الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبدالجبار الرفاعي : كل القيم تجد معناها في حمايتها للكرامة
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي الكرامة هي القيمة المركزية في حياة الكائن البشري. الإنسانُ الأصيل يضحّي بحياته من أجل أن تُخلِّد ذاكرةُ الوجود كرامتَه. الكرامةُ مكونٌ لكينونة الإنسان الوجودية، عنوانُ تكريم خلق الإنسان هو كرامتُه لا شيء آخر سواها، لأن انتهاكَ الكرامة يفضي إلى انتهاك كلّ حريات الإنسان وحقوقه. الكرامةُ والحريةُ من أوضح تجليات رحمة الله بالإنسان، الذي خلقه اللهُ "فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ"، التين، 4. وجعل التكريمَ بصمةً وجودية يختصّ بها الإنسانُ دون سواه في الأرض، وأوكل إليه مهمة استثنائية وهي خلافته في الأرض، واستأمنه على مخلوقاته المتنوعة، ووضعها تحت تصرفه، عندما سخّرها جميعها له. اللهُ لم يكرِّم بني آدم إلا بوصفهم النوعي العام الذي يصدق على كلّ إنسان، لا يتخلف أو يختلف استحقاق الإنسان للكرامة مهما اختلفت طبقاتُ الناس في المجتمع وأجناسُهم وألوانُهم ومهنُهم وثقافاتهم وأديانهم، كلُّ إنسان مكرّم بغضّ النظر عن أيّة صفة أو إضافة أو هوية أو إثنية أو جنس أو أي عنوان آخر له يصطنعه المجتمع له أو تفرضه عليه ظروف حياته وأقداره الحتمية. الإنسانُ يرفضُ بطبيعته الاستعباد، لأن جوهرَ إنساينة الإنسان كرامتُه، وجوهرُ الكرامة الحرية، وجوهرُ الحرية المسؤولية. الكرامةُ وعيُ الإنسان بالحرية، لا يرضى أيُّ إنسان عاقل سَوَّى غير مدجن التنازلَ عن حريته. الاستعبادُ يهدر الكرامةَ، ويستلب كلَّ أشكال الحرية، إهدارُ الكرامة والحرية نفيٌ لمسؤولية الإنسان حتى عن نفسه. ليس هناك إنسانٌ يقبل بسلب كرامته وحريته ومسؤوليته عن نفسه، إلا إن كان مدجنًا على الطاعة العمياء. الإنسان وفقًا لطبيعته البشرية تواقٌ للكرامة، تواقٌ للحرية، تواقٌ للمسؤولية. لا قيمةَ سامية تعلو على قيمةِ الكرامة، هتكُ الكرامةِ والاحتقار يثيرُ الفزعَ في كيان أيّ كائن بشري، مهما كان بَلِيدًا وأبْلَهًا في نظر البعض. هتكُ الكرامةِ والاحتقار ينتجُ عملياتِ الثأر العنيفة، وكلَّ الثورات، والأشكالَ المتنوعة للمقاومة، جميعُها ليست إلا مساعٍ لاستردادِ الكرامة، وإن أخطأت مراميها أحيانًا. ولو غضضنا النظرَ عن الموقف الأخلاقي والديني والقانوني من الانتحار، وحاولنا أن نفهمه من منظور مختلف، نرى بعضَ من يُقدِم على الانتحار تبلغ لديه قيمة الكرامة حدًا لا ترقى إليه أيةُ قيمة، حتى قيمة الحياة يشعر أن كرامتَه أغلى منها، لذلك يُضحّي بحياته أن يحمي كرامتَه، ومن أجل تقدير ذاته، ومن أجل أن يعترفَ الناسُ به. لستُ هنا في مقام بيان الموقف من الانتحار، ولا بيان أسبابة المختلفة والمعقدة، وأعمقها اشتعال القلق الوجودي والاكتئاب إلى درجة تحترق فيها كينونةُ الإنسان ويتحول باطنُه إلى رماد، ويغرقه الشعور بعثية كل شيء في الحياة، ولا جدوى العيش فيها. نصابُ الكرامة في القيم يتفوق على كلِّ ما سواه،كلُّ القيم تجد معناها في حمايتها للكرامة وصيانتها من كلِّ ما ينتهكها، الكرامةُ لا غير هي ما ترسّخ الشعورَ بأهمية الحياة، وتجعل الحياة تستحق أن يعيشها الإنسان، وهي شرط تذوق معناها. الكرامةُ هي القيمةُ المركزية العليا التي تستمدّ منها كلُّ قيمةٍ قيمتها، حمايةُ كرامة الإنسان شرطُ وجود كلِّ قيمة سامية، فلا حريةَ بلا كرامة، لا مساواةَ بلا كرامة، لا عدلَ بلا كرامة، لا إحسانَ بلا كرامة، لا احترامَ بلا كرامة، لا تواضعَ بلا كرامة، لا تهذيبَ بلا كرامة، لا محبّةَ بلا كرامة، وهكذا الحالُ في كلِّ القيم الأخلاقية السامية والحريات والحقوق فإنها تنفي مضمونها عندما تصادر كرامةَ الإنسان. ......
#القيم
#معناها
#حمايتها
#للكرامة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730873