جلبير الأشقر : على من يضحك البرهان وحمدوك؟
#الحوار_المتمدن
#جلبير_الأشقر إن «الاتفاق السياسي» الذي وقّع عليه يوم الأحد الماضي كلّ من «الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، رئيس مجلس السيادة الانتقالي» و«الدكتور عبدالله آدم حمدوك، رئيس مجلس الوزراء الانتقالي» جديرٌ حقاً بأن يبقى خارج سلّة مهملات التاريخ ويستقرّ في الذاكرة التاريخية. ليس لحسناته بالطبع، بل لأنه نموذج فذّ من الخدعة السياسية التي لا تنطلي على أحد! فبعدما أثبت البرهان فشله في «علم الانقلاب للمبتدئين» على حد قول أحد الديبلوماسيين الغربيين («بعد الانقلاب الأرعن: السودان إلى أين؟» «القدس العربي» 2/11/2021) ها هو يعيد الكرّة وبإخفاق أعظم في «علم الاحتيال السياسي للمبتدئين» (رحم الله نيكولو ماكيافلّي).فلنستعيد مسلسل الأحداث بدءاً من الانقلاب الفاشل الذي جرى تنفيذه قبل شهر: طعنت القيادة العسكرية الموروثة من عهد عمر البشير في المساومة التي اضطرّت إلى القبول بها في صيف 2019 إثر اتّضاح عجزها عن القضاء على الانتفاضة الشعبية السودانية. وإذ خشيت من تصاعد الضغط الجماهيري في سبيل المضي إلى الأمام في تسليم السلطة للمدنيين، افتعلت بواسطة دماها السياسية حالة من الانقسام المزعوم في صفوف الحراك الشعبي واتخذتها ذريعة لتنفيذ انقلاب قضى على مساومة 2019 عبر الإطاحة بالفريق المدني الذي شارك فيها وحاول العمل بموجبها، مصطدماً بتعجيز مستمرّ من طرف العسكر.فحلّ البرهان المؤسستين اللتين عبّرتا عن المساومة، وهما مجلسا السيادة والوزراء، واعتقل بعض أعضائهما المدنيين، منهم رئيس الوزراء بالذات مدّعياً استضافته في منزله حرصاً على سلامته (إحدى الأكاذيب الطريفة التي لا تنطلي على أحد) وأعاد تركيب مجلس السيادة بما يروق للعسكريين معلِناً عن قرب تشكيل حكومة من «الأخصائيين» (يكون الاختصاص الأهم لديهم الخضوع للعسكر، بالطبع). بيد أن القيادة العسكرية الفاشلة فوجئت بالرفض الشعبي العارم لانقلابها، وقد ضاعفت من وقعه إدانة الدول الغربية له (روسيا وإسرائيل هما أبرز دولتين أيدتاه بصورة مكشوفة) وهي إدانة لها تبعات اقتصادية عظيمة على السودان. فبعد أسابيع من المماطلة تحت الضغط الشعبي وضغط العواصم الغربية، شعر العسكر بضرورة الإيحاء بأنهم رضخوا للمطالبين بإعادة إحياء مساومة 2019 الميّتة، فأخرجوا حمدوك من قفصه وقبِل المذكور بالالتحاق بسائر دمى العسكر على المسرح.أما الطريف في المساومة المجدّدة فهو أنها «مساومة» بين مساومة الأمس والحكم العسكري الصرف، إذ أبقت على كل ما قام به العسكر باستثناء تنحية شخص حمدوك ذاته: فلم ينصّ «الاتفاق السياسي» الذي وقّعه البرهان وحمدوك على إعادة تفعيل المجلس السيادي السابق للانقلاب ولا على إعادة تأهيل مجلس الوزراء السابق، بل إن الأمر الوحيد الحقيقي الذي نصّ عليه، عدا وعود كاذبة منها «إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين» (بما يخوّل العسكر تحديد من اعتُقل لأسباب «سياسية» لا غير) و«إجراء تحقيق في أحداث وقعت أثناء التظاهرات من وفيات وإصابات للمدنيين والعسكريين» (لاحظوا وضع العسكريين في مرتبة الضحايا) هذا بعدما حال العسكر دون محاكمة مرتكبي مجازر عام 2019 ولسبب بسيط هو أنهم المرتكبون، إن الأمر الوحيد الحقيقي الذي نصّ عليه «الاتفاق السياسي» إذاً ليس سوى البند الأخير، رقم 14، الذي نصّ على «إلغاء قرار قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بإعفاء رئيس الوزراء عبد الله حمدوك»!وبموجب هذا الاتفاق بات حمدوك شريكاً في خدعة العسكر الفاشلة، وقد خيّب ظنّ أولئك المتظاهرين الذين رأوا فيه بطلاً (على الرغم من أنفه) عندما كان لا يزال خاضعاً للإقامة الجبرية. فإن الحجج التي تذرّع به ......
#يضحك
#البرهان
#وحمدوك؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738740
#الحوار_المتمدن
#جلبير_الأشقر إن «الاتفاق السياسي» الذي وقّع عليه يوم الأحد الماضي كلّ من «الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، رئيس مجلس السيادة الانتقالي» و«الدكتور عبدالله آدم حمدوك، رئيس مجلس الوزراء الانتقالي» جديرٌ حقاً بأن يبقى خارج سلّة مهملات التاريخ ويستقرّ في الذاكرة التاريخية. ليس لحسناته بالطبع، بل لأنه نموذج فذّ من الخدعة السياسية التي لا تنطلي على أحد! فبعدما أثبت البرهان فشله في «علم الانقلاب للمبتدئين» على حد قول أحد الديبلوماسيين الغربيين («بعد الانقلاب الأرعن: السودان إلى أين؟» «القدس العربي» 2/11/2021) ها هو يعيد الكرّة وبإخفاق أعظم في «علم الاحتيال السياسي للمبتدئين» (رحم الله نيكولو ماكيافلّي).فلنستعيد مسلسل الأحداث بدءاً من الانقلاب الفاشل الذي جرى تنفيذه قبل شهر: طعنت القيادة العسكرية الموروثة من عهد عمر البشير في المساومة التي اضطرّت إلى القبول بها في صيف 2019 إثر اتّضاح عجزها عن القضاء على الانتفاضة الشعبية السودانية. وإذ خشيت من تصاعد الضغط الجماهيري في سبيل المضي إلى الأمام في تسليم السلطة للمدنيين، افتعلت بواسطة دماها السياسية حالة من الانقسام المزعوم في صفوف الحراك الشعبي واتخذتها ذريعة لتنفيذ انقلاب قضى على مساومة 2019 عبر الإطاحة بالفريق المدني الذي شارك فيها وحاول العمل بموجبها، مصطدماً بتعجيز مستمرّ من طرف العسكر.فحلّ البرهان المؤسستين اللتين عبّرتا عن المساومة، وهما مجلسا السيادة والوزراء، واعتقل بعض أعضائهما المدنيين، منهم رئيس الوزراء بالذات مدّعياً استضافته في منزله حرصاً على سلامته (إحدى الأكاذيب الطريفة التي لا تنطلي على أحد) وأعاد تركيب مجلس السيادة بما يروق للعسكريين معلِناً عن قرب تشكيل حكومة من «الأخصائيين» (يكون الاختصاص الأهم لديهم الخضوع للعسكر، بالطبع). بيد أن القيادة العسكرية الفاشلة فوجئت بالرفض الشعبي العارم لانقلابها، وقد ضاعفت من وقعه إدانة الدول الغربية له (روسيا وإسرائيل هما أبرز دولتين أيدتاه بصورة مكشوفة) وهي إدانة لها تبعات اقتصادية عظيمة على السودان. فبعد أسابيع من المماطلة تحت الضغط الشعبي وضغط العواصم الغربية، شعر العسكر بضرورة الإيحاء بأنهم رضخوا للمطالبين بإعادة إحياء مساومة 2019 الميّتة، فأخرجوا حمدوك من قفصه وقبِل المذكور بالالتحاق بسائر دمى العسكر على المسرح.أما الطريف في المساومة المجدّدة فهو أنها «مساومة» بين مساومة الأمس والحكم العسكري الصرف، إذ أبقت على كل ما قام به العسكر باستثناء تنحية شخص حمدوك ذاته: فلم ينصّ «الاتفاق السياسي» الذي وقّعه البرهان وحمدوك على إعادة تفعيل المجلس السيادي السابق للانقلاب ولا على إعادة تأهيل مجلس الوزراء السابق، بل إن الأمر الوحيد الحقيقي الذي نصّ عليه، عدا وعود كاذبة منها «إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين» (بما يخوّل العسكر تحديد من اعتُقل لأسباب «سياسية» لا غير) و«إجراء تحقيق في أحداث وقعت أثناء التظاهرات من وفيات وإصابات للمدنيين والعسكريين» (لاحظوا وضع العسكريين في مرتبة الضحايا) هذا بعدما حال العسكر دون محاكمة مرتكبي مجازر عام 2019 ولسبب بسيط هو أنهم المرتكبون، إن الأمر الوحيد الحقيقي الذي نصّ عليه «الاتفاق السياسي» إذاً ليس سوى البند الأخير، رقم 14، الذي نصّ على «إلغاء قرار قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بإعفاء رئيس الوزراء عبد الله حمدوك»!وبموجب هذا الاتفاق بات حمدوك شريكاً في خدعة العسكر الفاشلة، وقد خيّب ظنّ أولئك المتظاهرين الذين رأوا فيه بطلاً (على الرغم من أنفه) عندما كان لا يزال خاضعاً للإقامة الجبرية. فإن الحجج التي تذرّع به ......
#يضحك
#البرهان
#وحمدوك؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738740
الحوار المتمدن
جلبير الأشقر - على من يضحك البرهان وحمدوك؟