الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سامي الكيلاني : ضاع س وكسبت الشرتوني
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني يقف كتاب مبادئ اللغة العربية (الصرف والنحو) للمعلم رشيد سليم الشرتوني طبعة 1950 على رف مكتبتي شامخاً معتداً بتاريخه بين الكتب التي تصطف على رفوف المكتبة، ولا يسبقه في العمر سوى كتاب أذكار من إرث جدي الشيخ الصوفي على الطريقة الجيلانية، كتاباً مجلداً بطريقة بسيطة مع خطب الجمعة التي كان يستعملها أيام كان خطيباً في قرية قريبة. ستتحدث أوراق كتاب الشرتوني الصفراء، إن نطقت، عن الأيدي التي تناقلته وقلّبت صفحاته، وستعكس صفحاته لو انقلبت مرايا مئات الوجوه التي تحركت عيونها على سطوره. يقف الكتاب على الرف بفخر مرتدياً الغلاف الأسود المقوى الذي لبسه بكعب محزز تزينه الكتابة الذهبية التي رسمت على هذا الكعب. ما بين اليد الأولى التي استلمته واليد التي منحتني إياه أجيال، وما بين النسخة ذات الغلاف الورقي المصفر التي وصلتني وهذا الغلاف الأسود الكرتوني الصلب الجميل مسافات قطعها الكتاب، حتى ارتدى هذا الرداء في مطبعة دمشقية على يد صديقي س. سنوات من التنقل بمبدأ الإعارة لأنني امتلكته ولم أشأ التخلي عنه، فقد استعملته في سنوات المدرسة الثانوية واعتمدت عليه فيما بعد كمرجع سهل للرجوع السريع لاستيضاح أمر ملتبس عليّ أثناء كتابة مقالة أو منشور أو نص أدبي، أو للاحتكام إليه في خلاف لغوي بيني وبين آخرين. تذكرني كلمتي "الاحتكام" و"الكرتوني" بقصة رواها لي في الثمانينات من القرن الماضي الصديق الشاعر سعود الأسدي في حديث ذكريات على هامش مهرجان لجان العمل الثقافي الديمقراطي بعد أن أسعدنا بشعره وزجله. اختلف سعود حين كان طالباً في المدرسة الثانوية مع أحد معلميه في موضوع لغوي، وكان سعود موقناً أنه على صواب، فأحضر كتاب الشرتوني وقال لمعلمه "ها هو الشرتوني يقول ما أقول"، فاستفز المعلم وأصر على موقفه قائلاً "شرتوني، كرتوني، ما دخلني"، مضيفاً ما معناه "أنا أفهم منك ومن الشرتوني في هذا الأمر".يرتبط كتاب الشرتوني عندي بذكريات، من أجملها حين طلبت استعارته إحدى بنات الجيران التي تكبرني بصفين دراسيين بعد أن أرسلت أختها الصغيرة بورقة ولم أكن في البيت، فحملته حين عودتي وأوصلته إليها، وحظيت بترحيب واحترام من والدتها وضيافة شاي وربما قطعة كعك من عملها، حيث كانت طالبات المدارس والصبايا معتادات على عمل هذا "الكيكس" من دروس التدريب المنزلي، كما كانت تدعى هذه المادة الدراسية. قالت إنها سوف تستعيره لبضعة أيام وستعيده مع أختها مكررة شكرها، وضبطت نفسي عن التسرع والقول إنني سآتي لأخذه بنفسي، من باب الخوف من الظهور بأن الزيارة والعودة إليها هي الأساس.في المقابل، يحمل الكتاب ذكرى مؤلمة، ذكرى مصير صداقتي مع صديقي (س)، لست أدري أأعتذر للكتاب عن ارتباط اسمه بهذه التجربة، أم أن الكتاب سيعتذر لي لأنه يذكرني بها. ذكرى تواكبت مع العمل النضالي وإجراءات الاحتلال ضدي. قُتلت صداقتنا في المد والجزر المصاحب لمعمعان النضال وما يجره القمع والترهيب الاحتلالي، وما ينتج عن هذا المعمعان من الإصرار على الموقف والصمود والتحدي في مواجهة إجراءات الاحتلال ودفع ثمن ذلك سنوات من العمر خلف القضبان أو تحت الإقامة الجبرية أو في استدعاءات للتحقيق، وخسارات أخف من تحييد البعض مع قدرتهم على المحافظة على علاقة خفيفة تتمثل بالاحترام الداخلي للمناضلين والخشية من الانضمام إلى مواقفهم وترك مسافة تبقي على العلاقة وتتقي الشبهات، ومن انهزام البعض بقطع العلاقات مع المناضلين خوفاً من أن يصبح المرء منهم مشبوهاً أمام الاحتلال، وصولاً إلى سقوط البعض أمام ضغوط المحتلين العقابية أو إغراءاتهم، سقوطاً مختلف الدرجات على سلم الذل ودور العمالة الذي يتضمنه ......
#وكسبت
#الشرتوني

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760987