التي تعزف لحن سمفونية الأزمات الخالدة والصراعات الطبقية و الأرضية ، وفي محاولة جديدة لتجاوز اللحظة البائسة ، أضغط بقوة على رأسي أملاََ في منحي دفقا من الأفكار الإيجابية حول أحوال المغرب ، لكن الطقس الوطني تأثر بالمناخ العالمي ، فلم يعد المغرب استثناءا ، وإنما جزء من المشكل . إن الإيمان اليقيني الذي أملكه ، يجعلني أتجاوز أخبار المغرب دون جغرافيته ، لأني لا أملك حتى جواز السفر ، وفرضية إمكانية السفر روحيا عبر الدول أو حتى الزمن ، تجعلني أحلم أنِّي في هذه اللحظة التي أكتب فيها ، لو كنت في مكان غير كرسيي البلاستيكي المشتعل لهيبا بحرارة الشمس التي تجاوزت حد المعقول ، وجاد علي القدر والسماء بأن أعيش الحلم في زيوريخ أو مالمو أوديرهافن ، لكنت أدون عن جمال الفراشات والزهور الربيعية ، و جاذبية الفتاة الممشوقة المنحوتة كلوحة الموناليزا ، لكنت مثل ميغيل دي ثربانتس أو ألبرتو مورافيا ، لن أرجو نفس قدر نزار قباني لأن بيروت لم تعد هي نفسها التي عرفها ، بيروت اليوم لا تلهم قصائد قباني ، أزمة الوقود والغاز والقنابل و الإسرائليين في الجنوب ، توحي أن القيامة على الأبواب ، لو كان شاعر المرأة حاضرا اليوم لكان داعية ديني أو صوفيا زاهدا في الحياة والمعنى في زاوية على القرنة السوداء .الحلم إنتهي ، أنا في وسط المغرب ، حرارة الشمس و الإنتخابات ، أزمة دبلوماسية مع الجيران ، الأطلنطي لن يوصلني إلى كاليفورينيا ، يمكن أن ألقى مصرعي في برمودا أو برصاصة من جندي البحرية أو بمناشير القرش والقراصنة ، كل هذه العواصف حقيقة ، الفقر ،التسول، الفساد الإداري والمالي ، الإعلام الوطني، البرلمان والحكومة ... . أرى حشدا من المغاربة يحمل العلم ويعزف النشيد بقنينات الماء الفارغة وبعض الأدوات المنزلية ، يبدو عليهم الفقر من اللمحة الأولى ، كلامهم فارغ ، عباراتهم وشعاراتهم مبتذلة، يحملون صور حاكم المنطقة ، ربما يرجون العفو عنهم لأنهم خرجوا عن حكمه ، أو تمردوا على سلطته . فجأة ، فهمت أنهم سكان الحي ، فلاحون بسطاء اعتادوا ممارسة شعائرهم الوطنية ، يتجمعون في الساحة كل مرة ليفرحوا ،ليتضامنوا ، ليمضوا الوقت ، ليتملقوا ، ليذهبوا للجحيم!!. في لمح البصر خرج عندي عفريت من القمقم أو القمامة (الحشد) ، وطلب مني التصويت على السيد الحاج الدكتور مولاهم فلان ، فدخلت في سجال مع العفريت .أنا : هل تعرف مع من تتحدث ؟العفريت : بلا ، أنت السيد الحاج الدكتور الشريف سيد زمانه المواطن .أنا : صحيح ، أنا صالح وأحمل بطاقة الهوية ، لذلك لن أصوت لأحد ، لن أستيقظ في الصباح الباكر ، لن ألطخ أصبعي بالمداد ، لن أشهد الزور ، لن أخون الشعب . العفريت : الحاكم دعا رعيته للمشاركة في التزوير ، عفوا في الإنتخابات ، هل تعصي أمره ؟أنا : سوف أشرح الحيثيات والتفاصيل لإسرائيل و أميركا وفرنسا ، وسوف يعفونني من التصويت ، أنا لا أصلح لهذا العمل . العفريت : صوت على الحاج مولاي فلان ، سوف يشيد لكم مدرسة ومعملاََ وبستانا ؟أنا : لا أحتاج لمدرسة ، لقد حصَّلت شهادة الوفاة من الجامعة ، ولا أحتاج لمعمل رأسمالي يَهدُّ صحة العاملين ويستهلك وقتهم ويقتل جمال الحياة في الريف السويسري أو على شط المالديف . لا أريد بستانا ، لأنكم سوف تمنحون بعد نجاحكم في الإنتخابات رخصة لشركة العقار لتحويله إلى مقر للشرطة أو مستشفى للمجانين . ......
#والعفريت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729577
#الحوار_المتمدن
#المهدي_بوتمزين في كل مرة أريد أن أكتب فيها شيئا جميلا عن المغرب ، أضع يدي في الحقيبة، لأرفع كومة من الأوراق والملفات التي تعزف لحن سمفونية الأزمات الخالدة والصراعات الطبقية و الأرضية ، وفي محاولة جديدة لتجاوز اللحظة البائسة ، أضغط بقوة على رأسي أملاََ في منحي دفقا من الأفكار الإيجابية حول أحوال المغرب ، لكن الطقس الوطني تأثر بالمناخ العالمي ، فلم يعد المغرب استثناءا ، وإنما جزء من المشكل . إن الإيمان اليقيني الذي أملكه ، يجعلني أتجاوز أخبار المغرب دون جغرافيته ، لأني لا أملك حتى جواز السفر ، وفرضية إمكانية السفر روحيا عبر الدول أو حتى الزمن ، تجعلني أحلم أنِّي في هذه اللحظة التي أكتب فيها ، لو كنت في مكان غير كرسيي البلاستيكي المشتعل لهيبا بحرارة الشمس التي تجاوزت حد المعقول ، وجاد علي القدر والسماء بأن أعيش الحلم في زيوريخ أو مالمو أوديرهافن ، لكنت أدون عن جمال الفراشات والزهور الربيعية ، و جاذبية الفتاة الممشوقة المنحوتة كلوحة الموناليزا ، لكنت مثل ميغيل دي ثربانتس أو ألبرتو مورافيا ، لن أرجو نفس قدر نزار قباني لأن بيروت لم تعد هي نفسها التي عرفها ، بيروت اليوم لا تلهم قصائد قباني ، أزمة الوقود والغاز والقنابل و الإسرائليين في الجنوب ، توحي أن القيامة على الأبواب ، لو كان شاعر المرأة حاضرا اليوم لكان داعية ديني أو صوفيا زاهدا في الحياة والمعنى في زاوية على القرنة السوداء .الحلم إنتهي ، أنا في وسط المغرب ، حرارة الشمس و الإنتخابات ، أزمة دبلوماسية مع الجيران ، الأطلنطي لن يوصلني إلى كاليفورينيا ، يمكن أن ألقى مصرعي في برمودا أو برصاصة من جندي البحرية أو بمناشير القرش والقراصنة ، كل هذه العواصف حقيقة ، الفقر ،التسول، الفساد الإداري والمالي ، الإعلام الوطني، البرلمان والحكومة ... . أرى حشدا من المغاربة يحمل العلم ويعزف النشيد بقنينات الماء الفارغة وبعض الأدوات المنزلية ، يبدو عليهم الفقر من اللمحة الأولى ، كلامهم فارغ ، عباراتهم وشعاراتهم مبتذلة، يحملون صور حاكم المنطقة ، ربما يرجون العفو عنهم لأنهم خرجوا عن حكمه ، أو تمردوا على سلطته . فجأة ، فهمت أنهم سكان الحي ، فلاحون بسطاء اعتادوا ممارسة شعائرهم الوطنية ، يتجمعون في الساحة كل مرة ليفرحوا ،ليتضامنوا ، ليمضوا الوقت ، ليتملقوا ، ليذهبوا للجحيم!!. في لمح البصر خرج عندي عفريت من القمقم أو القمامة (الحشد) ، وطلب مني التصويت على السيد الحاج الدكتور مولاهم فلان ، فدخلت في سجال مع العفريت .أنا : هل تعرف مع من تتحدث ؟العفريت : بلا ، أنت السيد الحاج الدكتور الشريف سيد زمانه المواطن .أنا : صحيح ، أنا صالح وأحمل بطاقة الهوية ، لذلك لن أصوت لأحد ، لن أستيقظ في الصباح الباكر ، لن ألطخ أصبعي بالمداد ، لن أشهد الزور ، لن أخون الشعب . العفريت : الحاكم دعا رعيته للمشاركة في التزوير ، عفوا في الإنتخابات ، هل تعصي أمره ؟أنا : سوف أشرح الحيثيات والتفاصيل لإسرائيل و أميركا وفرنسا ، وسوف يعفونني من التصويت ، أنا لا أصلح لهذا العمل . العفريت : صوت على الحاج مولاي فلان ، سوف يشيد لكم مدرسة ومعملاََ وبستانا ؟أنا : لا أحتاج لمدرسة ، لقد حصَّلت شهادة الوفاة من الجامعة ، ولا أحتاج لمعمل رأسمالي يَهدُّ صحة العاملين ويستهلك وقتهم ويقتل جمال الحياة في الريف السويسري أو على شط المالديف . لا أريد بستانا ، لأنكم سوف تمنحون بعد نجاحكم في الإنتخابات رخصة لشركة العقار لتحويله إلى مقر للشرطة أو مستشفى للمجانين . ......
#والعفريت
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729577
الحوار المتمدن
المهدي بوتمزين - أنا والعفريت