الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سارة فؤاد شرارة : إفشاء سر جهنم
#الحوار_المتمدن
#سارة_فؤاد_شرارة منذ ولدت. وكانت غريزة الفَضْح! بدأت تلك الغريزة بالصراخ الذي استغربته أنا شخصياً! كنت طفلة عجيبة الهدوء، ولكن إذا ضغط أحدهم على أسلاك حمراء تجرح مشاعري؛ أكهرب الوجود بصراخي كأن المنطقة السكنية التي أعيش بها تصدعت بفعل البرق والرعد! كبرتُ ولم أعد أصرخ ، ولكن تبلورت تلك الغريزة على مر الأيام برغبة عاتية في طرح و تفجير الأسئلة. خاصة المحرجة منها ، مثل تلك الأسئلة التي أطرحها على أمي :لماذا لا يفهم الكبار عصرنا الحالي وكلماتنا ؟ ما الفرق بين الاختلاف والتخلف؟هل أنا ابنتك أم اختلط عليهم الأمر في توزيع الأطفال بمشفى الولادة؟ هل كنتم كباراً كما تظنون، أم اختلط على الزمان الأمر، هل نحن الكبار؟ كيف عانيتم بزمانكم؟ معاناة من منا ، ظلت الأكثر نضجاً بين الأجيال؟ من أحببتِ، حدثيني عن غارات الحرب والهجرة ! لاحظت أنني أفعل معظم الأشياء بمفردي مبكرا جداً، متى تتوقف الوصاية؟ كنت أختنق إذا ساعدتني يد علوية، ولكن بامتنان وخجل وعقدة ذنب غير مفهومة أو مبررة .. أطرح في حصص الدين شتى الأسئلة التي تجعل المدرسة تحسم الجدل بجملة "عقولنا محدودة؛ لذلك حُرمت علينا بعض الأسئلة والأفكار.. فقلت لها كيف نرتجف من مجرد فكرة، والفكرة هل تحرقنا فعلاً ! في محاضرة كلية تربية قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية طرحت المناقشة على الدكتور في باب علم إسناد الحديث ، قلت: كيف أصدق نقل الصحابة للرواية وهم بشر مثلنا لديهم قوى النسيان؟ قدمت مشروع التخرج عن "الحلاج"متعاطفة مع الحب في تصوفه، فصرخ في وجهي دكتور مادة الفلسفة الإسلامية وطردني خارج المكتب، لم أدرك بوقتها ما ذنبي! فكرت كيف نسيت ما قالته لي أمي جملة وتفصيلاً ، وكنت أنسى وجه أبي أحيانا لأنه كثير الأسفار فرسمته كما أراه.. نحن عموم البشر، إذا لم يدركنا نسيان الشيء؛ نقلناه كرواية كما نراها بقدراتنا وكما نعتقد وكما نحسب! فليس قصدا منا هذا التدليس! ولم نقصد الفتنة.. يعاودني السؤال ،ما الفارق بين الاختلاف والتخلف ؟! والنقل والانتقال؟! كان السؤال فضاح حتى وأنا أهمسه بخفوت في عقلي،وحين كبرت صارت غريزة الفضح تتخذ هيئة غامضة وخفية لا يميزها أحد رغم أنها فاقعة كالإفشاء والإشاعة ،صارت لتلك الغريزة هيئة قصص الحب التي أعيشها والروايات التي أتخيلها وأنقب عنها في الذاكرة، أشرت إلى زميلي الذي أحبه إشارة بإصبعي ،ضاحكة على الملأ، مرددة لبقية الزملاء بتهور فخور، هذا الرجل أحببته! وحده حبيبي.. أود الصراخ في المناطق السكنية التي تتصدع بفعل الإنارة المظلمة ..أفتح النوافذ.. لدي مشاعر فوتوجرافية عن الوجود ، صورة على دموع الحوائط المسكوت عنها في الأحياء المغبرة ، ولدي معرفتي السرية بنوايا الجيران، ذوي النظارات الفلكية والحكايات العنيفة والتي لا أجرؤ على ذكرها، أرصدها بنظارتي الفلكية التي تلتقي في لحظة زمنية ما مع نظاراتهم الفلكية على النوافذ، لنفزع سوياً! .. صار الفضح في صورة العمى الذي يداهمني أحياناً صفاتي تفضحني ، أكون على وشك إطلاق سراح الضجة، ولكن اتوقف وأخجل قليلاً..أنشر أسراب البومات الصديقة ناحية الخرائب وأنتظر عودتهم بالخبر اليقين..أترك بياناتي مثل اسمي وهاتفي وعنواني في بناية تحوي مكتب العنف والقضايا البشريةو الذي سيخبرني بأهم الأحداث موصيا بالتلميح من ناحيتي وعدم التصريح قدر الإمكان وهذه مهارة انتِ وشطارتك ، منذ يومين نصحني مذيع وصحفي بقناة إخبارية بالصمت خاصة تجاه حياتي الخاصة، قائلا : الحفاظ على مكانتي علمني الصمت، وأرى أن لك مستقبل قد تودين الحفاظ عليه، طارحاً تجربته مع الفضح قائلاً عن نفسة: كنت أسرد رواياتي ويومياتي الخاصة وأريد الخير ل ......
#إفشاء
#جهنم

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703102