راتب شعبو : ناديا مراد طه تشكو اغتصابها لمغتصبيها
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو لم يكن العالم، وبخاصة أعضاء مجلس الأمن الدولي، بحاجة إلى أن تجلس الشابة اليزيدية ناديا مراد طه لتروي لهم ما فعلته داعش بها وبعائلتها وباليزيديين، كي يعلموا ما حل باليزيديين في الموصل. فما جرى معروف للجميع عبر وسائل الإعلام، دع جانباً وسائل الاستخبارات والأقمار الصناعية ووسائل الرصد المتنوعة.كانت كلمات الضحية مغمسة بمرارة التجربة، وكانت ابنة الواحد وعشرين عاماً متماسكة للصور المريعة التي راحت تمر على ساحة وعيها وهي تروي، تابعت روايتها ولم تهزها عثرات اللغة. صفق لها الحضور رغم التعليمات بعدم التصفيق، كما قالت سامانثا باور مندوبة الولايات المتحدة ورئيسة المجلس التي تأثرت حتى سالت دموعها.كان العالم، كل العالم، وأقوياؤه على وجه الخصوص، يعلمون عن داعش أكثر مما قالته الفتاة اليزيدية. وكانت لديهم، وهذا هو الأهم، المعرفة والقدرة الكافيتين لمنع حدوث ما جاءت الشابة لترويه على مسامعهم. وفي الصورة النهائية والحقيقية فإن ناديا جاءت كي تدينهم أكثر مما جاءت تشكو لهم. ولكن لا خيارات للضحية. ماذا تستطيع الضحية الوحيدة المستضعفة سوى أن تشكو. التباين الهائل في مستويات القوة، يغري باستعمال القوة المجردة من أبسط احترام للقيم الإنسانية، ويجعل من الضعف عامل جذب للإجرام، ويدفع الضحايا الناجين إلى هدر اعتباراتهم الشخصية على أقدام الأقوياء.تتحدث ناديا طه عن بؤسها وهي في سوق نخاسة فعلي، سوق نخاسة يتجول فيه رجال بلحى طويلة وأسلحة حديثة وأجهزة اتصال شديدة التطور، وكيف أنها اختارات الرجل الذي بدت قدماه صغيرتين كي ينقذها من الرجل الضخم الذي أراد الاستئثار بها. هكذا يفرض على الضحية أن تتعرف على جلاديها من أقدامهم، فلا يحق لها النظر في وجه جلاديها (كما كان يفرض على سجناء سجن تدمر العسكري الأسدي أن يفعلوا)، أو لا تمتلك الضحية، بفعل ما يحيط بها من عنف لفظي ومادي، القدرة النفسية الكافية على النظر في عين جلاديها. عالم اليوم يكرّس القوة باعتبارها القيمة العليا، يحدد المسرح ويطلق الوحوش بعد شحنهم بفائض من الكراهية والقوة، ثم يستقبل الضحايا، ضحاياه، كي يستمع إلى قصصهم المثيرة ويبدي تعاطفه "الإنساني"، كي يواصل بعدئذ دوسه على أبسط معايير العدل.لا شك أن مراكز اتخاذ القرار المؤثر في العالم لا تنتظر شهادة ناديا وأمثالها كي تبني سياساتها، العكس هو الصحيح. إن سياسات وقرارات مراكز القوة في العالم هي التي تنتج الضحايا الشبيهة بناديا ثم تجلبهم كي يرووا معاناتهم في طقوس أممية مكرسة لتجميل آلهة العصر الحديث، وتنزيههم عن الجريمة المنظمة وجعلهم ممثلي العدالة الذين يلجأ إليهم المظلومون.يجلس ممثلو القوى الكبرى ليصغوا إلى رواية مثيرة فيها الكثير من العنف وانعدام القيم ومرارة الاستضعاف، سعداء من كون الضحية تشكو لهم، ما يجعلهم على الضفة المقابلة لداعش وكبائرها، وجهة يعتد بها لرفع الظلم. يصفق ممثلو القوى الكبرى ويذرفون الدموع ويتعاطفون، وفي الليلة نفسها تنتج سياساتهم "المدروسة" آلاف الضحايا من أمثال ناديا.يصغي هؤلاء إلى شكوى ناديا المغتصبة والمنتهكة إلى آخر حدود الانتهاك والوعي، وفي عروقهم تسري لذة المجرم المخفي، أو المجرم الذي يفرّغ نزعته الإجرامية بالاستماع أو التفرّج على إجرام غيره، بالطريقة التي تؤدي إلى دغدغة ال"هو" داخل كل منهم، دون المجازفة باختلال صورة "الأنا"، ودون الألم الناجم عن تقريع "الأنا العليا"، بحسب الترسيمة الفروديدية الشهيرة. هكذا تمثل "الدولة الإسلامية" وسلوكها الإجرامي والمتوحش، ما يمكن اعتباره الـ"هو" الخاص بالنظام العالمي الرسمي الحالي، ولكنه "هو" متجسد في "دو ......
#ناديا
#مراد
#تشكو
#اغتصابها
#لمغتصبيها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719019
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو لم يكن العالم، وبخاصة أعضاء مجلس الأمن الدولي، بحاجة إلى أن تجلس الشابة اليزيدية ناديا مراد طه لتروي لهم ما فعلته داعش بها وبعائلتها وباليزيديين، كي يعلموا ما حل باليزيديين في الموصل. فما جرى معروف للجميع عبر وسائل الإعلام، دع جانباً وسائل الاستخبارات والأقمار الصناعية ووسائل الرصد المتنوعة.كانت كلمات الضحية مغمسة بمرارة التجربة، وكانت ابنة الواحد وعشرين عاماً متماسكة للصور المريعة التي راحت تمر على ساحة وعيها وهي تروي، تابعت روايتها ولم تهزها عثرات اللغة. صفق لها الحضور رغم التعليمات بعدم التصفيق، كما قالت سامانثا باور مندوبة الولايات المتحدة ورئيسة المجلس التي تأثرت حتى سالت دموعها.كان العالم، كل العالم، وأقوياؤه على وجه الخصوص، يعلمون عن داعش أكثر مما قالته الفتاة اليزيدية. وكانت لديهم، وهذا هو الأهم، المعرفة والقدرة الكافيتين لمنع حدوث ما جاءت الشابة لترويه على مسامعهم. وفي الصورة النهائية والحقيقية فإن ناديا جاءت كي تدينهم أكثر مما جاءت تشكو لهم. ولكن لا خيارات للضحية. ماذا تستطيع الضحية الوحيدة المستضعفة سوى أن تشكو. التباين الهائل في مستويات القوة، يغري باستعمال القوة المجردة من أبسط احترام للقيم الإنسانية، ويجعل من الضعف عامل جذب للإجرام، ويدفع الضحايا الناجين إلى هدر اعتباراتهم الشخصية على أقدام الأقوياء.تتحدث ناديا طه عن بؤسها وهي في سوق نخاسة فعلي، سوق نخاسة يتجول فيه رجال بلحى طويلة وأسلحة حديثة وأجهزة اتصال شديدة التطور، وكيف أنها اختارات الرجل الذي بدت قدماه صغيرتين كي ينقذها من الرجل الضخم الذي أراد الاستئثار بها. هكذا يفرض على الضحية أن تتعرف على جلاديها من أقدامهم، فلا يحق لها النظر في وجه جلاديها (كما كان يفرض على سجناء سجن تدمر العسكري الأسدي أن يفعلوا)، أو لا تمتلك الضحية، بفعل ما يحيط بها من عنف لفظي ومادي، القدرة النفسية الكافية على النظر في عين جلاديها. عالم اليوم يكرّس القوة باعتبارها القيمة العليا، يحدد المسرح ويطلق الوحوش بعد شحنهم بفائض من الكراهية والقوة، ثم يستقبل الضحايا، ضحاياه، كي يستمع إلى قصصهم المثيرة ويبدي تعاطفه "الإنساني"، كي يواصل بعدئذ دوسه على أبسط معايير العدل.لا شك أن مراكز اتخاذ القرار المؤثر في العالم لا تنتظر شهادة ناديا وأمثالها كي تبني سياساتها، العكس هو الصحيح. إن سياسات وقرارات مراكز القوة في العالم هي التي تنتج الضحايا الشبيهة بناديا ثم تجلبهم كي يرووا معاناتهم في طقوس أممية مكرسة لتجميل آلهة العصر الحديث، وتنزيههم عن الجريمة المنظمة وجعلهم ممثلي العدالة الذين يلجأ إليهم المظلومون.يجلس ممثلو القوى الكبرى ليصغوا إلى رواية مثيرة فيها الكثير من العنف وانعدام القيم ومرارة الاستضعاف، سعداء من كون الضحية تشكو لهم، ما يجعلهم على الضفة المقابلة لداعش وكبائرها، وجهة يعتد بها لرفع الظلم. يصفق ممثلو القوى الكبرى ويذرفون الدموع ويتعاطفون، وفي الليلة نفسها تنتج سياساتهم "المدروسة" آلاف الضحايا من أمثال ناديا.يصغي هؤلاء إلى شكوى ناديا المغتصبة والمنتهكة إلى آخر حدود الانتهاك والوعي، وفي عروقهم تسري لذة المجرم المخفي، أو المجرم الذي يفرّغ نزعته الإجرامية بالاستماع أو التفرّج على إجرام غيره، بالطريقة التي تؤدي إلى دغدغة ال"هو" داخل كل منهم، دون المجازفة باختلال صورة "الأنا"، ودون الألم الناجم عن تقريع "الأنا العليا"، بحسب الترسيمة الفروديدية الشهيرة. هكذا تمثل "الدولة الإسلامية" وسلوكها الإجرامي والمتوحش، ما يمكن اعتباره الـ"هو" الخاص بالنظام العالمي الرسمي الحالي، ولكنه "هو" متجسد في "دو ......
#ناديا
#مراد
#تشكو
#اغتصابها
#لمغتصبيها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719019
الحوار المتمدن
راتب شعبو - ناديا مراد طه تشكو اغتصابها لمغتصبيها