الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
safaa bouljdad : صفاء بوالجداد
#الحوار_المتمدن
#safaa_bouljdad أرض الحب كنت أفكر بها، فصوتها الأطلسي كان يزيد ليالي باريس رومنسية ويزيدني احتراقا بالحنين إلى البلد و أمي و قريتنا حتى أنه يذكرني بأول حب عذري ..خرجت من الحانة ورحت أتمشى تائها في متاهة الذكريات و المشاعر التي زادتها الكؤوس هيجانا ..لمحتها جالسة في كرسي مقابل للبحر بجانبها راديو تستمتع بتفاصيل وحدتها، حييتها بإماءة وردت هي التحية بابتسامة جعلتني أتشجع ،استأذنتها الجلوس و لم تمانع .. كان الليل رائقا، ونور الكهرباء يغازل شعرها، أمسكت السيجارة بأصابعها الرقيقة ..بينما ينبعث صوت الأطلسية حادة وعكي رخيما بآهات حب صادقة تمزق الغسق وقلبينا.. يختفي وجهها الفاتن وراء الأصابع، وقد بدت شفتاها في حمرة قانية، لولا أسنانها البيضاء الصغيرة، لخلت فمها قطعة حمراء. كان الألم باديا على محياها، وكانت تنفث دخان السيجارة في عصبية وقلق. بادرتها وأنا أتأمل كل شيء فيها: مالي أراك قلقة حائرة؟ تكلمي. أجابتني وعيناها تشعان ببريق يخطف الأبصار: إنني أخشى منك.ـ تخشين مني؟؟أخشى أن تفضحني، ألم تقل لي أن مهنتك أن تكتب قصص الناس؟؟أجبتها: تكلمي ولا تخشي ... ومن يدري؟ فربما كان في إمكاني أن أساعدك.التفتت نحوي ثم قالت وهي تنفث دخان السيجارة رافعة رأسها إلى السماء ليبدو نحرها كلوحة ثمينة هاربة لتوها من متحف اللوفر: لقد غادرت بلدي مفلسة تماما خاسرة لكل شيء. غنيمتي الوحيدة هي ابنتي وكومة جراح ما زالت تقض مضجعي ..-كنت في سن السابعة عشرة آنذاك، مراهقة تختبر مشاعر الحب الأول، أدركت أنه علي الحذر، هناك في دوارنا لا نستطيع اللعب مع الصبية، فما بالك بالخروج معهم! أمر مستحيل طبعاً. الشاب كان محمد، لم ألتق به في مكان بعيد، فمنزل جدته كان قريب من منزلنا كان خفيف الظل والأهم من ذلك، بديع الجمال ولكن لا يتمتع بمواصفات الصهر المثالي.أراد محمد أن يتقدم لخطبتي، لكن والدي لم يقبل بأي علاقة بيننا فبالنسبة له ، محمد الصعلوك المفلس لا يناسب ابنة الحاج المعطي الوحيدة .. خاصة وأنه ولد الخماس لم نستطع الالتقاء، ولم تكن لدينا فرصة التحدث سويا كان من الصعب أن نحيا قصة حب. نظراتنا الخاطفة التي تبادلناها بصمت كسرقة، لم تكن بمنأى عن جميع الناظرين، فأختي اكتشفت أننا نتبادل الرسائل، وهددت بكشف كل شيء لوالدي إن استمررت بأفعالي، أخبرتني أن ما أقوم به عار على العائلة وأنني لن أسعد بقربه، في تلك المرحلة ازداد الضغط علي فشعرت بالاختناق في حياتي وعلمت أن هذا الحب سيأخذني إلى المنفى.وسط الضغط وعدم قدرتنا على الاقتراب من بعضنا لا بلمس ولا بكلام، قررنا الهرب سويا. في إحدى ليالي شهر ديسمبر ، "كتبتُ له، فلنذهب إلى الدار البيضاء ، أرسلت الرسالة بعجلة ووجدنا حيلة مناسبة للهرب "في السابعة صباحاً، أوصلني أخي إلى المدرسة وهو يتذمر طول الطريق أنت فتاة مكانك البيت لا أعلم لما البا المعطي مصر على تعليمك .. كنت أستمع إليه بصمت و حنجرتي تكاد تنفجر بآلاف الكلمات.. كان عزائي أنها آخر مرة سيراني فيها ولن اسمع خطابه هذا بعد اليوم. حملت معي كعادتي حقيبتي المدرسية، إلا أنها خلت هذه المرة من الدفاتر وامتلأت بأغراض أساسية تتناسب مع رحلة الهروب، وضعت فيها نقوداً كان قد تركها والدي في المنزل. بعد أن ابتعد أخي قليلاً عن البناء المدرسي، خرجت. مشيت قليلاً واتجهت إلى مكان اللقاء في ساحة قريبة حيث كان محمد بانتظاري، استغرقني كل هذا نصف ساعة فقط، كان الشارع شبه فارغ من المارة.في تلك اللحظة عرفت أنني في موقف جاد لا تراجع عنه أبدا، بعد مضي ساعات على اختفائي، ب ......
#صفاء
#بوالجداد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=739802