الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ياسين الحاج صالح : عن الكرامة والذل، وكرامة المذلولين
#الحوار_المتمدن
#ياسين_الحاج_صالح هل يمكن الكلام بكرامة على نزع الكرامة؟ هل يمكن أن نتكلم بكرامة على عار الخسارة الكاملة، إذلال واسع وعميق ومستمر ومتعدد الأوجه تعرضنا له؟ أعني دون انفعال هائج، دون تفجع وانتحاب، دون سينيكية، دون مزايدة على النفس أو الغير، ودون إنكار بالطبع. ربما ليس دون غضب، ولكن بغضب مُتحكّم فيه، ربما ليس دون حزن، لكن مع تمالك للنفس، ربما ليس دون ألم، لكن دون رثاء للذات، وبالتأكيد دون مشهدية واستعراض. يعنيني السؤال ككاتب، وكسوري، وقبلهما معا لكوني أحد من خبروا تجربة الخسارة الكاملة، التي تتجاوز الهزيمة أمام عدو إلى خسارة المعنى، وهذا فوق جروح مستمرة بالغة الإيلام: فقد أحبة، لجوء خارج البلد، خسارة مجتمع، تحطم بيئة حياة، أي انهيار عالم كامل، واضطرار إلى البدء من ما يقرب الصفر. ما يتشكل للمرء بمشقة من ذاتية يتحلل بفعل مزيج الهزيمة والخسارة الذي جرى الكلام عليه من قبل، وما يواكبهما من إذلال وعجز. فهل يمكن بعد هذا كله أن نتكلم بكرامة على فقد الكرامة إلى هذا الحد؟ هذا ممكن لأنه واجب: لا شيء يعلو صون كرامة الخاسرين قيمة. أكثر من أن الكرامة ممكنة في مواجهة نزع الكرامة، وأكثر حتى من أنها واجبة، هي لا تكون مثالاً إلا إزاء تجربة نزع الكرامة. في أوضاع لا تهيننا أو تجرحنا، أو تتحدى قدرتنا على التصرف الصحيح، ليس ثمة معنى كبير للكلام على حس بالكرامة، أو على أن مسالكنا كريمة. حين يكون احتمال ارتكابنا الأخطاء محدوداً، وحين تكون الأخطاء المرتكبة متواضعة العواقب، وحين لا تتحدى خياراتنا المتاحة في التصرف مصيرنا تحدياً بالغ القسوة، فإن كرامتنا لا تمتحن. وهي لا تمتحن إلا حين نكون في امتحان عسير فرص نجاحنا فيه محدودة، وربما تقارب العدم، أي إلا في أوضاع مأساوية، يتلاطم فيها بعنف وجها المصير: الظروف والاستعدادات، "القدر" والشخصية. أميل إلى تعريف المأساة على ضوء التجربة السورية العامة والتجربة الشخصية بأنها امتحان لا بد من خوضه مع فرص نجاح بالغة الضآلة، إن لم يكن مع فشل مضمون. نخسر كرامتنا إن لم نخض الامتحان الذي نخسر الكثير، الكرامة ذاتها، أو الحرية، أو حتى الحياة، إن خضناه. في مثل هذه الأوضاع بالتحديد يثار سؤال الكرامة، وفي مثلها تمتحن. من شأن إجابة بالإيجاب على السؤال: هل يمكن أن نتكلم بكرامة على ما نالنا من إذلال ونزع كرامة، أن تحيل إلى السؤال عن الكيفية: كيف نقوم بذلك على نحو يحوز دلالة عامة؟ أي يعني إمكانياً ملايين المعنيين مباشرة، ويفترض أن يعني الإنسان بما هو كذلك، ليس بالضرورة لأنه يمكن لأي بشري أن يجد نفسه في أوضاع مماثلة، ولكن لأن تجاربنا القصوى هي ما تُعرِّفنا، وليس العادة المستقرة. بقدر ما إننا حيال وضع جذري وأقصى، ليس من مألوفاتنا، فإنه لا يبدو أن هناك طريقة مجربة لصمود كريم في وجه نزع الكرامة ونازعيها. لكن لعل أول ما يلزم هو الاستمرار، ألا نترك الشرط النازع للكرامة يحطمنا. استمرار مغاير، يستوعب التجارب المذلة ولا يتجاهلها، لكنه يداوم على الصراع بصبر. ليس هذا تطلباً بطولياً، أو جزية لإيديولوجية الصمود الفوقية، ولا يتحتم أن يتعارض مع التعبير عن الألم واللوعة. بل لعل الكرامة لا تصان دون تعبير، دون الإقرار بالخسارة وفداحتها وألمها، ودون التحرر من ضرب بطريركي من الكرامة، هو "الشرف"، يقرنها بالاستتار أو بالتقليل من شأن ما جرى لنا واللامبالاة به. الخسارة الكاملة لا تسمح على كل حال بمثل هذا الادعاء، الذي يهدر فوق ذلك تعميم التجربة وروايتها كقصة عن المصير الإنساني. نحتاج لأن نروي لا أن نصمت أو نكبت، وإن كنا نحتاج لأن نروي بكرامة. وبقدر ما إنه يجري الكلام ......
#الكرامة
#والذل،
#وكرامة
#المذلولين

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697447