الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محسن وحي : مفهوم التسامح عند فولثير
#الحوار_المتمدن
#محسن_وحي مما لا شك فيه أن الحضارة الغربية لم تكن لتشهد عصر النهضة والأنوار والحداثة، لولا مجموعة من الفلاسفة الكبار الذين دافعوا عن الإنسان، بما هو قيمة مطلقة وغاية في ذاته، يستحق الكرامة والسعادة في هذه الحياة الدنيا قبل الآخرة. يعد فولثير أحد هؤلاء الفلاسفة الذين أسسوا "لقيم العيش المشترك"، إذ أنه كان مناقضا بشدة للظلم والتعصب والعنف الذي كان منتشرا بين المذاهب المسيحية المختلفة في زمانه، ودعا إلى ضرورة الحد من هذا العنف الديني وإحلال ثقافة السلم والتسامح بدله. إن التسامح، حسب فولثير لم يتسبب قط في إثارة الفتن والحروب الأهلية، في حين أن عدم التسامح قد عمم المذابح على وجه الأرض(فولثير، 2009، ص 39). وقد كان فولثير أيضا مدافعا عن المظلومين في المجتمع الذي عاش فيه، كدفاعه عن قضية "آل كالاس"، والتي خصص لها فصلين في كتابه" رسالة في التسامح". كتب فولثير هذه الرسالة تحت تأثير أفكار جون لوك حول التسامح؛ لأن رسالة لوك ألفت حوالي قرن قبل فولثير. وكان هدفه من كتابة هذه الرسالة هو أن تصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وذلك من أجل مواصلة الكفاح ضد التعصب والعنف الذي كانت تعاني منه أروبا بشكل عام، وفرنسا بشكل خاص، والتي عانت من حرب الثلاثين سنة) 1618 –1647 ( بين المذاهب المسيحية. في إطار هذا السياق نتساءل مع فولثير ما هي الأسباب التي تقف وراء التعصب الديني؟ إن التعصب، حسب فولثير، هو نتيجة لاعتقاد المذاهب المسيحية امتلاك الحقيقة، وأن مذهبها هو وحده الصحيح. هذا الأمر يذكرنا بالتعصب وعدم التسامح الموجود بين الفرق الإسلامية، والتي تقاتلت فيما بينها، منذ ظهور الخوارج إلى اليوم، خاصة المتعصبين من السنة والشيعة. إنه قانون التعصب الذي يعتقد أن "الحقيقة مذهبي وما أقوله أنا هو الصحيح". اللاتسامح الموجود بين هذه المذاهب الدينية هو تعبير عن حالة الإنسان الأولى التي عبر عنها فلاسفة التعاقد الاجتماعي بحالة الطبيعة. إنها وضعية من التوحش والاحتكام إلى الغرائز والانفعالات السلبية بلغة اسبينوزا. واللاتسامح تعبير كذلك عن الجهل، إذ أن الإنسان الذي يتحكم فيه الجهل لا يشعر بأي ضرورة للتعلم، مادام أن الآخرين لا يفكرون على نفس شاكلته. إنه إنسان يؤمن أن كل ما يعتقد الآخرين هي ضلال مبين، لذلك فهو لا يريد أن يسمع، ولا يريد أن يتحاور معهم، في حين أن الحوار هو الشرط الإتيقي لكل علاقة إنسانية. يمكن القول، إذن، أن الجهل والدوغمائية هي سبب التعصب واللاتسامح. وهي نفس الفكرة التي دافع عنها سقراط، بحيث أنه ربط بين الجهل والشر، إذ أن الأفعال الشريرة التي يقوم بها الإنسان، حسبه، هي نتيجة لجهله، ولو حصل له العلم أو المعرفة لسلك طريق الفضيلة، ومادام أنه جاهل فسيسلك طريق التعصب وعدم التسامح مع الآخرين المختلفين. بالإضافة إلى ذلك، يرى فولثير أن من بين أسباب وجود التعصب واللاتسامح هو انتشار الخرافة، إن المؤمن بالخرافات يحكمه بالضرورة منطق التعصب. العلاقة بين التعصب والخرافة علاقة جدلية، فكلاهما يغدي الآخر، فما يزيد من قوة التعصب هو تصديقه للخرافات والتعصب لها. كان يهدف فولثير من مؤلفاته القضاء على هذا التعصب المنتشر، ولهذا ألف "رسالة في التسامح". لا يمكن فهم "رسالة في التسامح" لفولثير إلا بربطها بالسياق العام الذي عاش فيه. لقد أشرنا سابقا إلى أن انتشار التعصب بين المذاهب المسيحية هو السبب الرئيسي الذي جعل الفلاسفة يتصدون لحالة اللاتسامح هذه. في هذا المضمار يقول فولثير: " إن الحق في التعصب حق عبثي وهمجي؛ إنه حق النمور وإن فاقه بشاعة: فالنمور لا تمزق بأنيابها إلا لتأكل، أما نحن فقد أفنينا ......
#مفهوم
#التسامح
#فولثير

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=700198