الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبد الحسين شعبان : لؤي أبو التمن وتراجيديا العزلة الذهبية
#الحوار_المتمدن
#عبد_الحسين_شعبان أخيراً ارتاح لؤي أبو التمّن في مرقده. رحل بهدوء تام. لم يقاوم ولم يتحدَّ ولم يعاند ولم يساجل ولم يجادل ولم يناقش كما اعتاد طيلة حياته، وهو الشخصية الاجتماعية المحبوبة والمهابة والقائد الطلابي الستّيني، فقد ارتضى التعايش مع ذلك الزائر الغريب طيلة سنوات، بل أنه استضافه إلى منزله ودخل معه في حوار صامت. كان أحدهما ينظر إلى الآخر بحذر شديد وحيرة في أحيان كثيرة. لم يحصل اشتباك بينهما، سوى تلميحاً أو إشارة، إلّا أن الكلمة السحرية الأثيرة الوحيدة التي كانت تطوف في المكان متى؟ ثم متى وأخيراً متى حتى جاء كانون الثاني / يناير 2022.كان لؤي أبو التمّن (فرات) فرض على نفسه عزلة طويلة قبل اجتياح وباء كورونا، فاتجه إلى زاوية يتأمل فيها ما يجري وقرّر الابتعاد مُلملماً بعضه إلى بعضه من كثر ما شاهد من ترّهات وزيف وسمع الكثير من اللغو والاجترار، خصوصاً وقد أصبح ذلك "الغالب الشائع"، وهو الذي كان يبحث دائماً عن "النادر الضائع". ترك أمره إلى ذلك الضيف الذي سيقرر تلك "المتى" ويقبض الروح ويعلن الخبر، لكنه وهو في هذه الحال ظلّ معلّقاً بأحلامه الكبيرة: الحريّة والعدالة، تلك الأحلام التي هي "الحقيقة الوحيدة" التي لا تنضب ولا تنتهي أو تتوقّف، حسب المخرج الإيطالي فريدريكو فيلليني، وكان صوته يأتيني بين الفينة والأخرى، فيزيد من أحزاني. وكنت أنقطع عنه أسابيعاً أو أشهراً كي لا أسمع نبرة التأسّي والضعف الانساني حتى وإنْ كان فائقاً، لكنني لا أستطيع إلّا أن أعاود الاتصال، وكأننا كنا نتحدث قبل يوم أو يومين، فأراه متابعاً ومنشغلاً وكأننا نتواصل في حوارنا الذي لم يتوقف.خبر مثل صاعقة نزل عليّ خبر رحيل أبو التمّن نزول الصاعقة. وعلى الرغم من أنني كنتُ متابعاً لأوضاعه الصحية ولعزلته، فهو لم يغادر المنزل تقريباً منذ قرابة 4 سنوات إلّا أن وقع الخبر كان صادماً. وكنّا قد اتفقنا على اللقاء في ربيع العام 2020 ، لكن اجتياح وباء الكورونا حال دون ذلك، وهكذا تغيّرت البرامج وتعطّلت الحياة الطبيعية وتبدّل كل شيء تقريباً، واتفقنا أخيراً على الصيف القادم، لكن القدر الغاشم كان أسرع منّا، وها هو يغافلنا وكأنه يتلصص على أخبارنا وما اتفقنا عليه ليسبقنا إلى حيث قرب موعد "المتى"، ليخطف أعزّ الأصدقاء وكأنه يقف لنا بالمرصاد أو كما يقول الجواهري الكبير : جهمٌ يقيم على مدارجنا / وعلى صدى أنفاسنا حرسا نعم إنه "الذئب" الذي ظلّ يترصّدنا لسنوات غير قليلة، فقد أفلح أخيراً في اقتناص فريسته الثمينة، خصوصاً حين ترجّل الفارس ، بل أنه تقدّم من ذلك الزائر الغليظ الذي يأتي مواربة ليدعوه للتفاهم بكلّ كبرياء وليصافحه وليعلن أمامه أنه اتخذ قراره ولا رجعة فيه وليس هناك من داعٍ للمخاتلة أو المراوغة، فلم يعد يحتمل ما هو قائم لكثرة ما عرِف وخبِر من تجارب ومِحن، ناهيك عن اللّاجدوى من المواجهة. كلّما رحل صديق أشعر أن قطعة من قلبي تُقتطع وليس من ذاكرتي وحسب، فما بالك بصديق أثير مثل لؤي أبو التمّن. ولعلّ ذلك ما كتبته سريعاً للصديق جمال صفر الذي أخبرني بعد لحظات من وفاته عن وقوع الحدث الجلل، وأراد مشاطرتي الحزن والأسى، وكم تمنّينا لبعضنا البعض حياة خالية من المكاره والأحزان، لكن ذلك سنّة الحياة، وكما ورد في القرآن الكريم "فكل من عليها فان ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام" (سورة الرحمن – أية 26 )، ويبقى الموت الحقيقة المطلقة التي لا مردّ لها.صداقة العمر في أواخر العام 1964 تعرّفت على لؤي أبو التمّن وكنّا ما زلنا في بدايات حياتنا الجامعية، وكان الصديق الراحل صادق الحسني البغدادي (أبو وسام) رابطة ا ......
#التمن
#وتراجيديا
#العزلة
#الذهبية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746123