الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ياسين الحاج صالح : ما بعد -أدب السجون-: شرط الشتات السوري وإلزام المقارنة
#الحوار_المتمدن
#ياسين_الحاج_صالح لم تمر تجارب الاعتقال والتعذيب والسجن السياسي في سورية دون تمثيل. العقد الذي سبق الثورة السورية شهد ظهور مكتبة صغيرة من نصوص وكتب ألفها من خاضوا التجربة شخصياً. كان أمثال مصطفى خليفة وحسيبة عبد الرحمن ومي الحافظ وآرام كربيت ولؤي حسين وراتب شعبو وفرج بيرقدار وهبة الدباغ ومالك داغستاني وبراء السراج ومعبد الحسون ومحمد برو في سجون النظام في ثماينات القرن العشرين وتسعيناته، وهم رووا تجاربهم الشخصية و/أو جوانب من التجربة العامة التي كانوا جزءاً منها. "أدب السجون" هذا إنجاز مهم بالمقاييس السورية بالنظر إلى ندرة ما ألف سوريون عن سورية في سنوات الحكم الأسدي، العهد الذي صار السجن فيه مؤسسة سياسية أساسية، والاعتقال السياسي تجربة وطنية عامة. التمثيل المعرفي لسورية كان ينافس على العدم التمثيل السياسي للسوريين في تلك العقود الكابوسية. ومن هذا الباب كانت الكتابة عن السجن تمثيلاً للنفس من حيث أنها تروي قصة الحرمان من الكلام ومن التنظيم، أي من السياسة والتمثيل. لكن لعله لذلك بالذات اكتفينا بإعطاء صوت لتجاربنا، وقلما عملنا على إدراجها في نطاقات أوسع أو في أطر مقارنة، لم نكن نملك شيئاً من عُدّتها على كل حال. كنا نقاوم الصمت القسري، ونستنفد قوانا في ذلك، لا نتعدى إلى شيء آخر. صحيح أننا كنا نفكر في تجارب الاعتقال والتعذيب السورية كأوجه للنضال من أجل الحرية، تنتمي إلى عالم من تجارب مماثلة، كان أقربها إلينا تجارب عربية في العراق ومصر والمغرب وغيرها، أو تجارب مناضلين ديمقراطيين في بلدان أوربا الشرقية التي كان سقوط أنظمتها قريب العهد وقتها، إلا أننا قلما تجاوزنا إشارات عارضة حتى إلى هذه التجارب الأقرب مكاناً أو زماناً. هناك منطق وراء ذلك: الجريح ينكفئ على جرحه، سواء كان الجرح في الجسم أو النفس، وتتجه كل طاقته إلى الاعتناء بنفسه. يحدث أن يقع الواحد منا في حب جرحه لأنه يتوافق مع العناية بالنفس ومع توقع العناية من جهة الغير. نرجسية الجريح هذه هي تجربتنا بدرجات متفاوتة، وهي حالت دون أن نفكر بغيرنا ونحن نفكر بما وقع لنا. تجارب السوريين الجديدة خلال عقد ليست أشد هولاً بما لا يقاس فقط، وإنما هي كذلك مقترنة بتجربة شتاتية واسعة، تشمل ما يقترب من 30% من السوريين. تجربة الشتات هذه أحد أوجه الصفة العالمية للقضية السورية، التي يتمثل وجهها الآخر في أن غير قليل من العالم في سورية، سواءاً في صورة دول أو منظمات ما دون الدولة، أو في صورة أُمميات دينية، سنية وشيعية، وبدرجة أقل منظمات يمينية مسيحية من أوربا. وفيما يتجاوز ذلك، تقوم الصفة العالمية للقضية السورية على كون البلد كان معْرَضاً لأقاصي التجربة الإنسانية خلال عقد من السنيين، تجارب كالتعذيب والقتل، وتدمير المناطق المدنية، والتغييب القسري، واللجوء الواسع، تدفع إلى إعادة تعريف الإنسان والإنسانية. ومن الواضح أن التمركز حول تجاربنا السورية لم يعد كُفأً لتمثيلها في الوقت الذي انكسرت فيه المركزية السورية لخبرات السوريين انكساراً حاداً، وتناثرنا في العالم. الاستجابة لشرطنا العالمي تقتضي اليوم فتح تجاربنا وقصصنا على تجارب وقصص شهدت أقاصي مماثلة، ووجودنا في الشتات، وخاصة في الغرب، يسهل ذلك. لا نستطيع ونحن "عالميون" بهذا القدر أن نستمر في تناول شأننا السوري كأن سورية كوكب مستقل أو جزيرة معزولة، ولم يعد مناسباً للسوريين وهم يعملون على تمثيل تجاربهم أن يغيب عنها الهولوكوست، أو الإبادة الكمبودية أو الرواندية، أو التطهير العرقي في يوغوسلافيا السابقة، أو مصائر مسلمي اليغور في الصين والروهينغا في ميانمار. كل ما هو مأساوي في العالم يعنينا ولن ......
#-أدب
#السجون-:
#الشتات
#السوري
#وإلزام
#المقارنة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=715647